عبد الظل - الفصل 2391
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
الفصل 2391 : حرير الليل
بدأ صني يعتاد على شعور المطاردة. قضى هو وكاي ليلة هادئة على أغصان شجرة المحور الميتة، وفي الصباح، سيطر طاغوت الشجرة والتنين الملعون على الجبال جنوبها وغربها.
شاهد البركان الغربي ينطفئ ويُغطى بالثلوج، وكان المنظر مألوفًا له. لبضع ثوانٍ، سمح صني لنفسه بالتفكير في العودة ومحاولة القضاء على أحد الطاغوتين عند حلول المساء. كانت فكرة مغرية بلا شك… مواجهة كلٍّ من الطاغوتين بالتتابع، وقتلهما، والوصول إلى قلعة الثلج بعد إتمام المهمة.
ولكن مهما رغب في قتل طواغيت الثلج وضمهم إلى فيلق الظل، كان صني يعلم أنها فكرة سيئة. لم يكن قد تعافى من جروحه بعد، ولا يزال كلٌّ من القاتلة وأقوى أشباحه غير متاحين. والأهم من ذلك، أن مواجهة هذه المخلوقات الجبارة كانت في أحسن الأحوال مخاطرة.
ربما سمح لنفسه بأن يصبح مغرورًا بعض الشيء بعد بلوغه التفوق، لكن الأحداث الغريبة في الماضي القريب ساعدته على استعادة صوابه. في الحقيقة، لم يكن من حقه مواجهة طاغية ملعون في حالته الضعيفة هذه… حتى لو استطاع استخدام كامل قوته، فإن معركة كهذه ستكون تحديًا قاتلًا.
كان صني مستعدًا للموت – فخسارة تجسيد واحد ستكون مؤلمة، لكنها ليست كارثية. ومع ذلك، إذا مات تجسده هنا، فسيموت كاي أيضًا. وهذا لم يكن مستعدًا للتفكير فيه.
لذا، كان عليه أن يفوز.
كانت المعركة ضد طاغية الثلج حتمية، لكن قتال هذين الطاغوتين لم يكن ضروريًا. لم يكن صني ليُخاطر ثلاث مرات متتالية إذا استطاع فعل ذلك مرة واحدة فقط.
بتنهيدة، أدار وجهه عن الجبل البعيد ونظر إلى يده اليمنى.
مرت بضع ثوانٍ، ثم ارتعشت أصابعه بخفوت.
وارتسمت ابتسامة خافتة على شفتيه.
‘إنها تتعافى جيدًا…’
وكان هناك خبر سار آخر أيضًا. لقد شُفيت روحه تمامًا – حدث ذلك في لحظة، في الواقع، منذ وقت ليس ببعيد. كان هذا التجسد معزولًا في لعبة آرييل، لكنه لا يزال يشارك روحه مع البقية. هذا يعني أنهم عانوا من ألم جرح أرواحهم في نفس الوقت الذي عانى فيه.
ولكن… هذا يعني أيضًا أن نيفيس تستطيع شفاء روحه بلمس أي من التجسيدات.
لا بد أن هذا ما حدث.
‘لا بد أن البقية في حيرة من أمرهم الآن. سأروي قصصًا جديدة عندما أخرج…’
هز رأسه، وركز على النسيج. كانت قطع الكهرمان الذهبية ملقاة قرب قدميه، تلمع في نور الصباح.
في المساء، غادر صني وكاي شجرة المحور وعبروا جسر السج، متجهين شمالًا. لم يُبدِ الجبل أي مقاومة لهم، فانفجرت قمته في حريقٍ مُلتهب من الدخان والرماد والحمم البركانية. كاد صني أن يُحرك أصابعه بحرية حينها، مما ساعده على الانسياب بسرعة أكبر.
صعدوا إلى فوهة البركان الدخانية وتسلقوا حافتها من الجانب الآخر، ناظرين شمالاً – نحو آخر جبل سيتعيّن عليهم اجتيازه قبل أن يروا قلعة الثلج.
…وتجمدوا.
‘ما… ما هذا بـحق الجحيم؟’
لم يستطع صني إلا أن ينطق بهذه الكلمات رغم وعده لنفسه بالتوقف عن استخدامها لفترة.
لكن كان لديه سبب وجيه. المنظر أمامهم… لم يكن على الإطلاق ما توقعوا رؤيته. في الواقع، كان شيئًا لم يكن أحد ليتوقع رؤيته، لأن صني لم يتخيل قط وجود شيء كهذا.
