عبد الظل - الفصل 2252
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
الفصل 2252 : سيادي الموت
بعيدًا، سقط نجمٌ متوهج من السماء المظلمة، وغمر انفجارٌ هائل من اللهب الأبيض الشكل المروع للملكة. تألقت الجيوش العظيمة الموحدة بنوره الجميل، ثم انطلقت دافعةً طوفان مخلوقات الكابوس إلى التراجع لبضعة لحظات قصيرة.
شُفي الجرحى، وارتفعت معنويات من كادوا يفقدون الأمل.
ابتسم صني.
إذًا فقد نجحت نيفيس أيضًا.
غمر قلبه ارتياحٌ عميق. رغم أن صني قد حصّن نفسه لتقبّل احتمال أن يموت عدد لا يحصى من الناس نتيجةً لتمردهم، مفترَسين بتعويذة الكابوس، إلا أنه شعر براحة هائلة لمعرفة أن الأسوأ لم يحدث.
لقد نجحت خطتهم. أصبح كل من صني ونيفيس فائقيْن.
في الواقع، بديا وكأنهما بلغا التفوق في الوقت ذاته.
كانت نيفيس تساعد بالفعل الجيوش الموحدة.
لذا…
كان من اللائق له أن يقدّم يد العون أيضًا.
سمح صني لأحد ظلاله بأن ينفصل عن جسده وينطلق بعيدًا. الآن، بعد أن أصبح فائقًا، أصبح كل ظلٍ من ظلاله عميقًا وشاسعًا مثل محيط…
بعد بضع ثوانٍ، وصل الظل إلى وجهته.
وانفتح كبوابة تقود إلى أعماق روحه المظلمة عديمة النور.
‘هلموا، يا ظلالي…’
ضحك صني.
“انظر جيدًا، يا ملك السيوف. انظر لترى لماذا لا يمكن للحرب أن تنتصر على الموت أبدًا!”
بينما ترددت كلماته في الظلام، هبّت رياحٌ باردة عبر ساحة المعركة، وكأن الموت ذاته أطلق نفسًا متجمدًا. تحركت الظلال، وارتفعت منها أشكالٌ مظلمة ببطء كبحرٍ حالك السواد.
كان هناك عدد لا يحصى منهم… بعضهم صغير، وبعضهم ضخم. بعضهم ضعيف، وبعضهم بالغ القوة. بعضهم بشري، بينما كان أغلبهم وحوشًا.
غادر جيش الظلال السكون الهادئ لروحه ودخل العالم الحقيقي، متدفقًا عبر سطح العظام القديمة في صمتٍ مريب.
كان ظل ملك الجبل بينهم. وكان هناك فيلق من مخلوقات الكابوس من الشاطئ المنسي، يقوده مرسول البرج المروع والفارس المنبوذ للكاتدرائية المدمرة، كما كان هناك بعض النائمين من القلعة الساطعة، بقيادة ظلال هاروس وكاستر ورفاق اللورد الساطع الأول المفقودين.
كان ظل شجرة مفترس الروح يعلو فوق ساحة المعركة، وأغصانه الضخمة تتمايل في الرياح.
كان هناك فيلق من الرجسات من الجزر المتسلسلة أيضًا، بقيادة ظلال عذارى الحرب والظلّين التوأمين لسولفين. كما كانت أشباح القبور التي قتلها صني أثناء دفاعه عن مدرسة رَين من بوابة الكابوس هناك أيضًا.
أما أكبر الفِرق على الإطلاق، فقد كانت مخلوقات الكابوس التي قتلها صني في القارة القطبية الجنوبية — كان بينهم ‘العملاق’ الساقط جالوت، وكذلك وحش الشتاء. كما كان هناك الباحث المدنس عن الحقيقة، وبقايا ملكة اليشم، وعرافة النعمة الساقطة… كما تواجدت ظلال الفارس أميريان والقديس الناب المرعب.
وكانت هناك رجسات مروعة من مقبرة أرييل أيضًا. قادها الملك دايرون وزهرة الرياح، واقفين جنبًا إلى جنب تحت سماء عالم الأحلام مرة أخرى.
كما ظهرت ظلال مخلوقات كابوسية مختلفة قتلها أثناء تجوله في عالم الأحلام، منسية من الجميع.
