عبد الظل - الفصل 2465
📏 حجم الخط
✍️ نوع الخط
🎨 الخلفية
🖥️ عرض النص
الفصل 2465 : أدلة مدفونة
غيّرت إيفي وضعيتها وانحنت قليلًا إلى الأمام. ثم ابتسمت بتكاسل وهي تنظر إلى صني.
“شريكة شابة مرحة، هاه؟ حسنًا، أنا فعلًا مرحة… شكرًا على الملاحظة، على ما أظن… لكن شابة؟ ظننتُ أنك أصغر مني؟”
أطلق صني تنهيدةً ثقيلة وكبح رغبته في وضع كفه على وجهه.
حدّق في عيني المرأة المبتسمة وأجاب بنبرة ساخطة قليلًا:
“العمر أمر نسبي. قد أكون وُلدت بعدكِ ببضع سنوات، لكن هل عشت أقل منكِ؟ في هذه المرحلة، حتى أنا لست متأكدًا. من بين أمور أخرى، أنا أعيش سبع حيواتٍ في الوقت نفسه… هل يعني ذلك أنني أشيب سبع مراتٍ أسرع؟ فمن يعلم — أنا بالتأكيد لا أعلم. والمقصود أن المحقق الشيطان أكبر من نظيرتكِ رتبة. لذا، عامِليني على هذا الأساس.”
اتسعت ابتسامة إيفي قليلًا، ولمعت عيناها.
“حسنًا، أيها الأخ الأكبر!”
ارتجف صني.
“لا، لا! لا شيء من هذا القبيل، أبدًا!”
رمشت بعينيها ببراءة، ثم استندت إلى الخلف ورفعت كتفيها.
“حسنًا، كما تشاء. على أي حال، ما هي خطوتنا التالية؟”
تأمل صني سؤالها لفترة. وفي النهاية، عقد حاجبيه.
“هدفنا هو موردريت، المدير التنفيذي لمجموعة فالور. إلى جانبه، هناك شخصان ثانويان مثيران للاهتمام — القديسة ومورغان. القديسة لا يبدو أنها تتذكر نفسها، بل تؤدي الدور الذي أوكلته إليها المرآة العظيمة…”
وهو دور معالجته النفسية بالغة الجمال. والتي كانت تتكلم!.
تذكر صني التجربة الغريبة لرؤية — وسماع — النسخة البشرية من القديسة. والآن بعدما استعاد وعيه بنفسه، لم يعرف كيف يشعر تجاه ذلك. كان الأمر مثيرًا، مدهشًا قليلًا… لكنه في الغالب بدا خاطئًا تمامًا.
صفى حلقه، ثم تابع:
“أنتِ… لا بد أنكِ لا تعرفين الكثير عن القديسة، لكنها تستطيع أن تصبح حليفًا بالغ القيمة لنا — ما دمنا قادرين على تذكيرها من تكون. والأهم من ذلك، أنها يمكن أن تساعدنا في الوصول إلى مورغان.”
أظلمت ملامحه.
“قد تكون القديسة ثمينة، لكن مورغان… مورغان لا تقدَّر بثمن. أكثر ما نفتقده حاليًا هو المعلومات، ويبدو أنها تعرف بالكثير مما يحدث — أكثر منا على الأقل. لكن الوصول إليها لن يكون سهلًا. تلك المصحة أشبه بحصن غير قابل للأختراق، بُني ليمنع أي أحد من الدخول أو الخروج.”
توقف صني لحظة، ثم أضاف بجدية:
“أما موردريت… فهو على الأرجح الشخص الأكثر حراسةً في مدينة السراب. لا نعرف إن كان يتذكر نفسه أم لا — كل ما نعرفه أنه متصل بطريقة ما بقضية اللاشيء.”
رفعت إيفي حاجبها.
“أوه؟ انتظر… في السابق، المحقق الشيطان ذكر أنه يعرف من هو اللاشيء، وأنه فقط يحتاج إلى دليل ملموس لإثبات ذلك. لا تقل لي إنه كان يقصد أقوى رجل في المدينة؟”
حين بقي صني صامتًا، اتسعت عينا إيفي.
“المدير التنفيذي الشاب لمجموعة فالور — موردريت، ذلك المقيت — يتجول ليلًا ويقتل الناس بوحشية؟”
تنهد صني.
“كان المحقق الشيطان واثقًا أنه موردريت… لكنني لست متأكدًا. كان لديه سبب ليكرهه، على أية حال.”
عابسًا، حاول صني أن يستعرض الذكريات الغامضة، الشبيهة بالحلم لنظيره. كانت هناك حقائق، ومشاعر، وأفكار، وظنون، كلها مصبوغة بألوان قاتمة من الكراهية والهوس والأرق.
