عبد الظل - الفصل 1819
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
الفصل 1819 : مُلاحق
تجمدت رَين، خائفة من التحرك.
هناك، أسفلها، بعيدًا، كان هناك شيء يتحرك في الظلام. لم يصل نور الشمس إلى عمق الوادي، لكنها كانت لا تزال قادرة على تمييز شكل غامض ومخيف.
كان المخلوق ضخمًا ومنحنيًا، ويمتلك عددًا لا يحصى من الأذرع التي تبرز مثل غابة عضلية من حدبته الهائلة. كانت تعتقد أنها رأت يدًا بمخالب ترتفع لتلتقط الصخور المتآكلة، وفي اللحظة التالية، ارتفع صوت تدحرج الحجارة من الوادي.
توتر جسد رَين بالكامل.
بدا أن الطاغية المستيقظ الذي قاتلوه قبل سقوطهم في النهر لا يزال على قيد الحياة. والأسوأ من ذلك، أنه هنا الآن، إما صدفة أو لأنه تبع رائحتهم.
للحظة، غرق قلبها بالخوف.
خاضت العديد من معارك ضد مخلوقات الكابوس وقتلتهم. معظمهم كان نائمًا، بينما كان بعضهم مستيقظًا. وكان أقواهم هو الصياد… ونجت بالكاد من تلك المعركة.
لم يكن هناك أي فرصة لأن تتمكن من النجاة في معركة ضد طاغية مستيقظ. لم يكن هذا المخلوق شيئًا يمكن لشخص عادي أن يقتله أبدًا. حتى المستيقظين لن يواجهوه بمفردهم – وحتى الفرقة الكاملة لم تكن دائمًا كافية للتعامل مع الطاغية.
بالنسبة لرَين، كان هذا الرجس القبيح بمثابة نذير الموت.
…ومع ذلك، أجبرت نفسها على الهدوء. لن يساعدها الخوف.
ولكن ماذا قد يساعدها؟، لم يخطر على بالها شيء.
‘الهرب. علينا أن نهرب.’
كان هذا هو الاستنتاج المنطقي الوحيد.
ناسيةً أن تتنفس، بدأت رَين تتراجع ببطء عن الحافة، مرتجفة وهي تدير ظهرها لها، ووقفت بصمت. ثم خطت خطوات حذرة للأمام، وانطلقت في عدو سريع.
‘اللعنة، اللعنة، اللعنة…’
ذهب الأمل في الاختباء من الخطر داخل الأطلال. ذهب الأمل في الانتظار لعشرة أيام. لم يجدهم الخطر فقط، بل كان من النوع الذي لم يكن لديهم أمل في مواجهته.
ألقت رَين نظرة على ظلها وترددت، غير متأكدة مما إذا كان ينبغي لها أن تقول شيئًا. كان معلمها صامتًا بشكل غريب منذ الصباح، وكأنه لم يكن موجودًا على الإطلاق…
في النهاية، لم تقل شيئًا.
عندما دخلت الأطلال، رأت تمار مستلقية على الأرض، تحدق في السقف بتعبير قاتم على وجهها. كانت الفتاة الأصغر في حالة مروعة، لذا كانت رَين تأمل أن تحظى بفرصة للراحة والتعافي قليلاً.
ولكن للأسف، لم يعد ذلك ممكنًا.
عندما لاحظت تمار حركة رَين المتسرعة وتعبيرها القاتم، نهضت على مرفقها وعبست.
“ما الأمر؟”
كانت رَين قد بدأت بالفعل بلف شرائح لحم الوحش في سترتها، مدركةً أن الجوع والجهد البدني لا يتماشيان معًا. في البرية، الطعام هو الحياة، والجوع هو الموت.
“اصعدي إلى الناقلة.”
توقفت للحظة، ثم أضافت بتعبير قاتم:
“الطاغية اللعين قد تبعنا. إنه يتسلق الوادي.”
اتسعت عينا تمار.
تجمدت للحظة، ثم صرت على أسنانها وزحفت بصمت إلى الناقلة المؤقتة.
ألقت رَين السترة الملفوفة عليها، ثم أمسكت بالمقابض وتأوهت.
