عبد الظل - الفصل 2351
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
الفصل 2351 : الشبح المقدس
لم يستطع صني يومًا استدعاء شبح الإدانة، وليس لقلّة المحاولات.
رفض ظل السَامي الساقط ببساطة الخضوع لإرادته. فقد كان هائلًا، عتيقًا، وغامضًا بدرجة لا تسمح بإخضاعه لأوامر صني، في حين أن صني نفسه لم يكن قويًّا بما يكفي ليفرض سلطته عليه.
وبمعنى ما، كان التعامل مع ظل الإدانة أصعب حتى من محاولة التحكم بشظية عالم الظل.
بعد أن أصبح صني فائقًا، تمكّن من التلاعب بالشظية قليلًا – بما يكفي لفصلها عن المعبد عديم الاسم، على الأقل، رغم أن الأمر بدا كأنه ينقل جبلًا. لكن الشظية كانت خالية من الشخصية، أما ظل الإدانة… فكان له عقلٌ خاص به.
أو ظلّ عقلٍ سابق، على الأقل.
على أي حال، لم يكن صني قادرًا على استدعاء ظل الإدانة. فقد بقي السَامي الميت في ظلمة روحه الهادئة، وكأنه في سلام، وبما أنه كان الشبح الوحيد من الرتبة المقدسة هناك، افترض صني ببساطة أنه لا يستطيع التحكم بأشباح من رتبة أعلى من رتبته.
لكن، بعد مواجهته لدودة الثلج في المعركة، بدأ يشكّ في تلك النظرية. صحيحٌ أن الوحش الملعون كان مرعبًا وذو قوة مخيفة، لكنه لم يكن… خارج نطاق الفهم مقارنة بصني. أكثر من ذلك، فقد سبق لصني أن جرّب، إن لم يكن التغلب عليه، فعلى الأقل هزيمة إرادته.
بالإضافة إلى ذلك، وعلى عكس الإدانة، فهو من قتل دودة الثلج بيديه الاثنتين… مجازيًا.
في الحقيقة، بطبيعة الحال، قتلها بحذائه.
فمن ذا الذي سيقول إنه لا يستطيع استدعاء شبحها؟ كيف لظل وحشٍ عادي أن يعصي لورد الظلال؟.
وهذا بالضبط ما حاول صني فعله. حاول استدعاء ظل دودة الثلج وجعله يطيع أوامره. كانت النتيجة… واعدة ومخيبة للآمال في آنٍ واحد.
فكما هو الحال مع الإدانة، رفضت دودة الثلج… المُفرطة… الاستجابة لنداء صني. في الواقع، لم يكن الأمر حتى رفضًا، بل لا مبالاة تامة. فقد تجاهل الشبحان المقدسان صني وأوامره كليًّا.
لكن، بخلاف الإدانة، لم تكن المفرطة عظيمة إلى درجة لا تُقهر. لذا، أطلق صني عنان غضبه، وانقضّ على الظل البليد بكل قوة إرادته الباردة والمرعبة.
‘تعال إلى هنا، يا أنت!’
…وبدا ذلك أيضًا وكأنه يحاول نقل جبل.
لكن الحقيقة هي أن صني امتلك قوة إرادة كافية لتحريك هذا الجبل تحديدًا.
وهكذا، استجاب الجبل لندائه، وأتى إليه.
‘آه…’
شعر صني بضغط ساحق يسقط عليه في اللحظة التي مرّ فيها شبح المفرطة على مضض من خلال بوابة روحه وخرج إلى العالم المصغّر للعبة آرييل.
‘هذا… أمم… يجب أن يكون أسرع، أليس كذلك؟’
تظاهر بالابتسام، بينما كان يتألّم من الداخل.
كان التحكم بشبح مقدّس مختلفًا تمامًا عن التحكم ببقية أفراد فيلق الظل. كان استدعاء جيشه من الأشباح، حتى من الرتبة الفائقة، سهلًا وطبيعيًّا. أما استدعاء شبح المُفرطة، فكان يتطلّب منه التغلب على تردده باستمرار وبدقة. ولا حاجة للقول إن ذلك وضع ضغطًا هائلًا على صني.
