عبد الظل - الفصل 2496
الفصل 2496: بين الشقوق
وبينما بدت القديسة وكأنها تقع في ذهول، ألقى صني نظرة خاطفة في مرآة الرؤية الخلفية ودرس مورغان لعدة لحظات.
أميرة فالور… بدت مختلفة عما كانت عليه من قبل.
لطالما كانت مورغان تُشعّ بهالةٍ حادةٍ وفتّاكة، وجميع أفعالها مُدبّرةً ودقيقةً. تميّزت بأناقتها المُتحفّظة كأيّ امرأةٍ نبيلةٍ بالفطرة، مُحافظةً على مظهرٍ أنيقٍ في جميع الظروف. كانت شخصًا يُفضّل السيطرة التامة على نفسها وعلى كلّ ما حولها في جميع الأوقات.
إن مورعان… لن تسمح لنفسها أبدًا بالاستلقاء على المقعد الخلفي لسيارة PTV متداعية في وضع مريح تمامًا، ولا حتى محاولة الحفاظ على قواعد اللياقة.
لقد كانت لا تزال حادة وخطيرة، ولكنها أكثر… استرخاءً وراحة.
وكأنها لم تعد قادرة على الاهتمام بأي شيء بعد الآن.
صحيح أن مورغان بدت أنيقة وكأنها تملك المكان حتى وهي ترتدي زي ممرضة وتسترخي في عربتها القديمة. لكن ما حدث هو أنها الآن تتألق بأناقة مترفة بدلًا من اتزانها المعتاد.
تنهد صني.
“لذا، لماذا جاء موردريت إلى هنا، ولماذا تبعتيه إلى مدينة السراب؟”
كانت جميع قطع لغز المرآة العظيمة في حوزة ثلاثة أشخاص: موردريت، وموردريت الآخر، ومورغان… أبناء ملك السيوف الراحل.
‘ملك السيوف…’
صني توتر.
لم يكن ليتلقى خطابين “لقد قتلت والدي” في يوم واحد، أليس كذلك؟
لحسن الحظ، بدت مورغان غير مبالية تمامًا بجلوسها بجانب قاتل والدها. عندما سمعت سؤاله، ترددت للحظة ثم ابتسمت.
“لقد أخطأتَ تمامًا… يا بلا شمس. لم أكن أنا من تبعت موردريت إلى هنا، بل العكس.”
رفع صني حاجبه.
“هل دخلتِ المرآة العظيمة أولاً؟”
أومأ مورغان برأسه.
“في ذلك الوقت، بعد أن قتلت أنت ونيفيس كي سونغ… وأبي… كانت الأمور في حالة من الفوضى الكاملة خلال الأشهر القليلة الأولى، أليس كذلك؟”
أومأ صني. كانت الأشهر الأولى من تأسيس المجال البشري حديثًا حافلةً بالأحداث. ففي النهاية، لم يكن من السهل بناء نظام عالمي جديد على أنقاض نظام قديم… ولحسن الحظ، فقد تلقوا دعمًا كبيرًا.
ومن المفارقات أن عشائر الإرث لعبت دورًا هامًا في إعادة العالم إلى مساره الصحيح. كما كان للحكومة دورٌ بالغ الأهمية، حيث حشدت جيت الجهات البيروقراطية القوية في فروعها المختلفة لتسهيل عملية الانتقال.
سيطرت إيفي على أراضي السيف والحصن. واستولى كاي على أراضي الأغنية وقلب الغراب…
أمضت مورغان تلك الأشهر القليلة الأولى هناك معه، حيث ساعدت الرامي الساحر في بناء أساس متين لحكمه المستقبلي.
وبعدها اختفت دون أن تترك أثرا.
عبس صني.
“ماذا عنهم؟”
هزت مورغان كتفيها بكسل.
“بينما كنتَ مشغولاً بغزو العالم… حسنًا، كانت نيفيس مشغولة بغزو العالم. كنتَ مشغولاً بالتظاهر بالموت. تهانينا على بعثك، بالمناسبة.”
ابتسم صني.
“لا يبدو أنكِ مندهشة إلى هذا الحد.”
سخرت منه مورغان.
“أرجوك. صدمتني معرفة أن السيد الوسيم الذي عيّنته فارسًا هو لورد الظلال. كان استنتاج أنك لم تنقضِ على نيفيس أو تموت بسيفها أمرًا سهلًا.”
عبس صني.
“يعتقد الجميع تقريبًا أنني ميت حقًا، هل تعلميم؟”
هزت كتفيها.
