عبد الظل - الفصل 2577
الفصل 2577: الظلال المتعدية
ربما استسلمت قبيلة الألفيّة السوداء للكثير من الأرض لصالح صني وفيلق الظل الخاص به، ولكنها كانت لا تزال لا تعد ولا تحصى ومخيفة… في الواقع، أكثر من مخيفة، بالنسبة لأي شخص تقريبًا باستثنائه.
كان هناك بحرٌ لا نهاية له من مخلوقات الكابوس الفاسدة، وستة طغاة عظماء، وحاشيةٌ قاتلة من أبطالهم الأقوياء – شياطين عظماء وشياطين هائلة على حد سواء، بخيوطهم السوداء اللامعة المزينة بأنماط زاهية ومخيفة. وكانت هناك وحوشٌ أيضًا، بعضها بطول عشرات الأمتار.
كانت هذه القوة المرعبة كافيةً لتجتاح الأرض وتبتلع كل إنسان يسكنها. كانت قبيلة الألفيّة السوداء أشدّ فظاعةً بكثير من مجموع مخلوقات الكابوس التي أطلقتها سلسلة الكوابيس على العالم – ربما باستثناء حراس البوابة القلائل المتبقين. ولكن حتى في ذلك الوقت، كانت ملكات الألفيّة في صفّهن.
كان صني يواجه القبيلة الوحشية بمفرده.
لم يكن من قبيل الصدفة أن يُعاني فيلق الظل من هزائم مريرة لا تُحصى، وأن حتى صدفة الظل الخاصة به دُمرت على يد هذه الوحوش الشريرة أكثر من مرة. لكن هذا لم يُهم. عاجلاً أم آجلاً، ستنضم قبيلة الألفيّة السوداء إلى فيلق الظل، وستُختتم سلسلة انتصاراتهم الطويلة بهزيمة نكراء. لم يكن صني متأكداً من حدوث ذلك اليوم.
بينما كان ملك الفئران يصطدم بسربٍ هائل من الألفيات الوحشية، نهض فيلق الموت من ظل صني. ظهرت القديسة أولاً، راكبةً على ظهر الكابوس. نظرت إلى مشهد العنف الذي لا يُصدق بلا مبالاة، ثم رفعت سيفها الأسود وضربته مرتين بحافة درعها.
وكأنها تجيب، ارتفع بحر من الظلال من الظلام واندفع إلى الأمام.
ثم انقسمت فرقة الظل إلى جناحين أثناء تقدمها.
كان الجناح الأيسر بقيادة القديسة، التي قادت الظلال الأصلية إلى المعركة. وخلفها كان ظل دايرون ملك الثعابين وابنته زهرة الرياح، وذئاب الثلج من لعبة أرييل، وأسورا الإدانة، وغيرها من الظلال العليا التي اكتسبها صني في قبر السامي، وظلال قديسي سونغ السبعة الذين قتلهم، وظلال سولفان التوأم، والظلال القوية لتلك الوحوش التي قتلها في أنتاركتيكا، والباقي.
وكان معظمهم مسلحين ومدرعين بالأسلحة المظلمة التي صنعها ظل ملك السيوف.
تبع الشيطان، ذو الهيكل الفولاذي الأسود ولهيبه الجهنمي، القديسة إلى المعركة أيضًا. وكان معها الثعبان أيضًا، يتدفق عبر التشابك المتفحم كنهر من حراشف العقيق.
كان الجناح الأيمن لفيلق الظلال طوفانًا من الكيتين الأسود، مؤلفًا من ظلال لا تُحصى من الألفيات. كانت تسيطر عليه ملكة الجمر، وشكلها الزائل مختبئ خلف كتلة جنودها الوحشية المهتاجة. ركبت القاتلة على درع الطاغية العظيم المراوغة، محاطًا بخيوط من ضباب شبحي.
انتشرت فرقة الظل في تشكيل واسع، متجاوزة مسلخ الصراع المرعب بين ملك الفئران وسرب ضخم من الألفيات الوحشية.
