عبد الظل - الفصل 2513

الفصل 2513: رائحة لاذعة

حدق صني في كتلة المعدن في يد القديسة.

وكانت القديسة تنظر إليه أيضًا.

حدقت إيفي في صني والقديسة بتعبير مضحك.

“رائع.”

اقتربت وتفحصت المسدس السابق، ثم قالت بتفكير:

“هل هذه هي قوة دكتورة؟”

‘ماذا تقول في العالم؟’

تمكن صني أخيرا من استعادة رباطة جأشه.

في تلك اللحظة، شمّ رائحةً في الهواء. رائحةٌ نفاذةٌ هاجمت أنفه رغم المطر.

دخان.

اتسعت عيناه قليلا.

“أوه لا.”

“ساعديني على إخراجه!”

وخلفهم، اشتعلت النيران أخيرًا في الوقود المتسرب، وانتشرت بسرعة عبر الحافلة المقلوبة.

“هراء.”

نسيت إيفي نكاتها، وأمسكت بباب الركاب المشوه وحاولت فتحه. للأسف، حتى قوتها الجبارة لم تكن كافية لخلعه – كان الباب منحنيًا تمامًا وعالقًا بسبب شيء من الداخل.

لم يستغرق الأمر من صني سوى ثانية واحدة لتقييم الوضع.

وأخيرًا أخذ ما تبقى من المسدس من يد القديسة، وأشار إلى السيارة.

“دكتور القديسة… هل يمكنك أن تجرب ذلك؟”

لا تزال تظهر عليها أعراض الصدمة، أومأت برأسها ببطء، ثم مدت يدها إلى الأمام لتمسك بحواف الباب المشوه.

تمزق المعدن المنحني بسهولة مثل الورق تحت أصابعها، وبعد لحظة، مزقت الباب بسهولة من مفصلاته.

أسقطته على الأرض، وحدقت في يديها في صمت مذهول.

“عمل عظيم!”

للأسف، لم يكن لدى صني وقتٌ لتهدئتها في تلك اللحظة. انغمس داخل سيارة النقل المتهالكة، التي كانت تمتلئ ببطء بالنار والدخان، وقطع حزام الأمان بسرعة وأمسك بجسد موردريت الآخر فاقد الوعي.

بعد ثانية، كان صني قد جرّ الرئيس التنفيذي لمجموعة فالور إلى خارج محطة الوقود. كاد الحريق أن يحرق حذائه الجلدي الفاخر.

سقط صني في بركة، وأطلق تأوهًا مكتومًا وسمح للمطر بتبريد وجهه.

“آه… اللعنة.”

طُعن أمس. واليوم، صدمته سيارة شرطة.

ماذا سيحدث غدًا؟

قبل أن يتمكن صني من الاسترخاء، أمسكت به إيفي ورفعته على قدميه.

“ماذا تفعل؟!”

حدق صني بها في حيرة.

أشارت إيفي، وهي في حالة من اليأس، إلى الحافلة المشتعلة، التي كانت تنفث بالفعل أعمدة من الدخان الأسود.

“وقود قابل للاشتعال، أتذكر؟! سوف ينفجر!”

حدق صني بها في حيرة لبرهة، ثم ارتجف وقفز على قدميه.

أمسك بالقديسة وجرها بعيدًا، بينما رفعت إيفي موردريت الأخر على كتفها مثل كيس من معجون السينثباست وتبعتها.

انطلقوا إلى الأمام، وهم يعانون من الألم في أجسادهم المجروحة والمصابة، ولم يتوقفوا إلا عندما أصبحوا على مسافة آمنة.

سقط صني على الأرض مرة أخرى، وهذه المرة، تبعتها إيفي، وهي تلهث بشدة بعد أن وضعت موردريت على الأرض.

لقد نظروا إلى السيارة المحترقة، وكانوا يستعدون للانحناء عندما تنفجر.

لكن…

لقد مرت بضع ثوان، ثم بضع ثوان أخرى.

وبعد ذلك، أكثر من ذلك.

عبس إيفي في وجهه.

“هاه… لماذا لا ينفجر؟”

ألقى صني عليها نظرة طويلة، ثم وضع يده على وجهه وأطلق تنهدًا طويلًا.

“لماذا ينفجر؟ القابل للاشتعال والانفجار شيئان مختلفان تمامًا! حتى خزان الوقود لا يحتوي على ضغط كافٍ!”

رمشت إيفي عدة مرات.

“ولكنهم ينفجرون دائمًا في الأفلام!”

تأوه صني.

“هل تصدقين كل ما تشاهدينه في الأفلام؟ هناك أفلام عنك، سحقا! وهي مُفبركة تمامًا!”

ظلت إيفي صامتة لبعض الوقت، ثم سعلت بخجل.

“أوه. صحيح. هذا منطقي.”

أراد صني أن يقول المزيد، ولكن في تلك اللحظة، ظهرت سيارة جديدة من المطر، وانزلقت على الأسفلت المبلل وتوقفت أمامهم مباشرة.

كان قد استعد لمعركة أخرى لولا حقيقة أن هذه السيارة مألوفة تمامًا – إنها سيارة عائلة إيفي، والتي أوكلوها إلى مورغان.

