عبد الظل - الفصل 590
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
الفصل 590 : المضيف
وبالفعل، كان الأمر كما ظنّ ساني.
لقد عرف موردريت أسراره من شظية المرآة التي خلفها وحشه. لم يكن يعرف حقيقة جانبه… بل كان يعرف انعكاسًا له فقط.
وذلك الانعكاس… كان ناقصًا.
لهذا ظنّ الأمير الماكر أنه سيكون قادرًا على استعباد ساني باستخدام اسمه الحقيقي. بالطبع، كان موردريت حذرًا، وأخذ في الحسبان احتمال أن يكون الضائع من النور خاضعًا بالفعل لسيدٍ ما… لكن كان ساني يسبقه بنصف خطوة. لقد أطفأ ذلك الحذر باستعداده للتظاهر بالخضوع…
ثم هاجم.
…اندفع المشهد القاسي إلى الأمام، متفاديًا سيف وحش المرآة بصعوبة، وانغرس بعمق في جسده. مزّق السترة السوداء المسحورة، واخترق جسد ويلث، وخرج من ظهرها.
تلوّى وجه موردريت، وعيناه تغمرهما الصدمة والألم.
أما ساني، فلم يرَ ذلك طبعًا، إذ كان لا يزال يعتمد على حاسة الظل ليرى العالم. ما شعر به هو مجرد رجفة اجتاحت جسد خصمه.
بعد لحظة، تأوّه أمير اللاشيء، وانساب الدم من فمه.
ثم اندفع بالسيف، مجبرًا ساني على التراجع. انسحب المشهد القاسي من الجرح المروّع، مخلّفًا المزيد من الدمار في طريقه. شعر ساني ببعض خيبة الأمل لعدم قدرته على إنهاء القتال في تلك اللحظة، لكن ذلك لم يعد مهمًا.
لم يكن الجرح مميتًا على الفور، لكنه كان قاتلًا مع ذلك. كل ما عليه فعله الآن هو الانتظار حتى ينزف العدو حتى الموت… حتى جسد السيّد لم يكن قويًا بما يكفي ليوقف سيل الدم الذي تسبّب به…
وبدا أن موردريت أدرك الأمر ذاته، فاندفع في محاولة يائسة لقتل ساني قبل أن يُضعفه النزيف.
…أو هكذا ظنّ ساني.
‘ما الذي…’
بدلًا من الهجوم بالسيف، استخدمه أمير اللاشيء ليدفع المشهد القاسي جانبًا، ثم واصل تقدّمه حتى اصطدم بساني، وأمسك عنقه.
‘هل جُنّ؟!’
في هذه المسافة القريبة، كانت الأفضلية لساني. لم يكن موردريت قادرًا على توجيه ضربات بالسيف، بينما كان ساني قادرًا تمامًا على استخدام سيفه القصير لطعنة قاتلة، قبل أن يتمكن خصمه حتى من خنقه.
هذا الهجوم لا معنى له…
لكن في اللحظة التالية، شعر أن هناك خطبًا ما.
ثم، اخترق صدره انفجارٌ من الألم المُريع.
صرخ ساني وسقط على الأرض متعثرًا. بطريقة ما، وبما يخالف كل منطق، بدا أن أمير اللاشيء قد تعافى، واختفى الجرح الدموي من جذعه.
بدلًا من ذلك، بدا وكأن ساني هو من طعن نفسه. شعر بجرح عميق في صدره، رغم أن سطح درع السلاسل الخالدة بقي سليمًا.
‘الـ… ـلـعنة…’
مُكافحًا الألم، تدحرج ساني مبتعدًا، متفاديًا السيف الهابط. ولحسن حظه، لم يلاحقه موردريت، بل اندفع نحو كاسي وفخ المرآة.
‘تلك اللعينة… ويلث اللعينة!’
لم يكن ساني متأكدًا تمامًا مما حدث أو كيف انتهى به الحال بثقب في صدره، لكنه كان لديه حدس. يبدو أن قدرة ويلث تدور حول تجريد قوة العدو وتعزيز قوتك… وكأنها تنقلها. ويملك السيّد ثلاث قدرات جانب…
هل كانت قدرتها الثالثة قادرة على نقل الجروح من جسدها إلى جسد آخر؟.
إن كان الأمر كذلك… فهل سيموت بسيفه هو؟.
لا… لا، لن يفعل.
على عكس موردريت، لن ينزف ساني حتى الموت. في الواقع، بالكاد كان ينزف أصلًا. كان جسده مثقوبًا ومصابًا بشدة، لكن لحسن الحظ، فقدان الدم كان أحد سببَي الموت الذين هو شبه منيع ضدهما.
أما الآخر… فهو كسور العظام.
لن يسمح نسيج جسده المتطور بحدوث ذلك.
“أرغ!”
مُتأوّهًا من الألم، نهض ساني مترنّحًا. لم يكن يشعر بحالٍ جيدة… في الحقيقة، كان يشعر بشعورٍ مروع. كان كل نفسٍ عذابًا، ونبضات قلبه غريبة وغير منتظمة. كل انقباض كان يرسل موجة من الألم عبر جسده.
‘لا بأس… مررت بما هو أسوأ… على ما أعتقد…’
استدعى ساني شظية منتصف الليل لتتجلى، وحاول تقييم ما يجري حوله.
كان موردريت قد وصل إلى كاسي، ولمع سيفه وهو يندفع نحو عنقها. قابلته الفتاة العمياء بصدٍّ ماهر، ودوّى صوت الراقصة الهادئة وهي تصدّ النصل. لقد نجَت العمياء…
لكنها دُفعت بعيدًا، مبتعدة عن فخ المرآة.
وما إن رفعت يدها عن سطح الصندوق الخشبي وانقطع تدفق جوهر الروح، حتى خفت توهّج النقش، وتلاشى، ثم انطفأ تمامًا.
