عبد الظل - الفصل 2467
📏 حجم الخط
✍️ نوع الخط
🎨 الخلفية
🖥️ عرض النص
الفصل 2467 : إكتشاف معضلة
بدا مركز الشباب المضطربين هادئًا ورائعًا على نحوٍ غريب بعد صخب غابة المدينة الخرسانية. كان يقع في حيٍ هادئ، شاغلًا معظم مساحته — تحيط به أسوارٌ أنيقة، واسعة بما يكفي لاحتواء حديقة صغيرة ومجموعة جيدة من المرافق الرياضية، بدءًا من ملعب كرة القدم وانتهاءً بعدة ملاعب تنس.
لم يكن هناك الكثير من الشباب المضطربين في الأرجاء بسبب المطر المنهمر، لكن بدت المباني نفسها نظيفة وجيدة الصيانة. كان هناك مبنى رئيسي تُعقد فيه الصفوف، وسكنين، وقاعة طعام… بالمجمل، بدا المركز أشبه بحرم جامعة مرموقة ميسورة.
كان هناك حتى عازف شوارع على الزاوية، يعزف لحنًا هادئًا على غيتار قديم بينما يختبئ تحت مظلة سوداء كبيرة.
تبادل صني وإيفي نظراتٍ حذرة. وبعد لحظة، قال:
“كلما بدا أكثر براءة…”
أكملت إيفي الجملة بعبوس:
“كلما كان في العادة أكثر رعبًا.”
لم يعجب أيًّا منهما فكرة أن مجموعة فالور وموردريت يجمعان الشبان الجانحين في منشأة خاصة متواضعة — بحجة مساعدتهم. فمن يدري أي أمورٍ مريبة قد تجري هنا؟.
بعد تردد قليل، تنهد صني.
“اذهبي أنتِ لتتحدثي مع المسؤول هنا. بينما أنا… سأتجول قليلًا.”
أبرزوا شاراتهم لحارس الأمن عند المدخل، فسمح لهم بالدخول بعد بعض المقاومة الخفيفة. توجهت إيفي إلى المبنى الرئيسي للعثور على مديرة المركز، بينما بقي صني عند البوابة قليلًا قبل أن ينطلق ليستكشف المكان.
التقيا لاحقًا عند السيارة، وكلٌّ منهما يحمل تعبيرًا مضطربة.
“ماذا وجدتِ؟”
أتى صوت صني بهدوء.
تأملته إيفي قليلًا، ثم قالت بجدية:
“ابدأ أنت.”
تنهد.
“حسنًا… بدا… طبيعيًا تمامًا؟”
أشرق وجهها.
“صحيح؟ لم أجد أي شيء يوحي بوجود أمرٍ مريب في هذا المكان. المديرة سيدة عجوز لطيفة جدًا… أخبرتني بكل ما أردت معرفته، وكانت صادقة في حزنها حين علمت أن الفتى قُتل.”
حك صني مؤخرة رأسه.
“صحيح. تجولت في كل الأرجاء وتحدثت حتى مع بعض المقيمين. يبدو كل شيء على ما يرام. الفتيان سعداء، يتلقون الرعاية، ويعيشون برضا. لا مؤشرات غريبة، لا أجواء مقلقة… لا شيء مريب إطلاقًا. من كل ما رأيت، يبدو كمنظمة خيرية حقيقية تموَّل وتدار جيدًا، والجميع يعملون جاهدين لضمان مستقبل مشرق لهؤلاء الأولاد.”
حدقا في بعضهما بحيرة تامة.
لماذا يدير موردريت جمعية خيرية حقيقية؟ ويقوم بذلك بجدية، طواعية، ومن دون أجندة سرية؟.
لم يكن لدى صني حاسة الظل حاليًا، كما أن حواسه الأخرى كُبتت لمستوى بشري دنيوي. ومع ذلك، ما زال يملك خبرته وغرائزه وحدسه — ومع هذا، كل شيء كان يخبره أنه لا يوجد ما هو شرير أو مريب في مركز الشباب المضطربين.
حتى عداء المحقق الشيطان الكامن لم يجد عيبًا في هذا المكان.
حكت إيفي مؤخرة رأسها.
“هذا غريب جدًا.”
