عبد الظل - الفصل 2254
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
الفصل 2254 : روح اللهب
كان اشتباكهما سريعًا، لكنه كان عنيفًا.
ومع ذلك، كان أيضًا… منحازًا بعض الشيء، مما ترك صني راغبًا في المزيد.
حسنًا، لا مجال لتغيير ذلك. رغم أنه كان يفضل تحطيم ملك السيوف ببطء، إلا أن كونه الآن فائقًا جعل الفجوة في القوة بينهما كبيرة للغاية.
لم يكن السبب فقط أن صني كان ‘عملاقًا’ فائقًا بينما أنفيل كان وحشًا فائقًا، أو لأن صني امتلك جانب سامي، بل أيضًا لأن قدرات أنفيل كانت مُحجّمة ومكبوتة بشدة.
كان جانب أنفيل جانبًا يعود إلى صانعٍ وساحر، ولم يكن مرتبطًا بالقتال إلا بشكلٍ طفيف. توهج كل من درعه وسيفه المقدس بأسحار قوية أثناء القتال، لكن كان صني قويًا بما يكفي ليتجاهل تأثيراتها تمامًا.
كان الأمر أشبه باستراتيجية أنفيل الخاصة خلال الحرب…
لم يكن لأي شيء قيمة أمام القوة الطاغية.
كان هناك ستة تجسيدات لصني، بينما كان أنفيل وحيدًا.
لذا، بدا ملك السيوف في حالة يُرثى لها الآن.
دُمّرت العديد الرونيات المتوهجة على درعه، وكانت الدروع نفسها بطيئة في إصلاح نفسها بعد تعرضها لضرباتٍ متكررة. كان وجهه ينزف، وشعره مبتلًا بالعرق رغم البرد القارس. حتى سيفه المقدس كان قد تضرر، وتصدع نُصلُه في عدة مواضع.
ومع ذلك، لم يبدُ أنفيل منزعجًا.
بل على نحوٍ غريبٍ ومخيف، بدت ابتسامته حقيقيةً وهو ينظر إلى صني.
‘…ما الذي يبتسم بشأنه هذا الوغد؟’
بقي أنفيل صامتًا لبضعة لحظات، ثم تحدث بصوتٍ أجش:
“يمكنك السخرية مني كما تشاء، يا لورد الظلال. لكن… انظر… أليست تحفتي الفنية رائعة؟”
مع ذلك، أدار رأسه ونظر إلى الأفق البعيد، حيث كانت الملكة العملاقة تترنح بعد أن اجتاحتها الصدمة المدمرة لانفجارٍ مروّع.
عندما التوى وجه صني بغضبٍ جامح، أضاف أنفيل:
“لقد فاجأتني مرةً أخرى. لقد… اكتملت.”
***
بعيدًا هناك، هبطت نيفيس من السماء المظلمة مثل نجمٍ ساقط. استقبلها الظلام ببرودةٍ مهدئة، وبعد لحظةٍ خاطفة، اصطدمت بجسد الملكة الهائل، متسببةً في انفجارٍ مرعبٍ من اللهب.
هذه المرة، ترنح المسخ العملاق بالفعل. والأهم من ذلك، أن الحروق على جسده لم تتلاشى على الفور.
في تلك اللحظة القصيرة التي كانت كي سونغ فيها مترنحة، نظرت نيفيس إلى المكان الذي كان صني فيه راكعًا، على شفا الموت تحت يد أنفيل.
عندها، توهجت هيئتها المشعّة أكثر من ذي قبل.
‘إنه حيّ…’
اجتاحها إحساسٌ عميقٌ بالارتياح.
كانت خائفةً من أن تصل متأخرة، لكن لورد الظلال لم يكن بحاجةٍ إلى مساعدتها. لم ينجُ فحسب، بل حقق أيضًا الإنجاز ذاته الذي حققته – لقد كسر الحاجز الذي يمنعهم من تحقيق التفوق وأصبح سياديًا.
سيادية النور، وسيادي الظلال…
مع بلوغ كلاهما التفوق ضد كل الاحتمالات، أصبح النصر شبه مؤكد.
‘هل… انتصرنا؟’
سمحت لنفسها بالاستمتاع للحظةٍ بهذه الحقيقة الصادمة، ثم خنقتها بلا رحمة.
