عبد الظل - الفصل 2274
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
الفصل 2274 : اللورد المظلم
…كان الشق المظلم في نسيج الواقع بوابة الأحلام.
لكن لا يمكن لبوابة الأحلام أن تكون مخفية في خزانٍ تحت الأرض أسفل مقر الحكومة المركزية. لأنه لم يكن هناك سوى فائق واحد في العالم، وسوى بوابة أحلام واحدة… البوابة المتألقة الخاصة بنجمة التغيير، السَامية الحية للبشرية.
ومع ذلك، كانت هذه البوابة في غير محلها. كانت تعج بظلامٍ لا يمكن اختراقه، مما جعل جون يقشعر كما لو أن البرد قد اخترق عظامه حتى النخاع.
لكنه لم يكن ممن ينكرون ما يرونه.
‘بوابة أحلام… ثانية؟’
إذا كانت هناك بوابة أحلام ثانية في العالم… فهذا يعني أن هناك فائقًا ثانيًا أيضًا.
كاد أن يتعثر.
ربتت المستيقظة كيم على كتف جون.
“اهدأ يا قرصان. هذا السر معتمد رسميًا من برج العاج”
ابتلع جون لعابه.
“لـ–لكن… لورد الظلال… مات. رأيته يموت بعينيّ الاثنتين.”
ابتسمت.
“هل رأيته حقًا؟”
ثم غادرت المستيقظة كيم المصعد ودخلت الخزان.
فقط عندها لاحظ جون أن هناك العديد من الحاويات المبعثرة عشوائيًا على أرضية الغرفة تحت الأرض، بالإضافة إلى عدة أشخاص منشغلين بتفريغ مواد بناء وإمدادات منها.
“هذا مرعبٌ نوعًا ما، أليس كذلك؟”
ارتجف عندما سمع صوتًا ودودًا يتحدث في أذنه.
استدار، فلاحظ شابًا ينظر إليه بابتسامة ودودة. المقلق في الأمر أنه لم يشعر باقترابه على الإطلاق.
مرّت سنوات منذ أن تمكن أحد من التسلل إلى جون. وكانت لا تزال لديه ندوب من تلك المواجهة التي كادت تودي بحياته.
أشار الشاب إلى بوابة الأحلام.
“بوابة سوداء مرعبة مخفية في غرفة سرية تحت الأرض… كاد يُغمى عليّ عندما رأيتها لأول مرة!”
نظر جون مجددًا إلى الشق الشاهق، محاولًا استعادة هدوئه.
“لورد الظلال… لا يزال حيًا؟”
لم يكن ذلك الطاغوت الشرير حيًا فحسب، بل كان أيضًا مسؤولًا عن قوة نخبوية سرية تدعم برج العاج من الظلال.
إذن… دبّر هو والسيدة نيفيس المبارزة المشؤومة، لسببٍ ما.
حاول جون استيعاب هذه الحقيقة.
وبشكلٍ ما… بدا الأمر منطقيًا ومريحًا.
كان أحد الفائقين مثل شمسٍ متألقة، تنير البشرية من الأعالي. أما الآخر فكان مثل ظلٍ هائل يختبئ في الظلام الأبدي تحت الأرض. وكلاهما يعمل جنبًا إلى جنب لحماية البشرية.
السَامية وظلها.
تنهد جون ببطء، ثم تجمّد.
‘انتظر… هل كان هذا هو ‘رئيسنا’ الذي بقيت المستيقظة كيم تتحدث عنه؟!’
شعر فجأةً بالدوار.
من يجرؤ على مناداة فائقٍ بلقب ‘رئيس’؟! أليس… أليس هذا تدنيسًا للمقدسات؟.
استدار الشاب إلى المستيقظة كيم وأدا لها التحية باحترام.
ابتسمت.
“أوه. راي… هل عدتما أنت وفلور من الربع الشرقي؟”
أومأ برأسه.
“أنا عدت، لكنها بقيت هناك لعلاج المدنيين. أوه، بالمناسبة، هل سيعود المعلم كوينتن قريبًا؟ كانت تريد شكره على إرشاده.”
هزت المستيقظة كيم رأسها.
“أنت تعلم أنه يقيم غالبًا في باستيون بشكل أساسي. والآن بعد أن أصبحت أميراتنا هناك أيضًا، فلن يعود بأي وقت قريب.”
تنهد الشاب – راي -.
“لا أفهم… حقًا لا أفهم. عندما علمت لأول مرة أن راني – أعني، رَين – من العائلة الملكية، شعرت بالغيرة قليلًا. لكنها عادت مباشرة إلى فريق صيانة الطرق بعد الحرب! والآن تُوصّل القهوة في باستيون. أليس رئيسنا قاسيًا جدًا على أخته؟”
عندها فقط لاحظ جون أن راي كان يرتدي درعًا أسود شبيهًا بدرع المستيقظة كيم.
