عبد الظل - الفصل 2237
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
الفصل 2237 : ملك السيوف
اندفع السرب من مخلوقات الكابوس العظيمة خارج بوابات المعبد عديم الاسم كمدٍّ وحشيٍّ هائل. تجسّدت أشكالهم المشوَّهة والمروِّعة في الظلام، حيث أزهرت العتمة بلهيبٍ قرمزيّ مسعور من عيونٍ لا حصر لها يلتهمها الجوع.
اهتز العالم تحت وطأة سلسلة زئيرٍ وحشية مزلزلة.
وبعد لحظة، غرست أنياب لا تعدّ في اللحمٍ الميت، ممزقةً الفولاذ المسحور تحت وطأة مخالبٍ لا تُحصر. وكان بين العظماء المحرَّرين كائنات تشبه الوحوش، وأخرى تتحدى الوصف. وبعد أن تحرّروا من قيود لعنة الأحلام، غمرهم الغضب والجوع والندوب الباردة التي تركتها الكوابيس التي لا تنتهي في أرواحهم.
الدّمى الميتة، والسيوف الطائرة، والمفترسات القديمة القادمة من الأدغال الرجسة – اصطدمت ثلاثُ جيوشٍ في ساحة معركة متصدِّعة، مطلقةً موجةً مدمرةً من العنف.
لم يكن صني سياديًا، لكن لم يكن جيشه من الرجسات أدنى بكثير من القوتين الفائقتين الأخريين. بالطبع، كان عددهم أقل بكثير من دمى الملكة وسيوف الملك، لكن كان كل مخلوق كابوسي عظيم أقوى بكثير من معظم أتباع الفائقين. ونتيجة لذلك، كان الدمار الناجم عن اندفاعهم مرعبًا بحق.
كان هناك خدعة بسيطة مكَّنت صني من مجاراة السياديين رغم كونه مجرد متسامي…
وتلك هي أنه، على عكسهم، لم يكن يملك أي سيطرة على جيشه على الإطلاق.
لقد قضى الكابوس أكثر من عام في تهدئة العظماء ببطء حتى استسلموا للنوم، لكن الآن، وقد تحرروا، لم يعد لصني أي سلطة على هذا السرب المروِّع من الرجسات المسعورة. كانوا قادرين على التهامه كما كانوا قادرين على التهام أعدائه… لذا، من الحكمة أن يبتعد عن وحوشه الخاصة.
وربما كان من الحكمة أكثر ألّا يطلق العنان لعشرات مخلوقات الكابوس العظيمة بالقرب منه، لكن لم يكن بالإمكان إعادة هذا المارد إلى الفانوس.
على أي حال، لقد فعل ما كان يجب عليه فعله. ستتمكن الرجسات من إيقاف مدّ الدمى وعاصفة السيوف لفترة على الأقل – مما يمنحه ونيفيس الوقت لمواجهة السياديين مباشرةً.
أو… ليتمّ مواجهتهما من قبل السياديين، بدلًا من ذلك.
‘يا للإثارة…’
كان أنفيل على بُعد ثانية واحدة من الانقضاض على صني بكامل قوته المروعة. لكن في تلك اللحظة – وبشكل غريب – لم يشعر صني لا بالارتباك ولا بالقلق. بل، كان فضوليًا.
لأي مدى سيصمد في معركة ضد فائق؟.
كانت هذه أول مرة يشعر فيها صني بقوته الحقيقية كـ’عملاق’. كان كل جسده الأصلي وعباءة العقيق التي تغلفه معززين بكل ظلاله السبع، مما جعله يشعر بالقوة الكافية لسحق الجبال بكفه. سرعته، تحمله، صلابته – كل شيء فيه كان مشبعًا باحتضان الظلال، ليصبح…
‘عملاقًا’.
إضافةً إلى ذلك، كان يتلقى قوةً متزايدةً من شظية عالم الظل، مما دفع قدراته الجسدية إلى مستويات أبعد. كان الجوهر ئتدفق إلى روحه كنهرٍ، سواءً بسبب إحاطته بأصفى أشكال عنصره المصدر، أو بسبب الحرب التي يخوضها الثعبان ضد الأدغال القرمزية أدناه…
وبقدر ما ازدادت قوة صني، كان أنفيل مقيدًا.
‘أتساءل… هل لديّ فرصة؟’
أتت الضربة الأولى أسرع من البرق. كانت سريعةً إلى درجة أن صني لم يستطع حتى رؤيتها – لم يكن قادرًا سوى على استشعارها من خلال حركة الظلال. بدا الزمن وكأنه يتباطأ إلى حد الجمود، وتجمّدت رقاقات الثلج في الهواء، متلألئةً كنجومٍ باردةٍ في سماء الليل، وهي تعكس إشعاع نيفيس الساطع.