وأخيرًا، كان هناك فيلق شاسع من مخلوقات الكابوس القوية التي قتلها صني هنا، في قبر السَّامِيّ. كان من بينهم أيضًا القديسون الستة لجيش الأغنية الذين قتلهم، بقيادة العملاق ذي رأس ابن آوى.
وعند مقدمة جيش الظلال، يخدم كجنرال له…
جلست فارسةٌ صامتة ترتدي درعًا من العقيق المعقد على جوادها الداكن، في حين غلّفت عباءتها وجسدها هالةٌ من الرهبة والظلام.
كان الظل الوحيد الذي رفض الاستجابة لنداء صني هو ظل الإدانة، الذي بقي ساكنًا بهدوء داخل روحه. أما بقية الظلال، فقد تحركت عندما رفعت القديسة سيفها الأسود.
ابتسم صني ابتسامة شرسة ونظر إلى أنفيل.
‘اقتلوهم جميعًا.’
أشارت القديسة بسيفها إلى الأمام، فانطلق بحر الظلال الصامت في اندفاع هائل. وبينما كان يتقدم بصمتٍ مهيب، انقسم إلى ثلاث قوى.
هرعت أحد هذه القوى لإنقاذ الجيوش البشرية. كانت نيفيس قد منحت بالفعل قوة نطاقها المتألق للجنود اليائسين، ولكن الآن، انضمت إليهم ظلالٌ لا حصر لها، تسحق مخلوقات الكابوس في الأدغال الرجسة…
ومع كل مخلوقٍ يسقط، ظهر ظلٌ جديد على سطح البحيرة المظلمة داخل روح صني، ليخرج منها بعد لحظات وينضم إلى المعركة إلى جانبه.
أما القوة الثانية، فقد انقضّت على دمى الملكة، عازمة على إبادتها جميعًا.
بينما اصطدمت القوة الثالثة ببقايا عاصفة السيوف الطائرة، مدمّرة إياها واحدًا تلو الآخر.
عند رؤية هذا المشهد، لم يستطع صني إلا أن يرتجف قليلًا.
حتى هو شعر بشيء من الرهبة أمام قوته الجديدة.
بدت قوته… مرعبة بشكل لا يُصدق. كما لو كانت الموت ذاته.
ولكن ربما هذا هو ما يعنيه أن يكون المرء سياديًا. خصوصًا سياديًا يحمل قوة جانب سامٍ.
…ولم يكن لديه أدنى شك في أن عالم الأحلام يخفي بين طياته أهوالًا يمكنها أن تجعل قوته المريعة تبدو ضئيلة، أهوالًا قادرة على تحطيمه، ناهيك عن إيقافه.
بينما كانت فيالق ظله تحصد الأرواح وتسحق قوات الملك والملكة، استدار صني نحو أنفيل، مبتسمًا برضى.
“هذا ليس سيئًا بالنسبة لسيادي مبتدئ، ألا تظن؟”
حدّق فيه أنفيل ببرود، بلمحة من القلق تلوح في عينيه الرماديتين.
“تفوق طبيعي؟ هذا مُستحيل. كيف استطعت…؟”
ضحك صني.
“حسنًا، إن كنت ترغب في المعرفة…”
خطا خطوةً إلى الأمام.
“لقد سافرت إلى أقصى أطراف عالم الأحلام، وتسلقّت القمم المسننة للجبال الجوفاء، وهبطت إلى أرضٍ أسفل العالم السفلي لطلب المشورة من جثة قاتل سَامٍ منسي، وقتلت ظل سَامٍ فاسد، وصنعتُ سيفًا مباركًا لروحٍ لا تفسُد، وخدعت الموت بأخذ حياتي بنفسي… ونجوت.”
ثم حدّق في أنفيل بغضبٍ قاتم وأضاف بصوت خفيض:
“لكن في الغالب… كنت فقط أريد قتلك بشدة، بشدة لدرجة لا تُصدَّق. أعتقد أنك أغضبتني لهذا الحد، يا أنفيل.”
أمسك بمقبض سيف الأوداتشي، ووجّهه نحو ملك السيف.
“لذا، استعد للموت، أيها الوغد.”
ترجمة آمون