أمال صني رأسه للموافقة. كان الأمر فعلًا غريبًا للغاية… لكن لم يكن بوسعهما فعل أي شيء حياله. في الواقع، لماذا يرغبان في فعل شيء؟ كان من الغريب أن يشعر المرء بالانزعاج لأن الأولاد لم يُستغلوا في أغراض شريرة.
هز رأسه.
“على أية حال، هل عرفتِ شيئًا؟”
صمتت إيفي لحظة، ثم أومأت.
“أوه… نعم، بالتأكيد. الضحية كان بالفعل مقيمًا في هذا المركز سابقًا. لكنه تخرج بنجاح قبل حوالي عام. كثير من هؤلاء الأولاد إما تكفلهم مجموعة فالور ليكملوا تعليمهم العالي أو يُساعدون في إيجاد وظائف. لمجموعة فالور عدد لا يُحصى من الوظائف المبتدئة… لذا، أغلبهم ينتهي بهم المطاف موظفين داخل المجموعة.”
رفع صني حاجبًا.
“إذن، الضحية كان موظفًا لدى مجموعة فالور؟”
أومأت إيفي.
“صحيح. في الواقع، كان يعمل في فرع الأمن الداخلي للشركة… باختصار، كان حارسًا. وليس هذا فحسب، بل كان مكلّفًا بالحراسة في المكتب الرئيسي لمجموعة فالور.”
أزدادت نظرة صني حدةً.
“أوه؟ أي بمعنى…”
ابتسمت إيفي بمكر.
“صحيح. كان لديه فرصة للتفاعل مع موردريت يوميًا. لذا، إن كنت تريد سببًا لزيارة ذلك اللقيـط… مبروك! يبدو أن الأماني تتحقق حقًا.”
ابتسم صني بقتامة، ثم نظر إلى السماء.
لكن كانت السماء محجوبةً بطبقة كثيفة من الغيوم، فزمجر ونظر إلى ساعته بدلًا من ذلك.
ثم تمتم ساخطًا:
“مهلًا… كيف بـحق الجحيم أقرأ الوقت من ساعة عقارب؟”
رمشت إيفي مرتين.
“وما هي ساعة العقارب؟”
استغرق الأمر بضع دقائق ليفهما هذه التقنية الهمجية من العصر الغابر. وبعد أن حددا أن الوقت قد أصبح مساءً بالفعل، تنهد صني.
“لا أظن أننا سنلحق بموردريت في مكان عمله الآن. إذن… لنزوره صباح الغد؟”
هزت إيفي كتفيها.
“بالتأكيد. إذن… هل ننهي يومنا؟”
افتقد صوتها الحماسة، مما دفع صني ليلقي عليها نظرة طويلة.
“إن لم ترغبي في العودة للمنزل، يمكنكِ النوم في مكاني. صحيح أن المحقق الشيطان لم يكن أنظف الناس… لكن بما أنني أشك أن القليل من الفوضى سيخيفكِ، فيجب أن يكون الأمر بخير.”
ابتسمت.
“أهذه طريقتك في مناداتي بالمهملة؟ على أي حال… شكرًا، لكن لا شكر. لا أظن أن هجر أطفالي والمبيت في منزل رجل غريب سيكون منسجمًا مع شخصية نظيرتي. لذا، سأعود للمنزل…”
نظرت حولها، ثم أضافت بخجل:
“أو بالأحرى، سأزعجك لتوصلني إلى المنزل يا شريكي. بالكاد تمكنت من معرفة الطريق إلى مسرح الجريمة بعد تلقي الاتصال — والآن أنا تائهة تمامًا.”
تنهد صني وأعاد تشغيل مركبة المحقق الشيطان العتيقة.
“بالتأكيد، لا مشكلة. اركبي… يا شريكة.”
ترجمة آمون
✨ عضوية مميزة في فضاء الروايات ✨
🚫📢 تخلّص من الإعلانات المزعجة
💖 استمتع بتجربة قراءة سلسة ومميزات حصرية مقابل مبلغ رمزي
📌 ملاحظة: أرسل اسمك في الموقع عند الدفع ليتم تفعيل العضوية ✅
جميع ما يتم ترجمته في الفصول منسوب إلى المؤلفين، ونحن بريئون من أي معانٍ تخالف العقيدة أو معانٍ كفرية وشركية.
هذا مجرد محتوى ترفيهي فلا تدعه يؤثر عليك أو يلهيك عن دينك.
استغفر اللـه وأتوب إليه.