عبد الظل - الفصل 2423
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
الفصل 2423 : الصمت من ذهب
سار الطاغية خارج الردهة المدمرة كروحٍ شيطانية، توهجت ثلاث ذكريات منيرة فوق كتفيه وفوق رأسه مثل ثلاث عيونٍ لمسخٍ ساخط. كانت بزته السوداء مغطاةً بالغبار، ووجهه ملطخًا بالدماء. وكانت عيناه الزجاجيتان تتوهجان بغضبٍ بارد وقاتل.
اقترب من الصدى ووقف إلى جانبه، ثم نظر بقتامةٍ إلى الظلال الثلاثة. تحركت حارسة الخزنة لتقف خلفهم، مغطيةً عينيها من النور الساطع. أربعة مستيقظين ضد سيد وصدى لطاغوت ساقط.
نظروا إلى بعضهم البعض.
‘هل نُماطل لنمنح راي فرصة للنزول إلى هنا؟’
ترددت رَين للحظة. لم تكن تعرف خطة فريق القرصان، لكنها كانت متأكدة تقريبًا من أن راي قد تخلص الآن من الأتباع الأربعة الذين تركهم اللصوص لحراسة الرهائن. لم يكن الشاب أشرس مقاتلي فوجهم، لكنه كان سلاحهم الخفي – فتاكًا بشكل استثنائي، غالبًا ما يضرب من الظلال لإسقاط أعداء أقوى منه بكثير. ومع ذلك، فإن قدرة الطاغية الدفاعية القوية، بصفته صاعدًا، ستجعل من الصعب على راي قتله بضربة واحدة.
علاوةً على ذلك، كان عليهم إشغال الرجل الصاعد في حديث لمماطلة الوقت. وكان لدى رَين شعور أن السماح للطاغية بالكلام سيكون خطأً فادحًا.
‘ما العمل؟’
تحرك القرصان قليلًا، وأخرج شيئًا من حزامه. اتسعت عينا رَين قليلًا عندما أدركت ما كان الرجل الطويل يقبض عليه بكلتا يديه.
‘قـ–قنابل؟’
ماذا كان ينوي أن يفعل؟ وأي مستيقظ يحمل قنابل أصلاً؟ لم ترَها إلا في الأفلام.
بدا القرصان مبتسمًا ابتسامةً باردة خلف قناعه الشيطاني.
رفعت تمار سيفها العظيم قليلًا، مستعدة للاندفاع إلى الأمام.
شدّت فلور نفسها، حاميةً بجسدها حارسة الخزنة. فتح الطاغية فمه. وتوقف فجأة في حيرة، غير قادر على إصدار صوت.
بالطبع فشل.
فقد أطلقت عليه رَين لتوها لقبًا. أصبح الطاغية يدعى بالطاغية الأبكم.
‘آه، هذا مؤلم.’
فرض لقب على صاعد غير راغب كان أمرًا صعبًا ومرهقًا ويستهلك جوهرها بسرعة خطيرة فوق ذلك. على الأرجح، فإن السيد الشرير سيتحرر من التأثير خلال لحظة أو اثنتين – لكن لا بأس.
لأن رَين لم تنتهِ بعد. أرادت تجربة شيء آخر أيضًا. التفتت إلى الصدى، وركّزت، ومنحته اسمًا، محولة إياه من صدى بلا اسم إلى الصديق القذر للطاغية الأبكم. ثم، أطلقت عليه لقبًا أيضًا، وقرنته بالاسم الذي منحته إياه.
كان هذا سهلًا للغاية، ولم يكن مناقضًا لطبيعة الصدى – بل في الواقع، كان معتمدًا على طبيعته. هكذا، أصبح ‘الصديق القذر للطاغية الأبكم’ هو ‘الصديق القذر المطرود للطاغية الأبكم’.
‘ارحل!’
سكبت رَين جوهرها وإرادتها في اللقب، أملةً بيأس أن تنجح هذه الطريقة غير التقليدية في استخدام جانبها. وقد نجحت.
