عبد الظل - الفصل 605
📏 حجم الخط
✍️ نوع الخط
🎨 الخلفية
🖥️ عرض النص
الفصل 605 : الشيطان الشنيع
بينما كان ساني يسير نحو الحظيرة التالية، كان لديه بضع ثوانٍ ليفكر فقط
أول ما أدركه هو أنه، على الرغم من صمت التعويذة، إلا أنه تلقّى بالفعل شظايا ظل من الذئاب المرعبة الثلاثة. شعر بأن نواته، وبالتالي جسده، يزداد قوةً، رغم صعوبة الشعور بهذا التغيير الضئيل في خضم كل تلك الفوضى.
‘هذا غريب… هذا بأكمله غريبٌ جدًا…’
بدا أن اتصاله بالتعويذة وكأنه قد انقطع، إذ قطعه بالطوق الفولاذي حول عنقه، ومع ذلك لم تختفَ جميع قواه. لم يستطع ساني الوصول إلى بحر روحه لاستدعاء الذكريات أو الرونيات، لكنه ما زال يمتلك القدرة على امتصاص الشظايا. كما أنه ما زال قادرًا على أن يأمر ظلاله بتعزيز جسده، وكذلك استخدام خطوة الظل… رغم أن مداها بدا محدودًا بجدران الساحة.
وماذا يعني هذا بأكمله؟.
حسنًا… من المظهر العام، رغم أن التعويذة قد اختفت، بقي جانبه موجودًا. وكان هناك الكثير من المعاني الخفية في هذه الحقيقة البسيطة، لكن لم يكن لدى ساني وقت لكشفها.
ما الذي يمكن أن يكون جانبه قادرًا عليه أيضًا؟.
بينما كان يمر تحت البوابة الصدئة، تردد ساني لجزء من الثانية، ثم استدعى ثعبان الروح.
في لحظة، ظهر وشم معقد للفائف ثعبان، بالكاد يمكن تمييزه على جلده السجي، يلتف حول ذراعيه وجذعه. وعندما أطلق ساني جوهر الظل في مجراه، توهجت اللفائف بإشراق داكن، كاشفة عن نفسها للجميع.
تحركت شفتاه، كاشفة عن أنياب قوية في ابتسامة مخيفة.
‘إذن أنت هنا أيضًا، يا رفيقي…’
وما معنى هذا؟ هذا يعني أن ساني لم يعد مضطرًا للقتال أعزلاً بعد الآن. وكان يعني أيضًا أن القديسة كانت معه.
قد لا يكون أكثر المخلوقات فتكًا في هذه اللحظة، إذ لم يعتد بعد على هذا الجسد الضخم المترهل. لكن كلاهما معًا؟.
معًا، شكل ساني والقديسة ثنائيًا مهيبًا للغاية.
ممتلئًا بثقة جديدة، دخل صندوق القتل الثاني، مرسلًا حاسة الظل نحوه لتحيط به.
وما رآه هناك جعله يضيق عينيه قليلًا.
…كانت هناك معركة تجري في القفص، حيث يحاول رجلان بشريان يائسين صدّ سرب من مخلوقات صغيرة وسريعة شبيهة بالسحالي. وكلاهما يرتديان عباءتين بيضاء، كان الأصغر أعزلاً، بينما الأكبر يحمل سيفًا بسيطًا في يديه ودرعًا جلديًا يحمي جذعه.
كانت هناك عدة جثث بشرية ملقاة على الأرض، مشوهة بشكلٍ رهيب بمخالب حادة وأنياب مثلثة لتلك الرجسات، وثيابهم البيضاء السابقة غارقة بالدماء.
غير ساني منظوره فرأى الظلام الدنس ينتشر في أرواح تلك العفاريت الشبيهة بالسحالي. من مظهرها، كانت جميعها مستيقظة، تمامًا كالذئاب التي حاربها – إذ قاس ساني قوة تلك الوحوش خلال المعركة وحكم على رتبتها أنها مساوية لرتبته.
كان الشاب أيضًا مستيقظًا، يملك نواة روح واحدة مشعة، بينما الأكبر لم يكن يملك نواة روح على الإطلاق. مجرد بشري عادي.
وبينما كان ساني يراقب، غُلب المحارب الأكبر أخيرًا وسقط على الأرض، فمزقت العفاريت درعه بسهولة وغرزت مخالبها وأسنانها في اللحم الطري تحته.
صرخ الشاب واندفع لمساعدته، لكنَ الأوان كان قد فات. حتى وإن تمكن المستيقظ الشاب من قتل عدة وحوش بقبضتيه ودفع الآخرين بعيدًا، كان رفيقه قد أصيب بجراح مميتة بالفعل. ارتجف، وتدفق نهر من الدم من جرحٍ مروع في رقبته، ودفع بمقبض السيف إلى يد الشاب بضعفٍ شديد.
انفجر الحشد بجنونٍ، هاتفينَ بفرحٍ نفس الكلمة اللعينة…
“المجد! المجد! المجد!”
رفع آخر بشريٍ حي رأسه، والألم والحزن ممتزجان بالكراهية في عينيه الزرقاوين الفاتحتين.
لكنه لم يحظَ بوقت طويل ليعيش حزنه، إذ أن ما تبقى من العفاريت أندفعت إلى تمزيقه.
