عبد الظل - الفصل 2728
📏 حجم الخط
✍️ نوع الخط
🎨 الخلفية
🖥️ عرض النص
الفصل 2728: مستقبلٌ مضى
ذكرى مختلفة، هذه المرة مليئة بالخراب والدمار…
امتد سهل عظمي شاسع ومحطم بلا نهاية تحت سماء رمادية ملبدة بالغيوم. وتساقط المعدن السائل على جثث العديد من الرجال بينما صهرت هاوية من اللهب الأبيض الشرس عاصفة عاتية من السيوف إلى وابل متوهج.
وسط الجثث، كان رجل يرتدي عباءة قرمزية ودرعًا ثقيلًا قد تقاطع سيفه مع شابة محاطة باللهب. استسلم سيفها لإرادته أيضًا، فخلعته وصنعت لنفسها نصلًا من روحها.
من نور خالص وشوق عارم لا ينضب.
والكراهية بالطبع.
لقد ألحقت المعركة جرحاً عميقاً بأسس العالم، لذا بدأت الحقيقة تتفكك من حولهم، كاشفة عن الأعماق المروعة للقوانين السامية المخبأة تحتها.
وغني عن القول أن تلك المعركة قد أودت بحياة العديد من الأشخاص أيضاً.
كان الرجل متغطرسًا ومتكبرًا، لكنه الآن مُنهك ومغطى بحروق بشعة. سيفه، الذي كان قادرًا على قطع المفاهيم في السابق، أصبح غير حاد. وجهه، الذي بدأ وسيمًا من قبل، أصبح الآن يشبه قناعًا بشعًا من الشمع الذائب.
لكن عينيه الرماديتين الفولاذيتين لا تزالان متقدتين. ومهارته في المبارزة دقيقة، متعالية، ومهيبة. كانت سلطته على كل ما هو معدني خبيثة لا هوادة فيها. وإرادته كجدار حديدي شاهق، منيع ومدمر.
كانت الشابة خبيرة في فنون السيف أيضاً. لقد أتقنت أساليب لا حصر لها، وابتكرت العديد من الأساليب الخاصة بها… لكنها اليوم، ظلت تتمسك بعناد بأسلوب واحد فقط. أسلوب انسيابي لا يمكن التنبؤ به، يتميز بتعدد استخداماته وقابليته الفائقة للتكيف.
أسلوب والدها، الذي عرفه ملك السيوف جيداً.
ومع ذلك، لم ينقذه ذلك من الوقوع فريسة لإرث السيف المكسور.
في النهاية، ذاب جدار إرادته الفولاذية التي لا تُقهر بفعل الشوق المُلتهب. ابتلع النورُ حافةَ سيفه القاطعة. واخترق قلبه البارد القاسي نصلٌ مصنوعٌ من كراهيةٍ مُحرقة. ترنّح أنفيل، مُمسكًا بشعاع النور الأبيض الذي اخترق صدره، لكن دون جدوى، فقد قطعت حافة النور الحادة أصابعه، فترنّح وسقط على ركبتيه. وعندما رفع شمعة وجهه الذائبة المُرعبة، ارتسمت ابتسامةٌ مُلتوية على ما تبقى من شفتيه المُسودّتين.
انطلق صوتٌ مرعبٌ أشبه بالغرغرة من أعماق حلقه المحروق:
“لا تشوبها شائبة… لقد أصبحتِ من لا تشوبها شائبة أخيرًا…”
وقفت نيفيس فوقه في التألق النقي لألسنة اللهب البيضاء التي لا ترحم، ونظرت إلى أسفل دون أي تعبير على وجهها المذهل بشكل غير بشري.
تحركت شفتاها، كما لو أنها أرادت الرد، لكن في النهاية، لم تُجبه إلا بالصمت.
‘هل كنت أريد أن أقول شيئًا؟’
نعم… نعم، تذكرت أنها فعلت. لقد أرادت أن تقول شيئًا ما – أكثر من اللازم، حتى. أكثر مما يمكن التعبير عنه بالكلمات.
لقد أمضت معظم حياتها تحلم بهذه اللحظة، بعد كل شيء. تتوق إلى قتل هذا الرجل المخيف وحرق كل الأشياء التي بناها حتى الرماد.
أرادت أن تجعله يتذكر والدها. أرادت أن تجعله يتذكرها… كل خسارة، كل دمعة، كل جرح، كل لحظة من اليأس المرير التي تحملتها. أرادت أن تجعله يختنق بفشله، وضعفه، وخيانته الضائعة.
لكنها في تلك اللحظة، لم تستطع أن تتذكر حقاً لماذا أرادت أن تقول أي شيء على الإطلاق.
لم تكن تهتم حقاً…
بهذا الرجل، وبالألم الذي عانته أيضاً.
فهو مجرد ألم، في نهاية المطاف.
عندما نظرت نيفيس إلى أسفل نحو أنفيل من فالور، لم تشعر بشيء.
كان قلبها أرضاً قاحلة جميلة من اللهب. نقياً من كل المشاعر، وكل الشكوك.
وكل الرغبات أيضاً.
