عبد الظل - الفصل 2476
📏 حجم الخط
✍️ نوع الخط
🎨 الخلفية
🖥️ عرض النص
الفصل 2476 : البرمجة الشاذة
بحلول الوقت الذي غادر فيه صني المبنى، كانت القديسة قد رحلت. رفع ياقة سترته ليمنع المطر من التسرّب أسفلها، واحتمى تحت مظلة متجر صغير قريب، مخرجًا جهاز الاتصال بوجه ساخط. لقد تأخرت إيفي. كان من المفترض أن تتصل به فور انتهاء مؤتمرها الصحفي، ثم تصل بعد ذلك مباشرة – كانا يأملان اليوم أن يجعلا القديسة تتذكر من تكون حقًا.
وبالطبع، سيتعيّن إعادة صياغة الخطة الآن.
‘القديسة ذكية أكثر من اللازم.’
كان يعرف طبعًا أن ظله شديد الذكاء. لكن بما أنها نادرًا ما كانت تتكلم، لم يدرك صني أبدًا مدى حدة بصيرتها. لم يستغرق الأمر سوى بضع دقائق لتستنتج بالضبط ما كان يفعله، ولماذا، وما هدفه النهائي.
كيف استطاعت أن تكتشفه بهذه السرعة؟ صحيحٌ أن صني ارتجل معظم اعترافه في اللحظة ذاتها، لكن انهياره العقلي المفترض كان مقنعًا جدًا – فكل ما قاله كان صحيحًا في الواقع. والأدهى من ذلك، أن استنتاجها اهتمامه بمورغان لم يكن شيئًا قد توقعه منها.
يبدو أن الدخول إلى الجناح الخاص في المصحة العقلية لن يكون سهلاً. خطته المبدئية لتوسيع حدود ما يسمح به دور المحقق الشيطان عبر التظاهر بعدم الاستقرار الذهني، وبالتالي غير قابل للتوقّع، لم تنجح أيضًا. سيكون عليهما أن يجعلا القديسة تتذكر حقيقتها أولاً – إذا كانت نظريته صحيحة وتمكنت إيفي من إعادة استخدام سحرها – لكن حتى أصبح ذلك صعبًا الآن، بما أن الطبيبة الصامتة لا تنوي رؤيته مجددًا.
‘اللعنة.’
لم يعجبه أبدًا أن يكون في قائمة المكروهين لدى القديسة. هذا لم يحدث له قط من قبل.
ممتلئًا بالإحباط والسخط، نظر صني إلى جهاز الاتصال، وكأنه يسأله عن سبب عدم اتصال إيفي.
لكن الجهاز…
كان ميتًا.
كانت شاشته سوداء، ولم يستجب لأي شيء يفعله صني.
رمش بضع مرات.
‘لا تقل لي…’
هل من المفترض شحن هذه الأجهزة يوميًا أيضًا؟!.
‘مستحيل… لا يمكن.’
هذا غير عملي إطلاقًا!.
حدّق صني في الجهاز الميت بذهول مطلق لفترة، ثم رفع يده غاضبًا ليرميه على الحائط. لكنه، في النهاية، أطلق تنهيدة طويلة وخفّض يده، مقرِّرًا العفو عن جهاز الاتصال المرهق.
دون ذكر أن أقل الأسباب أنه لم يكن يعرف كيف يحصل على واحد جديد.
منقبًا في ذكريات المحقق الشيطان، وجد صني ذكرى باهتة عن كيفية استخدام أجهزة الاتصال البدائية الثقيلة من العصور الغابرة… الهواتف المحمولة. غطى وجهه بكفه لبضع لحظات وأطلق أنينًا مكتومًا، ثم سار نحو سيارته.
حين صعد إليها، شغّل المحرك وعثر على سلك مهترئ من المفترض أنه يعمل كشاحن. بدا أن المنفذ الذي يوصل فيه السلك قد تراخى مع الزمن، فلم يتمكن من تشغيل هذه التقنية الهمجية إلا بعد العبث بها لفترة… وغني عن القول أن مزاجه لم يتحسّن إطلاقًا نتيجة لذلك. وأخيرًا، بدأ الجهاز يشحن.
بعد بضع دقائق، تمكّن صني من تشغيله. أول ما قابله كان إشعارًا غاضبًا يبلغه بوجود عشرات المكالمات الفائتة.
ولإحباطه، فإن رفع الجهاز أدى إلى انقطاع الاتصال بين السلك ومنفذه، فاضطر إلى الانتظار بضع دقائق أخرى قبل أن يتمكن من إعادة الاتصال. قضى تلك الدقائق يَغلي صامتًا وهو يلعن التقنية القديمة من العصر الماضي.