باختصار، كان الأمر أشبه بركوب ثور هائج.
…وقد افترض صني أن الثيران كانت نوعًا من المخلوقات الشبيهة بالخيول، لكنها أكثر شراسةً منها. وبالنظر إلى أن الحصان الوحيد الذي يعرفه هو ‘الكابوس’، فقد رسم ذلك صورةً مرعبةً للغاية.
لم يعرف لماذا قد يختار أي إنسان عاقل ركوب مخلوق كهذا، لكن لا بد أن التجربة شبيهة بمحاولته السيطرة على المُفرطة.
وكان هناك تعقيدٌ غير متوقع آخر في استدعاء شبحٍ مقدس. عادةً، لم يكن صني بحاجة للقلق بشأن الجوهر أثناء قيادة فيلق الظلال – فالطاقة التي يتلقاها من أشباحه كانت أعظم بكثير من الطاقة التي يصرفها لإبقائهم مستدعين. لكن كان الوضع معكوسًا في حالة المُفرطة. فليس فقط أن نطاق الرماد أضعف وأوهن مقارنة بنطاق صني الحقيقي، بل إن مجرد إبقاء تلك الدودة اللعينة مستدعاة كان يستهلك جوهره بمعدل مُحبط. لم يكن قادرًا على الحفاظ على هذا الاستدعاء إلى أجل غير مسمى… ولا حتى لفترة طويلة، مما يعني أن استدعاء الأشباح المقدسة أداة لا بد من استخدامها بحذر استراتيجي.
ومع ذلك، فقد كانت أنباءً مذهلة بالنسبة لصني. وبالطبع لم تكن تتعلق بأن المُفرطة ستكون قادرة على حفر البركان وانتشال تمثالها أسرع من كاي، بطبيعة الحال.
بل لأن صني كان قلقًا من رتبة أعدائه لفترة من الوقت الآن. وقد كان من حسن الحظ أن أول قطعة ثلجية واجهوها كانت سربًا من الوحوش العظيمة — فقتلهم لم يضعف نطاق الثلج فقط، بل قوّى صني أيضًا.
أما إن كانت بقية مخلوقات الكابوس على اللوح ملعونة، فلن يتمكّن من توسيع جيشه بصورة هائلة. وذلك بالضبط ما كان يعوّل عليه صني… كان ذلك أمله الوحيد في الفوز بلعبة الموت رغم أنه بدأها من موقع ضعيف يائس بشدة.
في وضعٍ ميؤوسٍ منه ومُزرٍ لدرجة أنه أجبر آرييل، شيطان الرعب، على الاعتراف بالهزيمة.
‘راقب بعنايةٍ، يا طاغية الثلج، كائنًا من كنت.’
ازداد اتساع ابتسامة صني بينما كان يشاهد المفرطة تحفر في الصخر الصلب.
كان سوف يقتل رجسات نطاق الثلج، واحدةً تلو الأخرى، ويحوّلها إلى جنوده.
وبهؤلاء الجنود، كان سيحاصر قلعة الثلج، ويسقط حاكمها.
والأفضل من ذلك، أنه سيجلب جيشه من الأشباح المقدسة خارج لعبة آرييل إلى العالم الحقيقي.
لذا، لم يكن جزء ويفر هو الغنيمة الوحيدة التي سيحملها من هذا العالم المصغّر الغريب والخطير.
“يا له من أمرٍ رائع! تبقى عشرةٌ منهم، أليس كذلك؟”
نظر إليه كاي متشككًا.
“بماذا تفكّر؟ أنت تبدو… مبتهجًا بشكل مريب؟”
ضحك صني بسعادةٍ
“كنت أفكّر فقط في أن هناك عشرة أهوالٍ كابوسية بانتظار قتلنا بطرقٍ مروعة. أليس ذلك عجيبًا؟”
زفر كاي ببطء.
“عجيبًا؟ أوه، عجيب. عجيبٌ يقول. والأسوأ أنه يعنيها حقًا! هذا… ليس الوصف الذي كنت سأستخدمه…”
ترجمة آمون