عبد الظل - الفصل 2418
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
الفصل 2418 : كبار الشخصيات
تحرك المهاجمون بسرعة وانضباط لا يتوقعهما المرء إلا من جنود مدرّبين جيدًا، لا من بلطجية يسطون على البنوك. وقبل أن تدرك رَين ما آلت إليه الأوضاع، كانت هي وتمار يُقتادان إلى أعماق المبنى.
كان الطاغية يتقدّمهم، ويتبعه ستة من رجاله. أما الرهينتان، فكانتا تمشيان خلفهم، ويحرسهما القرصان وفلور.
ما يعني أن أربعة من اللصوص المستيقظين بقوّا في الخلف لحراسة بقية الرهائن، وباتوا الآن وحدهم مع راي.
‘هل يمكننا الإطاحة بهم؟’
كانت رَين وتمار مقيّدتين بأصفاد مسحورة تبطئ جوهرهما على نحو غريب وتمنعهما من استدعاء أي من الذكريات. كان الأول كفيلاً بإعاقة استخدام قدرات الجوانب، لولا علامة الظلال. فكل فرد في عشيرة الظل يتقن التحكم في الجوهر بسبب حمله للعلامة وخضوعه لتدريب مكثف – لذا كانوا جميعًا محصنين تقريبًا ضد التأثير الخبيث للقيود المسحورة.
كانت رَين قد تخلّت عن الألقاب التي اختارتها لنفسها لتجنب غضب الطاغية، وبدأت تفكر بخطوتها التالية.
أولًا. رمقت البنادق التي يحملها المهاجمون بنظرة خاطفة. كان من الغريب أن يستخدم المستيقظون أسلحة معاصرة بدلًا من الذكريات. صحيحٌ أنه من الصعب إلحاق ضرر حقيقي بسيد عبر رصاصة، لكن المستيقظين أنفسهم أكثر عرضة بكثير للأسلحة النارية الحديثة. في الواقع، لم يكن القضاء عليهم برصاصة عالية الطاقة أصعب بكثير من قتل إنسان عادي. لذا، فالبنادق كانت تهديدًا حقيقيًا لرَين وتمار وباقي أفراد الظل.
ومع ذلك، وربما لأنها قضت سنوات طويلة في عالم الأحلام، بدا لها مشهد المستيقظين وهم يحملون أسلحة حديثة غريبًا للغاية. بل أكثر من ذلك، كانت الذكريات ببساطة خيارًا أفضل – ليس فقط لأنها أكثر فتكًا وقوة، وقد تتضمن أسحارًا قوية، بل لأنها أيضًا أسهل في الحمل والإخفاء.
أشارت رَين بلغة الظل:
[لمَ أنتم مسلحون بهذا الشكل؟]
ردّ القرصان، مما أوحى بأنه المسؤول عن هذه المهمة.
[الذكريات فريدة، لذا يسهل تعقّبها وتحديدها. السريّة هي المفتاح في مثل هذه المسائل.]
فكّرت في كلماته للحظة. كان هذا منظورًا غير متوقع، لكنه منطقي. ومع ذلك، بدا استعداده للرد غريبًا بعض الشيء.
[يبدو أنك تعرف الكثير عن هذه الأمور. هل سرقت العديد من البنوك مؤخرًا؟]
ردّ القرصان بهدوء. كان أمرًا غريبًا، لكن مع الممارسة، يمكن للمرء تمييز نبرة العاطفة والانفعال في حركة ظل الآخر عند التواصل عبر إشارات الظل. فلور، مثلًا، كانت تشير بلين وسلاسة. أما المجند الجديد، فكان يشير بدقة آلية، ببرود يشبه آلة مضبوطة بعناية.
[ليس كثيرًا.]
نظرت رَين وتمار إلى بعضهما. من أين، بالضبط، وجد شقيقها هذا الرجل؟.
كان نوعًا ما، رائعًا.
‘انتظر، هل سرق بنكًا بالفعل من قبل؟’
عند التفكير في الأمر، كانت هناك بالفعل مهمة مشابهة قيد الإعداد.
كان المهاجمون ينزلون إلى قبو البنك، وأحدهم يفتح الأبواب المدرّعة التي تعترض طريقهم بسرعة باستخدام وحدة تحكم محمولة. بدوا مستعدّين للمهمة، حتى وإن كان حبس أنفسهم في بنك بينما كانت قوات الحكومة قادمة لمحاصرتهم ضربًا من الجنون.
أشارت رَين بسؤال آخر:
[ما خطّتهم بالضبط؟]
أجاب القرصان بعد وقفة قصيرة:
[لم يُطلعونا على التفاصيل. لكنَ أحدهم يمتلك قدرة جانب للحركة المكانية. وهو طريقهم للهرب.]
