عبد الظل - الفصل 2319
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
الفصل 2319 : رحلة تعليمية
ناظرًا إلى كاي، شعر صني بشعور عميق بالتسلية. ومع ذلك، أتت تلك التسلية ورحلت بسرعة.
تنهد، ثم رفع بصره. كانت قبة العالم المصغّر محجوبةً بسحب الرماد، لكنها كانت صافيةً فوق القمم الثلجية. وبدا وكأن القمر يهبط… سينتهي الليل قريبًا، مفسحًا الطريق لسطوع النهار.
ولسبب ما، شعر صني أن لحظة السلام القصيرة هذه لن تدوم أطول بكثير من الليل.
‘ماذا سيفعل طاغية الثلج؟’
وما الذي يمكن لطاغية الثلج أن يفعله؟.
في الواقع، كان صني مدركًا للغرابة الطفيفة في وضعه. فقد تولّى مكان طاغية الرماد… الذي كان شخصية ذات أهمية كبيرة، بلا شك، لكنه كان مجرد قطعة رغم ذلك.
لم يكن صني هو اللاعب.
وكان شكه بأن هناك فرقًا بين الاثنين مبنيًا على بضعة حقائق. أولًا، إذا كان من المفترض أن لاعبي لعبة آرييل يؤدون دور الطغاة في نطاقاتهم الخاصة… فلن يكون هناك طاغية ثلج في أي مكان داخل هذا العالم الاصطناعي — ففي النهاية رحل لاعبي اللعبة منذ زمن طويل.
ثانيًا، لم يمنحه وضعه كطاغية الرماد أي قوى جديدة — بما في ذلك القدرة على التحكم بالقطع الثانوية الرمادية. لم يكن كاي والقاتلة مجبرَين على طاعته بسبب طبيعة اللعبة، بل استمعا له فقط لأنه صني.
وبالمثل…
إن كان هناك طاغية ثلج على الطرف الآخر من الرقعة، فهل سيكون له أي سيطرة على رجسات الثلج؟.
لم يكن متأكداً.
لكن بناءً على الإجابة، كان صني يواجه خطرين مختلفين تمامًا.
إن كان بإمكان طاغية الثلج التحكم بالشخصيات بحرية، فسيواجه قوة منسقة وقاتلة. ستكون هذه اللعبة معركة بين عقلين. وإن لم يكن… فستتجوّل الوحوش بحرية، والعقبة الرئيسية أمامه ستكون هذا العالم الصناعي ذاته.
“سنرى قريبًا.”
رفع كاي حاجبه.
“ماذا؟”
أطلق صني تنهيدة أخرى.
“سنرى نوع المعركة التي تنتظرنا بمجرد أن تبدأ رجسات الثلج في التحرك.”
نظر إلى القمم الثلجية الثلاث.
“إن كانت مجرد وحوش، فستنقض علينا لالتهامنا على الفور. لكن إن كانت تابعة للطاغية… فستغزو البركانين الأخرى أولًا، لتعزيز نطاق الثلج وإضعاف نطاق الرماد قدر الإمكان قبل الحصار النهائي. وسيتغير ردنا جذريًا بناءً على ما سيفعلونه.”
صنع إبرة من الظلال وبدأ في إنهاء جعبة لكاي. وبعد أقل من دقيقة، كانت قد اكتملت.
وضع صني السهام التي صنعها في الجعبة وقدمها إلى الرامي الساحر بابتسامة.
“هاك… هذا يكفي في الوقت الحالي.”
نهض صني، ونفض الرماد عن ملابسه، وأشار إلى عمود الدخان المتصاعد في السماء خلفهم.
“من الأفضل أن نستكشف القلعة بينما لا يزال لدينا الوقت.”
وأثناء نزولهم إلى الحفرة، نظر صني إلى كاي، ثم سأله بهدوء:
“لديك بعض الخبرة في قتال مخلوقات الكابوس العظيمة، صحيح؟”
أومأ كاي.
“نعم. بصفتي قديسًا حكوميًا، خلال الحرب في باستيون، ولاحقًا كوكيل على قلب الغراب… واجهت بعضها.”
ابتسم صني ابتسامةً قاتمة.
“كيف كان الأمر؟”
أصبح تعبير كاي جادًا.
“…كأنك تقاتل سَاميًا.”
صمت للحظات، ثم أضاف بتنهيدة:
“العظماء… أقوى وأشد رعبًا من الرجسات ذات الرتب الأدنى، هذا صحيح. لكنني اعتدت منذ زمن بعيد على القتال ضد أعداء يتفوقون عليّ في كل شيء. المشكلة أن مواجهتهم لا تشبه المعارك العادية. الأمر أشبه بأن العالم نفسه يقف إلى جانبهم.”