كانت المساحة الشاسعة للهاوية بين الجبلين مُغطاة بالكامل بغطاءٍ ضخمٍ مُمزق. كانت القمم الثلاث البعيدة مغطاة بتلك الكتلة المظلمة، بدت كأعمدة شاهقة ملفوفة بشبكات عنكبوت سوداء. مع صفائح ضخمة من القماش الشبحي الممزق تتمايل في مهب الرياح، ممتدة لعدة كيلومترات في كل الاتجاهات، سطحها مهترئ وغير مستوٍ، مكونة من خيوطٍ لا تُحصى.
وصلت هذه الخيوط المظلمة المخيفة إلى المنحدر الشمالي للجبل الذي كان صني وكاي يقفان عليه، واختفت في الثلج. وبينما كان صني ينظر عن كثب، رأى أن الكتلة المظلمة تتكون من خيوطٍ لا تُحصى من الحرير الأسود الخالص، كل منها ناعم كالشعرة.
كان الجانب الشمالي بأكمله من عالم آرييل المصغر مُغطىً بهذه الشبكة السوداء، كما لو أن عنكبوتًا مُزعجًا قد بنى عشه في مكان ما خلف الأفق.
كانت خيوط الحرير لا تُحصى، في الواقع، لدرجة أنه كان يُمكن للمرء أن يسير من حيث وقف صني إلى قلعة الثلج دون الحاجة إلى جسور السج أو لمس السحب.
ارتجف.
“آه…”
ما هذا الرعب الذي وضعه ويفر على اللوح؟.
صمت صني لبرهة، ثم قال بنبرة خافتة:
“كما تعلم يا كاي… كان رمز ويفر عنكبوتًا.”
لم يبدُ على كاي السعادة لسماع ذلك.
هز صني رأسه ببطء.
“لكن في الواقع، لم يكن ويفر هو من اختار العنكبوت رمزًا له. بل بدأ الناس يربطون العناكب بشيطان القدر… فالعناكب، في النهاية، بارعة في النسيج أيضًا.”
ابتسم ابتسامةً قاتمة، متذكرًا خيوط العنكبوت التي وجدها في العشّ على أغصان شجرة مفترس الروح.
“ربما حتى العناكب نفسها رأت في قبيلتها خدامًا لويفر. لكن، لو فكّرنا في الأمر، حتى اسم ويفر–الناسج ليس سوى وصفٍ لما كان عليه ذلك الشِيطَان. لم يُفصحوا شيطان القدر عمّا يعرفونه، لذا بطبيعة الحال لن يكشفوا عن اسمهم الحقيقي أيضًا. أتخيل أن أحدهم بدأ ببساطة ينادونهم بالناسج–ويفر، وهذا ما استمرّوا في استخدامه للتعريف بأنفسهم.” ‘1’
كان نيذر وهوب كذلك أيضًا. حيث أن أسماؤهم مجرد وصفٍ لما كانوا عليه… منحت هوب–الأمل شيطانة الرغبة الكائنات الحية الأمل، بينما حكم نيذر–السفلي شيطان المصير العالم السفلي. وأصبحت الألقاب التي أطلقها الناس عليهم تُعرف تدريجيًا بأسمائهم، لكنها كانت مجرد أوصاف.
لذا، في الحقيقة… على الرغم من وراثته لنسب شيطان القدر الملعونة، لم يكن صني يعرف شيئًا عن ويفر إطلاقًا. حتى اسمهم كان خدعة.
رفع كاي حاجبه.
“لماذا، بالضبط، تخبرني بهذا؟”
صفّى صني حلقه.
“حسنًا، الأمر فقط… أحاول إقناع نفسي بأن طاغية الثلج ليس بالضرورة عنكبوتًا. أتعلم؟”
تنهد كاي بعمق.
“هل تكره العناكب أيضًا؟”
ابتسم صني قسرًا.
“ليس حقًا. لكنني أفكر في البدء بكرههم الآن…”
***
1: تذكير ويفر معناها الناسج + الكاتب ينادي ويفر بـ ‘هم’ بدل ‘هو’ كي يبقى غامضًا.
ترجمة آمون
✨ عضوية مميزة في فضاء الروايات ✨
🚫📢 تخلّص من الإعلانات المزعجة
💖 استمتع بتجربة قراءة سلسة ومميزات حصرية مقابل مبلغ رمزي
📌 ملاحظة: أرسل اسمك في الموقع عند الدفع ليتم تفعيل العضوية ✅
جميع ما يتم ترجمته في الفصول منسوب إلى المؤلفين، ونحن بريئون من أي معانٍ تخالف العقيدة أو معانٍ كفرية وشركية.
هذا مجرد محتوى ترفيهي فلا تدعه يؤثر عليك أو يلهيك عن دينك.
استغفر اللـه وأتوب إليه.