في الواقع، كل من في الغرفة تحت الأرض كانوا يحملون شعار الثعبان المُلتف.
شعر فجأة بقلبه يخفق.
‘هل هذا يعني أنني سأحصل على واحدٍ أيضًا؟’
هل سيحصل على درعٍ متسامٍ مخصصٍ له؟.
‘لقد قالت بالفعل أن امتيازاتنا رائعة…’
في هذه الأثناء، أشارت المستيقظة كيم إلى جون وقالت بنبرة حيادية:
“هذا هو مجنّدنا الجديد، القرصان. يا قرصان، هذا هو أفضل متخصص تسلل لدينا، راي. كن لطيفًا معه… حبيبته معالجة.”
نظر جون إلى الشاب وابتسم.
“لنكن أصدقاء.”
أي شخص يعرف أي شيء يدرك أن كسب ودّ المعالِجين كانت أولوية قصوى.
وبعد أن ودّعا راي، مرّ كل من جون وكيم عبر حاويات الشحن، ثم عبرا بوابة الأحلام دون أي ضجةٍ تُذكر.
كان جون يتساءل، بخوفٍ بسيط، عما قد يواجهه على الجانب الآخر، لكنه فوجئ عندما رأى…
لا شيء.
لا شيء على الإطلاق. كان مُحاطًا بظلامٍ دامس، ظلامٍ نادرًا ما يُصادف في عالمٍ مليءٍ بالنجوم والأقمار وإنارة المدن.
كل ما كان يشعر به هو هبوب الرياح على وجهه، مما يوحي بأنه لم يعد تحت الأرض. كما بدأ يسمع أصواتًا خافتة قادمة من بعيد.
كانت المُستيقظة كيم في مكانٍ ما قريب. وصله صوتها من على بُعد أمتارٍ قليلةٍ بعد ثانية:
“ستتلقى العلامة قريبًا. أما الآن، فسأستخدم قدرة جانبي عليك. ستساعدك على الرؤية.”
ثم، فجأةً…
استعاد جون الرؤية.
لم يختفِ الظلام، لكنه استطاع بطريقة ما أن يرى من خلاله بوضوح. كان العالم بلا ألوان، لكن بخلاف ذلك، بدا وكأنه اكتسب رؤية ليلية مثالية.
تواجدت سماءٌ شاسعةٌ بلا نجومٍ فوقه.
وحوله…
أنقاض بقايا مباني متداعية لمدينة غابرة ومظلمة.
كان يقف في وسط ساحةٍ شاسعة تحت أغصان شجرةٍ عملاقة سوداء. كانت بوابة الأحلام تقف شامخة خلفه، فيما يمتد طريقٌ شاسع نحو أعماق المدينة أمامه.
تحدثت المستيقظة كيم بهدوء:
“هذه ساحة القديسة. على ما يبدو، هنا التقى رئيسنا بالقديسة لأول مرة…”
تردد جون قبل أن يسأل:
“أي قديسة؟”
هزت رأسها.
“ليست قديسة… بل القديسة – القديسة العقيقة. إنها جنرال فيلق الظلال… ومدرّبة القتال في عشيرة الظل. وستقوم بتدريبك أنت أيضًا.”
‘انتظر… هل تقصد… تلك التمثال الحيّ المرعب؟’
كان جون في الواقع على دراية لا بأس بها بلورد الظلال وخدامه الجحيميين، إذ شارك ذات مرة في معركة إلى جانب القديس المرتزق أثناء حملة غزو البحيرة المتلاشية.
فارسة العقيق الرشيقة، والشرير الفولاذي الشامخ، والثعبان متغير الشكل…
ألم يكونوا مجرد أصداء؟.
لكن على ما يبدو… لم يكونوا كذلك. وأحدهم سيقوم بتدريبه قريبًا.
تنهد.
“أنا… أتطلع إلى ذلك.”
أومأت المستيقظة كيم.
“أولًا، عليك أن تقابل الرئيس وتحصل على العلامة. بعد ذلك، سنُسكنك في القلعة المظلمة.”
رفع جون حاجبه.
“القلعة المظلمة؟”
بدلًا من الإجابة، أشارت كيم ببساطة.
استدار جون، ونظر إلى الأعلى، ثم تجمّد لبضعة لحظات.
هناك، على تلة شاهقة تطل على المدينة، بُنيت قلعة شيطانية من الحجر الأسود.
