عبد الظل - الفصل 2340
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
الفصل 2340 : الطاغية الغازي
بدأ صني بالدبابير الكريستالية التي كانت عالقة وحدها في متاهة ظله. كانت الحواجز السجية التي شيدها قوية، لكنها لم تكن بالقوة ذاتها خارج نطاق الثلج – فالوحوش العظيمة الغاضبة كانت ستحطمها عاجلًا أم آجلًا، لذا كان عليه أن يتحرك بسرعة.
كانت مطاردته سريعة ووحشية.
باستخدام خطوة الظل للانتقال الفوري بين المناطق المتباعدة من خلية الجليد، كان يقتنص المتأخرين واحدًا تلو الآخر. كانت مهارته القتالية وعزيمته القاتلة التي لا تلين أكثر من كافية لإبادة الرجسات الكريستالية المرعبة، حتى وإن كانت المواجهات المتتالية مع هذا العدد الكبير من وحوش العظام العظيمة تستنزف طاقته بسرعة.
في نفق ضيق، قطع صني دبورًا كريستاليًا مهددًا إلى نصفين بالأوداتشي الحاد كالشفرة، ثم غرس النصل في رأسه عبر عينه عندما استمر النصف العلوي من مخلوق الكابوس بالزحف نحوه في نوبة قتل جنونية.
وفي كهف جليدي تتساقط فيه قطرات الماء في بركة شاسعة وصافية من غابة من الهوابط الكريستالية، أبقى صني وحشًا عظيمًا آخر على مسافة باستخدام رمح لبضع ثوانٍ، ثم وجد ثغرة وشق بطنه بضربة شرسة. بعد لحظة، تحطم رأس الوحش تحت حذائه.
وفي ممر ضيق لدرجة أن دبورًا كريستاليًا واحدًا بالكاد يمكنه المرور، اقترب صني من وحش عظيم هائج، وانقض متفاديًا ساقيه الشبيهتين بالمناجل، ومزق هيكله الخارجي بقفازات عباءة اليشم، وحطم اللحم الرقيق تحته بقبضتيه. وغرق الصوت العذب لأجراس الرياح تحت ضجيج المعركة، وقصف الرعد المدوي، والرنين العالي لتحطم الكريستال.
بحلول الوقت الذي انتهى فيه صني من القضاء على مخلوقات الكابوس الوحيدة، كان يلهث بشدة. لم تستغرق هذه المجزرة بأكملها أكثر من دقائق معدودة، ولم يتوقف لحظة واحدة، متحركًا بين الظلال بسلاسة كما لو كانت تلك الاشتباكات الوحشية سلسلة قتال واحدة لم تنقطع.
‘تبقى سبعة وثلاثون.’
ذلك كان عدد الدبابير الكريستالية المتبقية في خلية الجليد. للأسف، كانت الأمور ستزداد صعوبة من الآن فصاعدًا – فالبقية كانت مجتمعة، ومع قضائه على المجموعات الصغيرة، كانت المجموعات الأكبر ستخترق حواجز الظل وتندمج معًا.
لكن لا بأس بذلك.
لأنه بقتل الرجسات الوحيدة، ضمن صني أن عدد ظلاله الشبحية قد ازداد. لكن لا بد أن يزداد أكثر قليلًا.
‘أربعة عشر وحشًا آخر سيفي بالغرض.’
أربعة عشر وحشًا عظيمًا؟ يا له من أمر تافه!.
مُتألمًا وكأنه يعاني من الألم، اتخذ صني هيئة وليد الظلال وغاص في الظلال، ممسكًا بسيفي أوداتشي أسودين في كل من يديه الأربع.
منطلقًا من الظلام في كهف عمودي شاسع، قفز إلى الحائط وركض على سطحه الجليدي، غارزًا مخالبه في الجليد الصلب. تسلل نورٌ خافت منتشر من مكان ما في الأعلى، وما إن رصده اثنان من الدبابير الكريستالية على الحائط حتى اندفعا نحوه بسرعة لسحقه.
