عبد الظل - الفصل 140
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
عبد الظل ١٤٠. وريث حقيقي.
مر الوقت عليهم في صمت، كان كل منهم يفكر في مصيره الخاص داخل هذا المكان الملعون. وأخيرًا، أخرج صني نفسه من تفكيره المظلم وسأل:
“اذن كنت هنا طوال هذا الوقت؟ كيف لك أن تتحمل تكاليف المعيشة في القلعة؟ لا تخبرني أنك انضممت إلى… جيش الثعبان الذهبي هذا.”
تنهد كاستر.
“لا… لا، لم أفعل. رغم أنني سأكذب إن قلت أنه لم يتم اغرائي بالانضمام. بطريقة أو بأخرى، كل الطرق هنا تؤدي إلى جونالوج ورجاله. لم يكن هناك العديد من النائمين الأقوياء الذين تمكنوا من البقاء مستقلين. حاليًا، أنا واحد منهم.”
حدق فيه صني وكرر سؤاله:
“وكيف ذلك؟”
هز الشاب الوسيم كتفيه.
“تمنحني قدرة جانبي الخاصة أفضلية معينة عندما يتعلق الأمر بالهروب من مخلوقات الكابوس. ليس بالكثير عندما يتعلق الأمر بقتلهم مع ذلك. ذهبت في عدد قليل من حملات الصيد مع صيادين مستقلين آخرين… ولكن كان هذا خطأ فادح. بالكاد تمكنت من الهروب على قيد الحياة. ومع ذلك، فقد تمكنت من الحصول على بعض شظايا الروح. أما الباقي فحصلت عليه من بيع بعض الذكريات.”
صحيح… على عكسهم هم الناس العاديين، دخل الوريث الفخور عالم الأحلام بترسانة كاملة من الذكريات التي أعدتها عشيرته له. لقد بدأ أيضًا بكمية معقولة من جوهر الروح مستوعبة بالفعل. رغم أنها لم تكن بذاك الكبر مع ذلك.
فعلى عكس الذكريات، التي يمكن لأي شخص إعادتها إلى العالم الحقيقي، كانت تُعتبر شظايا الروح أشياء مادية، ولهذا لم يتمكن سوى السادة والقديسين من جلبها إلى العالم الحقيقي – لأنهم كانوا يتنقلوا بين العوالم بجسدهم وليس بروحهم مثل النائمين والمستيقظين.
هذا يعني أن حتى العشائر القديمة لم يكن بوسعها إطعام الكثير من جوهر الروح إلى نسلهم. كان السادة سلالة نادرة بعد كل شيء، ناهيك عن القديسين.
عموماً، كان حظ كاستر أفضل بكثير من حظ أي شخص آخر على الشاطئ المنسي. كانت ذكريات أجداده كافية لشراء أشهر، وربما سنوات حتى من الحياة الهادئة في القلعة. يمكنه استخدام هذا الوقت ليتعلم كل شيء عن المدينة المظلمة ويصبح صيادًا، أو يعيد النظر وينضم لجيش جونالوج.
حتى في ذلك الجحيم، أعطته خلفيته ميزة هائلة.
‘ابن الحقيرة المحظوظ…’
لكن هذا كان لا يفسر لماذا كان هؤلاء البلطجية غير راغبين في رفض طلبه.
عبس صني.
“لماذا كان رجال جونالوج خائفين منك؟”
نظر إليه كاستر بسخرية.
“هذان الإثنان؟ أوه صحيح. لقد وصلت للتو إلى القلعة. حسنًا… باختصار، هناك أنواع مختلفة من الأشخاص الذين يخدمون جونالوج. الرجال الذين قمت بإهانتهم هم من أعضاء حرس القلعة. إنهم في أسفل السلم الوظيفي. إنهم أيضًا الأضعف وليس لديهم خبرة حقيقية في القتال. السمعة القليلة لدي كانت كافية لجعلهم يفكران قبل أن يعبثا معي.”
