عبد الظل - الفصل 1874
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
الفصل 1874 : ملازمو اللورد
لم يتردد صني في استخدام قوة القديسين التابعين له، ولكن كان هناك حد لمدى فعاليته في التحكم بهم. في النهاية، كانوا موزعين على طول الخط الأمامي الشاسع — وعلى الرغم من قدرته على الحركة بسرعة مذهلة، كان عليه أن يصل إلى القديس ويشرح له ما يريد منه القيام به، وهذا الأمر كان يستغرق وقتًا.
أما ظلاله، فقد كانت تستجيب لأوامره العقلية وتعرف تمامًا ما يريده منها دون الحاجة إلى استخدام الكلمات. بالإضافة إلى ذلك، كل واحدة منها كانت أشد فتكًا من أي من القديسين تحت قيادته.
لذلك، كانت تلك الظلال تعمل كالأعمدة الثلاثة للهجوم بأكمله، تتقدم قبل الجنود لتحميهم من الأعداء الأقوى.
على عكس صني، الذي كان يتحرك باستمرار من تهديد إلى آخر، كانت ظلاله تبقى في مواقع ثابتة نسبيًا مقارنة بتشكيل المعركة للفرقة الحربية، وتجذب التهديدات إليها بدلاً من الانتقال بينها.
كانت القديسة تدافع عن الجناح الأيسر لتشكيل المعركة. كانت الفارسة الحجرية الرشيقة تقاتل بدقة منهجية وقسوة لا ترحم، وكانت تترك خلقها دمارًا كاملًا. كان نصلها الأسود أنيقًا وفتاكًا بشكل مخيف، حيث تستخدم أقل قدر من الجهد والحركة لتوجيه ضربات قاتلة لمخلوقات الكابوس التي تهاجمها باستمرار.
أما درعها، فكان وحشيًا وهمجيًا. عندما لا يكون في وضعية التصدي لضربات مدمرة، كان يسحق ويشوه أجساد الرجسات مثل كرة تحطيم مصنوعة من الظلام الخالص. كان سطحه الأسود مغمورًا بالدماء، وحوافه مليئة ببعض الخدوش — ومع ذلك، لم يتراجع الدرع، مثلما لم تتراجع القديسة.
كانت حركاتها تبدو غير متعجلة، ولكن بطريقة ما، لم يكن سيل الرجسات الذي كان سيُغرق أي شخص آخر قادرًا على التغلب عليها. كانت تتحرك من خلاله برشاقة غير مبالية، وسقطت الجثث المقطعة على الأرض أينما ذهبت.
تدفقت الدماء، وتناثرت الأطراف المقطوعة والجثث المشوهة على الطحالب المشتعلة، وتحطم الزئير المحموم يائسًا ضد صمتها البارد وغير المبالي.
دافع الثعبان عن الجناح الأيمن لتشكيل المعركة. لم يكن حضوره هو الأكثر لفتًا للانتباه، لكنه كان الأكثر غرابة — رفيق روح صني نادرًا ما بقي في شكل واحد لفترة طويلة، إذ كان يتحول باستمرار ليستجيب للموقف بأفضل طريقة ممكنة.
أحيانًا، كان الثعبان العقيقي العظيم ينزلق عبر الأدغال المشتعلة، ويبتلع الرجسات الأضعف أو يلف جسده الضخم حول الوحوش العملاقة ليخنقها بعناقه الساحق. وأحيانًا، كانت تظهر صورة ظلية بشرية خافتة تتحرك عبر الظلام لتواجه أخطارًا مجهولة.
وأحيانًا، كان شكل مخلوق كابوسي بشع يظهر في الدخان، يمزق الرجسات الأخرى إلى أشلاء. كان هناك سمة واحدة مشتركة بين كل تلك المخلوقات — كانت أجسادها سوداء مثل الحبر ومحاطة بالظلال.
ربما لم يكن الثعبان مناسبًا تمامًا للفوضى والدمار في المعركة مثل القديسة والشرير، ولكنه عوض بسهولة عن أي نقص بمرونته اللامتناهية.
والأهم من ذلك، أن الثعبان كان يؤدي دورًا حيويًا — مع كل عدو يقتله، كان يستعيد جزءًا من جوهر صني. لذلك، لم تكن قيمة الثعبان مقتصرة على مخلوقات الكابوس التي يهزمها. بل كان يسهم في كل قتل يحققه صني كذلك.