وبسبب موضع مصدر النور، وصلت ظلالهما الطويلة إلى صني قبل أن تبلغه أجسادهما. فشطر الظلال بسيفيه معًا، مما تسبب في أطلاق الدبابير صرخاتٍ مدوّية وسقوطها، ساقطةً في قاع الكهف البعيد وهي تتشنج من الألم – وعندما استعادتا عافيتهما بما يكفي للتحرك مجددًا، كان قد سقط عليهما بالفعل وحطم إحداهما بوزن جسده الساحق.
دوى صوت انفجار مدوٍّ، وتشققت أرضية الكهف فيما تصاعد غبار من جزيئات الجليد وشظايا الكريستال في الهواء. وبعد لحظة، خرج صني من كومة الجليد المسحوق، وسيفاه يندفعان لطعن نقاط الضعف في جسد مخلوق الكابوس الآخر.
[لقد قتلتَ…]
غاص في الظلال، حاملًا الجثة المرتجفة معه. وظهر في كهف حيث كان دبوران كريستاليتان يهاجمان جدارًا من السج بشراسة، فرمى الجثة على إحداهما وهاجم الأخرى.
[لقد قتلتَ.]
وهكذا استمر الأمر.
‘آه… أنا متعب…’
حتى مع هذه السرعة الجنونية، شعر صني بالقلق من ألا يتمكن من إبادة الخلية بأكملها قبل أن تختفي الشمس خلف الأفق.
ماذا لو انتهت حركة نطاق الرماد قبل أن تُقتل قطع الثلج التي تحمي الساحة؟ بالنظر إلى مدى سرعة تراجع الدبابير الكريستالية من البركان صباحًا… فلا شيء مما قد يحدث هو أمر يود صني معرفته.
وسرعان ما نفذت أزواج مخلوقات الكابوس التي يمكنه قتلها. كانت رئتاه تشتعلان، وقلباه – كلاهما، بما أنه ما يزال في هيئة وليد الظلال – ينبضان بعنف. ظهرت بعض الشقوق على عباءة اليشم، وعدة جروح قبيحة على جسده.
لم يكن ينزف، بطبيعة الحال، لكن بدت البرودة الخبيثة وكأنها تتسلل إلى ما تحت جلده، مما جعله يشعر بضعف متزايد.
‘اللعنة…’
أطلق صني زمجرة خافتة.
بحلول هذا الوقت، كانت حواجز السج قد انهارت بالفعل، وتجمعت الدبابير المتبقية – أكثر من عشرين منها – في كهف شاسع، مستعدة للاندفاع كانهيار جليدي كريستالي للعثور على الدخيل والقضاء عليه. لكن لم يجعلهم صني ينتظرون.
بل بدلًا من ذلك، خطا صني إلى الظلال للمرة الأخيرة وخرج في الكهف، ناظرًا إلى مخلوقات الكابوس الأربع والعشرين من خلف قناع خوذته اليشمية.
…كان شعورًا مقلقًا، على أقل تقدير، أن تُحدّق في سرب من الوحوش العظيمة.
‘فمن أنتم لتتجرؤون على التحديق فيّ هكذا، أيها الوحوش؟ لا، انسَى الأمر. لا وقت لهذا!’
ابتسم صني.
‘يجب أن يكون هذا كافيًا.’
ثم تحول إلى ظل.
ومن ذلك الظل، تدفق سيل من الرماد كسحابة متصاعدة، وانقسم إلى خيوط حلزونية أحاطت بسرب الدبابير الكريستالية.
وبعد لحظة، تصلب الرماد وتحول إلى دبابير سجية – ما يقارب الخمسين منها، مقابل أربع وعشرين وحشًا عظيمًا.
اثنتان مقابل كل مخلوق كابوسي متبقٍّ في خلية الجليد.
اتخذ صني شكلًا ملموسًا مرةً أخرى، متخليًا عن جسد وليد الظلال العملاق مقابل جسده الرشيق والسريع.
كانت ابتسامته باردةً وقاسية.
“ألم أقلها؟ الموت محتوم.”
اندفعت دبابيره السجية إلى الأمام، واندفع هو أيضًا نحو أقرب مخلوق كابوسي.
…وقبل أن يمضي وقت طويل، لم يبقَ من خلية الجليد شيء، إذ أصبح كل ساكن كريستالي فيها جنديًا في جيشه المتنامي.
ترجمة آمون