عبد الظل - الفصل 2714

الفصل 2714 غضب البحر

“هذه هي المرة الأولى.”

واقفةً على أنقاض جزيرة القصر، حدّقت نيفيس في جسد كاناخت الضخم الجامد. لقد أطلقت هيئتها المتسامية، وعادت إلى طبيعتها البشرية – كانت عيناها باهتتين ومتعبتين، وقد انطفأت النيران البيضاء التي اشتعلت فيهما منذ زمن. ومع ذلك، لا تزال النار الراقصة على الأنقاض تنعكس في أعماقها الرمادية الجميلة، لذا لم يكن هناك فرق يُذكر عما كانت عليه من قبل. 

كان ‘العملاق’ العظيم… نائمًا.

كان مُستلقيًا على فراش من الرماد والحمم البركانية المنصهرة، غارقًا في سبات عميق. وقف صني ونيفيس على بُعدٍ من هناك، مُحاطَين برفاقهما. لقد بذلوا كل ما في وسعهم لتدمير مخلوق الكابوس ‘العملاق’، لكن كل ذلك ذهب سدىً.

وأخيرًا، وبعد أن استنفدوا قواهم تمامًا، توقفوا.

التفتت نيفيس وألقت نظرة على صني.

“لم أقابل قط مخلوق كابوس يمكنني هزيمته، ولكن ليس قتله.”

حدق صني في ‘العملاق’ النائم بتعبير غريب.

“نعم… بالفعل.”

كان عقله لا يزال غارقًا في آثار المواجهة الكارثية. حصار المدينة الخالدة، والاندفاع الجنوني نحو جزيرة القصر، والصمود في وجه الهولندي وأسطوله من الأشباح، وأخيرًا المعركة ضد جسد كاناخت… كل هذا حدث مؤخرًا وبسرعة فائقة، بتتابع سريع.

لذا، فهو فشل في الاعتراف الكامل بما حدث وأن الأمر قد انتهى تقريبًا.

“لا أعتقد أنني كنت في هذا الموقف من قبل.”

كان الأمر سخيفًا حقًا. عادةً ما تنتهي المعركة بموت العدو – فقتله كان مرادفًا لتحقيق النصر. بالطبع، يمكن تحقيق نصرٍ بلا دماء، لكن هزيمة رجس والفشل في قتله كان أمرًا غريبًا.

نظر صني إلى جسد كاناخت بصمت.

كان الشيء لا يزال على قيد الحياة.

لقد تم الاستيلاء عليه بواسطة لعنة الحلم، ولكن حتى الآن بعد أن أصبح الكابوس رعبًا أعظم، فإن متاهة الأحلام المروعة لن تستوعب ‘عملاقًا’ عظيمًا إلى أجل غير مسمى… أو حتى لفترة طويلة.

كان مخلوق الكابوس المرعب على وشك أن يتخلص من نومه في النهاية.

“فماذا نفعل به الآن؟”

ترددت نيفيس لبضع ثوان، ثم نظرت إلى المسافة.

لم تعد المسافة… بعيدة. كان الحاجز المحيط بالمدينة الخالدة ينهار. في الواقع، كان معدل تدميرها يتزايد بشكل كبير – بحلول ذلك الوقت، كانت اثني عشر سداسيًا تُشكل القبة الخفية تتلاشى من الوجود في كل لحظة، مُطلقةً شلالات هادرة من الماء الداكن.

كانت الحلقة الخارجية من الخراب قد ابتلعتها المياه، فبدا وكأن جدارًا أسود يُحاصر جزيرة القصر من جميع الجهات، ماحيًا العالم كلما اقترب أكثر فأكثر. اختفى نصف الحلقة الداخلية أيضًا، حتى أن عدة الأعمدة سداسية سقطت في البحيرة الهائجة.

أطلقت نيفيس تنهيدة هادئة.

“هل نحتاج إلى فعل أي شيء؟”

لقد ظلت صامتة لبرهة.

“سيُنزل ثقل بحر العاصفة المُريع قريبًا على ‘العملاق’ النائم. حتى لو نجا هذا الكائن البغيض من الضغط، فمن المرجح أن يُشلّ حركته. وحتى لو احتفظ بالقدرة على الحركة رغم حمله بحر العاصفة بأكمله على كتفيه، فقد لا يجد أبدًا قلاعًا بشرية متناثرة في المياه شرقًا من هنا. لو وجدها، فستكون عقود قد مضت – فالبحر شاسع، في النهاية. بعد عقود، إما أن نكون أقوياء بما يكفي لهزيمته نهائيًا… أو أمواتا.”

نظر إليها صني بدهشة.

“لذا هل تقترحين أن نترك الأمر فقط؟”

ألقى نظرة خاطفة على كتلة جسد كاناخت الضخمة والضخمة. نيفيس وجيت ونايف ألقوا نظرة خاطفة عليها أيضًا – مما يعني أن كاسي كانت تراقبها أيضًا.

لم ينطق أحد بكلمة لفترة. في النهاية، كان الكابوس هو من كسر الصمت، وأطلق شخيرًا هادئًا، ناظرا إلى جبل اللحم النازف بكراهية متقدة.

لم تتفاعل نيفيس وصني، وظلت جيت على طبيعتها. لكن نايف والعفريت لم يستطيعا إلا أن يرتجفا من صوت الحصان المروع… بالنظر إلى أن طول العفريت كان عشرات الأمتار، كان مشهدًا رائعًا. 