كان صني يظن أن إخراج موردريت الآخر لن يكون سهلاً. لذا، تُركت مورغان لتتأكد من أن حراسه لن يلحقوا بهم، ثم يلاحقوهم من بعيد.

وهدفها الثانوي هو التحقق مما إذا كان أي شخص آخر يتابع الرئيس التنفيذي لمجموعة فالور – ونتيجة لذلك، اتصلت بإيفي وأبلغتها عن المركبات التي تلاحقهم.

صحيح أن الخطة لم تسر كما خطط لها في النهاية. كان صني يأمل في لقاء مورغان في مكان آخر على الطريق وتغيير السيارة قبل العودة إلى الكنيسة المهجورة، حتى لا يتمكن أحد من تعقبهم. للأسف، تصرف المطاردون بعدوانية أكبر بكثير مما توقع، مما أدى إلى حادث سيارة وشجار دموي.

…بالنظر إلى الماضي، كان ذلك هو الأفضل.

لو أن كل شيء قد سار دون أي مشكلة، لما كانت القديسة قد امتصت الضباب الأبيض واستعادت بعض قوتها.

انفتح باب عربة إيفي، وخرجت مورغان تحت المطر، وهي لا تزال ترتدي ملابس واسعة.

كان الأمر مضحكًا بعض الشيء، أن نرى الأميرة الأنيقة في مثل هذا الزي الغريب… لكن صني امتنع عن التعليق بحكمة، مدركًا أنه يمكنه فعل ذلك.

حسنًا، سيفقد إصبعًا أو إصبعين على الأقل إذا قال أي شيء.

توقفت مورغان للحظة لتتمكن من رؤية المذبحة.

التهمت النيران مركبة نقل ركاب مقلوبة، وتصاعد عمود من الدخان الأسود في السماء. وكانت مركبة أخرى مائلة على جانبها، وقد تحطم جزؤها الأمامي بالكامل. وغطت الدماء الطريق، وجثتان هامدتان غارقتان في المطر.

كان صني وإيفي كلاهما في حالة من الضرب ويجلسان على الأرض، والقديسة تفف فوقهما بتعبير ضائع، بينما موردريت الآخر فاقد للوعي، وبدلته الأنيقة محترقة وقذرة.

حدقت مورغان فيه لفترة طويلة، ثم سخرت ونظرت بعيدًا.

“تستمتعون بوقتكم بدوني؟ ماذا، هل كان هذان القاتلان الماهران والنخبة أيضًا؟”

هز صني رأسه.

“لقد تم تدريبهم، بالتأكيد… ولكن في الحقيقة، كان هناك ثمانية منهم.”

أومأت إيفي برأسها بوجه حزين.

“حتى أطلقت الآنسة القديسة النار على ستة منهم وقتلتهم، ثم… أكلتهم.”

ارتجفت القديسة ونظرت إليه بعيون واسعة.

عبست مورغان.

“لنترك التوضيحات لوقت لاحق. الآن، اركب السيارة.”

تردد صني لبضع لحظات، ثم هز رأسه مرة أخرى.

“كان هذا الشجار علنيًا للغاية. سنحتاج إلى تقديم أي تفسير، إلا إذا أردنا أن نصبح هاربين رسميًا.”

تنهد.

“ولا يمكننا أن نصبح هاربين، لأن ذلك سيعطي المدينة بأكملها مبررًا مشروعًا لمطاردتنا – وهي فرصة لن يُفوِّتها الكاستيلان أبدًا. لذا، خذي القديسة وموردريت الآخر وانطلقوا. سأبقى أنا وإيفي لنُواجه العواقب.”

ألقت مورغان عليه نظرة باردة، وتوقفت لبعض الوقت، ثم أومأ برأسها.

“حسنًا. على أي حال، يبدو أنكما بحاجة لزيارة المستشفى. أعدكما أنني لن أقتل هذا الشخص… قبل أن نلتقي مجددًا.”

مع ذلك، سحبت قفازاتها الجلدية إلى أعلى، وانحنت، وأمسكت بموردريت الآخر.

“دكتور قديسة، من فضلك ادخلي إلى السيارة.”

نظرت إليها القديسة لعدة لحظات، ثم صعدت بهدوء إلى السيارة الخاصة بإيفي.

وبعد قليل، انطلقت سيارة الشرطة، تاركة صني وإيفي وحدهما في مسرح الجريمة.

تنهدت.

“أتعلم؟ لم أتخيل يومًا أني سأصبح شرطية. ماذا عنك؟”

فكر صني في سؤالها قليلاً.

“في الواقع، كنت شرطيًا لمدة يوم واحد، مرة واحدة.”

نظرت إليه بتعبير مذهول.

“حقا؟ ماذا فعلت؟”

رفع صني كتفيف بتعب.

“تعقبتُ مستيقظًا مختلًا عقليًا وساعدتُ الحكومة في القضاء عليه. أنتِ تعرفين كيف تسير الأمور.”

حدقت إيفي فيه لفترة من الوقت، ثم ألقت رأسها إلى الخلف وضحكت.

“أوه؟ وعندما فعلت ذلك… هل كنت تعتقد أنك ستصبح المستيقظ غير المستقر يومًا ما؟”

ابتسم صني بتعب.

“لكي أكون صادقًا، لقد كنت مضطربا بعض الشيء في ذلك الوقت، بالفعل…”

الترجمة : كوكبة