عبد الظل - الفصل 497
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
الفصل 497 : تحول غير متوقع
في النهاية، خرج ساني من الحمام، وارتدى ملابسه، وذهب إلى المطبخ ليعد نفسه شيئًا ليأكله.
بعد التحدي الشديد لمعركة البوابة، كان جائعًا مثل الذئب. ذئب مسعور، حقًا…
هدأه الطهي قليلًا، كما حسنت الرائحة الطيبة مزاجه قليلًا. الآن بعد أن أصبح لدى ساني بعض الوقت للتفكير، رأى الوضع برمته في منظورٍ جديد.
نعم، لقد تحطمت أماله في نسيان مونغريل تمامًا. ولكن كان هناك جانب مشرق لهذا الفشل الذريع – الآن بعد أن فشل تمامًا في الابتعاد عن أنوار الشهرة… لم تعد هناك حاجة أكثر للمحاولة. مما يعني أنه يمكنه استئناف ممارسة رقصة الظل في مشهد الأحلام، ويأمل أن يتقن خطوتها الثانية قبل حلول الشتاء.
كان عليه فقط أن يعيد التفكير في كيفية رؤيته لشخصية مونغريل.
في البداية، خطط ساني أن يكون غير مرئي ومجهول الهوية، مجرد تمويه يرتديه لإنجاز أشياء معينة – أشياء كانت غير مريحة أو خطيرة جدًا بحيث لا يمكن ربطها باسمه.
…حسنًا، لقد فات الأوان على ذلك بالفعل. كان متأكدًا تمامًا من أنه من الآن فصاعدًا، أي شيء له علاقة بمونغريل سيكون مركز اهتمام الناس.
لكن ذلك لم يكن سيئا بالضرورة. كانت هناك طرق للبقاء غير مرئي حتى في دائرة النور. في الواقع، ربما كان ذلك أسهل في بعض الأحيان – عرف جميع السحرة أن السر في تنفيذ خدعة لا تشوبها شائبة لا يكمن في أن تصبح غير مرئي، ولكن في توجيه انتباه الجمهور نحو شيء ما ملفت للنظر وبعيدًا عن اليد التي تقوم بالخدعة.
لم يكن ساني ساحرًا، لكنه اعتبر نفسه محتالًا ذا خبرة. كان المبدأ هو نفسه تقريبًا.
لذا، إذا لعب أوراقه بشكل صحيح، فكلما زاد الاهتمام الذي تلقاه مونغريل، وزادت حريته في التحرك بشكل خفي في الظلال، وتحقيق أهدافه أمام أعين الجميع دون أن يعرف منهم أحد.
‘ربما…’
كان من الصعب إنجاز مثل هذا الشيء وكان يخفي العديد من المخاطر، ولكنه وعد أيضًا بمكافأة أكبر. لذلك، لا يزال هناك أمل.
بالإضافة إلى أنه قام بحماية رَين. كان هذا هو الشيء الوحيد الذي يهم حقًا. كل شيء آخر باهت بالمقارنة.
أنهى ساني عشاءه السخي وانتقل إلى الشرفة. جلس في الظل واسترخى، وعبس قليلاً من الألم، ثم أخذ رشفة من الشاي.
كان فجأة في مزاج رائع. ولماذا لا يكون؟ لقد حان الوقت أخيرًا لإلقاء نظرة على غنائمه. ربما كانت المعركة صعبة وكادت أن تكلفه حياته، لكنه لم يقاتل من أجل لا شيء.
عند استدعاء الأحرف الرونية، ألقى ساني نظرة خاطفة على السلسلة المألوفة منها وابتسم.
شظايا الظل: [1814/2000].
‘رائع…’
في غضون عشر دقائق فقط أو نحو ذلك، اكتسب ساني شظايا ظل أكثر مما كان يفعل عادة خلال أسابيع.
مما تذكره ساني، لقد قتل ما يقرب من مائة مخلوقات الكابوس أمام البوابة. من المؤكد أن معظمهم كانوا من الرتبة الخالمة ولم يساهموا بأي شظايا في نواتيه، ولكن مع ذلك، كان ذلك إنجازًا هائلاً.
لقد جعله يفكر مرة أخرى في أول رجس قتله على الإطلاق، يرقة ملك الجبل. كم كانت تلك المعركة متوترة ومرعبة، وكم كان مقتنعًا بأن المخلوق المقيت سيقتله. من كان يظن أنه في يوم من الأيام في المستقبل غير البعيد، سيكون قادرًا على قتل مائة مخلوق كابوس ذو قوة مماثلة وأكبر دون أن يتمزق إلى أشلاء؟.
وصل ساني إلى هذا الحد…
خفض بصره، ونظر إلى الأحرف الرونية التي تصف ذكرياته ولم يستطع احتواء ابتسامة مبهجة.
‘أوه، لقد كنت محظوظًا جدًا اليوم…’
حتى بدون حساب الرمح السجي الذي حصل عليه ثم خسره بسرعة أمام الطاغية، كان هناك ست ذكريات جديدة في ترسانته، معظمها من رتبة مستيقظة.
درسهم ساني لفترة، وتوصل إلى نتيجة مفادها أنه لم يكن أي منها أفضل من ذكرياته الحالية أو تقوم بشيء لم يكن قادرًا عليه بالفعل، ثم غاص في بحر الروح.
أطعم الذكريات للقديسة، ونظر إلى حروفها الرونية، راضيًا بما رآه:
شظايا الظل: [179/200].
‘قريب جدا…’
بهذا المعدل، من المحتمل أن يكون قادرًا على الوصول إلى المائتين كاملة قبل أن يضطر إلى خوض معركة مع مخلوق الكرمة الذي يسكن حطام السفينة القديمة. إذا أصبحت القديسة أكثر قوة قبل ذلك، فإن وجودها سيغير الكثير من الأشياء.
