عبد الظل - الفصل 577
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
الفصل 577 : أنت وحدك
بعد ذلك التصريح، عمّ الصمت الغرفة لوهلة. عبس ساني، وهو يفكر في ما سمعه لتوّه.
لم يكن مندهشًا حقًا من اكتشاف أن موردريت هو من نسل عشيرة فالور العظيمة. لقد كان يعلم مسبقًا أن هناك صلةً ما هناك… كما أنه فكّر في أن أحد التفسيرات الممكنة لإصرار موردريت الغريب على تسمية نفسه بالأمير، هو وجود صلة دم تربطه بأحد السياديين.
والآن، بات من شبه المؤكد أن أنفيل من فالور… هو والد الأمير الغامض.
لكن ما جعل ساني يعبس فعلاً، هو أن ويلث قد أطلقت عليه لقب أمير الحرب. هل كان ذلك تلميحًا إلى أن عشيرة فالور قد ورثت نسب إلـه الحرب، تمامًا كما ورثت عشيرة الشعلة الخالدة نسب إلـه الشمس؟.
وإن كان الأمر كذلك… فما هي الأنساب التي ورثتها العشيرتان العظيمتان الأخريان؟.
…وأين يضعه ذلك، هو، الذي كان من المفترض أن يصبح وريث إلـه الظلال، لكنه انتهى عالقًا بنسب محرّم ينتمي إلى روح شريرة مراوغة؟. ‘1’
في تلك الأثناء، تحدثت كاسي، وقد بدا في صوتها شيءٌ من الدهشة:
“…من فالور؟”
تنهدت السيدة ويلث مرة أخرى، ثم أومأت برأسها.
“نعم. الأمير موردريت كان… لا يزال الابن البكر للقديس أنفيل، أحد زعماء عشيرتنا العظيمة. عندما كان طفلاً صغيرًا، تم تسليمه كرهينة إلى… حليف قوي. للحفاظ على السلام وضمان الازدهار للجميع. لم يكن من المفترض أن يصيبه ضرر. ولم يصبه… أو هكذا ظننا. وبعد سنوات، أُعيد الأمير إلينا كـمستيقظ شجاع، لفرحتنا وراحتنا.”
أظلمّ وجه بيرس، وأشاح ببصره بعيدًا. لبثت ويلث صامتةً للحظة، ثم تابعت:
“لكن فرحتنا لم تدم. سرعان ما أصبح واضحًا أن الفتى قد نشأ ليصبح… مضطربًا. كان قاسيًا، غير مكترث، وامتلك… نزعات معينة لا يمكن السيطرة عليها. وكلما ازداد قوّة، قلّ ما تبقّى من إنسانيته. وقد كان قوياً… قويًا بدرجة لا تُصدّق. أقوى مما ينبغي لأي مستيقظ أن يكون.”
نظرت إلى الأرض، ثم قطّبت جبينها في اشمئزاز.
“في النهاية، غادر الأمير موردريت العشيرة، وكاسرًا أمر الشيوخ، سعى خلف بذرة كابوس ليصبح سيدًا. ومع علمنا بأنه كان خطيرًا للغاية بحيث لا يُسمح له بالصعود… أو حتى بالتجول بحرية في عالم اليقظة… اتُخذ القرار، بقلبٍ مثقل، بالقضاء عليه. سواء أكان وحشًا أم لا، فقد كان مسؤوليتنا، في النهاية.”
فرك ساني صدغيه. كان هناك الكثير من المعلومات الجديدة فيما قيل لهم… إن كانت صحيحة، بالطبع. وهو لم يكن متأكدًا من ذلك.
هل سُلّم موردريت حقًا كـ رهينة؟ هل كان فعلاً مضطربًا وخطيرًا؟ ربما كان كذلك، وربما لم يكن… أو لم يكن حينها، على الأقل. على أية حال، لم يساوره شك في أن ذلك لم يكن السبب الحقيقي خلف قرار انفيل بالتخلص من ابنه البكر. العبارات المفتاحية في كل الكلمات النبيلة التي تفوّهت بها ويلث كانت: ‘قوي جدًا’ و’لا يمكن السيطرة عليه’.
على الأرجح، مُنع موردريت من تحدي الكابوس الثاني لهذا السبب بالذات… ولهذا أتى إلى الجزر المقيدة وحده، باحثًا عن بذرة لم تُكتشف بعد – وبالتالي، لا يمكن حراستها – من قبل قوى السياديين.
وهو ما أدى في النهاية إلى سقوطه.