هز صني رأسه.

“أعتقد أن هذا هو…”

لقد غرق صوته في هدير المياه المتدفقة العنيف.

فوقهم، اختفت مساحات شاسعة من القبة في آنٍ واحد، وسقطت أطنان لا تُحصى من المياه الرغوية من ارتفاع شاهق. اهتز العالم عندما وصلت المياه إلى الأنقاض، مدمرة الجزر الأقرب إلى البحيرة، ومحت الطرف الجنوبي لجزيرة القصر من الوجود.

هذه المرة، لم يقتصر الضرر على تلك الجزر فحسب. بدا أن أساس المدينة الخالدة قد بلغ منتهاه، محدثًا تصدعًا مدويًا. تفتتت العديد من الجزر المتبقية وسقطت في القنوات المتدفقة، كاشفةً عن أماكن اختفاء الشقوق الهائلة. امتدت تلك الشقوق من نقطة الانهيار… والتقى معظمها في جزيرة القصر.

وانهارت جزيرة القصر أيضًا.

‘هراء!’

فجأة، أدرك صني أن جسد كاناخت ليس المشكلة الحقيقية. لقد هُزم ‘العملاق’ العظيم… لذا حتى لو فشلوا في القضاء عليه، فقد أصبح كل ذلك من الماضي. الخطر الحالي الذي يواجههم هو المدينة الخالدة نفسها – بعد أن دمروها، عليهم الآن النجاة من دمارها.

لقد تم اتخاذ القرار بشأن كيفية التعامل مع جسد كاناخت نيابة عنهم.

“حان وقت الهروب!”

عندما انفرجت الأرض تحت أقدامهما، أظهرت نيفيس جناحيها. أمسك صني بجيت ونايف، وسحبهما عبر الظلال.

بعد لحظة، ظهروا على جدران القلعة المظلمة. كانت مائلة بشدة إلى جانبها، جاثمة بشكل خطير على حافة هاوية عميقة. في الأسفل، امتلأ الامتداد المظلم للصدع العميق بسرعة بالماء الرغوي – متجاهلاً ذلك، دفع صني رفاقه نحو الصورة الظلية الرشيقة لكاسر السلسلة. 

ثم إبتسم ابتسامة عريضة.

“زملاي باحثي الكنوز… أُعلنُ انتهاءَ رحلةِ المدينةِ الخالدة! لقد كان نجاحًا باهرًا. شكرًا لانضمامِكما إليّ في هذه المغامرةِ الممتعةِ والمُسليةِ نوعًا ما. لقد كان أداؤُكما رائعًا! الآن، علينا فقط أن ننجوَ من هذا الجحيمِ الغارق…”

أعطاه نايف نظرة فزع.

“ماذا…”

قبل أن يتمكن من الانتهاء، أشار صني إلى كاسي، التي كانت تهبط بالفعل على سطح سفينة كاسر السلسلة.

“اتبعاها! سأنضم إليكما في أقرب وقت ممكن… إذا استطعت… على أي حال، اذهبا!”

ألقى صني نظرةً سريعةً إلى الوراء، وتأكد من صعود نيفيس إلى جزيرة العاج، فدخل الظلال مجددًا. وما إن ابتعد عنهم حتى استقرت عيناه على تجسده المتفحم، الذي كان لا يزال يربط ظل سائر الليل المتمرد بسيده وسط الدمار.

“يا أحمق! ما الذي يأخذ منك كل هذا الوقت؟!”

انقسمت شخصيته إلى أربعة تجسيدات متطابقة، كل منها ينظر إلى الخامس بنفس السخط.

“لماذا أنت بطيء جدًا أيها الوغد؟!”

“لقد هزمنا أسطولًا كاملًا من الأشباح و’عملاقا’ عظيمًا بينما كنت تتسكع! ماذا بحق؟!”

“هل ترى كل هذا الماء؟ نحن نكره الماء!”

وبينما انهار المزيد من القبة، مطلقًا طوفانًا مروعًا، صر صني على أسنانه ونظر إلى تجسيداته الأخرى بغضبٍ عارم.

“أغلقوا أفواهكم أيها الأوغاد!”

توقف للحظة ثم قال بصوت هدير: “بما أنكم هنا بالفعل، التقطوا إبرا وساعدوا!”

الترجمة : كوكبة 

——

آسف يا جسد كاناخت إني إستهنت بيك قبل كم فصل، أنت حرفيا أقوى عملاق عظيم ممكن يظهر في الرواية وأحد أقوى الرجسات في السلسلة

تخيلوا أنه قاتل : 5 تجسدات لصني (أي 5 عمالقة فائقين + نيفيس (عمالقة فائقة معززة بقوة البشرية كلها) +القاتلة (مخلوق ظل فائق بإرادة تقتل اي شيئ) +الكابوس (الرعب الفائق)+ الشرير (طاغوت فائق)+القديسة (نصف طاغية فائق)+ جيت (كانت أقل بشوية من القوة الجسدية لفائق والآن تجاوزتها بعد أكل ألاف الأرواح في روح كاناخت وأكل روح كاناخت نفسها)+نايف (قديس قوي)+تم إضعاف قوته بسبب تأثير اللعنة المستمر وفوق كل ذا ما قدروا يقتلوه !

أحد يقوله أنه مجرد عدو جانبي مش المنسي ولا حتى أستيرون عشان يكون غلتش كذا