عبد الظل - الفصل 2323
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
الفصل 2323 : الفجر الذهبي
بعد لحظة، كان صني واقفًا على حافة الفوّهة الهائلة لبحيرة حمم البركان. لقد عَبرَ عبر الظلال بينما سحب معه القاتلة وكاي – بقيت القاتلة غير مبالية، معتادةً منذ زمنٍ على مثل هذا التصرف، بينما بدا كاي مصدومًا قليلًا. بقي صني صامتًا للحظة.
“عندما أفكر في الأمر… فتلك القلعة هي حصنٌ سيئ جدًا، ألا تظن؟”
كانت قلعة الرماد قائمةً فوق الفوهة الرئيسية للبركان، في قلب بحيرة الحمم – مما يعني أن جدرانها وأبراجها كانت أخفض من المنحدرات المحيطة. لم يكن بالإمكان رؤية القمم المغطاة بالثلوج حتى من سطح البرج الرئيسي، بينما سيكون الخصم فوق القصر بمجرد تسلقه للبركان ووصوله إلى بحيرة الحمم. لقد كان حصنًا دفاعيًا سيئ التصميم بحق…
“مع كامل احترامي… لا أظن أن الوقت مناسب الآن للتفكير في محاسن وعيوب تصميم قلعة قديمة.”
بدا صوت كاي متوترًا. نظر إليه صني ورفع حاجبه.
“ما الذي تقصده؟ نحن على وشك التعرض لهجوم، فمتى سيكون الوقت أنسب من هذا؟”
بابتسامة خفيفة، استدار ليواجه القمم الثلاث المغطاة بالثلج والتي ارتفعت في البعد.
غاب القمر خلف الأفق، وأشرقت الشمس. الآن وقد عرف صني أين الشرق، استطاع تحديد مواقع بقية الاتجاهات الأساسية أيضًا. كانت قلعة الرماد قائمة على الحافة الجنوبية من لوح اللعبة، بينما كانت الجبال الثلاثة المنعزلة – وقلعة الثلج أيضًا – في الشمال.
وقد لوّن الفجر بحر السُحب المتدفق بأساليب ناعمة من اللون البنفسجي والليلكي. كان العالم أكثر ظلمةً فوق البراكين، حيث غطّت سحب الدخان والرماد السماء، لكن في الشمال… عبس صني.
كانت رياح الأعاصير تعصف فوق الجبال البعيدة، وكانت عاصفة ثلجية هائلة تتحرك قادمة من الشمال، وكان جدارها المتموج يبتلع العالم ببطء. وبعد لحظات، ارتطمت بالقمم الثلاث، مرسلةً أعمدة ضخمة من الثلج في الهواء. وقد تشبّعت الأعمدة بضوء ذهبي حالم مع شروق الشمس، وامتدت جنوبًا، محمولة بالرياح كمجساتٍ تتطاير في الهواء.
“هناك أمرٌ غريب في الرياح.”
نظر صني إلى كاي.
“ماذا تعني؟”
تردد الرامي الساحر للحظة، ثم هزّ كتفيه.
“لستُ متأكدًا كيف أشرح ذلك. دائمًا ما يولي الرماة المستيقظون الرياح اهتمامًا خاصًا – فسرعة الرياح واتجاهها أمران مهمان جدًا عند إطلاق السهام لمسافات بعيدة، فيصبح الإحساس بها غريزة. وغريزتي تخبرني أن هناك خطبًا ما في الرياح.”
تردد لبضعة لحظات، ثم أضاف بتنهيدة:
“في الحقيقة، نعتمد على الغريزة كثيرًا. هناك أمور كثيرة تؤثر على مسار السهم – الارتفاع، درجة الحرارة، الرطوبة، حتى تأثير كوريوليس… أي شيء له علاقة بالمقذوفات. وبالطبع، لا شيء منها يتصرف بعقلانية في عالم الأحلام، فلا خيار سوى تطوير إحساس غريزي بكل تلك الأشياء. إذا أردت أن تصيب هدفًا من مسافة بعيدة، على الأقل.”
حكّ صني طرف أنفه.
