عبد الظل - الفصل 2198
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
الفصل 2198 : فرق تسُد
قبل لحظات معدودة، كان صني يقف عند حافة جزيرة العاج، ينظر إلى الجدار البعيد للقلعة العظيمة بتعبير قاتم على وجهه. ألقى تجسيده في معسكر جيش الأغنية نظرة خاطفة على كاسي بينما كانت تُرافقها سيشان ورفقتها المخيفة من الجثث السائرة…
لكنه فقد رؤيتها بمجرد أن دخلت الاثنتان إلى قاعات الملكة. لم يكن صني متهورًا بما يكفي للاقتراب إلى هذا الحد من كي سونغ، لذا اضطر إلى الانتظار بترقب متوتر، غير متأكد مما سيحدث.
بالتأكيد، كانت كاسي ذات قيمة كبيرة بحيث لا يتم التخلص منها بسرعة. كما أنها لم تكن من النوع الذي يعرّض نفسه للخطر دون أن يكون لديه مخرج أيضًا… لذلك كان قلقه على الأرجح بلا معنى. ومع ذلك، لم يستطع منع نفسه من الشعور بعدم الارتياح.
‘اللعنة.’
في النهاية، خرجت كاسي من البوابة الثقيلة وبقيت واقفة في الخارج، بلا حراك وبلا صوت. كانت هناك جروح حديثة على وجنتها، لكنها لم تبدُ مصابة بشكل خطير. كما أن غياب الحراسة كان دلالة واضحة على أنها قد توصلت إلى نوع من التفاهم مع الملكة.
أو أن الملكة ببساطة لم تجد ضرورة لحراستها، واثقة من أن كاسي لن تكون قادرة على الهرب.
لم تبدُ وسيلة التواصل العقلي التي اعتادها صني تعمل، لذا أراد الاقتراب من العرافة العمياء متخفيًا في هيئة ظل لتبادل بضع كلمات مسموعة. ومع ذلك، هزّت رأسها بخفة، وكان ذلك إشارة واضحة للبقاء بعيدًا.
متوترًا وغير سعيد، تراجع صني.
وبعد وقت قصير، استيقظ معسكر جيش الأغنية من سباته كوحش هائل يستعد للمعركة.
كان الاضطراب المفاجئ على نطاق واسع لدرجة أن حتى السيد بلا شمس تمكن من رؤية أن شيئًا ما كان يحدث في معقل المعبر الأعظم، رغم أنه كان يقف على جزيرة العاج.
عبس.
‘هل يستعدون للانسحاب؟’
كان من المحتمل أن كاسي قد أخبرت كي سونغ بالخطة السرية لمهاجمة معقل المعبر الأصغر من الخلف – في الواقع، كان لديها سبب وجيه لذلك. وإذا كان الأمر كذلك، فإن القوة الرئيسية لجيش الأغنية التي تخدم كحامية للمعبر الأعظم ستضطر إلى الانسحاب أو المخاطرة بقطع اتصالها بالمعسكر الرئيسي ومحاصرتها من قبل قوات نطاق السيف.
كان يمكنهم حتى القيام بمحاولة يائسة لتعزيز المعبر الأصغر ومنع سقوطه…
لكن هذا لم يكن ما قررت كي سونغ فعله.
عندما علم تجسيد صني بما كانت الملكة تخطط له بعد لحظات قليلة، لم يستطع إلا أن يتعثر للحظة.
اتسعت عينا السيد بلا شمس.
‘…جنون!’
كان الجميع يتوقعون أن كي سونغ ستتراجع.
لكنها، وعلى عكس كل التوقعات، قررت الهجوم بدلاً من ذلك.
كانت تستعد للتخلي عن معقل المعبر الأعظم وإلقاء كل قواتها المتاحة في هجوم شامل، مهددة بسحق القوة الرئيسية لجيش السيف بضربة واحدة.
