عبد الظل - الفصل 2471
📏 حجم الخط
✍️ نوع الخط
🎨 الخلفية
🖥️ عرض النص
الفصل 2471 : عائلة سعيدة
بدا وريث مجموعة فالور الشاب ودودًا وسهل المراس — جذابًا، حتى، بأدبه الأنيق وابتسامته الساحرة. ومع ذلك، رأى صني وإيفي إشارات دقيقة من التوتر والحذر تنعكس نحوهما من عينيه الشبيهة بالمرآة.
التوتر والحذر مكتوبين على وجهيهما هما.
وكيف لا يرتعبان؟ هذا كان موردريت، أمير اللاشيء… رجل لا يختلف عن شيطان شرير، بل أكثر دهاءً بكثير. صحيحٌ أن صني قد أفسد خطط موردريت مرارًا، لكن ذلك لم يجعل شبح المرآة أقل تهديدًا.
فبقايا بيت الليل تشهد على ذلك.
ومن النظرة الوديعة البريئة في عيني الرئيس التنفيذي لمجموعة فالور، بدا وكأنه لا يتذكر حقيقته. لكن مجددًا، هذا موردريت الذي نتحدث عنه — كان الرجل أمهر في الخداع والتمثيل من صني نفسه. هل نسي فعلًا من هو، أم أنه يتظاهر فقط؟.
لا يوجد سبيلٌ لمعرفة ذلك.
تبادل صني وإيفي النظرات. ثم تحدث بملامح محايدة:
“صباح الخير، سيد موردريت. أنا المحقق بلا شمس، وهذه المحققة أثينا من قسم جرائم القتل في شرطة مدينة السراب. كنا نأمل في التحدث إليك بشأن تحقيق جارٍ.”
تأملهم موردريت للحظة.
“حسنًا، في هذه الحالة، لمَ لا نتحدث في مكتبي؟ إذا كان هناك أي شيء أستطيع فعله لمساعدتكما في القبض على ذلك الرجل الفظيع، فمن الطبيعي أن أساعد.”
رمش صني.
‘بهذه السهولة؟ ما الذي يخطط له؟’
في تلك اللحظة، همس أحد الحراس الشخصيين بشيء في أذن موردريت. نظر موردريت إلى صني، ثم رفع كتفيه بابتسامة خافتة.
“أوه، أنا متأكد أن المحقق بلا شمس كانت لديه أسبابه. لا بد أن هناك سوء تفاهم.”
ثم أشار إلى المصاعد.
“تفضلوا، اتبعوني.”
تبعاه صني وإيفي، ليكتشفا أن هناك مصعدًا منفصلًا، أكثر فخامة بكثير، يبدو أنه مخصص فقط للرئيس التنفيذي. وبينما كانوا يصعدون الطول المهيب لبرج فالور، كان حراس موردريت يثقبون ظهورهم بنظراتٍ عدائية — بينما بدا صاحب العمل مرتاحًا تمامًا.
“المحققة أثينا… أعذريني إن افترضت، لكن هل التقينا من قبل؟ تبدين مألوفة.”
عبس صني، متسائلًا إن كان ذلك تلميحًا من موردريت إلى أنه يتذكرهما.
أظهرت إيفي ابتسامةً مجبرة.
“لا أظن ذلك حقًا. أين يمكن لموظفة حكومية متواضعة مثلي أن تلتقي بالرئيس التنفيذي البارز لمجموعة فالور؟”
تريث موردريت قليلًا، ثم أشرق وجهه فجأةً بابتسامة.
“أثينا… أوه! بالطبع. ألم تكوني رياضية وطنية؟ لقد جعلتِنا فخورين حقًا! ما زلت أتذكر رمية الرمح التي منحتك أول ميدالية ذهبية… كان مشهدًا رائعًا بحق. لا أصدق أنني ألتقي بكِ!”
سعلت إيفي.
“أوه، ذلك… صحيح. لكن ذلك كان منذ سنوات طويلة. أنا متفاجئة أنك ما زلت تتذكر.”
ابتسم موردريت.
“عائلتنا شغوفة بالرياضة. ممثلة مدينة السراب تجلب معها مجموعة كاملة من الميداليات — كيف يمكن أن أنسى ذلك؟”
‘ما الذي يحدث بحق؟’
شعر صني فجأة أنه في غير مكانه. لماذا كان يستقل مصعدًا مع موردريت، ولماذا كان موردريت يتصرف كمُعجب يلتقي بإيفي؟ أي نوع من العبثية هي هذه؟.
سرعان ما وصلوا إلى مكتب فخم يشغل معظم الطابق العلوي من برج فالور. كانت الجدران من زجاج مدرع، بحيث يمكن رؤية معظم مدينة السراب من هنا، ممتدةً في الأسفل ومواصلة إلى الأفق. بدا الناس الذين يملؤونها مثل النمل من هذا الارتفاع… وربما هذا ما كانوا عليه بالنسبة لشخص قوي كرئيس مجموعة فالور.
لكن أكثر ما أذهل في مكتب موردريت لم يكن المنظر، ولا الديكور الباهظ الذي لا يمكن تصوره. بل كان صورة مؤطرة كبيرة معلقة على الجدار كقطعة فنية ثمينة.
