عبد الظل - الفصل 593
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
الفصل 593 : خطوة للأمام
فتح ساني عينيه، مشوشًا.
وهج النار البرتقالي، والظلال الراقصة على الجدران المحطّمة، ورائحة الدم، والألم الممزق في صدره… لقد هرب من بحر روحه وعاد إلى قلب معبد الليل المحترق.
لقد انتصر… لكن ما الذي كان يحدث؟.
كان يشعر وكأنه يسقط…
لماذا كان يسقط؟.
اصطدم ساني بالأرضية الحجرية المتشققة، وسمع جسد ويلث يسقط في مكان قريب. خرج أنين معذّب من شفتيه، ثم تبعته شتيمة مكتومة.
‘ما هذا بـحق الجحيم…’
على الرغم من أن معركته مع موردريت استمرّت لفترة، إلا أنه بدا وكأن لحظة واحدة فقط مرت في العالم الحقيقي. لم يكن الوقت كافيًا حتى ليسقط على الأرض بشكل كامل.
لا تزال الراقصة الهادئة في وضعها نفسه، وكانت كاسي لا تزال تندفع نحوه، والخنجر في يدها.
‘لقد… نجوت؟’
لكن لماذا كان يشعر وكأنه نسي شيئًا ما؟.
أجبر ساني جسده الجريح على الحركة، محاولًا الجلوس. كان يشعر بالإنهاك والضعف — بسبب جراحه الجسدية والضرر الذي لحقت به روحه في المعركة المروّعة ضد أمير اللاشيء.
ما… ما هو الشيء الذي نسيه؟.
كانت كاسي قد وصلت بالفعل إلى جانبه، مادةً يدها لتساعده على الجلوس. كان سيفها معلقًا في الهواء، ثم التفت، وطرفه موجّه نحو جسد ويلث الراقد بلا حراك.
‘آه، صحيح… أين اختفى موردريت؟’
فجأة، اتسعت عيناه.
رفع ساني رأسه مشيرًا نحو ويلث.
“اقـ—ـتليها!”
كانت الراقصة الهادئة قد اندفعت بالفعل في الهواء، متجاوبة أسرع من سيدتها. عبست كاسي.
“ماذا؟ ألم يمـ…”
لكن كان الأوان قد فات.
تحركت ويلث فجأة، ومدت يدها لتقبض على النصل الطائر من حافته. توقف الطرف الحاد على بعد سنتيمترات فقط من عنقها.
…لا، موردريت لم يكن ميتًا. لقد انسحب فحسب، هاربًا من معركة علم أنه لن يتمكن من كسبها.
وعاد إلى جسده السابق.
حدّقت كاسي في أمير اللاشيء بدهشة، ثم صرخت عندما ظهرت تشققات دقيقة على نصل السيف الرشيق. سارعت إلى طرد الصدى، لتنقذه من قبضة التهشيم، وسحبت ساني ليقف.
“ماذا… ماذا نفعل الآن؟!”
رأى ساني جسد الفارسة الصاعدة يتحرك، وكأنه يعود إلى الحياة ببطء. وتألّقت عيناها الجوفاء فجأة، مليئةً بإرادة قاتمة وذكاء قاتل.
توقف قلبه عن النبض لحظة.
الآن، بعد أن فشل موردريت في استعباده أو تلبّسه، لم يبقَ له سوى هدف واحد: انتزاع قناع ويفر منه بالتعذيب، ثم التخلّص منه بعد ذلك.
والآن، بعد أن أصبح هذا الشيطان يرتدي جسد أحد الأسياد… ماذا يفترض أن يفعلوا فعلًا؟.
في الحقيقة، كان لساني إجابة مثالية.
نظر إلى كاسي بتعبير حازم، ثم صرخ:
“وماذا برأيكِ؟ اهربي!”
…فموردريت لم يكن الوحيد الذي يعرف متى ينسحب من موقف ميؤوس منه.
دافعًا الفتاة العمياء نحو الفتحة الكبيرة في جدار المعقل السابق لقوات فالور، أدار ساني ظهره لويلث، التي كانت تنهض ببطء على قدميها، واندفع هاربًا بأقصى سرعته. كانت عيناه مغمضتين بإحكام، حتى لا يتمكن ذلك اللقيـط من التجسس عليهم عبر الانعكاسات.
كان معبد الليل مكانًا شاسعًا. ومع قليل من الحظ، سيتمكنان من لعب لعبة القط والفأر… أو بالأحرى، الفأرين والنمر… مع الأمير الملعون لبضعة أيام.
