عبد الظل - الفصل 2203
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
الفصل 2203 : المرحلة النهائية
كان صني ينظر إلى الأمام من منظورين مختلفين تمامًا.
كان هو السيد بلا شمس، واقفًا على العشب الزمردي في جزيرة العاج. وكان أيضًا لورد الظلال، واقفًا على سطح العظام القديمة في قلب الكتلة المنتشرة للجيش المتخيّم.
أرتفعت الجبال الجوفاء – المشهد المرعب المألوف – مثل جدار مظلم ضخم في الأفق، مع ضبابٍ أبيض يلف قممها السوداء المسننة. وهناك، بين تجسيده الكئيب والمنحدرات الضبابية، كانت جمجمة عملاقة تلوح في الأفق فوق العالم، تنظر بلا مبالاة إلى كفاح المحاربين الفانين بابتسامة مريبة، ومخيفة.
كان كل تجويف فارغ من عينيها واسعًا بما يكفي ليحتوي مدينة شاسعة، ولم يكن فيه سوى ظلام لا يمكن اختراقه.
ارتجف كلا تجسدي صني.
‘إنه لأمر غريب، حقًا.’
بالنظر إلى طبيعة قبر السَّامِيّ، كان ليتوقع أن الجمجمة ستزدهر بمحيط من النمو القرمزي، وأن الأدغال الرجسة ستنسكب من عينيها كدموع من الدم. ولكن حتى الأدغال بدت متوجسة من جمجمة السَامي الميت، باقيةً بعيدًا عنها قدر الإمكان.
وبالنظر إلى الأهوال التي تسكن الأدغال العتيقة، ارتعد صني متخيلًا أي نوع من الكائنات قد أرعب العدوى القرمزية بعيدًا. حتى السياديون أنفسهم بدوا غير راغبين في حل هذا اللغز بالذات، ولهذا السبب تجنب كلاهما الجمجمة.
ربما سيكتشف الأمر يومًا ما، حين يكون أقوى حتى من الفائقين… لكنه سيحتاج إلى النجاة من المعركة النهائية للحرب أولًا، بالطبع.
انجرف بصره بعيدًا عن الوجه المروع للجمجمة العملاقة، وعاد إلى الأرض.
كان معسكر جيش سونغ أشبه بخط أسود على الأفق – مسافة كبيرة بالنسبة للبشر العاديين، لكنها لا تكاد تكون سوى على مرمى حجر لمتسامي مثله. كانوا قريبين بما يكفي لنتمكن حاسة الظل من احتواء معسكر العدو، على الأقل إن أراد جذب انتباه الملكة.
لم يكن هناك سوى الانحدار السحيق خلفهم، وكان جيش السيف قد قطع بالفعل جميع طرق التراجع. كان التخييم عند حافة امتداد عظمة القص، تحت النظرة الساهرة للسَامي الميت، قرارًا استراتيجيًا بقدر ما كان تصريحًا علنيًا.
إن وجود ظهورهم للهاوية ضمن عدم تمكن جيش السيف من استخدام تفوقه العددي لتطويق محاربي الأغنية تمامًا. وفي الوقت نفسه، نقل رسالة – لم يكن لدى الملكة أي نية للتراجع.
كان النصر أو الموت خيارها، كما كان خيار رجالها.
امتدت مساحة شاسعة من العظام البيضاء فاصلةً بين المعسكرين. كانت الجيوش تستعد للمعركة، لكن بلا وجود الضوضاء المعتادة. ساد صمت خانق في كلا المعسكرين. كان الجنود المتحفظين يستعدون في كآبة صامتة، وتناقضت وجوههم الشاحبة بحدة مع الظلام العميق الذي يعشش في أعينهم.
كان لديهم مظهر أشخاص فقدوا منذ زمن بعيد إدراكهم للمنطق، وأصبحوا يخوضون الأمر بخدر فقط لأن التوقف يعني الموت.
كان الوعد بمعركة أخيرة حاسمة يملؤهم بالرعب ونوع غريب من الحماسة بنفس القدر. الرعب لأن الكثير منهم سيموتون… وربما معظمهم. الحماسة لأن الحرب، التي بدت بلا نهاية، كانت أخيرًا تقترب من نهايتها.
ومع ذلك، لم يكن صني متأكدًا تمامًا مما كان من المفترض أن تحققه هذه المعركة النهائية.
كان منطق الحرب الطبيعية بسيطًا – يواجه جيشان بعضهما، والجيش الذي ينهار أولًا يخسر. ولكن هذه الحرب… حرب النطاقات، حرب العوالم، أو ببساطة الحرب العظمى، كما أصبح الناس يسمونها مؤخرًا… كانت مختلفة.
