عبد الظل - الفصل 2415
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
الفصل 2415 : ورطة كبيرة جدًا جدًا
“الجميع على الأرض! هذه عملية سطو!”
انطلقت أصوات النار، وتعالى صراخ، وتحطم الأثاث بينما اقتحم مجموعة من الرجال المقنعين بهو بنك مرموق. تجمّد العملاء المذهولون في أماكنهم، مشلولين بالصدمة والخوف، ورفع الموظفون أيديهم المرتجفة في الهواء.
اندفع حراس الأمن المستيقظون إلى الأمام وهم يستدعون ذكرياتهم، لكن بعد ثوانٍ فقط، كانوا ممددين على الأرض، يتأوهون أو فاقدين للوعي.
كان ينبغي على جون أن يعلم أن أول مهمة له كعضو في عشيرة الظل ستفشل فشلاً ذريعًا.
‘آه. أكره الهواة.’
قضى قرابة شهر في صمت المدينة المظلمة الهادئ، يتدرب على يد الطاغوتة الحجرية الرشيقة، ويتعلم كيفية استخدام علامة الظلال، ويُنشئ روابط مع أعضاء عشيرة الظل الآخرين. عادةً، يُمنح المجند الجديد وقتًا أطول للتأقلم مع دوره والتعوّد على الأمور، لكن كان وضع جون فريدًا نوعًا ما. مكانته كنخبة بين عملاء السوق السوداء منحته غطاءً مثاليًا للظهور في أماكن لا يستطيع أعضاء عشيرة الظل الآخرون دخولها دون لفت الأنظار، كما منحته سببًا مقنعًا للتدخل في شتى أنواع الأعمال المشبوهة.
لذا، أُرسل في مهمة قبل أوانها. وها هو الآن، يجد نفسه في وسط عملية سطو على بنك.
للتحديد، كان جون يرتدي بزّة قتال سوداء، خافيًا وجهه خلف قناع مقيت، ويحمل بندقية آلية بينما يراقب زملاءه اللصوص وهم يدفعون الرهائن إلى وسط البهو. كان البقية يخترقون نظام الأمان الخاص بالبنك لتفعيل بروتوكول الإغلاق – وبعد أن تأكد أن كل شيء يسير بسلاسة، استدار نحو الشخص الذي أطلق وابلًا من الرصاص إلى السقف وحدّق فيه بنظرة باردة.
شعر الرجل بنظرته فالتفت، وسأل بصوت أجش:
“ماذا؟”
بدلًا من الإجابة، لكمه جون بصمت في ضفيرته الشمسية. لم تكن ضربته مُعلَنة أو ممهدة، لذلك لم تبدُ قوية. ومع ذلك، انطوى التابع المُستيقظ على نفسه وسقط على ركبتيه وهو يلهث بألم، مكافحًا لالتقاط أنفاسه.
أمسكه جون بهدوء من شعره، جذب رأسه إلى الأعلى، وسأله بنبرة باردة بشكل مقلق:
“ما الذي تفعله؟”
وأشار إلى السقف.
“هل شاهدتَ الكثير من الأفلام، أيها الأحمق؟ هذا البنك بُني ليصمد أمام بوابات الكابوس. إنه صندوق مصنوع من جلد وحوش وسبائك معززة، فإلى أين تعتقد أن رصاصك يذهب عندما تطلق النار عشوائيًا؟ هل تريد أن تقتل أحدًا برصاصة مرتدة؟”.
زفر الرجل محاولًا الإفلات من قبضته، ونظر إلى جون بغضب. لكن ذلك الغضب تحوّل إلى خوف عندما التقى بنظراته الباردة، القاتلة، الهادئة على نحو مخيف.
ارتعد المنفذ خلف قناعه المزمجر.
“آ–آسف، يا قرصان.”
راقبه جون لثانية أخرى، معيدًا تقييم الوضع ذهنيًّا. الأشخاص الذين تواصلوا معه لاستئجاره من أجل هذه المهمة لم يكونوا زبائنه المعتادين. لم يكونوا محترفين يجمعون طاقمًا من المختصين الموثوقين – بل كانوا متعصبين.
عادةً، لم يكن جون ليقبل عقدًا كهذا، لكن الطائفة الغريبة التي ينتمي إليها هؤلاء المتعصبون كانت تحت رادار عشيرة الظل منذ عدة أشهر. وهذه كانت أول خطوة جادة لهم، لذا أرسلته المستيقظة كيم ليعرف المزيد عن أهدافهم، ويتأكد من أن شيئًا لن يسوء خلال الهجوم على البنك.
ببساطة، كان اللصوص مزيجًا عشوائيًا من نحو اثني عشر مؤمنًا وعدد قليل من المرتزقة – وكان جون من ضمنهم. كان من بين أكثرهم خبرة، لذا حتى المتعصبون بدا أنهم يعاملونه باحترام وحذر. ومع ذلك، ربما كان من الجيد أن يجعلهم يحترمونه أكثر قليلًا.
نظر جون إلى المنفذ الراكع، مترددًا إن كان يستحق أن يجعله عبرة للآخرين.