…وأخيرًا، كان هناك الشرير.
في الوقت الحالي، كان الشرير أقوى الظلال. بصفته طاغوتًا فائقًا، كانت قوته هائلة ومخيفة، ولهذا السبب كان يلعب الدور الرئيسي في معركة اليوم.
كان الشرير يدافع عن مركز الفرقة الحربية وكان في مقدمة الوتد الذي شكلته القديسة والثعبان وثمانية أبطال متسامين. كان موقعه في الأدغال أعمق من موقع أي شخص آخر، ولذلك كان يجذب معظم الأعداء إليه.
وعندما يجدونه، كان يمزقهم إربًا بطريقة مروعة ومرعبة.
يبلغ ارتفاع الشرير خمسة أمتار، بجسد مصنوع من الفضة السوداء المصقولة ونيران جهنمية، كان أشبه بشيطان مرعب زحف من أعماق الجحيم. كانت حواف مخالبه الشبيهة بالخناجر مشبعة بتوهج أحمر ملتهب، تقطع اللحم والعظام كأنها زبدة. كانت دماء المخلوقات التي قتلها تغلي وتتبخر قبل أن تلامس الأرض.
كان الشرير وحشيًا وهمجيًا، يستمتع بإراقة الدماء وهو يمزق أعداءه بأيديه العارية — والتي كان لديه أربعة منها — لكن هذا لا يعني أن مذبحته الوحشية كانت بلا ذكاء أو حسابات. في الواقع، كان الأمر كله محسوبًا ببراعة باردة ومتقنة، وتتخفى تحت ستار الوحشية العمياء.
لم يحتفظ فقط بمكره الشيطاني وذكائه الجهنمي من نسخته الأصلية، بل تعلم أيضًا على يد القديسة. ومع أن الشرير لم يكن بحاجة للأسلحة، فإن الأسلوب الذي علمته إياه القديسة كان يرتكز بشكل أساسي على القتال اليدوي.
عندما لم تكن مخالبه وأشواكه التي تغطي جسده الفولاذي القوي كافية، كان الشرير يطلق نيرانه الجهنمية، نافثًا تيارات طويلة من اللهب القرمزي. ومات عدد لا يُحصى من الرجسات في عذاب، إما متفحمة بالكامل أو محترقة لدرجة أن تمزيقها لم يكن مشكلة أمام الظل الجائع.
ومع ذلك، كان الشرير يقيّد نفسه. بسبب طبيعة مهمته، كان عليه أن يزرع نفسه في وسط الأدغال المشتعلة ويجذب الأعداء إليه، لذلك لم يكن يستخدم خطوة الظل على الإطلاق — ولو كان يستخدمها، لكان أكثر فتكًا.
لكن كان هناك سمة أخرى جعلت الشرير مرعبًا بشكل خاص. كانت هذه السمة غير مرئية تمامًا، لكن كان لها تأثير لا يمكن إنكاره على تدفق المعركة.
إنها إرادته. بصفته مخلوقًا فائقًا، كانت لإرادة الشرير تأثير على العالم — ربما ليس بنفس القدر من القسوة مثل إرادة مخلوقات الكابوس العظيم بسبب صغر سنه وشخصيته، ولكنها كانت حقيقية بما يكفي. وأكثر من ذلك، كان صني يشتبه بشدة في أن سمة الحظ [المحظوظ] للشرير قد اندمجت بطريقة ما مع تأثير إرادته، وهذا هو السبب في أن الأمور كانت تجري بشكل يتناسب مع ما يريده الشرير دائمًا.
ربما كان هذا هو السبب في أن العديد من الأعداء الأقوى الذين يخرجون من الأدغال كانوا يستهدفون الظل الجائع بدلًا من مهاجمة التشكيل القتالي مباشرة.
بالطبع، لم يكن صني يعلم ما إذا كان ذلك يحدث لأن الشرير أراد حقًا أداء مهمته بشكل جيد… أم لأنه ببساطة أراد أن يلتهمهم.
استمرت المعركة في الاشتعال. كانت الأدغال تحترق، وتقدمت الفرقة الحربية ببطء، دافعةً العدوى القرمزية أبعد وأبعد.
بدا مهرجان العنف المروع لامتناهيًا، حيث كان يغلي ويغلي تحت الامتداد السحابي للسماء المتوهجة.
ترجمة أمون