عبد الظل - الفصل 2365
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
الفصل 2365 : الاستدراج للفخ
جُرِح صني. وجُرِح الذئب أكثر.
كان ذلك لأن صني كان يدافع عن نطاقه بينما كان الذئب يغزوه. وكان ذلك أيضًا لأن صني كان عنيدًا للغاية، بينما كان الذئب غاضبًا للغاية.
علاوة على ذلك، قاتل صني برمح، وكان الغرض منه إبعاد أنياب العدو عن جسده. أما الذئب، فقد قاتل بجسده – لذا، بطبيعة الحال، تلقى جسده ضررًا أكبر من جسد صني. لكن ذلك لم يدم طويلًا.
في نهاية المطاف – وعلى الرغم من أن الوقت بدا متجمدًا ولم يُبدِ النهار أي علامة على التقدم، ناهيك عن نهايته – كان صني لا يزال أضعف بكثير من الشيطان الملعون. ربما كان بإمكانه هزيمته في القتال، لو لم تكن هناك قطع أخرى تهاجم ضريح الحقيقة في الوقت نفسه. ولكن كما هو الحال، كانت ميزته المؤقتة تتلاشى بسرعة. سرعان ما سينكسر ميزان القوى بينهما وينقلب، وعندها سيُمزق صني إربًا بأنياب الذئب المرعب. سيصبح فريسةً له. لذا، لم يكن هناك جدوى من مواصلة قتالهم الكارثي.
لحسن الحظ، كان قد عوض ضعفه مُسبقًا وأعدّ فخًا.
كان الفخ الذي نصبه بسيطًا جدًا، ولكنه أيضًا ماكر. كان صني يعلم أنه سيكون أضعف من أعدائه… وحتى سحره سيكون أضعف منهم، مهما كانت أوتاره مُعقدة.
لذا، كان بحاجة إلى استعارة قوة من مكان ما للتعامل مع أعدائه. ولكن من أين سيستعير القوة لقتل الرجس الملعون؟.
بعد تفكير طويل… قرر صني استعارة تلك القوة من الرجس الملعون نفسه.
لم يكن هناك وقت كافٍ لابتكار سحر مُعقد حقًا، لكن كان السحر التي أراد أن يُسحر به الجبل بسيطة نسبيًا. كل ما كان على صني فعله هو صقله إلى أبعاد هائلة وابتكار طريقة لنقش نسيج التعويذة في بركان شاهق بدلاً من ذكرى.
كانت الأسحار التي نسجها تنتمي إلى ترس حصل عليه كإحدى مكافآت بطولة مشهد الأحلام من راعيها، عشيرة فالور العظيمة، ليستخدمه لاحقًا لقتل أحد فرسان فالور في معبد الليل. استخدم كلٌّ من صني والقديسة هذا الترس ببراعة في مملكة الأمل – ثم ورثه كوينتين، الذي خدمه الترس بإخلاص في القطب الجنوبي وفي الكابوس الثاني. في الواقع، كان السيد الشجاع لا يزال يستخدمه.
لم يكن هذا الترس سوى المنتقم الصبور، وكانت أسحاره تُسمى [قلبٌ مشتعل] و[الفولاذ البارد].
[قلبٌ مشتعل] وصف السحر: “بإمكان هذه الترس تخزين جزء من ضرر النار الذي يتلقاه لتعزيز سلاح آخر يحمله صاحبه، أو لإطلاق موجة صدمة مدمّرة.”
[الفولاذ البارد] وصف السحر: “بإمكان هذه الترس تخزين جزء من ضرر الصدمة الذي يتلقاه لتعزيز سلاح آخر يحمله صاحبه، أو لإطلاق موجة نارية حارقة.”
…كما أشار صني، كانت جبال لعبة آرييل متينة للغاية. ومع ذلك، كان على وشك الانهيار بعد كل معركة عملاقة، لأن القوى التي أطلقتها القطع المتصادمة كانت ببساطة مروعة للغاية. كيف لا وهو على وشك الانهيار، بينما كان سَاميين حقيقين يقاتلون على منحدراته المتهالكة؟.
إذن، سحر صني جبلًا ينفث النار بطريقة سمحت له بامتصاص الضرر الذي يتلقاه، وتخزينه… ثم إطلاقه في حريق هائل مُرعب يُنهي العالم.
وبالتحديد، سحر البركان ليحرق كل شيء وكل من يلمس سطحه.
“هاا…”
بينما كان الذئب يمزق جسد صني عديم الشكل بشراسة، ويضربه مرارًا وتكرارًا على المنحدر المتشقق المتهدم، تنهد ببطء.
‘ألستُ عبقريًا؟ لا، حقًا؟’
كان سيضحك لو استطاع.
أي سحر آخر كان سيحتاج إلى وقت لجمع الشحنة، وهو ما كان سيقضي على صني نظرًا لسرعة تقدم المعركة. ومع ذلك، فإن السحر المستمد من المنتقم الصبور الذي نسجه في الجبل لم يعتمد على الوقت… بل اعتمد فقط على مقدار الضرر الذي يلحق بالجبل.
كلما تحرك الذئب، وقطيع أقاربه الأدنى، والعملاق الآلي – بالإضافة إلى صني، والقاتلة، وكاي، والوفرة، والدبابير السجية – أسرع، كانت معاركهم أشد، وزاد الضرر الذي يلحقونه بالبركان. وكلما زاد الضرر الذي لحق بالبركان، زاد امتصاصه، مما عجّل لحظة وصول السحر إلى ذروته.
‘حان الوقت، على ما أظن.’
كان صني مستعدًا لنصب فخه على الذئب الجريح.
مزقت كتلة الظلام عديمة الشكل، ذات المائة يد، جميع رماح الصوان من جسد الشيطان الملعون، ممزّقةً فروه الأبيض.
ثم… اختفى ببساطة في الظلال.
أرسل صني نفسه إلى ضريح الحقيقة. وفي الوقت نفسه، سُحبت القاتلة إلى الظلال أيضًا، وظهرت بجانبه متعثرةً. إذا كانت الظل القاتلة قد فوجئت بإخراجها فجأة من القتال، فإنها لم تُظهر ذلك – بل بدت مستاءة من حقيقة أن صني حرمتها من فرصة قتل المزيد من الذئاب.
كان كاي قد هبط على الصخرة المحطمة قبل لحظة ليتجنب ضربة سيف العملاق الآلي التي تمزق العالم. سُحب هو الآخر إلى الظلال، وفجأة ظهر تنين عملاق في قاعة الضريح الشاسعة. طُردت الدبابير السجية الناجية وظل الوفرة، ولم يبقَ سوى مخلوقات الثلج الرجسة على سفوح البركان.
كان ذلك وضعًا خطيرًا للغاية – ليس فقط لأن الأعداء استطاعوا الالتقاء بحرية على الفوهة، ولكن أيضًا لأن الذئب استطاع الاتحاد مع قطيع الوحوش العظيمة، مستعيدًا أعظم قوته. لكن، بطبيعة الحال، لم يكن صني يخطط لمنح مخلوقات الكابوس فرصة للالتقاء.
اتخذ شكله البشري وسقط على ركبتيه، غارقًا في الدماء، وابتسم ابتسامةً عريضة. وأرسل نبضة من الجوهر إلى أرضية الضريح القديم المحترقة، ففعّل سحره.
ترجمة آمون