عبد الظل - الفصل 2446
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
الفصل 2446 : شجار العشاق
لقد كان حقًا عيد ميلادٍ جيدًا.
في الواقع، كان صني يشعر ببعض الكآبة قبيل الانقلاب الشتوي… وذلك لأن نيفيس كانت تتجاهله ببرودٍ منذ تلك المحادثة الحادة في قاعة المجلس بقصر اليشم.
لقد وجد نفسه ينام على الأريكة لأول مرة منذ أن أصبحا معًا — حسنًا، بالمعنى المجازي. في الحقيقة، لم ينم أي منهما في أي مكان بعد تلك الليلة، لأن كليهما كان مشغولًا للغاية بسبب اقتراب الانقلاب الشتوي. لكن مع ذلك، كان يشعر بجدران بيت الكلب الرمزية تحيط به.
لم تكن نيفيس تتجنبه أو ترفض الحديث معه، أو حتى تتصرف بطريقة مختلفة تمامًا — لكنها انسحبت إلى ذاتها السابقة، تلك المتجردة من المشاعر، الباردة والبعيدة. كان يشعر بغضبها… ويشعر أيضًا بأنها مجروحة تحت هذا الغضب.
تحدثا مرة أخرى بعد تلك الليلة، في محاولة للتعبير عن مشاعرهما وأفكارهما بشكل أفضل. لكن ذلك النقاش الهادئ لم ينجح سوى في توضيح موقف كلٍّ منهما، دون أن يحلّ الخلاف الجوهري في آرائهما. لذا، بقيت مسافة محرجة تفصل بينهما لبضعة أيام.
كان ذلك يحزن صني… لكنه، بطريقة غريبة، كان يشعر بالرضا أيضًا.
لقد بدا له ذلك إشارة طيبة.
كانت هذه أول مرة يتشاجران فيها كزوجين — عادةً ما يكون صني متساهلًا جدًا، وكانت نيفيس لا تبالي بمعظم الأمور. أما حقيقة أنها غضبت هذه المرة، فتعني أنهّا تهتم لأمره بدرجة كافية لتغضب، وهو أمر جيد بحد ذاته. في الواقع، كان ذلك مطمئنًا.
كان ليشعر بمرارة أشدّ لو أنها بقيت هادئة لا مبالية بدلًا من ذلك.
أما عن مشاعره هو…
فكان متوترًا وقلقًا. إنه يعرف نيفيس، ويعلم أنها سترتمي في فكّ السَامي المنسي دون تردد في سبيل تحقيق هدفها… في سبيل رغبتها التي لا تُروى.
لذا، كان يخاف أن يفقدها.
لهذا السبب، كان كلٌّ منهما غاضبًا من الآخر، ولهذا السبب قضيا عدة أيام متباعدين.
لكن، ثم أتى الانقلاب الشتوي. وعلى الرغم مما كانت تشعر به نيفيس، فقد كبحت طبيعتها العنيدة، وبذلت جهدًا لجعل اليوم لطيفًا قدر الإمكان لصني.
لم يختفِ الخلاف بينهما فجأة، لكنه خفّف من حدة التوتر قليلاً.
…ومع ذلك، رغم أنّ الأمور عادت لتبدو طبيعية، بقيت مسافة خفية تفصل بينهما. كانت تلك الفجوة ضيقة وتبدو غير ذات شأن، لكن لم يكن صني يعرف كيف يتجاوزها.
‘اللعنة… لماذا كل أصدقائي عازبون؟’
كان في أمسّ الحاجة إلى نصيحة بشأن العلاقات، لكن لم يكن هناك الكثير ممن يمكنه اللجوء إليهم — وليس كأنّ مواجهة سَامي الفساد القديم كانت أمرًا شائعًا بين الأزواج.
كان هناك كيم ولاستر… لكنه سيكون مجنونًا إن طلب نصيحة من لاستر أو من المرأة التي تزوجت لاستر.
وهذا يترك مرشحة واحدة فقط.
إيفي.
‘نعم، لا… أفضل أن أطلب نصيحة من نيذر نفسه.’
وذاك رجلٌ أدّى فشل علاقته إلى تدمير الكون، لا أقل.
وهو يتفقد زقاقًا ضيقًا مهجورًا، حك صني مؤخرة رأسه.
‘بالمناسبة، كيف أصبح كل أصدقائي تقريبًا عازبين؟’
كانت الإجابة واضحة… ومحزنة في آن واحد: جميعهم مدمنو عمل.
لكن كيف ستنجو البشرية إن كان نخبة نخبتها من البالغين لا يملكون وقتًا لإنجاب جيوش من الأطفال؟.