كما قام الطغاة الستة العظماء بتحريك قواتهم الاحتياطية، وأرسلوا النخبة والأبطال من نوعهم الوحشي للتنافس ضد الظلال المتقدمة – وإلا فإن الجيش العظيم لقبيلتهم البغيضة سوف يكون محاصرًا ومحاصرًا في النهاية، ويعاني من خسائر فادحة ويفقد القدرة على التراجع إذا لزم الأمر.
اندفع الكابوس للأمام، قاطعًا مئات الأمتار مع كل قفزة. هالة الرعب المحيطة به جعلت الألفيات الزاحفة تنكمش، ورفعت القديسة سيفها، مستعدةً لحصد أرواحهم…
لكن قبل أن تتمكن من ذلك، غرقت الغابة المحترقة فجأةً في ضوءٍ ساطع. شعر صني بالظلال تتحرك وتتراجع، يجرفها إشعاعها المشع – ثم دوى انفجارٌ مدمرٌ عبر التشابك المتفحم، وأرسلت موجة صدمة قوية سحبًا من الرماد تطير في السماء.
وجه صني انتباهه إلى الجهة اليمنى من ساحة المعركة، فرأى عددًا لا يحصى من الألفيات تتلاشى في ضوء فضي بارد.
[لقد قتلت…]
[لقد قتلت…]
[لقد قتلت…]
واقفةً على قمة الكيتين المتألق لملكة الجمر، أنزلت القاتلة قوسها وتأملت الدمار الذي أحدثته بحقدٍ مظلم. قبل لحظات، صبّت روحها الطاهرة في رأس سهمها وأطلقته – كان الأمر كما لو أن نجمًا ساقطًا اندفع عبر السماء الشاحبة وسقط في المذبحة، مُبيدًا الديدان الألفية والفئران المندفعة على حد سواء في انفجار الجوهر.
لذا، فإن أول قتل في المعركة كان لها.
أدارت القديسة رأسها، كما لو كانت تنظر إلى الظل القاتل عبر ساحة المعركة الشاسعة. ألقت عليها القاتلة نظرة خاطفة أيضًا… ثم مدت يدها بهدوء لالتقاط سهم آخر.
بعد لحظة، كانت القديسة والكابوس بين الألفيات. اندفعت نصلتها السوداء، مقطعةً عدة مخلوقات وحشية إلى نصفين، بينما داست حوافره عددًا آخر.
تصادم الجيشان مما تسبب في اهتزاز العالم بأكمله.
أطلق الشيطان زئيرًا حادًا، وانقضّ على كتلة الديدان الألفية كعملاقٍ مصنوع من فولاذ حادّ ولهب. ورغم ضخامة حجمه، فإنّ العديد من الوحوش القديمة كانت تبدو أصغر منه حجمًا – فقد انشقّ الكيتين المنيع تحت مخالبه، وتصاعدت أعمدة الدخان من شقوق أصدافها، مُلمّحةً إلى أن تلك الفظائع الوحشية كانت كائناتٍ تُحرق من الداخل. اصطدم الثعبان بشيطانٍ عظيمٍ هائل، فالتفّ حول جسده الطويل وضيّق عليه الخناق حتى تصدّعت أصدافه السوداء، وتدفق من فمه سيلٌ هائلٌ من الدم النتن.
هاجمت ذئاب الظل الألفيات الوحشية بشراسة مفترسات بدائية. قاد الملك دايرون ظلال القديسين البشر إلى هجوم مميت، وهبت رياح قارسة من ظل وحش الشتاء، فجمّدت وتصلبت أجساد مخلوقات الكابوس المسعورة.
دخلت المعركة حالة مرعبة من الفوضى المطلقة، مع إطلاق قوى مدمرة من كلا الجيشين لسحق الجيش الآخر إلى غبار.
وبينما كان صني يراقب المذبحة من مسافة بعيدة، ظل هادئًا.
“يبدو أن الأمور تسير على ما يرام…”
الترجمة : كوكبة
جميع ما يتم ترجمته في الفصول منسوب إلى المؤلفين، ونحن بريئون من أي معانٍ تخالف العقيدة أو معانٍ كفرية وشركية.
هذا مجرد محتوى ترفيهي فلا تدعه يؤثر عليك أو يلهيك عن دينك.
استغفر اللـه وأتوب إليه.
تعليقات الفصل الفصل 2577
التعليقات :
روايات مقترحة