لماذا قد تتخلى عن الميزة الدفاعية الساحقة التي يمتلكها جيش الأغنية وتأمر جنودها بالهجوم، رغم معرفتها بمدى يأس موقفها؟ هل كانت مجنونة أم عبقرية؟.
شعر صني بعرق بارد يسيل على ظهره فجأة.
بعد فوات الأوان… ولماذا لا تهاجم؟.
كان التراجع سيكسب جيش الأغنية بعض الوقت – وبلا شك، الوقت هو ما كانوا يفتقرون إليه أكثر من أي شيء – لكنه لم يكن ليغيّر الوضع العام للحرب كثيرًا.
لكن الآن، بعد أن عرفت أن أنفيل قد غادر معسكر الحصار سرًا وكان يقود الجنود عبر التجاويف، كانت تعلم أيضًا أن المعسكر لم يكن محصنًا كما كان يُعتقد. وبحسب معلوماتها، فإن لورد الظلال لم يكن موجودًا هناك أيضًا.
إذن، فإن أكبر عائق في طريقها هو نيفيس.
أثبتت نيفيس أنها كيانًا مستحيلًا ضمن الرتبة المتسامية، وبالتالي، لم يكن هناك أي قديس في جيش الأغنية قادر على هزيمتها. إذا أرادت الملكة تدمير معسكر الحصار، فسيتعين عليها خوض المعركة بنفسها – وهو ما لا يمكنها فعله… ليس بعد.
أو بالأحرى، لم تكن هناك أي طريقة أخرى لقمع نيفيس من قبل.
لكن الآن… أصبح هناك واحدة.
وبينما كان يلعن، غاص صني في الظلال وخرج منها عند قمة برج العاج. كانت نيفيس تسير بالفعل نحو الشرفة، وعلى وجهها تعبير بارد.
“كاسي! إنها…”
أومأت نيفيس برأسها.
“أعلم.”
توقفت للحظة بالقرب منه، وترددت قليلًا، ثم قالت بنبرة لا مبالية:
“ابقَ هنا، من فضلك. تأكد من أن مساعدتك، آيكو، ستبقى في المتجر المبهر أيضًا. لا أعلم ما الذي سيحدث لاحقًا، لكن… قد يصبح الوضع فوضويًا.”
عضّ صني شفته، غير سعيد.
لكن لم يكن الوقت قد حان بعد للتخلي عن شخصية السيد بلا شمس. بالإضافة إلى ذلك، إن حدث أي شيء لم يرضِه، فلن يكون سوى على بُعد خطوة واحدة. كان بإمكان حواسه أن تغطي ساحة المعركة بأكملها، كما أن هناك تجسيدًا آخر له على الجانب الآخر من الهاوية.
تنهد.
“خذي أحد ظلالي معكِ، على الأقل.”
بينما كان يقول تلك الكلمات، انفصل الظل الكئيب عن قدميه وانزلق داخل ظل نيف، وهو يبدو مغرورًا وراضياً أثناء ذلك.
توقفت نيفيس للحظة، ثم ابتسمت بخفة.
“شكرًا لك، سيد بلا شمس.”
انحنت للأمام، ووضعت قبلة ناعمة على خده، ثم استدارت.
أحاط نورٌ ساطع بجسدها النحيف، متشكّلًا في صورة جناحين متوهجين. وبعد لحظة، قفزت فوق حاجز الشرفة وهوت نحو معسكر حصار جيش السيف.
متروكًا لوحده تحت السماء المشعة، لمس صني وجنته ونظر إلى الأفق.
بتنهيدة هادئة أفلتت من شفتيه.
“…ابقِ آمنة، يا سيدة نيفيس.”
قُرعت طبول الحرب، وعليها أن تقود جنودها إلى المعركة.
لم يكن يبدو أن تلك المعركة ستكون سهلة.
والأسوأ من ذلك، أن المعارك التي ستتبعها لن تكون إلا أصعب بكثير…
ترجمة آمون