…لكن بعضهم وجد هدفًا جديدًا.
تأوه ساني محاولًا أن يتحكم بجسده بدقة قدر المستطاع. لم يأمر ثعبان الروح أن يتخذ شكل سلاح، ولم يستدعِ القديسة بعد، مفضلًا إبقاء أوراقه مخفية في الوقت الراهن.
على أي حال، لم تبدُ تلك الرجسات الشبيهة بالسحالي خطيرة للغاية. على الأقل ليس بأعدادها المتبقية وانقسام تركيزها بين هدفين.
‘اللعنة…’
كان جسد الشيطان النحيل ذو الأذرع الأربعة طويلًا وثقيلًا ومربكًا جدًا. كل حركة كانت تتطلب جهدًا أكبر، وأبطأ مما اعتاد عليه. ورغم أن هناك قوة غير بشرية في عضلات مخلوق الظل الفولاذية، والتي من المفترض أن تترجم إلى سرعة انفجارية، إلا أن جر هذا الوزن الهائل كان مختلفًا تمامًا عن التحكم بجسد بشري صغير ورشيق كما كان من قبل.
‘من كان ليظن أنني سأفتقد قصر القامة يومًا ما؟’
قفز أربعة عفاريت على ساني في الوقت نفسه، وتبعهم آخرون بعد ثوانٍ. أشرقت عيونهم الضيقة بشغفٍ مسعورٍ للدماء، مع كون مخالبهم المسننة مُصوّبة نحو لحمه، تتوق إلى تمزيقه.
مُحاطًا بالظلال، وبلفائف ثعبان الروح المُتلألئة بإشراقٍ داكن على جلده، خطا ساني إلى الأمام وأمسك الكائنات الأربعة جميعًا من الهواء، ثم صدم جماجمهم ببعضها، محطمًا إياها.
حتى وإن كان يجد صعوبة في السيطرة على جسده الجديد، كيف لهذه الوحوش أن تأمل في النجاة من معركةٍ ضد شيطان؟.
وشيطان مميز جدًا، أيضًا…
كشر ساني عن أنيابه وانقضّ إلى الأمام، زافرًا بهديرٍ منخفض. تحركت أذرعه الأربعة، ساحقة اللحم والعظام. تمكّن عدد من الوحوش من الإفلات من هجومه وغرسوا مخالبهم في فخذيه، بل وحتى أن أحدهم حاول أن ينهش قطعةً كبيرة من لحمه.
أطلق ساني فحيحًا من الألم وانحنى، مستخدمًا مخالبه لتمزيق أربعةً آخرين من العفاريت. لم يكن لديه يد فارغة ليُنهي بها على الأخير، لذا اكتفى بأن يعضّ ذراعه بأنيابه الحادة، شاعرًا بالعظام تتحطم وبالطعم المقزز للدم الفاسد على لسانه.
‘أرغه! سأتقيأ!’
بصق ساني فمًا مملوءًا بالدم الداكن النتن، وأخرس المخلوق الصارخ بصفعةٍ على ظهره حطمت عظامه.
وفجأةً، ساد الصمتُ المميت على الصندوق.
تأوه، مثقلًا بالألم للحظة. كانت تلك الرجسات اللعينة قد ماتت بسهولة نسبيًا، لكن ليس قبل أن تُلحق به الكثير من الضرر. ربما بالغ في تقدير قوته الجديدة… أو استهان بالعفاريت بسبب قصر قامتها وأجسادها الهزيلة.
يا للمفارقة…
صرّ ساني على أسنانه، حذرًا هذه المرة من أن يخترق شفتيه، ثم مسح وجهه واستقام. وأخيرًا، ألقى نظرة إلى ما تبقى من الوحوش. ولدهشته، كانوا قد ماتوا بالفعل – إذ أن الشاب المستيقظ قد ذبحهم بالسيف بطريقة ما، وهو الآن واقف في مكانه متجمدًا من الخوف.
…كان الشاب يحدق به بوجه شاحب، وعينين متسعتين من الرعب.
ثم تراجع خطوةً مترددة الى الخلف وهمس:
“آه… يا آلـهة! يا مولاي، احمني من شياطين الليل الشنيعة!”
نظر إليه ساني من علوه الشاهق، بجسده الأسود الكوبالتي الهائل الملطخ بالجراحٍ المروعة والدماءٍ، ودماءٌ أخرى تتدفق من بين أنيابه الحادة.
فكبح رغبته في تدوير عينيه.
‘شنيع؟ يا لوقاحتك…’
{ترجمة نارو…}
✨ عضوية مميزة في فضاء الروايات ✨
🚫📢 تخلّص من الإعلانات المزعجة
💖 استمتع بتجربة قراءة سلسة ومميزات حصرية مقابل مبلغ رمزي
📌 ملاحظة: أرسل اسمك في الموقع عند الدفع ليتم تفعيل العضوية ✅
جميع ما يتم ترجمته في الفصول منسوب إلى المؤلفين، ونحن بريئون من أي معانٍ تخالف العقيدة أو معانٍ كفرية وشركية.
هذا مجرد محتوى ترفيهي فلا تدعه يؤثر عليك أو يلهيك عن دينك.
استغفر اللـه وأتوب إليه.