‘قد يكون هذا العصر ذهبيًا، لكن شحن الأشياء بهذه الكثرة؟ وبأسلاك أيضًا، من بين كل شيء؟! أسلاك، حقًا؟!’
والناس! مما استخلصه صني من ذكريات المحقق الشيطان، كانوا ملتصقين بهذه الأجهزة البدائية ومهووسين بها إلى درجة التعصب الطبقي. كان الطراز الذي تملكه يحدد ولاءك ومكانتك الاجتماعية، ومن يستخدم طرازًا خاطئًا كان يتعرض للسخرية والتنمّر والنبذ. والسلوك الغريب هذا كان يُشجَّع من الشركات المصنّعة كذلك.
إلى الحد الذي جعل الناس يغرقون في الديون ليشتروا أجهزة باهظة الثمن لا يستطيعون تحملها.
‘هذه سخافة. هذه سخافة مطلقة!’
بدا أن العيش في نهاية العالم له مزايا فعلًا!.
حين حصل جهازه المرهق أخيرًا على ما يكفي من الشحن، اتصل صني بإيفي. أجابته تقريبًا فورًا، وكان صوتها يبدو غاضبًا قليلًا:
“أين بحق كنت؟ لم أستطع الوصول إليك.”
سعل صني بخجل.
“آه، ذلك. كنت مع القديسة. وجهازي… ربما كان مطفأ.”
‘يا له من… انتظر لحظة.’
شحب وجه صني.
‘كنت وحدي مع القديسة… وجهازي كان مطفأ… أوه، لا!’
لقد تطلّب الأمر رعبًا ملعونًا ونفيًا من القدر حتى تكف إيفي عن المزاح بشأن كون القديسة حبيبته. وها هو قد منحها ذخيرة لتبدأ تلك الدعابة اللعينة مجددًا!.
أسرع صني بالكلام في الجهاز، آملًا أن يقاطعها ويربكها قبل أن تنطق بشيء:
“على أي حال! كيف سار مؤتمركِ الصحفي؟ هل كان الصحفيون مزعجين جدًا؟ ماذا عن القائد؟ هل كان راضيًا؟ هل أمطركِ قسم إدارة العلاقات العامة بالمديح؟ لقد فعلوا، أليس كذلك؟!”
صمتت إيفي لبضعة لحظات، ثم قالت بنبرة غريبة عابسة:
“إذن لم تشاهد مؤتمري الصحفي.”
رفع صني حاجبه.
“لا… لماذا، ماذا حدث؟”
عندها فقط أدرك الضوضاء في الخلفية – أصوات عشرات الأشخاص يتحدثون، هواتف ترن، والقائد يصرخ على أحدهم بأعلى صوته.
تنهدت إيفي.
“اذهب وتحقق من الأخبار. ثم عد إلى هنا. قد نكون في ورطة.”
وبذلك، أنهت الاتصال.
عبس صني، ثم دخل إلى نسخة الشبكة المحلية وفتح موجز الأخبار.
فورًا، أظلم وجهه.
“ماذا؟”
تقريبًا كل المقالات في الصفحات الأولى تعرض الصورة نفسها: طريق مليء بالزجاج المكسور والحطام، مع فجوة شاسعة في السياج المعدني المثني والممزق على جانبه، ودماء ملطخة على الإسفلت المبتل.
كانت العناوين كلها مثيرة، لكنها تقول الشيء نفسه…
“عاجل! نُقل المدير التنفيذي لمجموعة فالور إلى المستشفى بعد محاولة اغتيال فاشلة!”
رمى صني جهازه وأمسك بعجلة القيادة.
‘اللعنة على كل شيء… وماذا الآن؟!’
ترجمة آمون
✨ عضوية مميزة في فضاء الروايات ✨
🚫📢 تخلّص من الإعلانات المزعجة
💖 استمتع بتجربة قراءة سلسة ومميزات حصرية مقابل مبلغ رمزي
📌 ملاحظة: أرسل اسمك في الموقع عند الدفع ليتم تفعيل العضوية ✅
جميع ما يتم ترجمته في الفصول منسوب إلى المؤلفين، ونحن بريئون من أي معانٍ تخالف العقيدة أو معانٍ كفرية وشركية.
هذا مجرد محتوى ترفيهي فلا تدعه يؤثر عليك أو يلهيك عن دينك.
استغفر اللـه وأتوب إليه.