وبأمل، أن يصل القديس كورماك قريبًا.
وفيما كان يقفز عبر الفتحة في الجدار، وصلته سخرية صوت مألوف من خلفه:
“…مغادرٌ بهذه السرعة؟”
شعر بخطوة موردريت تقترب، فسارع ساني إلى طرد العبء السماوي. سقط جسد بيرس، الذي كان لا يزال عالقًا في السقف، فجأة واصطدم بالأرض أمام شيطان المرآة، مما أجبره على التراجع قليلًا وإبطاء مطاردته.
دون أن يلتفت، ألقى ساني العهد المنكوث خلفه، ثم قذف الصخرة العادية في عمق ممر عشوائي، وركض في الاتجاه المعاكس برفقة كاسي.
وأثناء فرارهما، ارتدت الصخرة عن الجدران وصرخت بصوت ساني عاليًا:
“اركضي! اركضي! اركضي!”
***
لم يكن ساني يتوقع أن تبطئ حيله موردريت كثيرًا، لكن إن تمكّنا من الحصول على تقدم كافٍ، فسيستطيعان التواري وسط متاهة الكاتدرائية المعقدة. فقط عليهما الخروج من الحرم الداخلي في الوقت المناسب… فبمجرد مغادرته، سيكون الإمساك بهما أصعب بكثير.
قد لا يكون ندًّا لأمير اللاشيء في قتال مباشر… حتى الآن… لكن في التسلل والتنقّل، كان لساني اليد العليا. فبإمكانه استخدام خطوة الظل للانتقال لمسافات شاسعة، كما يستطيع استخدام ظلاله وحواسه للاستكشاف، والتجسس على العدو، والملاحة في الظلام.
أما موردريت، فكان يعتمد فقط على الانعكاسات لرؤية محيطه، وهي قليلة ونادرة في معبد الليل. لذا، لم يكن التخفي عنه أمرًا مستحيلًا.
وخاصة بمساعدة كاسي وحدسها الغريب — صحيحٌ أنها ستبطئه قليلًا، لكنها في الوقت ذاته، كانت مصدر قوة.
وما إن فكّر في ذلك، حتى سحبته كاسي فجأة نحو فتحة شبه مخفية لممر ضيق، قادتهما إلى درج صغير. صعدا عليه وركضا عبر قاعة دائرية، انزلقا عبر أرضيتها المقببة، ثم تسلقا مجددًا.
وفيما كانا يندفعان، وصل إلى مسامعهما صدى صوت تحطّم مدوٍّ، يُعلن أن أمير اللاشيء لم يكن بعيدًا كثيرًا خلفهما.
ما الذي كان يفعله ذلك اللعين، يُحطم الجدران الحجرية بدلًا من البحث عن الممرات؟!.
كانت دواخل القلعة غريبةً ومربكةً، لدرجة أن ساني سرعان ما فقد إحساسه بالاتجاه. كل ما كان يعرفه أنهما لم يكونا يقتربان من المخرج المألوف للحرم الداخلي، ولا من برج الجرس المركزي.
لكن شكوكه تبددت، عندما فتحت كاسي بابًا خشبيًا ضيقًا، وضربه هواءٌ بارد في وجهه.
بطريقة ما، وصلا إلى القاعة الكبرى للكاتدرائية، حيث البوابة المدمرة تقف في وسط الحوض الواسع لقبّة الحفرة. وبدلًا من الدخول إليها عبر البوابات الطويلة للحرم الداخلي، ظهر ساني وكاسي في شرفة مخفية تدور حول محيط القاعة من مكانٍ عالٍ.
وفي اللحظة ذاتها تقريبًا، ظهرت هيئة مألوفة من البوابات في الأسفل…
{ترجمة نارو…}
✨ عضوية مميزة في فضاء الروايات ✨
🚫📢 تخلّص من الإعلانات المزعجة
💖 استمتع بتجربة قراءة سلسة ومميزات حصرية مقابل مبلغ رمزي
📌 ملاحظة: أرسل اسمك في الموقع عند الدفع ليتم تفعيل العضوية ✅
جميع ما يتم ترجمته في الفصول منسوب إلى المؤلفين، ونحن بريئون من أي معانٍ تخالف العقيدة أو معانٍ كفرية وشركية.
هذا مجرد محتوى ترفيهي فلا تدعه يؤثر عليك أو يلهيك عن دينك.
استغفر اللـه وأتوب إليه.