عبد الظل - الفصل 2395
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
الفصل 2395 : الفحص
في النهاية، لم يلكم صني كاي حتى فقد وعيه. لكن جعل الرامي الساحر نفسه يغرق في نوم عميق بعدما أمر نفسه بالنوم دون أن يرى أي أحلام – وبقي صني قريبًا منه، واقفًا للحراسة فوق جسده النائم، مركزًا بالكامل على النسيج.
وعندما أشرقت الشمس وتكوّن جسر أثيري من الزجاج المتلألئ بين قلعة الثلج والبركان الثائر، نزل عليه بالفعل هجوم ذهني مرعب كعقوبة سماوية. ارتجف صني وتباطأت يداه، وقد اختل فجأة تناغم النسيج الهائل من خيوط الجوهر الذي كان ينسجه.
‘هل… يعبث بي؟’
هزّ رأسه، صحّح النمط المعيب، وتابع عمله. بدا أن محرك العرائس كان يختبر دفاعاته الذهنية. ومع ذلك، فإن ذلك الهجوم المقلق وحده اخترق مقاومته بسهولة، متجاوزًا درع الإرادة الخفي الذي نسجه حول نفسه، واقتحم عقله. شعر صني وكأنه يتمايل، بدأ حضور خبيث يترسخ في رأسه. وبدأ شعوره بالواقع يتفكك.
متذمرًا بصوت خافت، فصل صني الجزء المُخترق من عقله، وعزله عن بقية وعيه. وقد ساعده ذلك على التعايش مع غزو محرك العرائس العقلي الخبيث والمقاوم لكل دفاع… لكن فقط لفترة قصيرة.
وبعد فترة وجيزة، تم تشكيل مجسات الهجوم الذهني – وأنتشر الفساد خارج الجدران التي شيّدها صني، وبدأ يُفسد المزيد منه. لحسن الحظ، لم يكن الفساد بذاته، بل مجرد طاعون ذهني استدعاه طاغية ملعون…
‘لحسن الحظ؟ هل يُعتبر هذا التعبير مناسبًا هنا؟’
ابتسم صني ابتسامةً قاتمة.
‘مجرد سَامٍ ساقط يحاول الاستيلاء على عقلي. لا مشكلة.’
ثم عزل الأجزاء المُخترقة حديثًا من عقله أيضًا.
‘فلنرَ من سيصمد أكثر، أيها الـوغد.’
لقد طور صني قدرة مدهشة على تقسيم ذهنه إلى عدد لا يُحصى من المسارات على مر السنين. من إدراك العالم عبر ظلاله، إلى التحكم بسبعة تجسيدات، إلى قيادة فيلق الظل الشاسع ومراقبة أعضاء عشيرة الظل… لقد أصبح بارعًا في التقسيم العقلي الآن. وبينما كانت الشمس تشرق من خلف الأفق، دخل هو ومحرك العرائس في لعبة شنيعة.
كانت العثة السوداء العملاقة تغزو المزيد والمزيد من عقله، بينما كان صني يعزل الأجزاء المصابة بهدوء ويواصل النسيج. ومع مرور الوقت، أصبح الأمر أشد صعوبة. تباطأت يداه، وتشوش تصور نمط أوتار الجوهر الواسع الذي كان يحمله في ذهنه. وفي النهاية، توقف تمامًا، محدقًا في الأفق بتعبير فارغ. كان على وشك أن يسيل لعابه.
ثم، انفصلت الشمس عن بحر الذهب المصهور الذي تحوّلت إليه السحب، وعلت الأفق ببطء. تبخّر الجسر الزجاجي الأثيري، وفي الوقت ذاته، انسحب الحضور الغريب الذي كان يلتهم عقله فجأة. أطلق صني نفسًا مرتعشًا، وأعاد جمع أجزاء ذهنه إلى كيان واحد، متمايلًا بخفة وهو يفعل. بقي ساكنًا لبضع ثوانٍ، ثم استأنف النسيج بتعبير مقلق. كانت شفتاه مضمومتين، وصوته خافتًا:
“آه… لقد كان هذا مزعجًا حقًا.”
وكان ذلك مجرد هجوم تجريبي. أما تجربة القوة الكاملة لمحرك العرائس فستكون أكثر رعبًا بكثير. تجهم صني.
وخلال النهار، وبينما كان نسيج نجمة المساء يكتمل، بدأت الأحداث التي كان ينتظرها تتوالى واحدة تلو الأخرى. استيقظ كاي من سباته العميق. تعافى الذئب وقطيعه بالكامل. تعافت القاتلة من جراحها في اللحظة الأخيرة تقريبًا وخرجت من ظله، لا تزال مفعمة بالحقد والشر كما كانت.
لقد كانت الظل القاتلة غائبة لبضعة أيام، لذا اضطر للوفاء بشروط اتفاقهما وتقديم قربان دموي لها من جديد. شربت القاتلة من دمه بعمق، ومرة أخرى، اشتعلت عيناها السجيتان بإشارة خافتة من الذكرى لبضع ثوانٍ عابرة. لكنها ما لبثت أن خمدت، عائدة إلى برودها ولا مبالاتها، خاليةً من ذلك البريق الساحر.