فيها، رجلٌ مبتسم وامرأة جميلة ينظران إلى الكاميرا، يحتضنان فتىً مراهقًا عابسًا وفتاةً صغيرة ذات شعر أسود جميل. كان هناك أشخاص آخرون أيضًا، جميعهم محاطين بجو سعيد ومفعم بالمودة.
تعرف عليهم صني بالطبع — كانوا عائلة فالور، أولئك الذين التقاهم وأولئك الذين قضوا منذ سنوات عديدة.
الفتى المراهق والفتاة الصغيرة كانا موردريت ومورغان. وكانت المرأة الجميلة غوين من فالور… أما الرجل المبتسم فهو أنفيل.
حدّق صني بالصورة بعينين متسعتين.
لم يتخيل يومًا حتى في أبعد أحلامه أنه سيرى ملك السيوف مبتسمًا بسعادة.
‘ما هذا بحق…’
لاحظ موردريت نظرته، فابتسم هو الآخر.
“لسنا مخيفين كما يقول الناس، ألسنا كذلك؟”
ضحك وأشار إلى رجل مسن وقور يقف خلف الزوج المبتسم.
“هذا جدي، مؤسس مجموعة فالور — مهندس بارع ورجل ذو بصيرة تجارية ثاقبة. كل ما ترونه حولنا موجود بفضل عمله الشاق وقيادته. إنه متقاعد الآن، بالطبع، يقضي أيامه في العبث بالآلات القديمة وإزعاج أحفاده ليستعجلوا في إنجاب… أقصد، صنع نماذج جديدة — أحفاد أحفاده، لأكون أثر دقة — ليأمرهم كما يشاء.”
نظر صني إلى الرجل المسن.
‘واردين من فالور…’
أشار موردريت، في هذه الأثناء، إلى الزوج السعيد.
“لا بد أنكما تعرفان والديّ. بقدر ما هي مجموعة فالور موجودة بفضل جدي، فقد أصبحت ما هي عليه اليوم بفضل والديّ. أوه، هما يكرسان نفسيهما للسفر والعمل الخيري هذه الأيام… في الواقع، أمي وأبي خططا للهرب إلى التقاعد المبكر ما إن أصبحت كافيًا لأكون الرئيس التنفيذي. يا لقلبيهما القاسيين!”
ضحك موردريت مجددًا، ثم ألقى نظرة على الفتاة الصغيرة في الصورة وصمت لبرهة. بعد ذلك، ابتسم بود وأشار إلى أريكة فاخرة.
“تفضلا بالجلوس. مشروبكما هو… حليب بالشوكولاته؟… سيكون هنا بعد لحظات.”
تبادل صني وإيفي النظرات.
‘ما هذا بـحق الجحيم؟’
لقد لقي واردين من فالور حتفه في الكابوس الثالث. وماتت غوين أثناء الولادة حين كان موردريت في الثانية تقريبًا. قُتل أنفيل على يد صني في قبر السَّامِيّ… فمن أين أتت هذه الرؤية لعائلة سعيدة؟.
لماذا نسج قصر الخيال هذا الوهم لموردريت؟.
ولماذا كان موردريت يتصرف وكأن الأمر طبيعي تمامًا؟ لقد كان يكره عائلته… كراهيته لفالور كانت لاذعة وعميقة إلى حد أن عشيرة عظيمة كاملة استُخدمت ببرود كحطب لإشعال انتقامه.
هل هو… حقًا لا يتذكر شيئًا؟.
حتى لو لم يتذكر، أليست هذه الشخصية انجرافًا كبيرًا جدًا عن حقيقته؟ صحيحٌ أن المحقق الشيطان وشريكته المبتدئة لم يكونا صني وإيفي، لكنهما كانا شخصين مشابهين لهما.
لكن هذا الإصدار من موردريت بدا… متكيفًا وغير ضار بشكل مريب. ليس مثل حقيقته إطلاقًا.
حين جلسا، جلس موردريت على كرسي وقال بنبرة ودودة:
“إذن، عمّ أردتما أن نتحدث؟”
تردد صني لبضعة لحظات، ثم قال بنبرة مدروسة:
“أردنا التحدث عن اللاشيء.”
راقب موردريت عن كثب، آملاً أن يرى رد فعل.
لكن لم يتفاعل موردريت بأي شكل يُذكر… وكأن لا صلة تربطه بالقاتل المتسلسل المعتوه على الإطلاق.
قطّب صني حاجبيه.
‘لكن هناك صلة. هناك بالتأكيد… أليس كذلك؟’.
ترجمة آمون
✨ عضوية مميزة في فضاء الروايات ✨
🚫📢 تخلّص من الإعلانات المزعجة
💖 استمتع بتجربة قراءة سلسة ومميزات حصرية مقابل مبلغ رمزي
📌 ملاحظة: أرسل اسمك في الموقع عند الدفع ليتم تفعيل العضوية ✅
جميع ما يتم ترجمته في الفصول منسوب إلى المؤلفين، ونحن بريئون من أي معانٍ تخالف العقيدة أو معانٍ كفرية وشركية.
هذا مجرد محتوى ترفيهي فلا تدعه يؤثر عليك أو يلهيك عن دينك.
استغفر اللـه وأتوب إليه.