لأن كل النضالات والتضحيات التي قدمها الجنود لم تكن سوى مقدمة للمواجهة الحقيقية – للمعركة بين الفائقين الاثنين. فقد أمضوا عقودًا من الزمن في الاستعداد للقتال فيما بينهم بهدوء، مطورين قواتهم ويحركان قطع اللعبة إلى مواقع استراتيجية.
ثم، اصطدمت نطاقاتهما في صراع دموي لانتزاع أكبر قدر ممكن من القوة وكسر التوازن الهش بينهما من خلال إخضاع قبر السَّامِيّ.
خرج أنفيل منتصرًا من ذلك الصدام، وكاد أن يدفع قوات كي سونغ بعيدًا عن الهيكل العظمي العملاق… لكن الملكة انتصرت في النهاية. فقد دمرت بيت الليل، واستولت على قلاع بحر العاصفة، وأطلقت موردريت في نطاق السيف، مما أضعف قوة العدو بشكل كبير بينما عززت قوتها الخاصة.
الآن، كان الوقت في صالحها. كلما أجلت المواجهة النهائية، زادت فرصة فقدان فالور لباستيون. وهناك أيضًا ريفل وجلعاد، اللذان كان من المفترض أن يقتربا من القلعتين المتبقيتين في قبر السَّامِيّ – مما يعني أن أنفيل لن يمنحها الوقت وسيهاجم في أقرب فرصة ممكنة.
لكن ماذا يمكن أن تحقق مثل هذه الهجمة؟.
قتل جنود مستيقظين من شأنه أن يضعف قوة النطاق إلى حد ما، لكنه لن يكون بنفس تأثير غزو القلاع أو قتل القديسين. ولن يسمح أي من السياديين بسقوط قديسيه دون سبب.
لم تكن هناك قلاع على الحافة الشمالية لامتداد عظمة القص. لم تكن هناك أراضٍ ليتم احتلالها هنا أيضًا.
لذا، بقدر ما كان صني يفهم…
كان الجيشان يستعدان للمعركة بلا سبب على الإطلاق. لو كان السياديون عقلاء – وهم كذلك، بطريقتهم المنحرفة – لما أرسلوا جنودهم ليقتلوا بعضهم البعض على هذا الحقل الأبيض النقي.
بدلًا من ذلك، كانوا سيخطون أخيرًا إلى ساحة المعركة بأنفسهم.
كان لدى كي سونغ على الأقل بعض المبررات لإطالة أمد الصراع، لكن أنفيل لم يكن لديه ذلك. لذا، حتى لو حاولت الملكة فرض مواجهة بين الجيوش، فلم يكن هناك سبب يدفعه للسماح لها بالمماطلة.
كان الجنود مجرد أداة لتقييد الخصم – خطرًا محتملاً لا يمكن تجاهله، وسيجبر العدو على التحرك وفقًا لذلك. كانوا هنا فقط ليشهدوا سقوط سيادي، بينما يصعد الآخر إلى عرش الحرب.
أخذ صني نفسًا عميقًا.
‘هذا، إن كنت قد فهمت كل شيء.’
لكنه قد يكون يفوّت أمرًا ما.
على أي حال، تم اعداد المسرح.
وكانت الشخصيات الرئيسية على وشك الدخول إلى دائرة النور.
سيقرر التاريخ من سيكون البطل، ومن سيكون الشرير.
ليس كما لو أن ذلك كان مهمًا، في المخطط الكبير للأمور.
…فقد فعل كل ما في وسعه أيضًا.
والآن، حان الوقت لمعرفة ما إذا كانت جهوده كافية.
لم يكن هناك ليلٌ ولا نهار في قبر السَّامِيّ، وبالتالي لم يكن هناك فجر.
لذا، فإن اللحظة التي تحرك فيها الجيشان وبدءا في التحرك لم تكن مختلفة عن أي لحظة أخرى.
أخذ السيد بلا شمس نفسًا عميقًا على جزيرة العاج.
بعيدًا في الأسفل، أمال لورد الظلال رأسه لتُسمع فرقعة خفيفة.
‘بدأت النهاية حقًا.’
مبتسمًا خلف القناع، ألقى نظرة أخيرة على الجمجمة العملاقة التي تلوح في الأفق.
‘راقب جيدًا، أيا كنت. لا أعرف كيف ستنتهي هذه المسرحية… لكنها ستكون بلا شك ممتعة.’
ترجمة آمون