عبد الظل - الفصل 2533
📏 حجم الخط
✍️ نوع الخط
🎨 الخلفية
🖥️ عرض النص
الفصل 2533: تبادل إطلاق النار
تناثرت شظايا الخشب في الهواء حين أصاب الرصاص اليخت. انحنى صني وأطلّ من خلف المقصورة، رافعًا ذراعه ليُصوّب. كانت تماثيل أتباع مادوك على جدار القلعة العالي بالكاد مرئية خلف ستار المطر – فالمسافة شاسعة أيضًا، وكانوا في موقع مرتفع أيضًا. ومع ذلك، كان عاهل الظلال. شخصًا يستطيع إصابة هدف برمح مصنوع من الظلام الخالص من على بُعد عشرات الكيلومترات.
بالتأكيد، مسدس تافه…
انفجار!
“أوه!”
أصابت رصاصته شخصًا ما، لكن صني فشل في إطلاق الرصاصة التالية، فاختبأ خلف ساتر، يلعن في سره.
كانت آلية السلاح الناري القديم بسيطة للغاية، وكان الزناد المزدوج سهل السحب دون اهتزاز السبطانة.
لكن الشيء الغريب هو أن الإرتداد كان قويًا! لم يسبق لصني أن أطلق النار من مسدس، ناهيك عن مسدس من ماضٍ بعيد، لذلك لم يتوقع أن يكون الارتداد بهذه الشدة.
بانج، بانج، بانج!
أمسكت إيفي بمسدسها بكلتا يديها، وانحنت. بدا أنها أصابت أحدهم أيضًا، ثم انحرفت بسرعة إلى الجانب. بعد لحظة، انفجر سقف الكابينة قرب رأسها إلى شظايا، مما جعلها تتألم.
“اللعنة… هناك جيش منهم حقًا هناك.”
ابتسم صني ابتسامة ملتوية وهو يمسح قطرات المطر من وجهه.
“لدينا سلاح سري، لكن علينا الاقتراب قليلاً لنستخدمه”. نظر إلى القديسة، التي كانت تلتصق بجدار الكابينة القريبة منه، بتعبير خادع على وجهها الجميل. كانت تسد أذنيها، وكأنها حزينة بسبب ضجيج إطلاق النار الصاخب.
في تلك اللحظة، انبعث وميض ساطع، ومزق رعدٌ صاخبٌ السماء. وربطت صاعقةٌ مُبهرةٌ أعلى برجٍ في القلعة بحجابٍ مُظلمٍ من سحب العاصفة أمامها، ورقصت أقواسٌ من الكهرباء على قمته لبضع ثوانٍ.
“غطني!”
انحنى صني جانبًا ورفع مسدسه مجددًا. هذه المرة، كان قد تعلم الدرس وعوض الارتداد، فأطلق النار أربع مرات متتالية. أصابت الرصاصتان الأوليتان حاجز الأسوار، لكن الثالثة والرابعة أصابتا هدفهما، فأصابتا شخصًا غامضًا يُشبه تابعًا في صدره وكتفه. أراد صني الاستفادة من نجاحه بالاندفاع نحو مقدمة اليخت، لكن في اللحظة التالية، انهال عليه وابل من الرصاص، مما أجبره على الاختباء.
“هاي! طلبت منك أن تغطيني!”
مسحت إيفي بعض الدم من جرحٍ في خدها بسكينٍ طائش، وهزت كتفيها. “ماذا أفعل؟ بدأوا بإطلاق النار فور ظهور طرف أذني من خلف الكابينة. وهم يجيدون إطلاق النار أيضًا!”
صر صني على أسنانه.
“اللعنة.”
مُنهكًا من المطر الغزير والشظايا المتطايرة من اليخت، انحنى، وسحب رافعة خاصة، وفتح أسطوانة مسدسه. هزّ صني المسدس قليلًا، متوقعًا سقوط طلقات فارغة، لكن واحدة فقط سقطت. تدحرجت مباشرة على فخذه.
“آه، سحقا! حار، حار!”
أطلق خرطوشةً حارقةً بضربةٍ سريعة، ثم زفر بانزعاجٍ وضغط على قضيب القذف. تناثرت القذائف المتبقية – بالإضافة إلى طلقةٍ واحدةٍ غير مستخدمة – على سطح السفينة، وأخرج صني ست قذائف أخرى من جيبه.
قام بإدخالهم واحدا تلو الآخر، وهو يعبس.
“يبدو أننا عالقون هنا بشكل سيء للغاية.”
وكانت إفي تعيد تحميل بندقيتها أيضًا.
“نعم.”
ارتجف صني عندما ارتدت رصاصة من الصاري ومررت بجانب رأسه.