‘.انتظر، لا بد أنه جديد جدًا. فكيف يتقن إشارات الظل بهذه الثقة إذًا؟’
لقد استغرقها الأمر وقتًا طويلًا لتتعلّم هذا الأسلوب الغريب من التواصل. هل هذا الرجل عبقريًا؟.
هذا غير عادل على الإطلاق!.
كتمت رَين غيرتها وطرحت سؤالها الأخير:
[وماذا عنّا؟ هل نطيح بهم؟]
تحرك القرصان قليلًا، وشعرت بنظرته الباردة تخترقها.
[رجاءً، لا تفعلي شيئًا بعد، يا أميرة. ليس قبل أن يكشفوا كل أوراقهم.]
عبست رَين. كان من المنطقي افتراض أن الطاغية يحتفظ بورقة رابحة أو اثنتين، لكن.
[وماذا لو آذوا الرهائن؟]
كان رده مقتضبًا:
[لن يفعلوا.]
لم يكن أمامها خيار سوى تصديقه.
‘إذًا…’
كان القرصان وفلور وراي هنا للتجسس على المهاجمين ومعرفة شيء عنهم، ثم الإطاحة بهم. ما يعني أن هؤلاء ليسوا مجرمين عاديين.
أرادت رَين أن تحك رأسها، لكن للأسف، كانت يداها مقيّدتين. من يكونون إذن؟ مخلصون ضائعون يرفضون تقبّل سقوط نظام فالور وسونغ؟ أتباع طائفة يوم قيامة غريبة؟.
لقد ظهرت عدة مجموعات من هذا النوع فجأة بعد إعلان زوجة شقيقها المتفجر.
أخيرًا، وصلوا إلى الخزنة. والتي، لم يتمكن خبير الطاغية التقني من فتحها – لذا دعا قائد المهاجمين تمار إلى الأمام، مشيرًا إلى القفل المعقّد.
“إن تكرّمتِ، يا آنسة تمار.”
حدّقت فيه ببرود لعدة ثوانٍ، ثم أشارت إلى الجزء السفلي من الآلية.
“هل من المفترض أن أمسح بصمات أصابعي ويداي مقيدتان خلف ظهري؟”
كان لعشيرتها صندوق ودائع في الخزنة، لذا من المفترض أن بياناتها محفوظة في سجلات عملاء كبار الشخصيات للبنك – وهذا وحده قد لا يفتح الباب، لكنه سيساعد الخبير التقني على خداع النظام.
تأملها اللصوص بصمت. وأخيرًا، دفع الطاغية أحدهم إلى الأمام.
“انزع عنها الأصفاد.”
ثم أعاد نظرته الزجاجية إلى تمار.
“رجاءً، لا تفعلي شيئًا متهورًا، أيتها الآنسة الشابة. إن فعلتِ، سأبدأ بقطع إصبع. أعلم أن تهديدًا كهذا لن يردعكِ – فالورثة يمكن أن يكونوا عنيدين للغاية – لكن لتعلمي أني لا أعني إصبعك. بل أقصد صديقتكِ الصغيرة هناك، ولن ينتهي الأمر بإصبع واحد فقط.”
قبضت رَين قبضتيها لا شعوريًا، مخفية أصابعها. أما تمار فبقيت هادئة، تحدّق في الطاغية بقتامة، بينما أمال القرصان رأسه قليلًا.
‘الطاغية المسكين… لا يعلم ما ينتظره.’
كادت رَين أن تشفق عليه.
أُزيلت الأصفاد.
فسارت تمار إلى القفل ومسحت شبكية عينيها وبصماتها دون استعجال. ثم وجّهت القليل من جوهرها إلى نمط تقني سحري خاص أضاء اعترافًا بها. وبعد لحظات، صدر من الباب الثقيل صوت نقرات خفيّة متتابعة، وبدأ يفتح ببطء.
في الأعلى، في بهو البنك، كان راي جالسًا على الأرض بين الرهائن المذعورين. كانت يداه موثوقتين خلف ظهره، وتعلو وجهه ملامح خوف مناسبة. لكن عينيه أخفتا لمحة من الضجر. كان اللصوص الأربعة يراقبون الرهائن كالصقور، لكن لم يبدُ أن أحدًا يولي راي اهتمامًا.
بقي راي ساكنًا. لكن، دون أن يلحظه أحد، انزلقت أفعى سوداء من كمّه ببطء. التفّتت الأفعى على الأرض، ثم رفعت رأسها المثلث. وغرست أنيابها في الرباط البلاستيكي، فمزقته بسهولة.
أعاد راي يديه إلى الأمام، فاركًا معصميه. ثم مدّ يده خلفه ورفع الأفعى بلطف. وفي لحظة، تموّج جسدها وتحول إلى نصل أسود حاد كالشفرة.
وبينما لم يزل الجميع غافلين عنه، أخذ راي نفسًا عميقًا ونهض ببطء من الأرض.
ترجمة آمون