كان ساني يشرب الشاي في صمت هادئ يخيم على منطقة الحي، يتجهم من وقت لآخر بسبب الألم الذي يصيب جسده المكسور. ولكن حتى الألم لم يتمكن من إفساد مزاجه.
“آه، كان اليوم يوما جيدًا…”
شاهد رَين يتم إحضارها إلى المنزل في مركبة خاصة، وتأكد من أنها بخير… حسنًا، بخير كما يمكن أن تكون فتاة صغيرة بعد تجربة احتكاك وثيق مع بوابة مفتوحة… ثم عاد إلى الداخل.
كان عليه أن يحصل على بعض الراحة التي يستحقها.
***
في المساء، عندما كانت الشمس تختبئ خلف الأفق وكانت مصابيح الشوارع تغمر المدينة بنور أبيض شاحب، كان ساني يستريح في غرفة معيشته، دون أن يفعل أي شيء على وجه الخصوص. كان يتصفح بتكاسل صفحات إحدى الويبتون الشهيرة ويقدر التقلبات والمنعطفات في القصة البسيطة.
‘جنون. هل يفكر الناس حقًا في مثل هذه الأشياء؟’
انقطعت أفكاره فجأة بصوت غريب. استغرق الأمر من ساني بضع ثوانٍ ليدرك مصدر الصوت، لأنه لم يسمعه ابدًا في هذا المنزل من قبل.
كان شخص ما يطرق الباب.
‘ما هذا بـحق…’
من يمكن أن يزوره في هذا الوقت المتأخر؟.
بعد وضع جهاز الاتصال بعيدًا، أرسل ساني ظله لإلقاء نظرة، وحك مؤخرة رأسه في حالة من الحيرة.
…كانت رَين واقفة على شرفة منزله، ترتدي ملابسها المنزلية المريحة وتبدو متوترة على نحو غير معهود.
‘ماذا تفعل هنا؟’
للحظة، فكر ساني في التظاهر بأنه ليس في المنزل، لكنه تنهد ووقف. لم يكن هناك أي معنى للاختباء، لأنهم كانوا يعيشون حرفيًا بجوار بعضهم البعض تقريبًا. سار إلى الباب، وتباطأ لثانية أو اثنتين، وتأكد من عدم ظهور أي من كدماته، ثم فتحه.
“آه… نعم؟ ما الأمر؟”
على غير علم بأن ساني قد لاحظ بالفعل مدى توترها، تظاهرت رَين بالهدوء وأعطته ابتسامة مهذبة.
“مرحبًا ساني. أنا… علبة الطعام؟ أمي تريد استعادتها.”
نظر إليها لبضع ثوان.
“أوه. انتظري هنا…”
سار إلى المطبخ، وأخرج العلبة من غسالة الصحون، وعاد إلى الشرفة.
“تفضلي. أخبري والدتكِ أن طبخها لذيذ. لقد استمتعنا به حقًا!”
أخذت رَين الحاوية لكنها لم تغادر. بدلا من ذلك، وقفت هناك بصمت، ونظرت إليه بتعبير متوتر.
عبس ساني.
“هل يمكنني مسا…”
ولكن في تلك اللحظة بالضبط، قالت فجأة:
“أنا أعرف من أنت!”
لو كان ساني يشرب مشروبًا، فإنه كان بلا شك سيبصقه.
‘ماذا؟!’
عندما توقف قلبه تقريبًا، نظر إلى رَين بتعبير جامد. لكن الحفاظ عليه كلفه الكثير.
‘ما الذي تظن أنها تعرفه؟!’
“…حسنًا، بالطبع أنت تعرفين من أنا. لقد قدمت نفسي عندما التقينا للمرة الأولى، أليس كذلك؟”
فتحت فمها، ثم أغلقته مرة أخرى. وبعد فترة من الصمت قال رَين:
“لا، أعني… أعلم أنك مستيقظ.”
رمش ساني عدة مرات، ولكن قبل أن يتمكن من التفكير بشيء ليقوله، تابعت على عجل:
“آسفة! إنه فقط… والدي يعمل لدى الحكومة، لذا فهو يعرف مثل هذه الأشياء. أنت صغير جدًا، وليس لديك والدين، ولكنك قادر على شراء منزل في هذا الحي. بالإضافة، أنت لا تذهب إلى الجامعة أو للعمل. إذن… أنت مستيقظ، صحيح؟”
‘استدلال منطقي…’
تردد، ثم هز كتفيه ببساطة.
“بالتأكيد. ليس وكأنه سرٌ كبير، على أي حال.”
بقيت رَين صامتة للحظات، ثم سألت:
“…هل أنت جيد؟”
نظر لها ساني قليلاً ثم ظهرت ابتسامة ببطء على وجهه.
“أنا؟ أوه… الأفضل على الإطلاق! ربما أقوى مستيقظ في العالم، حقًا. لا يمكن لأي شخص آخر مقارنته بي.”
ظهر عبوس طفيف على وجه رَين.
“أنا جادة! هل أنت جيد أم لا؟”
بقى ساني للحظة، ثم تنهد.
“نعم، أنا جيد. لماذا تسألين؟”
نظرت إليه رَين لفترة من الوقت، كما لو كانت تستجمع شجاعتها.
ثم شدت قبضتيها وصاحت:
“هل… هل يمكنك تدريبي؟”
نظر لها ساني بذهول.
‘حسنًا، اللعنة علي. لقد اتخذ ذلك منعطفًا غير متوقع…’
{ترجمة نارو…}