عبد الظل - الفصل 2308
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
الفصل 2308 : ألعاب الأطفال
كان صني يأمل حقًا ألا يكون جزء من نسب ويفر مخبأً داخل بيت الدمى. ولحسن الحظ، لم يشعر بشيء سوى إحساس غريب بالنفور وهو يقف أمام تلك اللعبة المرعبة… رغم أنه لم يعد مقدّرًا ولا مرتبطًا بنسيج القدر، وبالتالي فقد حدسه الخارق للطبيعة، فإن حواسه كفائق كانت لا تزال تتجاوز حواس البشر العاديين. لو كان هناك إرث لشِيطَان قريب، لكان شعر به. والأهم من ذلك، أن نسيج الدم كان سيتفاعل مع وجود جزء أخر من شيطان القدر.
لذا، وبعد أن درس بيت الدمى المخيف من مسافة آمنة، حوّل صني انتباهه إلى مكان آخر. شعر فعلًا أن هناك شيئًا مميزًا بشأن تلك اللعبة بالذات… رائحة خفيفة لشِيطَان، حتى.
لكن لم تكن تلك الرائحة لويفر.
“أعتقد أن آرييل هو من صنع هذه.”
نظر إليه كاي، وصمت قليلاً، ثم أومأ برأسه:
“قد يكون فعل حقًا.”
تجول صني بنظره حول غرفة الألعاب، متفحصًا الألعاب المختلفة.
كانت الأخوات سونغ قد شردن، غارقاتٍ في ذكريات طفولتهن… رغم شعوره بالاضطراب، لا بد أن هذا المكان كان ساحرًا للفتيات المراهقات. خاصة أولئك اللواتي كن يتيمات ذات يوم، مثل سيشان واخواتها. فلم تكن حياة الأيتام سهلة في هذا العالم. وكان صني يعرف ذلك جيدًا بنفسه… ومثلهم، حُرم من فرحة امتلاك الألعاب عندما كان طفلًا.
صحيحٌ أنه على عكسهن، لم يتم تبنيه من قِبل ساحرة إرث قوية. والآن بعد أن فكر في الأمر…
عبس صني ونظر إلى سيشان.
‘الأخوات سونغ تم تبنيهن. ورَين تم تبنيها. ما هذا بحق، لماذا أنا الوحيد الذي لم يتم تبنيه؟!’
أين العدل في هذا؟.
ابتسم كاي بخفوت.
“لديك تعبيرٌ غريب، صني. عمّ تفكر؟”
تردد صني بضع ثوانٍ، ثم هز رأسه.
“كنت أفكر فقط في كيف كان يمكن أن تتغير حياتي لو أن شخصًا مثل كي سونغ أخذني من الشوارع. سواءً للأفضل أو للأسوأ.”
تنهد وقال:
‘لقد كانت تهتم ببناتها كثيرًا. ومع ذلك… فرضت عليهن أيضًا نسب سَامي الوحوش، وأصابتهم بتعويذة الكابوس. فهل كن محظوظات أم تعيسات بلقائها؟ لستُ متأكدًا تمامًا.’
ثم ألقى نظرة أخرى حوله وأضاف، بنبرة حزينة:
“ولست متأكدًا أيضًا مما إذا كانت ملكة اليشم محظوظة بلقائها شيطان الرعب.”
رفع كاي حاجبه.
“ماذا تعني؟”
هز صني كتفيه.
“فكر في الأمر. لماذا توجد غرفة مليئة بالألعاب في أعماق قصر اليشم؟”
بدت الحيرة باديةً على وجه كاي. فبقي صني صامتًا قليلاً، ثم قال بأسى:
“فمن الممكن أن تكون ملكة اليشم قد أنجبت أطفالًا، أو أنها ببساطة كانت تستمتع بجمع الألعاب. ولكن من الممكن أيضًا أنها قد تربت بذاتها هنا، في هذا القصر الحجري. على يد شيطان الرعب.”
نظر إلى التماثيل الصغيرة ذات الفساتين الجميلة، والفرسان الشجعان المصنوعين من معادن نفيسة، والوحوش المحشوة بعيون كاللؤلؤ… وإلى بيت الدمى المعقد المملوء بعظام الدمى الهالكة.
وأصبحت تعابير وجهه قاتمةً.
“كما تعلم، كان محظورًا على الشياطين إنجاب نسلٍ. ولكن يبدو أنهم جميعًا تمردوا على هذا الحظر، كلٌ بطريقته الخاصة. ترك ويفر خلفه نسبًا سريًا. وصنع نيذر القديسين الحجريين. وعاشت الأمل بين البشر واعتنت بهم وكأنهم أبناؤها. أما شيطانة الخيال، فقد كانت لديها مراياها وأوهامها…”
تنهد صني.
“لكن ماذا كان لدى آرييل؟”
تردد كاي لثوانٍ قليلة، ثم قال بحذر:
“لديه ملكة اليشم؟”
هز صني كتفيه، غير متأكد.
“ربما.”
وبعد ذلك، ترك كاي خلفه وذهب لاستكشاف غرفة الألعاب.
تجول الخمسة في سلسلة من الغرف لفترة من الزمن، يدرسون التحف المخفية هناك منذ العصور القديمة. كان هناك الكثير من الأشياء العجيبة لرؤيتها، لكنها لم تكن ما يبحث عنه صني.