فلطالما كان الغرور سمًا قاتلًا. صحيحٌ أن أنفيل وكي سونغ، اللذين أُضعفا بسبب مؤامرتهما الخبيثة وصراعهما، كانا في وضعٍ صعبٍ أمام المغتصبين… لكن هذه اللحظات الأخيرة، حين يبدو النصر قريبًا بما يكفي ليلمسه المرء، هي اللحظات التي سقط فيها عددٌ لا يُحصى من المحاربين، مخدوعين بوهم الأمان.
لم تكن نيفيس لترتكب الخطأ ذاته.
على بُعدٍ ما، كانت الجيوش العظيمة تتوهج بإشعاع نطاقها الجديد. تحرك الظلام، وارتفعت منه ظلالٌ لا تُحصى، نازلةً على أعدائها… خُيّل إليها أنها رأت بعض الوجوه المألوفة بين الفيلق المظلم، لكن عقلها سرعان ما عاد إلى خصمها.
استعادت الملكة توازنها خلال ثوانٍ معدودة، ثم تجمدت، تراقبها بعيني الوجه الخالي من الملامح، كأنها قماشٌ فارغ.
“…فائقة؟”
بدلًا من الرد، رفعت نيفيس النعمة ووجهت ضربةً ساحقةً مدمرة.
لم يكن هناك ما يُقال.
لقد دُمِّرت روحها ثم أُعيد بناؤها عددًا لا يُحصى من المرات، وأصبحت النوى التي ضحت بها مكتملة مرة أخرى. لذا، في النهاية، لم تكن بحاجة إلى استخدام سمة [الخراب] الخاصة بالنعمة – على الأقل في الوقت الحالي. لم تكن يائسة إلى ذلك الحد بعد.
لكن لا يزال هناك مشكلة…
حتى بعد أن أصبح النعمة نصلًا فائقًا، يُجسِّد نار الروح الفائقة، لم يكن الضرر الذي ألحقته كافيًا لإلحاق الأذى الجسيم بالمسخ اللحمي العملاق. والأسوأ من ذلك، أن الملكة كانت قادرة على تحويل كل الأضرار إلى دُماها التي لا تُحصى، وعلى الرغم من أن فيلق الظلال كان يدمّرها، إلا أنها لم تُباد بعد.
احتاجت نفيس إلى طريقة مختلفة لمهاجمة الملكة… هجومٍ أكثر وحشية، واحدٍ يمكن أن يستمر بدلًا من أن يكون لحظيًا.
هبطت على الأرض، ورفعت رأسها لتنظر إلى ذلك الكائن المروّع الذي كان عليها أن تدمره… لم تكن قادرة حتى على رؤية جسدها بالكامل من ذلك المنظور، بسبب ضخامته الهائلة.
كانت مثل ذرة غبار أمام جبل، ممتلئة بالعزم لإسقاطه.
خفضت رأسها وأخذت نفسًا عميقًا – أو بالأحرى، مرّت بحركة فعل ذلك، إذ إن هيئتها الحالية لم تكن تمتلك رئتين، ولا تحتاج إلى التنفس.
كانت لا تزال في هيئة روح النور. وكانت هيئتها المشعة أشبه بوعاءٍ يكافح لاحتواء محيطٍ من اللهب العنيف…
وعندما انحنت الملكة لتحطيم ذلك الوعاء، رفعت نيفيس بصرها إليها بنظرة احتقارٍ باردة، وأطلقت اللهب.
سمحت للحاجز الرقيق لشكلها البشري بأن يذوب في إشعاعٍ نقي، متخذةً بذلك شكلها المتسامي الحقيقي.
اندفعَت كتلةٌ هائلة لا تُتصور من اللهب الأبيض الهادر من هيئتها المُتلاشية، صاعدةً لمواجهة الملكة. تحركت ألسنة اللهب بعزيمةٍ وغاية، مثل كائنٍ حيّ، وراحت سحابةٌ متدفقةٌ منها تتغير باستمرار، وتتراقص وسط الظلام الشاسع لساحة المعركة المتهالكة.
فارتد الظلام مرعوبًا.
كان وعاء الملكة يزيد ارتفاعه عن كيلومترٍ كامل… وهكذا، ارتفعت كتلة اللهب الأبيض لتفوق الكيلومتر.
ثم انقضّت على المخلوق الهائل، لتلتهمه بلهيبها.
فغمرته بالكامل.
ترجمة آمون