كانت عظيمة ومهيبة، تعلو منها عشرات الأبراج الممتدة نحو السماء، كل منها يستند على أقواسٍ وأعمدة مزخرفة. مع غراغيل مشوّهة تحدّق نحو الأنقاض من تحت الأفاريز.
كان هناك درجٌ فخمٌ يؤدي إلى بوابات القلعة. وأمامها، تواجدت منصة حجرية فسيحة، يُفترض أنها كانت تُستخدم لتجمّع الجنود في حال تسلّق العدو التلة.
لكن الآن، كان هناك معبد مذهل من الرخام الأسود قائمٌ فوقها.
المعبد عديم الاسم…
عند هذه النقطة سأل جون أخيرًا:
“عذرًا، أيتها المستيقظة كيم… لكن، أين نحن بالضبط؟”
نظرت إليه بحيرة، ثم ابتسمت ابتسامة خفيفة:
“وأين تظن؟ نحن في الشاطئ المنسي.”
شهق جون فجأة.
الشاطئ المنسي! تلك البوتقة الكابوسية التي صيغ فيها كل من أغنية الساقطين، وربتها الذئاب، والعندليب، وحرّاس النار… ونجمة التغيير نفسها.
مهد سامية البشرية.
عبس حاجبيه بخفة.
“انتظري… ألم يكن من المفترض أن هناك قلعة ساطعة هنا، يحكمها اللورد الساطع؟”
ضحكت المستيقظة كيم بهدوء.
“كانت هناك. أما الآن، فلدينا قلعة مظلمة… يحكمها اللورد المظلم.”
رمش جون.
“ألا يبدو هذا مباشرًا جدًا… ألا تظنين؟”
سعلت.
“أوه… بالفعل. فقط لا تقل ذلك في وجه الرئيس. مع أنه على الأرجح قد سمعك – فهو يسمع كل شيء، كما تعلم.”
شحب وجه جون.
“ما كنت أعنيه هو أنها تسمية شاعرية جدًا، ورمزية إلى حدٍ كبير. صحيح؟”
نظرت إليه كيم بشيء من الاستهزاء وهزت رأسها.
“على كل حال، دعنا نتحرك. يجب أن أعود إلى مركز NQSC قريبًا.”
سارا معًا عبر المدينة المظلمة، وكانت تشرح له بعض الأمور الإضافية. لكن “جون” كان مشتتًا قليلًا بسبب مشهد عدد لا يُحصى من مخلوقات الكابوس – أو بالأحرى، ظلالها الصامتة – تتحرك في الشوارع المهجورة، تُزيل الأنقاض الحجرية أو تنقل مواد البناء.
يبدو أن المدينة بأكملها كانت تُستعاد تدريجيًا إلى مجدها السابق.
في مرحلة ما، مرّا بجانب كاتدرائية مدمّرة مهيبة. ومن داخلها، كانت تُسمع أصوات إيقاعية لمطرقة تضرب سندانًا، يتردد صداها في أرجاء المدينة الصامتة.
نظر جون إليها بفضول:
“ما الذي يحدث هناك؟”
نظرت المستيقظة كيم نحو الكاتدرائية وعبست قليلًا.
“هناك… يعمل حدادنا بلا توقف، يصنع الأسلحة لأعضاء فيلق الظلال. إنه ظل، مثل البقية.”
ظن جون أنه لمح نبرة تبجيل في صوتها، لكنه لم يفهم ما تعنيه تمامًا.
وأخيرًا، صعدا التلة العالية وتوقفا. كان المعبد عديم الاسم على يمينهما، فيما كانت بوابات القلعة المظلمة الشاهقة أمامهما مباشرة.
نظر جون إلى الهاوية المظلمة، ولم يستطع إلا أن يرتجف.
“كما تعلم، أيتها المستيقظة كيم… عندما أنظر إلى هذه البوابة، لا يسعني إلا أن أشعر وكأنها فم وحشٍ عملاق لا يشبع.”
ألقت عليه نظرة غريبة، ثم توجهت نحو البوابة بهزة كتفيها بلا مبالاة.
“حسنًا، ذلك لأنها كذلك. هذه القلعة بأكملها هي طاغوت متسامٍ عملاق.”
ضحك جون.
‘المستيقظة كيم هذه… حسّها الفكاهي غريبٌ حقًا.’
“أنتِ تمزحين، صحيح؟”
دخلت المرأة المتواضعة القلعة دون أن تُجيب.
تردد جون أمام البوابات لبضعة لحظات.
“…صحيح؟”
***
1: معنى اسم جون – june هو يونيو بمعنى اسم الشهر السادس.
ترجمة آمون