للحظة، كان هناك بريق خطير في عينيه، بسبب شخصية كاستر الوديعة، عند التحدث إليه، كان من السهل نسيان ما كانت تعنيه كلمة وريث. الورثة كان يتم تدريبهم على القتل والقتال منذ أن استطاعوا المشي. كان كل واحد منهم يعتبر قوة حقيقية. لم يكن لدى صني أدنى شك أن سمعة كاستر الفعلية في القلعة لم تكن ضئيلة كما كان يريدهم أن يعتقدوا.
فبعد كل شيء، كان الإنسان الوحيد… لا، بالأحرى، كان الكائن الوحيد الذي استطاع هزيمة نيفيس في معركة. ومن حيث القوة الشخصية، كانت نيفيس هي الذروة في قلب صني.
لا يمكن لأي شخص آخر أن يقارن بها حتى.
كان متأكدًا أيضًا أن كاستر قد اكتسب سمعته عن طريق سفك الدماء.
‘آمل… آمل حقًا ألا أضطر إلى مواجهة هذا الرجل في معركة يومًا ما’. فكر صني، وكان يحس بشعور بارد كان يأمل بشدة ألا يكون حدسه.
بتنهد، حاول اخفاء عدم الارتياح هذا وسأل:
“اذن لا ينبغي علي القلق بشأن انتقامهما؟”
أعطاه الشاب الودود إيماءة.
“قد يحاول الحارسان القيام بشيء بمفردهما، ولكن لن يكون هناك أي رد فعل من الحشد نفسه. لكني أشك أنهما سيفعلان شيء. فقط احرص على ألا تعاديهما أكثر من ذلك.”
أصبح تعبيره جادًا فجأة.
“ولكن إذا كانوا أحد الصيادين، أو ما أسوأ من ذلك، أحد مرشدين الطريق، حتى اسمي لم يكن ليحميك. سوف تموت ببساطة. لذلك، رجاء راقب أفعالك في المستقبل. هذه القلعة يمكنها أن تكون خطيرة مثل المدينة في الخارج. خصوصا لشخص لديه نفس… مزاجك.”
‘ماذا يفترض أن يعني ذلك؟’
أراد صني أن يرد، لكنه قرر إغلاق فمه.
…نعم، كان لديه حقًا مزاجًا متقلبًا يجلب له المتاعب. لقد قبض عليه متلبسًا.
بينما كان يعيد النظر في خيارات حياته، تحدثت كاسي فجأة بصوت هادئ:
“كاستر… ألا توجد طريقة للخروج من هنا حقًا؟”
نظر إليها الوريث الفخور وظل صامتًا لفترة طويلة، كان هناك تعبير كئيب يشق طريقه إلى وجهه، عيناه كانت ثقيلتين وكاتمة.
بعد فترة، تنهد وقال:
“حتى إذا كانت توجد طريقة، لن يستطيع أي منا أن يأمل في الوصول إليها، يا كاسيا. في الوقت الحالي، هذا هو المكان الذي يجب علينا العيش به. ربما قد يتغير شيء ما في المستقبل. ولكن الآن، فقط اعتني بنفسك وحاولي البقاء على قيد الحياة.”
بوقوفه، نظر إليهم مرة أخيرة وابتسم:
“كان من الرائع جدًا رؤيتكما يا رفاق، أعني ذلك حقًا. سوف أترككما لتكملا طعامكما اذن، إذا لم يكن لديكم اعتراض، إن احتجتم إلى شيء في المستقبل، فلا تترددا في المجئ والعثور علي. منزلي يقع في برج الفجر.”
‘منزلي… بالطبع هذا الوغد لديه “منزلي”…’
وبذلك، غادر كاستر، مما سمح لصني أخيرًا أن يأكل حساءه، الذي كان بالكاد دافئًا الآن.
‘عظيم، لقد أفسد فطوري’. فكر صني بغضب، حافرًا ثقبين بعينيه في ظهر النائم الطويل. هذا خطأه! كل هذا خطأه، وليست غلطتي. نعم، بالتأكيد…’
***
بعد مرور بعض الوقت، كان صني يستلقى علي سريره وعيناه مغلقتان. كان برج الغسق هادئًا وساكنًا.
لقد حان الوقت ليرسل ظله في جولة…
ترجمة بواسطة: Laa Hisham