نزل سيف أنفيل الملعون عليه كنذير شؤم، مشوِّهًا الفضاء من حوله…
لكن، متحركًا عبر الزمن المتجمد، تجنّب صني الضربة بسهولة كسيافٍ مخضرم.
بخطوة جانبية، اندفع للأمام. بهذه السرعة، كان الهواء نفسه بمثابة جدارٍ يعترض طريقه – لكن حطَّمه صني بسهولة ودفع الأوداشي خاصته نحو وجه أنفيل غير المحمي.
لمع بريقُ ازدراءٍ باردٍ في عيني السيادي الرماديتين.
”آه… لقد ارتكبتُ خطأً.’
متجاهلًا قوانين القصور الذاتي، غيَّر أنفيل اتجاه سيفه على الفور، محولًا ضربته من قطع رأسي إلى شق أفقي. ضرب صني بجانب النصل المسطح، مما تسبب في ظهور تشقق على سطح عباءة العقيق ودفعه إلى التراجع متعثرًا. انتشرت موجة من الألم الخافت في بطنه، وتذوَّق طعم الدم على لسانه.
كان لفن المبارزة قواعد – حركة الأقدام، تشريح الجسد، تطبيق القوة – لكن أنفيل امتلك قوةً حطمت جميع القواعد، رافضةً الامتثال لأي قانون لم يضعه بنفسه. لقد كان قادرًا على التحكم في المعدن ذاته، وبالتالي، كان سيفه يتحرك في أي اتجاه يريده، وبأي سرعة.
كان جسده مغلفًا بدروع فولاذية، لذا فإن مراقبة حركات قدميه لم تكن ذات جدوى.
“دعني أُريكَ فن المبارزة، أيها الدودة…”
عند سماعه الصوت اللامبالي لأنفيل، ارتسمت ابتسامة باهتة على شفتي صني.
‘هراء.’
في اللحظة التالية، انهال عليه وابلٌ من الهجمات كعاصفةٍ فولاذية. كان عددها يفوق الحصر، وكل ضربة كانت تحمل القوة المدمرة لفائق. كان هجوم أنفيل لا مفر منه ومستبدًا، كما لو أن السماء نفسها كانت تنهار فوق صني.
كان السيف الملعون في يد الملك الأكثر وحشيةً، لكن السيوف الستة التي تحلق حوله لم تكن أقل فتكًا. تحطمت العظام المبعثرة تحت قدمي صني وهو يراوغ، ثم انفجرت بعدها بلحظات عندما اصطدمت بها الضربات التي كانت تستهدفه بقوةٍ ساحقة.
دفع صني الأوداشي الأسود لتشتيت بعض الضربات بعيدًا، وصدّ البعض الآخر، لكنه قُطع إلى نصفين وانهار في تيار من الظلال. ظهر سيف جديد في يده على الفور تقريبًا – ثم تشكلت أربع أذرع أخرى من الظلال، كل واحدة منها تمسك بنصلها الخاص.
بأعجوبة، نجا من وابل الهجمات، مدركًا برعشة أن هذه الأبدية من تصادم الفولاذ القاتل لم تستمر سوى نبضة قلب واحدة.
وأن هناك موجة أخيرة من الهجمات لا يمكنه الفرار منها. تحطمت نصاله، وقُطعت أيدي ظلاله.
اندفع السيف الملعون نحوه، دون أي شيء يعيقه عن اختراق قلبه.
…لكن، قبل أن يخترقه بلحظة، تلاشى صني ببساطة في الظلال، وخرج من بينها خلف أنفيل، موجِّهًا له ضربةً ساحقة نحو ظهر الملك.
‘ما قصة هذا الرجل مع مناداة أعدائه بالديدان؟’
ابتسم صني من خلف قناع ويفر.
“ما رأيك أن أكون أنا من يُريك فن المبارزة، بدلًا من ذلك؟”
عندما استخدم أنفيل جانبه لاستعادة توازنه والاستدارة، متحكمًا بالسيوف الستة المروعة التي أصبحت أشبه بكرةٍ من الفولاذ المزمجر حوله، غيَّر صني وضعيته وبدأ في استخدام أسلوب قتال سلسٍ وغير متوقع – أول أسلوبٍ تعلّمه على الإطلاق.
الأسلوب الذي ورثته نيفيس من السيف المكسور، والذي ورثه هو منها.
فأظلمت عينا أنفيل.
-المؤلف- فصل واحد اليوم، ثلاثة غدا.
ترجمة آمون