بعد ثانية، انفجر الصدى في دوامة من الشرر، عائدًا إلى روح الطاغية.
“هجوم!”
لم يُدمر الصدى القذر، بل طُرد. لذا، فإن اللص الصاعد يستطيع استدعاءه مجددًا بسهولة – لكنه سيحتاج إلى بعض الوقت ليعيد تجسيد ذلك الطاغوت البشع. عليهم القضاء على الطاغية قبل أن يحدث ذلك.
كان السيد الشرير، بلا شك، متفاجئًا من اختفاء صداه المفاجئ. أما الظلال، فقد اعتادوا على جميع أنواع الأشياء الغريبة وغير المفهومة – فهم من مدينة الظلام، حيث يحكم لورد الظلال. وكان شقيق رَين غريب الأطوار لدرجة تجعل كل الغرباء يبدون عاديين أمامه. ولو أعلن نفسه ثاني أكثر شخص غرابة في العالم – بل في العالمين – لما تجرأ أحد على المطالبة بالمركز الأول. لذا، فقد تصرفوا على الفور.
اندفعت تمار مثل الأنفجار، متحولةً إلى ضباب. لم يكن القرصان بعيدًا خلفها، وتبعتهما رَين وفلور. ثم وُجهت أربع أسلحة سوداء إلى نقاط الضعف في جسد الطاغية. حسنًا، انحرف تصويب رَين قليلًا، لأنها كانت تعلم أنها لن تستطيع إصابته حيث يجب. ولكن، حتى لو كان مفاجَأ، يبقى السيد سيدًا.
تحرك الطاغية بسرعة مرعبة، متفاديًا تمار رغم قدرتها المستيقظة. وفي اللحظة التالية، امتدت يداه للإمساك بعنقها – ثم، تباطأ كلاهما، كأنهما عالقان في مستنقع. كان الطاغية يمد يده نحو تمار، وهي تتفادى بعيدًا. شعرها يرفرف ببطء في مهب الرياح. ويداها تتحركان ببطء على مقبض السيف الأسود العظيم، تدفعان وتسحبان لتدوير النصل الضخم. كان النصل على بعد سنتيمترات من جذع اللص الصاعد، لكن بسرعة حركته الحالية، لن يُقطع في أي وقت قريب.
ثم، ارتطم القرصان بالطاغية، مطيحًا بكليهما إلى الخلف. عاد الزمن إلى تدفقه الطبيعي، واصطدم الرجلان بالأرض على بعد عشرات الأمتار من البقية. دقّ شيء ما وهو يتدحرج على الأرض. كانت دبابيس أمان القنابل.
اتسعت عينا رَين.
“أأنت مجنون؟”
في اللحظة الأخيرة، تمكن القرصان من دفع نفسه بعيدًا، منزلقًا على الأرض. مع ذلك…
عندما انفجرت القنابل، لم يكن يبعد أكثر من بضعة أمتار عن الانفجار.
فجأة، غُمِر الطاغية بالنور واللهب. تحرك كلٌ من الشظايا واللهب وموجة الصدم ببطء، متفتحين كزهرةٍ غريبة وجميلة ومشعة في كل اتجاه. كان القرصان أمام حلقة الانفجار المشتعلة ببطء مباشرةً، وجسده الراكع بارزٌ بحدة أمامها.
“أيـ..ها الـ…وغد!”
تحرك شيءٌ ما داخل اللهب.
لن يُقتل السيد، بطبيعة الحال، بواسطة بضع قنابل عادية. بل لن يُصاب بأذى خطير حتى. إلا إذا تدخلت رَين.
تخلّت عن لقب الأبكم، ثم أطلقت لقبين جديدين الى ‘الطاغية القابل للاشتعال ببطء’. ثم فتحت فمها.
ونطقت الاسم الحقيقي للنار.
ترجمة آمون