وفي النهاية، بقيت غرفة واحدة فقط.
وتصادف أن صني شعر أن دمه يغلي عندما اقترب منها.
“هناك؟”
نظر إلى كاي والأخوات سونغ، وتردد بضع ثوانٍ، ثم قال:
“انتظروا.”
نظروا إليه بفضول.
لم يكن صني يعرف ما الذي سيجده في أعماق غرفة الألعاب، لكنه كان يشك بشدة أن الجزء الرابع من نسب ويفر سيسقط في يده بسهولة. فالأول والثاني والثالث لم يفعلوا.
لذا… كان عليه أن يكون حذرًا. نظر إلى رفاقه – واحد منهم كان مقصودًا، والثلاثة الآخرون كانوا عرضيين – وأخذ نفسًا عميقًا وقال:
“هناك احتمال كبير أن يحدث شيء غير متوقع بمجرد دخولنا تلك الغرفة. مهما كان… لا تصابوا بالذعر، واتركوا لي التعامل معه. وإذا بدا أن الأمور أصبحت خطيرة للغاية، انسحبوا فورًا.”
توقف، وخدش رأسه، ثم أضاف بلا مبالاة:
“أوه، وإذا حدث لي مكروه… انتظروا حتى يصل بديلي التالي. يجب ألا يستغرق الأمر سوى بضعة أيام.”
كان هناك احتمال ضئيل أن يفقد تجسدًا له هنا. لكن هذا لا يعني أنه سيتخلى عن استعادة جزء من إرث ويفر.
أمالت ريفل رأسها قليلاً.
“بديلك… التالي؟”
ابتسم لها صني ابتسامة عريضة.
“نعم، بديلي التالي. ماذا، هل ظننتِ أن قتلي مرةً واحدة يعني أنني سأموت حقًا؟”
حدقت به لبضع ثوانٍ، ثم أطلقت تنهيدة محبطة.
“لو عرفت بذلك، لما حاولت قتلك، أليس كذلك؟”
ضحك صني.
“ربما لا. لكن، مهلاً… كانت محاولة مثيرة للإعجاب. لا، حقًا – الكمين عند البحيرة المتلاشية كان كتحفة فنية. لقد ربحتُ الكثير في ذلك اليوم. شكرًا لكِ.”
زمّت ريفل شفتيها ثم صرّت على أسنانها.
“على الرحب والسعة.”
انحنى كاي نحوه وهمس:
“إنها تكذب. أنت لست موضع ترحيب.”
حدّق به صني، ثم همس ردًا:
“لماذا تهمس، أيها الأحمق؟ الجميع يسمعك!”
سعل كاي محرجًا.
“آه… صحيح. آسف. إنها عادة.”
هز صني رأسه وأخذ نفسًا عميقًا، ثم استدعى القاتلة. نهض ظل القاتلة من الظلام، محدقةً به وبمرافقيه من خلف حجابها.
أشارت مغنية الموت فورًا بإصبعها وفتحت فمها، وكان وجهها يلمع بالحماس، ولكن قبل أن تتمكن من قول شيء، غطّت سيشان فمها بيدها.
“آه… أرى أن لديك خادمة جديدة، يا مولاي.”
ابتسم صني.
“أوه، إنها ليست خادمة، إنها موظفة. في الواقع، والآن بعد أن أفكر بالأمر، أنتما روحان متماثلتان. فهي لا تقبل الدفع إلا بالدم.”
لم تقل سيشان شيئًا، لكن عينيها الجميلتين تلألأت فجأةً بعاطفة غريبة.
ضحك صني.
“لكن لا تقلقي، لن أجمع تبرعات الدم اليوم. لقد دفعت لها هذا الأسبوع، وفوق ذلك… لا أريد التفاخر، لكنها لا تتذوق إلا دمي.”
مبتعدة، دفعت الباب الأخير ودخلت غرفة صغيرة.
كانت هناك رفوف مليئة بالألعاب القديمة أيضًا، ولكن كان هناك طاولة منخفضة في منتصفها، تحيط بها وسائد ناعمة. وكان هناك شيء فوق الطاولة…
لوح مربع من اليشم مع مفصلات صغيرة في منتصفه، مما يشير إلى أنه يمكن طيه ليصبح صندوقًا. كان سطحه مقسّمًا إلى سبع صفوف من سبع مربعات لكل منها – معظمها أبيض، مع وجود ثلاث مربعات سوداء بارزة أسفل اللوح بلونها الأسود الزاهي. وكان هناك تماثيل محفورة بتعقيد تقف فوق مربعات مختلفة، معظمها تمثل وحوشًا مروعة. أما التماثيل السوداء الثلاثة فكانت محاطة بعشرات التماثيل البيضاء.
حدق صني باللوح بتركيز، شاعراً بدمه يتفاعل معه بشعور غريب ووخز خفيف.
لم تكن هناك مخلوقات كابوسية داخل الغرفة. ولا خطر مروع، ولا أسرار مرعبة.
فقط ألعاب قديمة ولوح اليشم المُشع والمصنوع بإتقان.
رفع صني حاجبه، مرتبكًا.
“ما هذا بحق؟”
كانت قاتلة قد دخلت الغرفة بالفعل، وتبعها كاي.
التفت كاي حوله، ثم درس لوح اليشم بفضول. وأخيرًا، قال:
“أعتقد أنها… شطرنج.”
ترجمة آمون