عبد الظل - الفصل 2375
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
الفصل 2375 : لا تستمع للشر
حاصرت رجسات نطاق الثلج ضريح الحقيقة في الصباح. هذه المرة، كان شيطان ملعون ووحشان ملعونان – القوة التي كانت تدافع عن ضريح الخوف في بداية اللعبة.
بحلول هذا الوقت، بدأت بحيرة الحمم البركانية قد بدأت تبرد بالفعل. فقدت وهجها ببطء وتلاشت، متصلبةً إلى سهل واسع من الصخور الرمادية الشاحبة. ومع ذلك، أدرك صني أن الطبيعة الصلبة لهذه القشرة ليست سوى وهم – إنها أشبه بطبقة رقيقة تستقر فوق هاوية ملتهبة من الصهارة، يمكن كسرها بسهولة شديدة بفعل القوى التي قد يُطلقها صراع بين كائنات سَامية..
في الواقع، كان يفكر في استغلال الطبيعة الخادعة لهذه القشرة كاستراتيجية. لن تتضرر مخلوقات الكابوس الملعونة بشدة من أمر تافه كالسقوط في بحيرة من الحمم، ولن تغرق فيها أيضًا. ومع ذلك، كان بإمكانه أن يكسب أفضلية من خلال جرّها إلى أعماق البركان…
ولكن ليس عميقًا جدًا، لأنه كان يحذر من النزول إلى مستوى أدنى من بحر السحب.
لم تكن مخلوقات الكابوس الملعون مُقيدة بالمنطق الدنيوي كسائر الكائنات الأدنى، لكن بعض الأمور كانت لا تزال محكومة بطبيعتها. على سبيل المثال، كانت المخلوقات التي خُلقت لتسير على اليابسة تضعف إن أُجبرت على القتال في الماء. أما صني، فلم تكن لديه هذه المشكلة – فقد كان بإمكانه تغيير شكله بحرّية، وبالتالي، أي ساحة معركة كانت موطنًا له.
كان شكل ثعبان العقيق هو الشكل الذي كان مُنسجمًا معه أكثر من غيره. أو بالأحرى، ربما يجب أن يُسمى ثعبان اليشم الآن؟ على أي حال، كان قد قاتل دايرون، ملك الثعابين، مستخدمًا هذه القشرة، والعديد من الرجسات منذ ذلك الحين. لذا، إن تمكّن من جرّ شيطان الثلج الجديد إلى الحمم…
فقد يستطيع هزيمته هناك، في الأعماق.
لكن لم يكن صني واثقًا.
في الواقع، كان قد غمره شعور بالقلق. كان يشعر وكأنهُ فأرٌ قد دُفع إلى الزاوية.
كانت المعركة ضد الذئب خطيرةً بما فيه الكفاية. لقد كانت مغامرةً صعبة. والآن، مع ذلك…
فجراح صني، الجسدية وغير المرئية، أصبحت شديدة. رغم أنها شُفيت جزئيًا، لكنها لم تكن كافية ليخوض المعركة غدًا بكامل قوته. لذا، مواجهة شيطان ملعون، حتى في أعماق البركان، لم تكن تبدو رهانًا رابحًا.
بل كانت بعيدة جدًا عن ذلك.
ولو كان صادقًا مع نفسه، لاضطر للاعتراف بأنه لن يكون ذا نفع كبير كمحارب في المعركة القادمة.
لحسن الحظ، كان لديه استراتيجية مختلفة يمكنه استخدامها… بل عليه استخدامها، نظرًا لعدم وجود خيارات أفضل.
فبدلًا من المشاركة في المعركة بنفسه، يمكنه أن يتحوّل إلى ظل ويُعزز شخصًا آخر.
حصل كلٌّ من كاي والقاتلة على هبتين من الرماد. كانوا بالفعل أقوى بكثير مما يُفترض أن تكون عليه الكائنات المتسامية، وبينما لم يستطع صني تعزيز كاي – لم يكن صديقه جزءًا منه ولا تابعًا لنطاقه – كان بإمكانه تضخيم قوة القاتلة.
مع ذلك، لم يكن هذا الاستخدام الأمثل لقوته.
الاستخدام الأمثل لها سيكون في تعزيز أحد أشباحه الأقوى. شبح الذئب، على سبيل المثال.