أومأ صني.
“العالم يقف فعلًا إلى جانبهم – لأنهم يجبرونه على ذلك. ما يميز العظماء والفائقين عن أصحاب الرتب الأدنى هو جودة إرادتنا. إرادتنا طاغية بما يكفي لإخضاع العالم… إلى حد ما على الأقل. حسنًا، لا بد أنك تعرف كل هذا بالفعل — فقد قضيت أنا ونيفيس وقتًا طويلًا في مشاركة خبرتنا مع كاسي، التي قامت لاحقًا بتجميع تقرير لأولئك الذين يحتاجون إلى المعرفة.”
نظر كاي إلى صني بتعبير شارد.
“نعم، أعلم. مع ذلك… يؤسفني قول هذا، صني، لكن لا أظن أن أحدًا آخر سيتمكن من تكرار ما فعلتماه أنت ونيفيس — تحقيق التفوق بشكل طبيعي. هذا… هذا ليس من باب الشك بالنفس. الأمر فقط أنكما، أنت ونيفيس، تقلّلان من مدى استثنائكما. تقلّلان بشدة.”
زمّ صني شفتيه.
في هذه الأثناء، أطلق كاي تنهيدة.
“…مما يعني أن بقيتنا سيتعيّن عليهم سلوك الطريق المعتاد. سيتوجب علينا خوض الكابوس الرابع.”
تأمله صني لبرهة، ثم حول نظره بعيدًا.
“فقط أربعة أشخاص نجوا من الكابوس الرابع على الإطلاق. ستواجه هناك مخلوقات كابوس عظيمة أيضًا… لذا، اعتبر هذه الرحلة الصغيرة تدريبًا تمهيديًا. سأعتني بالملعونين إن اضطررنا لمواجهتهم، أما الرجسات العظيمة فستكون من نصيبك. أنا واثق بأنك ستتمكن من ذلك – في النهاية، أنا…”
كان صني على وشك أن يذكر كيف قتل طاغوتًا عظيمًا وهو لا يزال نائمًا، لكنه كبح نفسه هذه المرة. لم يكن الوقت مناسبًا للنكات.
“سأغطي ظهرك. ولديك بالفعل اثنان من أفضل المعلمين بجانبك. أنا نفسي فائق، أما هي…”
وأشار إلى القاتلة.
“فهي على الأرجح أكثر القتلة كفاءة ممن التقيت بهم يومًا. وليس هذا فحسب، بل إن سلاحها الرئيسي للقتل هو القوس أيضًا. لذا راقبها بعناية، وتعلم منها.”
لم يكن هناك قدوة أفضل لكاي من القاتلة. ولهذا، كان صني يعلق عليه آمالًا كبيرة.
أن يكون لديه اثنان من الرماة الاستثنائيين إلى جانبه في مواجهة رجسات الثلج… كان أشبه بالحلم – نادرًا ما كان يحظى بدعم كهذا.
ابتسم كاي.
“سأفعل.”
تردد صني للحظات، مفكرًا فيما يمكنه قوله أيضًا.
لم تكن المسألة مسألة تحفيز كاي لبذل جهده — فهو لم يفتقر إلى الدافع يومًا. بل كانت المسألة تتعلق بإعطائه منظورًا يدفعه إلى بذل أكثر من مجرد أفضل ما عنده. إلى امتلاك الإرادة للنجاح مهما كان الثمن.
فهذا هو السبيل الوحيد للبقاء في عالم تعويذة الكابوس القاسي.
وفي النهاية، سأل صني:
“كوابيسك… كيف نجوت منها؟”
فكر كاي في سؤاله للحظة، ثم أجاب بابتسامة خافتة:
“نجوت بسبب الأشخاص الذين كانوا إلى جانبي.”
أومأ صني.
“بالفعل. فلا أحد ينجو في عالم الأحلام بمفرده.”
نظر إلى كاي وأضاف بنبرة هادئة:
“لكن بالنسبة لأولئك الأشخاص، أنت كنت – وستظل – الشخص الذي يقف إلى جانبهم. نجاتهم ستعتمد عليك، تمامًا كما تعتمد نجاتك عليهم.”
تغير تعبير كاي بشكل طفيف، واختفت ابتسامته.
وعند رؤيته لهذا التغير، اشاح صني بنظره بعيدًا.
“لذا، كم عدد الأشخاص الذين سينجون من الكابوس الرابع في المستقبل، هذا أمر يعود إليك. تحمّل المسؤولية.”
بقي كاي صامتًا لفترة طويلة، ثم أومأ بصمت.
بحلول ذلك الوقت، كانوا قد وصلوا إلى القلعة المتداعية.
ترجمة آمون