لكن… كان هناك شيء واحد لا يبدو منطقيًا تمامًا…
نظر ساني إلى الأسياد، ثم سأل، وقد خيم عليه الشك:
“إذا كان موردريت خطيرًا إلى هذا الحد… لماذا لم تقتلوه فحسب؟ لماذا كل هذا العناء في سجنه بدلًا من ذلك؟”
وبعد لحظة من الصمت، كان بيرس هو من أجاب، بصوتٍ قاتم:
“…أتعُتقد أننا لم نحاول؟ لقد دُمّر جسده المادي… وكذلك جسده الروحي. لكن ذلك لم يقتله. ومهما حاولنا، رفض ذلك الشيء ببساطة أن يموت. كثيرٌ من رفاقي سقطوا في المحاولة، مع ذلك. وفي النهاية، لم يكن أمامنا سوى تقييده… وحتى هذا لم يكن ممكنًا إلا بمساعدة القديسين.”
حدّق ساني في السيد المخيف، مذهولًا.
‘تم تدمير جسده المادي والروحي معًا، ومع ذلك لا يزال موجودًا… كيف يكون ذلك ممكنًا؟’
فتح فمه، ثم أغلقه… ثم فتحه مرة أخرى.
“…ما هي قدرات جانبه، بالضبط؟”
تبادل بيرس وويلث النظرات. وفي النهاية، كانت المرأة هي من تحدثت:
“لها علاقة بالمرايا، والانعكاسات، والأرواح. يستطيع الأمير موردريت التنقل عبر المرايا والسيطرة على انعكاساتها. أما قدرته الثانية… قدرته الثانية، مع ذلك، فهي أكثر رعبًا بكثير. إن نظر إليه أحدهم من خلال أي شكل من أشكال المرايا، فإن روحه ستُلتهم، وجسده سيصبح ملكًا له. عبر الاستحواذ على الوعاء، يرث الأمير ذكرياته، وأصداءه… بل وحتى جانبه. لكن أيضًا عيبه – تمامًا مثل الكائن الذي واجهتموه في جزيرة الحساب، والذي كان أحد إبداعاته.”
صمتت لبضعة لحظات، ثم لامست القلادة التي كانت تتدلى من عنقها على شكل سندان.
“…بيرس وأنا محصنان من قدراته. أما بقية جنودنا، فلم يكونوا محظوظين بهذا القدر. كان يستحوذ على واحد تلو الآخر، مستخدمًا أجسادهم لقتل الآخرين. وكان آخر وعاء له خطيرًا بشكل خاص، لأنه امتلك جانبًا يسمح له بصنع دمى من… من جثث إخوتنا وأخواتنا. تمكنا من تدمير الوعاء، لكن الأمير نفسه قد هرب… كما فعل من قبل. ولم نتمكن من استخدام التقييد وسجنه مجددًا.”
أمال ساني رأسه قليلًا.
…والآن، أخيرًا، باتت الكثير من الأمور واضحة. لماذا تم سجن موردريت، ولماذا أُغلق معبد الليل في وجه الغرباء، ولماذا لم يُسمح سوى للأصداء والضائعين بحراسة السجين – فالأولون لا يمتلكون أرواحًا ولا يمكن الاستحواذ عليهم، بينما لا يستطيع الآخرون العودة إلى عالم اليقظة حتى لو استحوذ الأمير عليهم.
وفي عالم اليقظة… سيكون الإمساك به شبه مستحيل، لذا…
فجأةً، ارتجف ساني.
ولاحظ بيرس تعبيره، فابتسم ابتسامةً قاتمة.
“أرى أنك بدأت تفهم أخيرًا. نعم… لا تظن أنه يمكنك التفاهم مع ذلك الوحش أو استغلال كراهيته لعشيرة فالور لصالحك. حاليًا، لا يوجد في هذه القلعة سوى أربعة أشخاص يمكن لأجسادهم أن تُمكّنه من العودة إلى عالم اليقظة. لا يمكن الاستحواذ علينا ويلث وأنا، ولا السيدة كاسيا بسبب فقدان بصرها. مما يترك…”
حدّق السيد بيرس فيه بعينيه الباردتين والخطيرتين.
فلعن ساني.
“…أنت وحدك.”
***
[1: الشياطين كما كان متعارفًا هنا، ترجمتهم كـ DEMONS كانت شياطين بينما كـ DAEMONS هي *شياطين* مع نجمتين. كلمة DAEMONS لها عدة معاني أشهرها هما أثنين ‘شياطين’ أو ‘أرواح شريرة’ بالديانات القديمة وهم أعداء الآلـهة (أستغفر الله) فأنا اخترت أوضح مصطلح وهو شياطين بس مع نجمتين للتفريق، ومع ذلك، مؤخرًا بالفصول الحديثة بالمجلد العاشر تحديدًا، كشفت شخصية أن كلمة DAEMONS تعني أرواحًا شريرة وليست شياطين لذا سأضطر لإصلاح المصطلح.]
{ترجمة نارو…}