“ليس الجميع مثلي. على أي حال… بينما كنتما منشغلين بإخماد حرائق عديدة والتعامل مع تداعيات الحرب، كنت أنا وموردريت منشغلين بشيء آخر. ترك ملك السيوف وملكة الديدان أشياءً خلفهما – أشياءً قلّما يعلم بوجودها، وقلّةٌ من الناس من استطاع استعادتها.”
تنهدت مورغان.
“نهب موردريت ميراث والدنا السري أثناء مطاردة أفراد عائلة فالور الباقين. حاولتُ اعتراضه وتوفير بعض الحماية لهم على الأقل، لكن… لا بد أنك تعرف هذا الرجل الآن. إنه مراوغ، لا يُقهر، وقاتلٌ للغاية. ولم أكن في وضع يسمح لي بحماية أحد، حقًا. كنتُ مشغولة بمحاولة البقاء على قيد الحياة بنفسي.”
ظلت صامتة لبضع لحظات، ثم هزت رأسها.
“لذا، نهبتُ أجزاءً من ميراث كي سونغ. حصلت بناتها على معظمه في النهاية، لكنني حظيتُ بميزة التواجد في قلب الغرال قبل عودتهن – بسبب اختطافي من قبل العندليب.”
توقفت مورغان، ثم سألت بنبرة غير مبالية:
“كيف… حاله، بالمناسبة؟”
ابتسم صني.
“ذلك الرجل؟ إنه بخير. أفضل من أي شخص لديه ذرة من الخجل يجرؤ على أن يكون كذلك، حقًا. يعيش في قصرٍ فخم، محاط بأميراتٍ فائقات الجمال من كل جانب. إنه كحديقة زهور. كيف لا يكون بخير؟”
بطريقة ما، لم تبدو مورغان سعيدة بشكل خاص لسماع ذلك.
‘أعتقد أنها لا تزال تشعر بالاستياء من كاي بسبب الاختطاف.’
هز صني رأسه.
لقد كان يعرف شيئًا أو شيئين عن الحقد، لكن بعض الناس كانوا انتقاميين للغاية!
“فما الذي تركته كي سونغ خلفها؟”
ظلت مورغان صامتة لعدة لحظات، ثم هزا كتفيها بشكل حزين.
“هذا وذاك. معلومات، من بين أمور أخرى. على سبيل المثال، تركت ورائها معلومة كنتُ أبحث عنها منذ البداية. كنتُ أعلم أن موردريت سيلاحقني عاجلاً أم آجلاً… وكنتُ أعلم أيضاً أن كي سونغ ما كانت لتقبله في مملكة سونغ دون أن نبحث أولاً عن إجرائات مضادة محتملة لخيانته. اتضح أنها تمكنت من معرفة المزيد عن أخي أكثر مما عرفه والدنا.”
ابتسمت بخفة.
“حاول والدنا إبادة موردريت تمامًا، كما تعلم. دُمّر جسده… ودُمّرت روحه أيضًا. لكنه رفض الموت، ربما لأن انعكاسه بقي سليما. في النهاية، كل ما استطعنا فعله هو حبسه في فخ المرايا. حسنًا، حتى هرب…”
نظرت مورغان من النافذة إلى منظر مدينة السراب وتنفست الصعداء ببطئ.
“اتضح أنه لا يمكن قتله لأن موته كان في مكان آخر. انقسم أخي موردريت عندما تغلب على الكابوس الأول. ورثت نسخ مختلفة منه أجزاءً مختلفة من كيانه… وواحدة فقط هي التي ورثت موته.”
رفعت يدها وأشارت إلى أضواء المدينة المترامية الأطراف.
“لا بد أنه أحضر تلك النسخة إلى المرآة العظيمة بعد عودته إلى باستيون، وأخفاها في الداخل.”
التفت مورغان إلى صني وابتسم.
“لذا، كما ترى… إذا قتلنا الرئيس التنفيذي لمجموعة فالور، يمكننا في النهاية التخلص من أخي العزيز مرة واحدة وإلى الأبد.”
الترجمة : كوكبة
——
معلومة : موردريت فيه طريقتين ثانيتين لقتله وهما أنك تقتل جسده الحقيقي لما ما يكون يمتلك أي إنعكاس عشان يهرب له أو تقتله في مبازرة روح زي ما سوت نيفيس مع سائر الأرواح نسخة موردريت الفاسدة
جميع ما يتم ترجمته في الفصول منسوب إلى المؤلفين، ونحن بريئون من أي معانٍ تخالف العقيدة أو معانٍ كفرية وشركية.
هذا مجرد محتوى ترفيهي فلا تدعه يؤثر عليك أو يلهيك عن دينك.
استغفر اللـه وأتوب إليه.
تعليقات الفصل الفصل 2496
التعليقات :
روايات مقترحة