لم تشعر حتى بالملل، لأن الملل يتطلب ميلاً إلى الشعور بالإثارة.
انطلقت ضحكة مكتومة من وجه أنفيل الذائب.
“بلا عيوب…”
ضمت نيفيس شفتيها باشمئزاز، ثم سحبت نصلها المتألق من صدره وقطعت رأسه بضربة واحدة سهلة.
وبينما كانت تدير ظهرها بلا مبالاة، سقط جسد ملك السيوف السابق المقطوع الرأس بين بقية الجثث المتفحمة، وقد اشتعلت فيه النيران بالفعل.
كان عرشها قائماً على هذه الجثث، مبنياً من عظام متفحمة.
…الكائن الذي كان يُعرف باسم “أغنية الساقطين” نبذ الذكرى، فأرسلتها تائهةً في الظلام. لم تكن بحاجة إلى هذا الشيء البالي عديم الفائدة – لمحة من مستقبلٍ مُحيَ بالفعل، ولن يتحقق أبدًا. لمستقبلٍ مضى، مُقدَّرٌ له أن يبقى حبيس ذاكرتها، منسيًا من الجميع. هناك شظايا كثيرة كهذه تحيط بها، مليئة بمشاهد محكوم عليها بالبقاء إلى الأبد دون أن يشهدها أحد. لكنها لم تكن مهتمة بهذه البقايا من مستقبلٍ مُدمَّر في الوقت الراهن.
وبدلاً من ذلك، استحضرت ذكرى مختلفة، محدقة في أعماقها المظلمة.
في تلك الذكرى، كانت كائناً مرعباً ذا حجم هائل مرة أخرى.
ارتدت العبائة الغامضة والقناع الخشبي الأسود مرة أخرى.
كانت… كان يسير عبر الظلال، يقترب من بصيص ضوء وحيد. كان ليل حالك يلف العالم، والقمر البدر يصعد على سطح السماء المرصعة بالنجوم. ولكن هناك، على مسافة ما…
تراقص ضوء أبيض متلألئ في الظلام، وسط وادٍ صغير تحيط به عدة تلال. جلس هناك رجل وحيد أمام نار صغيرة، رأسه منخفض، ووجهه محجوب بشعره المتساقط. كان عارياً من أعلى خصره، وبشرته الشاحبة مغطاة بدماء جافة. مع ذلك، لم تكن هناك جروح ظاهرة على جسد الغريب… في الواقع، لم تكن عليه ندبة واحدة.
على حجر أمامه، رقد منجل مرصع بالألماس، نصله مطلي باللون القرمزي.
شعر الرجل بشيء ما، فاستنشق ببطء ونظر إلى الأعلى.
كان وجهه شاباً وجميلاً، ببشرة ناعمة كالحرير، وعظام وجنتين بارزتين، وملامح رائعة. والغريب في الأمر، أن هناك رمز هلال مرسوم على جبهته.
لم يختبئ من نظراته، بل خرج من الظلال ووقف فوقه. سقط نظره عليه كنذير شؤم، فسكنت الرياح من شدة الخوف.
على الرغم من ذلك، ارتسمت ابتسامة لطيفة وعفوية فجأة على شفتي الرجل.
رفع يده التي كانت مخفية في الظلام من قبل. وفيها يمسك بقلب بشري ينزف، لا يزال دافئًا منذ أن اقتلعه من صدره. وتحدث الرجل الوسيم بصوتٍ عذبٍ وجميل.
قال:
“تحيةً للويفر، شيطان القدر. بكر السامي المنسي!”
أمال رأسه قليلاً.
وكان جوابه:
“وحش الشفق… لست سعيداً على الإطلاق بلقائك مرة أخرى.”
نظر إليه الرجل الوسيم في حيرة.
“أوه؟ هل سبق لي أن حظيت بشرف مشكوك فيه بمقابلة الويفر العظيم والرهيب من قبل؟”
بقي صامتاً للحظة، ثم ابتسم.
“حسنًا، لا عجب في ذلك! فأنا أكثر الرجال وداً واجتماعية في مملكة الأمل بأكملها، بعد كل شيء…”
الترجمة : كوكبة
———
يا عيال جنوووووون نوكتيس عاد اخيييييبرا.
صح قررت أشير للويفر لما يظهر في ذكريات كاسي بضمير “هو” بدل “هي” الي يستخدمه الكاتب لما كاسي تشوف ذكريات الويفر (لأنها تكون مكانه في ذي اللحظة) وذلك حفاظا على هيبة الويفر
✨ عضوية مميزة في فضاء الروايات ✨
🚫📢 تخلّص من الإعلانات المزعجة
💖 استمتع بتجربة قراءة سلسة ومميزات حصرية مقابل مبلغ رمزي
📌 ملاحظة: أرسل اسمك في الموقع عند الدفع ليتم تفعيل العضوية ✅
جميع ما يتم ترجمته في الفصول منسوب إلى المؤلفين، ونحن بريئون من أي معانٍ تخالف العقيدة أو معانٍ كفرية وشركية.
هذا مجرد محتوى ترفيهي فلا تدعه يؤثر عليك أو يلهيك عن دينك.
استغفر اللـه وأتوب إليه.