تنهد موردريت.
“…ليس سيئًا يا رفاق. حقًا، مجهود شجاع.”
نظر إلى فخ المرآة، ثم أسقط سيفه عليه، محطّمًا الصندوق إلى كومة من الشظايا وصفائح الفضة المشوهة.
ارتجف ساني.
‘…هراء.’
تحرر الأمير المنفي من العبء، واستعاد كامل قوته داخل الجسد المسروق. استنشق نفسًا عميقًا، وارتسمت على وجهه تعابير بهجة. ثم استدار نحو ساني وابتسم بلُطف.
“والآن… من أبدأ به أولًا؟”
في تلك اللحظة، اكتمل تجسّد التاتشي الحاد. فتفعّلت تعويذة [غير قابلٍ للكسر]، وغمرته قوة جديدة. لم يكن تأثيرها مذهلًا كما كان حين كان نائمًا فقط، لكنه لا يزال واضحًا.
حاملًا شظية منتصف الليل في يد، والمشهد القاسي في الأخرى، أمر ساني نصل المرآة أن يشتعل باللهب السامي المتوهج، وقطّب حاجبيه.
“تقدّم، يا سمو الأمير. أعدك أن أقتلك بسرعة.”
وبينما كان ساني أمامه وكاسي خلفه، ضحك موردريت.
“ممتع جدًا… يا للأسف! سأشتاق إليك حقًا، يا بلا شمس…”
ثم اختفى في وميض، وظهر على بُعد خطوة فقط، هبط سيفه الرشيق بسرعة مرعبة.
اصطدم الاثنان، أحدهما يهاجم والآخر يقاتل بيأس ليدافع. اندمج رنين الفولاذ في صوتٍ مدوٍّ واحد.
فلعن ساني…
رغم أن ما حدث بدا وكأنه دهر، إلا أن ثانية واحدة فقط كانت قد مضت. حتى الراقصة الهادئة لم تكن قد وصلت إليهما بعد من الجانب الآخر للقاعة للمساعدة.
…وكان ساني في أمسّ الحاجة للمساعدة.
ربما، لو لم يكن مصابًا وتحت تأثير جانب ويلث المُنهك، لكان قادرًا على الصمود أمام الأمير القاتل. مع ثلاث ظلال تلتف حول جسده وسحر [غير قابلٍ للكسر]، لكانت قوته لا تقل كثيرًا عن سيد حقيقي.
لكن، في حالته الحالية، كان القتال ضد موردريت أشبه بمحاولة صد إعصار. بالكاد تمكّن من صد الضربات القاتلة، لكنه لم يستطع فعل شيء ضد سيل الهجمات القاسية الأخرى. كان أمير اللاشيء يقاتل بمهارة مروعة ونية واضحة، بلا منح ساني أي فرصة للرد… وماذا كان ليتوقعه من وريث إلـه الحرب؟.
لقد كان اللقيـط أهلًا لنسبه حقًا…
صمدت السلاسل الخالدة، حتى الآن، لكن علم ساني أنها لن تحميه لوقت أطول.
حتى بعد انضمام الراقصة الهادئة للمعركة، لم يتغير شيء كثيرًا.
فكّر ساني بجنون، محاولًا إيجاد خدعة ما، طريقة للبقاء والانتصار. لكن مهما حاول، لم يستطع إيجاد شيء يمكنه فعله للفوز بهذا القتال.
بدا كل شيء ميؤوسًا منه.
وببطء، تسلل الخوف إلى قلبه. متجاهلًا إيّاه، ومتجاهلًا الألم الفظيع الذي يعشش في صدره، صر ساني على أسنانه وواصل المقاومة بكل ما يملك من عزيمة ومكر وإرادة.
وعندها، وصلت إلى أذنه فجأة صوت كاسي:
“افتح عينيك!”
ارتجف، وأجتاحته فجأة مشاعر ديجافو مرعبة.
‘ماذا… هل فقدت عقلها؟’
“افتح عينيك… افتحهما، يا ساني!”
هل كانت كاسي في نوبة هيستيرية، أم تخطط لقتله؟ لماذا قد تعطيه نصيحة بهذا الغباء؟.
لم يستطع ساني إيجاد سببٍ منطقي واحد للاستماع لها.
…في النهاية، كان الأمر يتلخّص في سؤال واحد: هل يثق بها ثقةً عمياء؟.
تنهد، ثم أجبر جفنيه المحترقين على الانفتاح ببطء.
برزت ملامح موردريت، وارتسمت على وجهه المسروق نظرة دهشة وفرح.
رأى ساني انعكاسه في عيني ويلث، مكسوًا بفولاذ السلاسل الخالدة. لا… لم يكن هو. كان هناك انعكاس آخر، أعمق، شبه ضائع في الظلام…
…ثم، اختفى.
دخل شيءٌ بارد وغريب إلى أعماقه عبر ذلك الانعكاس، وغاص في ظلمات روحه.
وبعد لحظة، اختفى العالم.
{ترجمة نارو…}
✨ عضوية مميزة في فضاء الروايات ✨
🚫📢 تخلّص من الإعلانات المزعجة
💖 استمتع بتجربة قراءة سلسة ومميزات حصرية مقابل مبلغ رمزي
📌 ملاحظة: أرسل اسمك في الموقع عند الدفع ليتم تفعيل العضوية ✅
جميع ما يتم ترجمته في الفصول منسوب إلى المؤلفين، ونحن بريئون من أي معانٍ تخالف العقيدة أو معانٍ كفرية وشركية.
هذا مجرد محتوى ترفيهي فلا تدعه يؤثر عليك أو يلهيك عن دينك.
استغفر اللـه وأتوب إليه.