“والباب لا يزال مغلقا.”
نظرت إليه إفي.
“حقيقي.”
عبس صني.
“وهذا القارب سوف يغرق من كل الثقوب التي يصنعها هؤلاء الأوغاد فيه قبل أن نصل إلى الشاطئ.”
صنعت إفي وجهًا.
“يبدو صحيحا.”
تنهد.
“لا أعرف عنكِ… لكنني أكره أن أُرمى في الماء. يحدث لي هذا كثيرًا. لا، حقًا – لقد رميت في الماء مراتٍ عديدة. وكرهت كل واحدة منها.”
ابتسمت إيفي.
“حسنًا، يا شريك، ماذا سنفعل حيال ذلك؟”
ابتسم صني.
“بكل سهولة. لا تطلق النار على الأتباع… بل أطلق النار على الأضواء الكاشفة.”
لقد استعد لاتباع نصيحته الخاصة.
“سآخذ تلك التي على اليمين، وأنتِ خذي تلك التي على اليسار. هل أنتم مستعدون؟ واحد، اثنان، أشعلوها!”
انطلقوا من مخابئهم في الوقت نفسه، مصوِّبين بنادقهم بسرعة. دوّت طلقاتهم في وقت واحد تقريبًا، فانفجر اثنان من الأضواء الكاشفة المثبتة على جدار القلعة وتحولا إلى وابل من شظايا الزجاج والشرر. بعد لحظة، دُمِّر اثنان آخران، مما أدى إلى غرق الطريق المؤدي إلى القلعة في ظلام دامس.
“هذا ينبغي أن يكون كافيا…”
ناظرا إلى أسفل الحائط، ابتسم صني ابتسامة غامضة.
“أعتقد أنه لا يزال على قيد الحياة، بعد كل شيء.”
هناك، متخفيًا في الظلام، اندفع شخص يرتدي بذلة أنيقة من خلف آلة بناء مهجورة نحو الجدار. وبينما أطلق صني وإيفي بضع طلقات أخرى باتجاه الأتباع، وصل موردريت إلى أحجار جدار القلعة العتيقة دون أن يراه أحد، وأمسك بها، متسلقًا برشاقة مذهلة.
بدا الأمر غريبًا، بل شبه مستحيل، أن يتسلق إنسان جدارًا عموديًا مبللًا بهذه السهولة. ومع ذلك، في أقل من دقيقة، ودون أن يُلاحظه أحد، وصل موردريت إلى الأسوار وانزلق فوق المتراس دون أن يُصدر صوتًا.
“استعد للتحرك.”
بعد ثوانٍ قليلة، هدأ وابل الرصاص الذي ينهمر على اليخت. اندفع صني للأمام، وتبعته إفي والقديسة.
لم يتمكنوا من رؤية ما يحدث على الأسوار فوق البوابة من الدرجات الحجرية، لكنهم سمعوا صراخًا وطلقات نارية متقطعة. سقط جسدٌ أرضًا، وتناثر على الألواح الحجرية، وظلّ ساكنًا.
مع ذلك، كان الأتباع على طول الجدار لا يزالون يستهدفونهم. بعد ثوانٍ قليلة من قفز صني وإيفي والقديسة إلى الشاطئ، انطلقت الرصاصة الأولى متجاوزةً إياهم.
“أسرع!”
انطلقوا بسرعة جنونية على الدرج، وفي النهاية وجدوا غطاءً خلف آلة بناء ضخمة على بعد عشرات الأمتار فقط من البوابة.
وبحلول ذلك الوقت، كان رجال الأمن قد ركزوا نيرانهم عليهم مرة أخرى، مما جعل تحركهم مستحيلا تقريبا.
ولكن لم يعد الأمر مهمًا بعد الآن.
التقط صني أنفاسه، ثم أعاد تحميل مسدسه بهدوء وألقى نظرة على القديسة.
ظهرت ابتسامة داكنة على وجهه.
“دكتور قديسة، إذا سمحتِ… فقد حان وقت دخولك.”
الترجمة : كوكبة
✨ عضوية مميزة في فضاء الروايات ✨
🚫📢 تخلّص من الإعلانات المزعجة
💖 استمتع بتجربة قراءة سلسة ومميزات حصرية مقابل مبلغ رمزي
📌 ملاحظة: أرسل اسمك في الموقع عند الدفع ليتم تفعيل العضوية ✅
جميع ما يتم ترجمته في الفصول منسوب إلى المؤلفين، ونحن بريئون من أي معانٍ تخالف العقيدة أو معانٍ كفرية وشركية.
هذا مجرد محتوى ترفيهي فلا تدعه يؤثر عليك أو يلهيك عن دينك.
استغفر اللـه وأتوب إليه.