هذه المرة، ولأول مرة، شعر صني بالانزعاج من التغير الطفيف الذي طرأ على ظله. ولم يستطع منع نفسه من التساؤل مجددًا…
‘هل فعلتها؟ هل حقًا قتلت ويفر؟’
وقفت الظل الرشيقة بلا حراك بجانبه، وعيناها الفارغتان بلا أي عواطف. وفي النهاية، لم يكن أمام صني سوى أن يشيح بنظره ويركز على إتمام آخر أنماط نسيج التعويذة الهائل الذي كان ينسجه. وكان يكتمل بشكل جيد.
كانت نجمة المساء أول ذكرى مقدسة يبتكرها. ورغم أنها لم تكتمل تمامًا بعد، إلا أنه كان يستطيع بالفعل تمييز كم كانت مختلفة عن كل الذكريات التي صنعها سابقًا.
وكان ذلك بسبب طبيعتها ذاتها. فالذكرى المقدسة كيان قوي للغاية – قوية بما يكفي للتلاعب بالسببية وخرق قوانين الوجود، تمامًا كما يفعل السَاميين. لكنها تبقى كيانًا، لا إرادة لها ولا نية، وبالتالي، تفتقر إلى السلطة اللازمة لتحقيق ما صُممت لأجله.
فكيف تعمل إذًا؟.
بنفس الطريقة التي تعمل بها الذكريات العادية، بطبيعة الحال – بما أن الذكريات لا تملك أرواحًا، فإنها تزداد قوة بجوهر الروح الخاص بسيدها. وبالمثل، يجب أن تتعزز الذكرى المقدسة بجوهر الروح، وجوهر النفس، والأهم، إرادة سيدها، لكي تُحقق إمكاناتها.
وليس أي أحدٍ سيكون قادرًا على استخدام نجمة المساء بكامل طاقتها.
تنهد صني.
‘ما يزال أمامي طريقٌ طويل…’
فقناع ويفر وفانوس الظل لا يعانيان من هذه المشكلة. فقد كانا ذكريات سامية يمكن حتى لمجرد مستيقظ أن يستخدمها، مما يعني أن من نسجهما كان أكثر براعة في النسيج منه بلا حدود. وطبعًا، هذا منطقي. فقناع ويفر ابتكره شيطان القدر نفسه، أما فانوس الظل فكان نسخة من أثر لسَامي الظل، صنعته تعويذة الكابوس.
‘سأصل لذلك يومًا ما. ربما.’
كانت الشمس قد بدأت بالفعل بالانحدار نحو الأفق حين أكمل صني تميمته. كانت النجمة المذهلة المنحوتة من الكهرمان الذهبي تستقر في راحة يده، وسطحها المحفور بدقة يلمع تحت وهج الغروب. تنهد، ثم استدعى عباءة اليشم، وجلب نجمة المساء إلى مركز صدره المغطى بالدرع الأسود المصقول. ابتلعها الدرع، وغاصت التميمة المقدسة في المعدن الحجري الداكن، واختفت دون أثر، لتُركّب ضمن تسليح العالم السفلي.
وبينما كان يصب جوهره وإرادته في نجمة المساء، شعر صني بقوة خفية تتدفق إلى أطرافه.
‘تعمل بشكلٍ مذهل…’
ابتسم ابتسامة قاتمة، عطّل السحر، ونهض على قدميه.
كانت الشمس على وشك أن تمس بحر السُحب.
وكانت المعركة ضد محرك العرائس على وشك أن تبدأ. ألقى صني نظرة نحو كاي، وتريّث لبضعة لحظات، ثم سأل:
“ما رأيك؟ هل أنت مستعد لنخرج من هذا المكان المروع؟”
أومأ كاي بهدوء.
“أوه، بالتأكيد. لقد كنت أحلم بحمام حقيقي منذ أسبوع كامل.”
‘طبعًا…’
تنهد صني، ثم نظر إلى القاتلة.
“وأنتِ؟ هل لديكِ ما تقولينه لي؟”
لم تعتبر القاتلة أنه من الضروري الرد عليه. بل اكتفت بالتأكد من أن سيوفها تنسحب من أغمادها بسلاسة.
هزّ صني رأسه بصمت، ونظر نحو الشمال.
كان بحر السحب يغرق في الظلمة من الشرق، بينما يشتعل بتوهجٍ قرمزي من الغرب. وكانت أعمدة الرماد تمتد نحو قلعة الثلج مثل مجساتٍ سوداء.
وسرعان ما تحولت إلى جسر من السج، يلمع سطحه وكأنه مضاءٌ بعدد لا يُحصى من الجمرات. خطا صني خطوةً إلى الأمام، واستدعى الظلال والرماد. وعندما وطأ الجسر، تبعته موجة من الظلام كأنها عباءةٌ بلا حدود.
ترجمة آمون
✨ عضوية مميزة في فضاء الروايات ✨
🚫📢 تخلّص من الإعلانات المزعجة
💖 استمتع بتجربة قراءة سلسة ومميزات حصرية مقابل مبلغ رمزي
📌 ملاحظة: أرسل اسمك في الموقع عند الدفع ليتم تفعيل العضوية ✅
جميع ما يتم ترجمته في الفصول منسوب إلى المؤلفين، ونحن بريئون من أي معانٍ تخالف العقيدة أو معانٍ كفرية وشركية.
هذا مجرد محتوى ترفيهي فلا تدعه يؤثر عليك أو يلهيك عن دينك.
استغفر اللـه وأتوب إليه.