عبد الظل - الفصل 2388
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
الفصل 2388 : إغراء
كان هناك اثنا عشر تمثالًا ثلجيًا مصطفًا في مواجهة تماثيل الرماد الثلاثة على لوح اللعبة. الآن، لم يبقَ منهم سوى ثلاثة – طاغوتين والطاغية نفسه. وكان صني متقدمًا على الطاغوتين بنصف خطوة أيضًا.
كان الطريق إلى الطاغية شبه واضح، لكن لا يزال هناك احتمال أن يطارده الطاغوتين. إذا فعلوا ذلك، فلن يكون طاغوت الشجرة، الذي يشبه شكل البشر بشكل غامض، مصدر قلق، لأنه أبعد جنوبًا من صني ورفاقه. أما التنين، فكان شمال ضريح الحقيقة – لذا، إذا تحرك شرقًا، فسيضطرون للاصطدام به في النهاية.
أراد صني تجنب قتال طاغوت ملعون إن استطاع. في الواقع، كان يخشى تلك المعركة – حتى لو كان هناك ثلاثة أشباح مقدسة تحت قيادته الآن. لذلك، ترك القاتلة في ضريح الحقيقة.
لم يكن واضحًا مدى دهاء طاغية الثلج ومدى معرفته بشخصيات نطاق الرماد. ومع ذلك، فقد أظهر على الأقل بعض القدرة على التصرف بشكل استراتيجي. لذا، فمن المرجح ألا يترك ساحة الضريح في يد الخصم. ليس فقط لأن قوة نطاق الرماد ستزداد كلما زادت المربعات التابعة له، بينما ستتضاءل قوة نطاق الثلج تبعًا لذلك – بل أيضًا لأن صني يستطيع العودة بسهولة إلى الضريح إذا لم يُغلق مساره إليه.
الحقيقة واضحة: لم يعد طاغية الثلج يمتلك ما يكفي من القطع للقبض على خصمه إلا إذا أراد هو ذلك. يستطيع صني التجول في الساحة إلى أجل غير مسمى، يلعب لعبة القط والفأر الخطرة مع شيطان الثلج. يمكنه المماطلة طالما شاء، حتى تلتئم جروحه تمامًا، على سبيل المثال، أو حتى تصلح جميع أشباحه نفسها.
بالإضافة إلى ذلك، كان بحوزته تمثال اليشم الذي تركه ملك الفئران. ستزداد قوته أكثر إذا سُمح له بالوصول إلى ضريح الحقيقة، أو قلعة الرماد، أو – على الأرجح – ضريح الخوف. لم يكن عليه حتى إبقاء كاي والقاتلة معه. كان بإمكانه إرسالهما للتجول في عالم لعبة آرييل المصغر بمفردهما، متغلبين على قمة تلو الأخرى حتى يفقد نطاق الثلج تفوقه الإقليمي تمامًا.
لذا… كان صني يراهن على أن واحدًا على الأقل من الطاغوتين سيُضيّع خطوة واحدة لغزو ضريح الحقيقة. ولجعل الأمر أكثر جاذبية لهم، ترك إحدى قطعه – القاتلة – على سطح المعبد الغارق.
جلس صني وكاي على المنحدر الحجري يراقبان شروق الشمس في صمت. كان هناك وهج ذهبي رائع للفجر، وأعمدة الثلج المتجمدة تتحول إلى جسور أثيرية. لم يتكلم أي منهما، لا يزالان منهكين بعد المعركة ضد ملك الفئران، ومع أن الكثير سيُقرره ما اختاره الطاغوتين – أو أُمروا به – إلا أن كلاهما شعر… بالسلام.
حتى لو كانت هناك معارك مُقلقة في المستقبل، فلن تحدث إلا بعد أيام عديدة. ورغم أنهم كانوا لا يزالون محاصرين في لعبة آرييل، إلا أن اللوح كان شبه خالي من مخلوقات الكابوس المرعبة، مما يعني أنهم لن يُحاصروا ويُهاجموا فجأة. ولأول مرة منذ بدء لعبة الموت، لم يشعر صني بأنه وحش محاصر. استنشق بعمق، مستمتعًا بمنظر الشمس المشرقة.
“هيا…”
وأخيرًا، اكتملت الجسور الزجاجية، وتحرك الطاغوتين. حبس صني أنفاسه، وشعر بقلبه يخفق بشدة.
“نعم!”
تفجرت ابتسامةٌ عريضة عن وجهه المغطى بالسخام.
تحققت نبوءته – بأفضل طريقة ممكنة.
“طاغوت الشجرة يتحرك شرقًا.”
كان صوت كاي خافتًا. كان الطاغوت الشبيه بالبشر يسير عبر الجسر الزجاجي، متجهًا إلى الجبل الواقع جنوب موقعهم مباشرة. لقد أُرسل في مطاردة يائسة.
لكن التنين.
لم يكن صني بحاجة إلى أن يخبره كاي، فقد رأى التنين يحلق فوق بحر السحب. لمح الوحش العظيم من بعيد كنقطة صغيرة، لكن لم يكن هناك أي خطأ – كان يحلق جنوبًا، نحو ضريح الحقيقة. مما يعني أنه لم يعد هناك ما يحول بين صني وطاغية الثلج. ابتسم بسعادة.
كان الأمر غريبًا… ربما لم يكترث طاغية الثلج بمنع مروره. ربما أراد حتى أن يأتي صني بأسرع وقت ممكن، قبل أن يشفى تمامًا من جروحه – في هذه الحالة، كان إبعاد التنين وفتح طريق واضح يخدم نفس الغرض من ترك القاتلة وحدها في ضريح الحقيقة. لقد كان طُعمًا.
…ربما فشل طاغية الثلج ببساطة في السيطرة على التنين – ففي النهاية، كان الطاغوت الملعون كائنًا ذا قوة هائلة، لا تقل عنه قوة بكثير. على أي حال، تطابقت النتيجة مع ما أراده صني.
“لقد أصبحنا آمنين يا كاي. لقد أصبحنا آمنين…”
وأخيرًا، اقتربت نهاية لعبة آرييل. لم يتبقَّ لهم سوى معركة واحدة لينتصروا فيها – أفظعها جميعًا، لكنها تبقى الأخيرة: المعركة ضد طاغية الثلج نفسه.
تنهد صني ببطء وشاهد التنين يحلق عبر الهاوية الشاسعة التي تفصل الجبلين. ظن أنه رأى انفجارات تتأجج بينما كانت القاتلة تُطلق سهمًا تلو الآخر. وبينما كان التنين على وشك الوصول إلى بحيرة الحمم البركانية…
ضيّق صني عينيه وطردها، داعيًا إياها للعودة إلى ظلمة روحه المُغذّية. في مكانٍ بعيد، اختفى شكل الصيّادة القاتلة الجميلة في الظلال.
بعد ثوانٍ قليلة، اهتزّ ضريح الحقيقة عندما هبط التنين العملاق على سطحه. بعد أن سُلبت فريسته، أطلق الطاغوت الملعون زئيرًا مخيفًا – جاب صداه السُحب الذهبية، ووصل إلى صني وكاي على منحدر البركان البعيد، فأرعبهما. وبعد ذلك بقليل، انتهت حركة نطاق الثلج.
تنهد صني بسعادة ونظر إلى كاي.
“أرأيت؟”
ابتسم بارتياح.
“دعني أخبرك يا صديقي… لم تُخترع بعد لعبة لا أستطيع الغش فيها؟”
ترجمة آمون