“هل هناك مشكلة هنا؟”
حوّل نظره نحو امرأة شابة رقيقة الملامح ذات بشرة فاتحة وشعر أشقر اقتربت منهما. كانت الوحيدة التي ترتدي زيًّا مدنيًّا ولا تضع قناعًا – مع أنها كانت قد غيّرت لون شعرها وملامح وجهها بسحر التمويه. كانت مختبئة بين عملاء البنك عند بدء الهجوم، تبدو ضعيفة وغير ملحوظة. ولهذا لم ينتبه لها الحراس وسقطوا على يديها في لحظات. الآن، بعد أن تم تقييدهم بإحكام وتعيين مراقبة لهم، اقتربت من جون.
كانت المرأة الشابة متخصصة أخرى استأجرها المتعصبون. وكانت أيضًا زميلته في الظل، فلور.
وكان راي موجودًا أيضًا، متظاهرًا بأنه شخص عادي ومقيّد مع الرهائن الآخرين. أُرسل الثلاثة في هذه المهمة معًا، وكان جون هو المسؤول.
لكن لم يكن يُفترض أن يُظهر أي منهم أنهم يعرفون بعضهم قبل استئجارهم لسرقة البنك. فاضطرت فلور للابتعاد عنه لتجنب لفت الانتباه. كان جون يعرفها جيدًا الآن ويعلم مدى كفاءتها رغم صغر سنّها، لذا لا بد أن لديها سببًا جعلها تتجاهل تعليماته.
ثمة شيء خاطئ. ترك المنفذ الراكع، مسح يده على بزته، وحدّق بها بنظرة باردة.
“لا توجد مشكلة على الأطلاق. كنّا نتبادل الحديث بأدبٍ فقط.”
انتهز المنفذ الفرصة وهرب مبتعدًا. حدّقت فلور في جون لحظة إضافية، ثم أومأت واستدارت. لكن أصابعها الرقيقة تحركت لتشكل إشارات خفية.
أشاح جون بنظره بعيدًا، دون أن تُعرِها أي اهتمام.
لكنه، مع ذلك، لمح الإشارات التي رسمها ظل أصابعها على الأرض.
[نحن في ورطة كبيرة جدًا جدًا.]
حافظ على مظهره اللامبالي، لكنه توتر داخليًا.
[انظر يمينًا.]
نفّذ جون ذلك.
كان الرهائن مقسمين إلى مجموعتين. المجموعة الأكبر كانت من البشر العاديين – وكان راي بينهم، جالسًا على الأرض ويداه مقيدتان خلف ظهره. رغم أن اللصوص كانوا هواة في نظر جون، إلا أنهم لم يكونوا عاجزين. كانت لديهم وسائل موثوقة للتعرف على المستيقظين، الأمر فقط أن خاصية راي جعلت أغلب تلك الوسائل غير فعالة.
أما المجموعة الأصغر، فكانت معزولة على يمين جون، تتألف من عدد قليل فقط. نظر إليهم، ولاحظ على الفور فتاتين فاتنتين — كلتاهما مقيدة أصفادٍ مسحورة خاصة. لم يكن انتباهه منصبًا عليهما بسبب جمالهما، بطبيعة الحال، بل لأنهما بدتا هادئتين جدًا بالنسبة إلى الموقف الذي كانتا فيه، وهو ما لم يكن علامة جيدة إطلاقًا.
قطّب جون جبينه، وشعر بشعور سيئ للغاية.
كانت إحداهما متوسطة القامة، ذات بشرة سمراء وشعر رمادي، تحدق بالعالم بنظرة باردة متسلطة لسليلة إرث. أما الأخرى، فبدت أكثر ودًّا، بل وجذابة حتى، تتلفت حولها بفضول حيّ في عينيها العقيقيتين وبسمة خفيفة تعلو شفتيها الناعمتين.
تلك البسمة البسيطة، الآسرة، هي ما جعل النظر إليها صعب التجاهل. حسنًا، وتلك الملامح المألوفة أيضًا.
لا، ليست مجرد ملامح مألوفة.
بشرة فاتحة، شعر أسود كالغراب – ذكّرته الفتاة بشخص يعرفه جيدً، أكثر من اللازم.
جفّ حلقه فجأة.
“لا تقولي لي…”
أرسلت له فلور إشارة أخرى:
[نعم. إنها أميرة الظلال، رَين. أخت الزعيم الصغرى.]
أغمض جون عينيه للحظة، متذكرًا كل شتيمة يعرفها.
‘لا بد أنك تمازحني!’
ترجمة آمون
✨ عضوية مميزة في فضاء الروايات ✨
🚫📢 تخلّص من الإعلانات المزعجة
💖 استمتع بتجربة قراءة سلسة ومميزات حصرية مقابل مبلغ رمزي
📌 ملاحظة: أرسل اسمك في الموقع عند الدفع ليتم تفعيل العضوية ✅
جميع ما يتم ترجمته في الفصول منسوب إلى المؤلفين، ونحن بريئون من أي معانٍ تخالف العقيدة أو معانٍ كفرية وشركية.
هذا مجرد محتوى ترفيهي فلا تدعه يؤثر عليك أو يلهيك عن دينك.
استغفر اللـه وأتوب إليه.