‘آه…’
لم تكن الإرث الشابة ثقيلة جدًا، لكنها لا تزال تزن أكثر مما يمكن لرَين أن تحمله بشكل مريح. والأسوأ من ذلك، أن هذا الوزن لم يكن موزعًا بالتساوي بين كتفيها وخصرها، كما سيكون وزن حقيبة ظهر. كان جرها إلى الأطلال بمثابة تمرين… لكن هل ستتمكن رَين من جر الناقلة عبر عدة كيلومترات من التضاريس الوعرة؟.
على الأرجح، ليس دون أن تقتل نفسها.
‘اللعنة على كل شيء!’
لم يكن هناك وقت للتفكير. في الوقت الحالي، كان عليها أن تخلق أكبر مسافة ممكنة بينهما وبين الطاغية. لا يزال هناك احتمال أن يكون المخلوق قد جُلب إلى هذا الركن من سهول نهر القمر بواسطة نفس التيار الذي حملهما – لذا، قد يكون هنا بالصدفة. في هذه الحالة، لا يزال لديهما فرصة للهرب.
وإن لم يكن…
“لنذهب.”
سحبت رَين الناقلة خارج الأطلال وترددت لبضعة لحظات، وعلى وجهها نظرة ضائعة.
إلى أين كان من المفترض أن يتجهوا؟.
كانت كل الاتجاهات متشابهة – باستثناء اتجاه الوادي والطاغية. لذا، شعرت رَين برغبة في الاندفاع بعيدًا عن الرجس، متجهةً غربًا.
لكنها قررت أن تسأل رأي تمار أولاً. وكما لو كانت تخمن أفكارها، تحدثت الإرث الشابة بهدوء من الناقلة.
“تمتد وديان سهول نهر القمر عادةً من الشمال إلى الجنوب. ولقد حملنا النهر بعيدًا نحو الجنوب – لذا، يجب أن يكون المعسكر الرئيسي في مكان ما إلى الشمال الغربي من موقعنا.”
ترددت قليلاً، ثم أضافت:
“ومع ذلك، لا نعرف بالضبط إلى أي مدى تم حملنا. قد يكون من الأفضل التوجه جنوبًا أكثر. بهذه الطريقة، قد نصل إلى حافة السهول ونجد بحيرة الدموع.”
كانت بحيرة الدموع والشلال العظيم، سامية البكاء، حيث يقع معقل عشيرة الحزن.
بقيت رَين ثابتة لفترة، تفكر في خياراتها.
كان المعسكر الرئيسي لفريق بناء الطريق يقع شمال غرب موقعهما. أما بحيرة الدموع فكانت في مكان ما إلى الجنوب. المشكلة هي أنهما لا تعرفان أيهما أقرب.
في النهاية، قررت التوجه جنوبًا.
كان اختيارها بسيطًا جدًا، ولا علاقة له بالمسافة. اختارت بحيرة الدموع ببساطة لأنها ستضطر إلى اتباع الوادي للوصول إليها… مما يعني أنهما على الأرجح لن تضطرا إلى عبور وديان أخرى في الطريق.
مع إصابة تمار، قد يصبح عبور حتى وادٍ واحد عقبة لا يمكن تجاوزها – ناهيك عن أنهما قد تتعرضان لمطاردة من قبل طاغية مستيقظ. كانت إضاعة الوقت رفاهية لا تمتلكانها.
لذا، في الحقيقة، لم تكن بحيرة الدموع الخيار الأفضل. بل كانت ببساطة الخيار الوحيد.
بتشنج، شدّت رَين جسدها المتعب وصرت أسنانها، ثم سحبت الناقلة الثقيلة جنوبًا.
في تلك اللحظة، كانت ممتنة للسماء الغارقة بالغيوم والرذاذ البارد. على الرغم من أن وجهها وشعرها كانا مبللين بالفعل، إلا أن الغبار الذي يغطي السهل الصخري قد تحول إلى طين. وبسبب ذلك، كان من الأسهل سحب الناقلة عبره.
ومع ذلك، كانت لا تزال تكافح.
‘سأحتاج إلى إيجاد طريقة أفضل.’
في مكان ما خلفهما، كانت هناك أصوات أخرى للحجارة تتساقط في عمق الوادي. كان الطاغية يقترب بالفعل من الخروج من الظلام.
سرعت رَين خطواتها.
ترجمة أمون