هزّ رأسه، ووبّخ أصدقاءه في رأسه، ثم غاص في الظلال، حاملًا معه حمولة لا تطاق من الثقل.
بعيدًا عن الانقلاب، وعيد ميلاده، وأول شجار له مع نيفيس… حسنًا، أول شجار له معها بعد أن أصبحا معًا، على الأقل… فقد وقعت أمور أخرى أيضًا. لم يتوقف العالم عن الدوران، ولن ينتظر أحدًا.
في الشمال البعيد، في الغابة المحترقة، كان محيط من الفئران يحاصر في هذه اللحظة فيلقًا لا ينتهي من الحريش المقززة، يقتربون شيئًا فشيئًا من أعشاشها. وفي الكاتدرائية المتهالكة في المدينة المظلمة، كان أحد تجسيداته يعبث بجنون بتصميم الذكرى المربوطة بالظل المستقبلية، محاولًا دمج إنجازاته الأخيرة في النسيج ضمن نسيج التعويذة النظري.
وقد غادر تجسيد آخر الشاطئ المنسي وأسس قاعدة في قلب الغراب — لقد أثبتت تجربته في لعبة آرييل أن ترك معظم تجسيداته في الشمال أمر غير عملي وقت الطوارئ، لذا أراد صني تعزيز وجوده جنوب الجبال الجوفاء.
وفوق ذلك، لا بد من أن يحرُس أحدهم لوح اليشم وبيت الدمى في كل الأوقات… لم يقرروا بعد ما يجب فعله بهذين اللغمين الزمنيّين، لكن الاحتفاظ بهما في قصر اليشم لم يكن خيارًا على الإطلاق. وقد فكّر صني جديًا في رمي أحد اختراعات آرييل على الأقل في الختم الذي يحتوي بحر الظلام، لكنه لم يكن واثقًا أبدًا من كونها فكرة صائبة.
أما كاسي، فقد ألقت نظرة فاحصة على كاي بعد أن نال قسطًا من الراحة من تجربته في لعبة آرييل.
وكما توقّع صني تمامًا، فقد اختفت حلقات الرماد التي كانت تمنح أصدقاءه القوة بمجرد انتهاء اللعبة… لكنّها لم تختفِ دون أن تترك أثرًا.
لقد حصل كاي على سمة جديدة، [علامة الرماد]. وهذه السمة منحتْه توافقًا مع الرماد، أياً كان ما يعنيه ذلك — من بين أمور أخرى، زادت مقاومته الشديدة أصلاً للنار، ومنحته تعزيزًا طفيفًا يتصاعد حين يكون قرب حرارة شديدة أو محاطًا بها.
كان من اللطيف أن يرى صني أن المعرفة والخبرة… وكذلك القوس المصنوع خصيصًا له وجعبة الأسهم المسحورة المتقنة… لم تكن الأمور الوحيدة التي عاد بها كاي من لعبة آرييل. ومع ذلك، كان صني يظن أن صديقه يستحق أكثر بكثير.
فأين لك أن تجد متساميًا قتل وحشًا ملعونًا؟.
أثناء خروجه من الظلال إلى شارعٍ هادئ، ابتسم صني وتوجه نحو قصرٍ معين يقع هناك.
والآن وقد أصبح الانقلاب خلفهم… فإن صني ونيفيس سيصبحان أكثر انشغالًا. كان لديه مشروع جديد يتمثّل في سحر القلاع البشرية في عالم الأحلام، ما يعني أنه سيكون مشغولًا مع كاسي في البحث السحري لفترة قادمة، بينما كانت نيفيس مطلوبة في ساحات قتال عديدة.
والآن بعد أن ماتت الشيطان الملعون ولم تعد نيفيس مقيدة بباستيون، فغالبًا ما ستأخذ جزيرة العاج في رحلة طويلة. لقد بقيت مناطق الموت جنوب قبر السَّامِيّ جدارًا منيعًا ومصدر قلق دائم حتى الآن — وأرادت نيفيس أن تجري استطلاعًا مناسبًا لها أولًا.
لكن، قبل ذلك، لا بد لهما أن يتلقيا تقريرًا مفصلًا من عملاء عشيرة الظل المنتشرين في العالمين. كان قد تأجّل بسبب الانقلاب، لذا فقد حان وقته الآن. وكانت آيكو تعتقد أن الأمور تبدو أكثر مكرًا من المعتاد… ويجب التأكد من صحة شكوكها على وجه السرعة.
لكن ذلك من مهام تجسيداته الأخرى.
أما هذا التجسيد… فكانت له مهمة مختلفة.
كان صني ذاهبًا للبحث عن الجزء الخامس من نسب ويفر، هنا في باستيون… في النسخة الحقيقية من باستيون، على وجه التحديد.
ترجمة آمون