فالظلال التي تسكن روحه لم تكن حية ولا تملك وعيًا ذاتيًا. ونتيجة لذلك، لم تكن قادرة على استخدام الإرادة، والتي كانت ذات أهمية قصوى في معركة بين كائنات سَامية. لذا، حتى الأشباح المقدسة لم تكن تختلف كثيرًا عن وحوش قوية للغاية، لكنها في نهاية المطاف دنيوية.
ما لم يلتف صني حولها.
فإن فعل، فلن تتضخم قوتها فحسب، بل سيتمكن أيضًا من تعويض إرادتها الغائبة بإرادته هو. وبهذا، ستقترب الشبح المقدسة كثيرًا من مجد ذاتها السابقة.
وإن عزز صني ظل الذئب، فسيصبحان معًا يمتلكان فرصة لا بأس بها لقتل شيطان ملعون.
كان ذلك أمرًا يستحق التفكير، على الأقل. كانت تلك أفضل استراتيجية يمكنه ابتكارها في ظل غياب شظايا الروح المقدسة ليصنع سحرًا قويًا، أو أي مادة وموارد لتنفيد خدعة جريئة.
‘يجب… أن تكون كافية، أليس كذلك؟’
إن واجه صني والذئب الشيطان الملعون… فسيضطر كل من القاتلة، كاي، وظل الوفرة، قطيع ذئاب الظل، والدبابير السجّية المتبقية، للتعامل مع الوحشين الملعونين الآخرين.
فهل يستطيعون؟.
أو بديلًا عن ذلك، كان بإمكانه أن يخاطر ويركز كل قواته على أحد الأعداء أولًا، مقامرًا على فرصة قتله بسرعة.
كان هناك الكثير من الأمور التي عليه التفكير فيها.
لكن لم يكن بوسعه التفكير بأيٍّ منها قبل أن يتعرّف أكثر على أعدائه.
في تلك اللحظة، كان صني ورفاقه يقفون على سطح ضريح الحقيقة، يراقبون القمم المحيطة بتوتر. كانت الشمس تشرق فوق عالم أرييل المصغّر، وجسور الزجاج تنهار متحولةً إلى أعمدة من الثلج.
تنهد صني ونظر إلى كاي.
“أأنت متأكد؟”
أومأ كاي.
“متأكدٌ تمامًا، نعم. يجب أن يكون شيطانًا.”
كان كاي يرى أبعد وأوضح من صني، لكنه لم يكن قادرًا على رؤية أرواح الكائنات الحيّة مثل صني. ومع ذلك، كان المستيقظون يمتلكون حواسًا تتجاوز البشر العاديين، وهذه الحواس تنمو كلما ازدادت خبرتهم، وكلما ارتفعت رتبتهم. فالقِدّيسون نادرًا ما يخطئون في تقدير رتبة أو فئة خصمٍ ما، حتى دون التحديق في روحه.
بقي صني صامتًا لبضع ثوان، ثم سأل بجدية:
“فما نوع هذا الرجس البغيض؟”
رفع كاي يده ليحجب عينيه عن أشعة الشمس المشرقة، ونظر شرقًا إلى القمة البعيدة المغطاة بالثلوج.
تغير تعبيره قليلًا.
“أراه. إنه…”
تغير صوته أيضًا.
“…إنه ينظر إلى الخلف.”
ثم صمت كاي، وجسده يرتجف ارتجافًا خفيفًا.
عبس صني.
“لكن كيف يبدو؟”
تحركت شفتا كاي كما لو كان على وشك قول شيء ما… لكن قبل أن يفعل، تشتت انتباه صني بحركة مفاجئة.
نظر إلى الجانب في حيرة، حيث بدت القاتلة وكأنها تسحب سيوفها.
‘غريب.’
وأخيرًا تكلّم كاي، لكن خرجت كلماته كأنها فوضى مشوشة من لعنات غريبة، غريبة كالجنون.
وبعد فوات الأوان، أدرك صني أن الاستماع إلى تلك الكلمات كان خطأً فادحًا… لكنها كانت قد زحفت إلى أذنيه بالفعل، وانزلقت إلى عقله.
‘هذا ليس جيدًا.’
ثم، أظلم كل شيء.
ترجمة آمون