وبعد فترة، شرح:
“يظن الجميع أن اللاشيء لم يترك أي أثر خلفه، لكن الحقيقة غير ذلك. كان هناك دليل في مسرح الجريمة الأول — عينة دم لم تكن للضحية. كشف فحص الحمض النووي أنها تعود إلى وريث مجموعة فالور نفسه، موردريت.”
شهقت إيفي رافعةً حاجبيها.
“ماذا؟ كان هناك دليل يربطه بمسرح الجريمة؟ لماذا لا يزال حرًّا إذن؟”
ابتسم صني بمرارة.
“لأنه كان يملك حجة غياب محصنة. كان هناك دليل مصور يثبت أن موردريت كان في الطرف الآخر من المدينة وقت وقوع الجريمة — لذا اختارت الجهات العليا قمع التحقيق. تم إتلاف عينة الدم، وهُدد كل من لامسها بالصمت.”
هز رأسه.
“كان المحقق الشيطان المسؤول عن القضية، مع ذلك، ورفض أن يتخلى عنها. كان يؤمن بأن التسجيل المصور قد تم التلاعب به، فاستمر التحقيق في مجموعة فالور ومديرها التنفيذي بموافقة صامتة من قائدة قسم جرائم القتل.”
نظرت إليه إيفي مرتبكة.
“وماذا حدث بعد ذلك؟”
بقي صني صامتًا لفترة، ثم قال بنبرة متساوية:
“تعرضت القائدة لحادث مؤسف وتوفيت. وكان نظيري مقتنعًا بأنها قُتلت بسبب التحقيق، فحاول مواجهة موردريت، ليدخل في اشتباك مع فريق حمايته. لا حاجة للقول، كانت خطوة غير حكيمة. لكن اللاشيء كان قد أصبح تهديدًا عامًا حينها، لذا لم يستطيعوا التخلص مني ببساطة. بدلًا من ذلك، أُرسلت إلى جلسات استشارة نفسية بأمر المحكمة وتم تعليقي عن العمل في انتظار تقييم نفسي.”
تنهد.
“وهنا نحن الآن.”
فكرت إيفي في كلماته لفترة، ثم ابتسمت بخفوت.
“إذن لهذا كنت متحمسًا حين أشار أولئك الأوغاد إلى مجموعة فالور. هوية الضحية الأخيرة تعطينا عذرًا للتنقيب في أمر موردريت مجددًا.”
أومأ صني.
“صحيح. يمكنهم دفن عينة دم، لكن — والمفارقة — لا يمكنهم دفن جثة. الآن وقد قُتل شخص مرتبط مباشرة بفالور على يد اللاشيء، يمكننا أن نحقق فيهم علنًا — ولن يستطيع أحد الضغط علينا للتخلي عن هذا الخيط دون المخاطرة بانفجار غضب شعبي.”
ابتسمت إيفي.
“إذن… أول ما علينا فعله هو معرفة كيف بالضبط كان فتى الأفاعي السوداء ذاك مرتبطًا بمجموعة فالور، صحيح؟ هذا سيمنحنا سببًا رسميًا للاقتراب من موردريت. وبمجرد أن نقترب منه…”
ابتسم صني بقتامة.
“سنتصرف وفق ما يستجد. أوه، بالمناسبة، قالت لي مورغان شيئًا آخر حين قابلتها…”
تحول ابتسامه فجأةً لتصبح باردةً.
“قالت لي إن موردريت يمكن قتله هنا بالفعل.”
رفعت إيفي حاجبها.
“أنت لا تخطط لاغتياله في وضح النهار، صحيح؟”
توقف صني لبضعة لحظات، ثم هز رأسه مع تنهيدة ندم.
“لا… سيكون ذلك على الأرجح خارجًا عن شخصية المحقق الشيطان.”
نظر إلى إيفي وابتسم.
“لكن يبدو الأمر مغريًا، مع ذلك…”
ترجمة آمون
✨ عضوية مميزة في فضاء الروايات ✨
🚫📢 تخلّص من الإعلانات المزعجة
💖 استمتع بتجربة قراءة سلسة ومميزات حصرية مقابل مبلغ رمزي
📌 ملاحظة: أرسل اسمك في الموقع عند الدفع ليتم تفعيل العضوية ✅
جميع ما يتم ترجمته في الفصول منسوب إلى المؤلفين، ونحن بريئون من أي معانٍ تخالف العقيدة أو معانٍ كفرية وشركية.
هذا مجرد محتوى ترفيهي فلا تدعه يؤثر عليك أو يلهيك عن دينك.
استغفر اللـه وأتوب إليه.