عبد الظل - الفصل 2569

الفصل 2569: قاتلة الشياطين

لطالما تسائل صني عن القوى التي تمتلكها أورفن من التسعة. فظلها كانت بالفعل من أخطر المخلوقات التي واجهها بدونها – ولم يكن من قبيل الصدفة أن يطلق عليها صني لقب “القاتلة”. كم كانت قوى أورفن الأصلية مخيفة؟

كانت أورفن واحدة من الكائنين المعروفين في التاريخ اللذين تمكنا من قتل شيطان. أما الآخر فكان ويفر… وقد قتلت ويفر. في الواقع، قتلت ويفر مرتين، فماذا يعني ذلك؟

ولكن لدهشته، لم يكن جانبها على الإطلاق كما توقع.

ظنّ صني أنها ستمتلك جانبًا قتاليًا قويًا للغاية، أو على الأقل جانبًا يركز على الموت والقتل، لكن هذا لم يكن صحيحًا على الإطلاق. بل على العكس تمامًا، كانت قوى القاتلة نقيضًا لذلك – جانبها يركز على الفائدة، دون أي تطبيقات قتالية تُذكر. والأهم من ذلك، أنه في جوهره جانب يهدف إلى تعزيز التفاهم والانسجام.

على الأقل كان هذا هو الانطباع الذي حصل عليه صني بعد أن قامت كاسي بنسخ الأحرف الرونية له.

بالطبع، لم تكن القوى التي استعادتها القاتلة بعد تذكر اسم المرأة التي منحتها إياها مطابقة تمامًا لقوى أورفن. ففي النهاية، كانت أورفن بشرية، أما القاتلة فكانت مخلوقة ظل. كانت مخلوقة ظل قبل أن يقتلها صني ويجعلها ظله، لذا…

لقد كان الأمر معقدًا بعض الشيء.

‘إن الأمر مثير للسخرية، وليس معقدًا’، ابتسم ابتسامة خفيفة.

كانت أورفن من التسعة امرأة فانية، ومثل جميع البشر، كان لها ظل. تنتقل الظلال إلى عالم الظل بعد موت البشر الذين ألقوها، لكن أورفن نزلت إلى عالم الظل حية… وماتت هناك جنبًا إلى جنب مع شيطان القدر.

ظلّها بقيت في عالم الظلال، لكنها لم تستسلم لقوانين الحياة الآخرة، ورفضت الفناء. بل جابت فضاء عالم الموتى المظلم لآلاف السنين، باحثة عن ظلال أخرى لتعيش.

في النهاية، أصبحت الظل الوحشية لأورفن من التسعة مخلوقة ظل. كائنة وُلدت من ظلال الموتى، لكنها مختلفة عنهم تمامًا – مثل الكابوس.

قُتلت مخلوقة الظل تلك في النهاية على يد صني، وتحولت إلى أحد ظلاله. وكانت جميع ظلاله مخلوقات ظل بحد ذاتها، بحكم التعريف… نوعًا ما. لأنها على ما يبدو غير مكتملة، أيًا كان معنى ذلك، ولم تكن مجرد ظلال أموات ولا مخلوقات ظل مستقلة.

تقلص صني كما لو أنه في ألم.

‘كان سامي الظل ساميا عظيمًا ومهيبًا حقًا…’

لكن قدرته على التسمية كانت رهيبة.

(كوكبة : شوف الي يتكلم)

ربما كان هذا أحد الأسباب التي جعلت صني في النهاية يتلقى بركاته ويصبح عبدًا للظل أيضًا.

انتظر. إذا كانت القاتلة ظل مخلوق ظل لظل امرأة بشرية… فما هو صني نفسه؟

لقد صنع وجهًا، محاولًا تعريف وجوده الخاص.

بدا وكأنه رجل فانٍ أصبح مخلوقًا ظليًا بمساعدة تعويذة الكابوس وبركة من سامي الظل، ثم انتحر وأصبح ظلًا، ثم عاد إلى مخلوق ظلي مرة أخرى وهو يحقق السيادة. وبالمصادفة، نزل إلى عالم الظل حيًا أيضًا.

الآن، على الرغم من ذلك، لم يتبق أي أثر لذاته البشرية – لقد كان في الحقيقة مجرد مخلوق من الظلال، ولد من ظل رجل ميت.

‘هاه.’

على أي حال، بصفتها مخلوقة ظل، لم تكن القاتلة تمتلك جانبًا حقيقيًا، ولم يكن لديها عيب حقيقي. بل كانت تمتلك قوى مستمدة من جانب مصدرها الأصلي، أورفن من التسعة…

قاتلة السامين.

قاتلة الشياطين؟

لم يكن لأورفن لقبٌ لأن أحدًا لم يكن على قيد الحياة ليروي قصة أفعالها المروعة والرهيبة. لقد ارتكبتها في نهاية العالم، في نهاية المطاف – في الواقع، كانت يدها هي التي حركت نهاية العالم.

قليل من الكائنات يمكنها التباهي بالتسبب في موت جميع السامين وجميع الشياطين بضربة واحدة من نصلها، لكن أورفن كان بإمكانه ذلك.

وهو ما جعل حقيقة أن جانبه لا علاقة له بالموت والقتال أكثر إيلامًا.

كانت قدرة القاتلة الأولى غريبة بعض الشيء. فقد أتاحت لها فهم جميع أنواع الوحوش والكائنات الحية والتواصل معها، بالإضافة إلى فهم لغات البشر – فالبشر وحوش أيضًا، في النهاية. لقدرة كهذه لها فوائدها بالتأكيد، وبينما استفاد صني كثيرًا من تعلم بعض اللغات الميتة، إلا أنه… كيف له أن يشرح ذلك؟

لم يكن ليرغب في الحصول على قدرة كهذه وهو نائم. فالعالم مكان عنيف وقاسٍ جدًا لقوة تقتصر على التواصل. كانت قدرةً مناسبةً للسلام… لكن الحياة حرب.

عززت قدرة القاتلة الثانية جميع حواسها بشكل كبير. كانت هذه القدرة أكثر فائدة بكثير، ويمكنها أن تفسر دقتها المذهلة في رمي القوس لمسافات شاسعة، ونصب الكمائن، وكونها شبه مستحيلة الإيقاع بها على حين غرة.

قدرتها الثالثة كانت الوحيدة التي تُعتبر قدرة قتال مباشر. سمحت لها بتزويد هجماتها بجوهر الروح، مما زاد من قوتها.

هذه القدرة… ذكّرت صني بسامارا وبندقيتها القوية، لذلك شعر بالحنين أثناء قراءة الأحرف الرونية.

‘الطريقة متشابهة، لكن النتيجة ستكون مختلفة. سأشاهد قتال القاتلة لأفهم أكثر.’

كانت قدرة سامارا واضحة، إذ سمحت لها بشحن الأشياء بجوهرها، ثم تحويل هذا الجوهر إلى طاقة حركية أو حرارية. أما قدرة القاتلة، فكانت أكثر… غموضًا. لذا، لم يستطع فهم تفاصيلها الدقيقة فورًا.

كان من الغريب، مع ذلك، أن القاتلة لم تستخدم هذه القدرة من قبل. يبدو أنها احتفظت بقدرٍ من قدرتها الأولى كظلٍّ وحشي، لكن ليس بالقدرات الأخرى. الآن، بعد أن استعادت المزيد من قوتها السابقة، سيتغير هذا.

وبعد ذلك كانت هناك القدرة الرابعة للقاتلة… تلك القدرة هي التي أثارت اهتمام صني أكثر من غيرها.

الترجمة : كوكبة