“حقًا؟ هاه… أنا فقط أرمي الأشياء بأقصى قوة وأتمنى الأفضل. حسنًا، أنا لا أعتمد على البصر في التصويب، لذا أعتقد أن حالتي مختلفة قليلًا.”
ثم نظر إلى القاتلة وابتسم.
“ماذا عنكِ؟ هل أنتِ موسوعة متحركة في علم المقذوفات أيضًا؟”
بدلًا من الإجابة، أشارت ظلّه إلى مجسات الثلج الممتدة من الجبال الوحيدة.
في تلك اللحظة، كانت أولى رقاقات الثلج قد وصلت إلى منحدرات البركان الثائر. ثم حدث شيء غريب… ابتلعت العاصفة الثلجية الجبال الثلاث، وفي الوقت ذاته، لمعت مجسات الثلج وكأنها تمتص ضوء الفجر الذهبي. امتدّ تموّج عبر بحر السحب أسفلهم، وبدا أن الثلج قد تصلّب، متحوّلًا إلى زجاج. وسرعان ما تقوّست جسور خيالية لا يمكن تخيلها من الزجاج المتجمّد فوق بحر السحب الذهبي الوردي النابض بالحياة، ممتدةً لعشرات الكيلومترات وهي تتلألأ بنور حالم. كان منظراً بديعاً وخيالياً…
لكن ما كان يهم صني أكثر هو أن الجسور الكريستالية كانت تربط الجبال الثلجية بالبراكين.
‘هل بدأوا بالتحرك؟’
عبس بخفوت، ثم نظر إلى كاي والقاتلة.
“أظن أنه من الأفضل أن تجهزا أنفسكما للرمي.”
كان بالكاد يرى الجبال البعيدة خلف ستار الثلج المتموج الذي ابتلعها. ومع ذلك، كان يشعر به… شعور ثقيل وضاغط يملأ الهواء، ينذر بتهديد وشيك.
ارتجف كاي، مما دفع صني للسؤال:
“ماذا ترى؟”
تردد الرامي الساحر للحظة، ثم تكلّم بصوت خافت:
“على الجبل الشرقي… عاد الروبوت الآلي العملاق إلى الحياة. وتساقط الجليد من مفاصله، وهو يمد يده نحو سيف ضخم كان مغروزًا في الثلج. وعلى الجبل الغربي، تمدّ الدودة العملاقة جسدها ببطء. إنها تزحف داخل نفق – رأسها، على الأقل. وذلك الشيء أضخم حتى مما كنت أظن.”
التف ببصره قليلاً.
“وعلى الجبل الذي أمامنا مباشرة، خلية الحشرات الكريستالية في حالة جنون. لقد استيقظوا بالفعل من سباتهم واندفعوا إلى الخارج، مُزيلين الثلج والجليد الذي كان يسدّ مداخل كهوف الجليد. إنهم… أكبر عددًا بكثير مما بدا.”
عبس صني.
كان كل جبل من الجبال متصلًا بأحد البراكين. لذا، كان من المنطقي افتراض أن العملاق الآلي سيسيطر على البركان الشرقي، وأن دودة الثلج ستسيطر على البركان الغربي… بينما خلية الكريستال ستهاجم قلعة الرماد.
وكان يتوقع من رجسات الثلج أن تتجه نحو المربعات الفارغة، أو أن تهاجم القلعة معًا. لكن يبدو أنهم سيتحركون بشكل مستقل، مستهدفين كلا الهدفين.
‘إذًا، ماذا يعني هذا بالنسبة لي؟’
لم تكن لديه أدنى فكرة.
ما عرفه صني في اللحظة الثانية هو أن سربًا من الوحوش العظيمة سينقض عليه وعلى رفاقه قريبًا.
ألقى نظرة طويلة على كاي، ثم مدّ يده…
لكن لم يحدث شيء.
‘اللعنة’.
أراد صني استدعاء كرسي الظل، لكن للأسف، لم يكن لديه وصول إلى ذكرياته.
لذا، وبدلًا من ذلك، مسح الرماد عن صخرة قريبة، وجلس عليها، ثم أشار إلى جسر الزجاج الأثيري.
وعندما لاحظ التعبير المرتبك على وجه كاي، ابتسم صني.
“إنهم جميعًا لك!”
ترجمة آمون