عبد الظل - الفصل 1810
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
الفصل 1810 : هدية جميلة
تردد صني لبضعة لحظات، ثم نظر إلى الأسفل وركز على إعداد المائدة.
ومع ذلك، لم يستطع منع نفسه من إلقاء نظرات نحو نيفيس، التي كانت تستمتع بوقتها في الماء. كانت نظرته مشتعلة بعض الشيء، لكنه حاول قدر المستطاع التحكم في مشاعره، مدركًا أنها قد تشعر بطبيعة وشدة رغبته.
كان متأكدًا أنها قد شعرت بها بالفعل.
لكن ربما لم تكن نيفيس تمانع.
تنهد صني بهدوء.
انتشر إحساسه بالظلال ليغطي مساحة شاسعة، تمتد إلى مسافة بعيدة. من السماء إلى قاع النهر، لم يكن هناك شيء يمكن أن يفلت من إدراكه. كان يعلم أن نيفيس قادرة على التعامل مع أي خطر يختبئ تحت الماء، لكنه شعر برغبة في الحماية تجاهها. كان اليوم هو يوم إجازتها، وهو حدث نادر للغاية. لذا، لم يُسمح لأي شيء بإفساده.
على بعد عدة كيلومترات، كان مسخ بشع يتحرك خلسة عبر الغابة. وقبل أن يتمكن من اتخاذ خطوة أخرى، أصبحت الظلال فجأةً حية في كل مكان حوله. لم يكن لدى المسخ أي وقت للرد أو لإطلاق زئير – فقد تم سحبه بسرعة إلى الظلام واختفى عن الأنظار. وبعد بضعة لحظات، تدفق تيار من الدم خارجًا من الظلال.
هز صني رأسه معاتبًا نفسه، واستمر في سحب الوجبات الخفيفة من سلة النزهة. كانت هناك جميع أنواع الأطباق لتختار منها نيفيس، من تلك التي تحبها كثيرًا في المتجر المبهر. وكان هناك أيضًا شواية صغيرة وغلاية لتحضير الشاي.
لقد أستعد جيدًا.
في النهاية، اكتفت نيفيس من المرح وسبحت عائدة إلى الشاطئ. كان صني يقف هناك بسلام، مستمتعًا بنسيم الهواء. وعندما خرجت من الماء، مررت يدها في شعرها ومشطته للخلف ونظرت إليه بابتسامة مريحة.
“ألا تشعر بالحر، سيد بلا شمس؟، وأنت وحدك هناك على الشاطئ.”
تردد للحظة.
“ليس حقًا. لقد أعددت الطعام. هل تودين…”
بدلاً من الرد، نظرت إليه للحظة، ثم حركت يدها ببطء.
في اللحظة التالية، تناثر الماء على صني.
وتجمد في مكانه.
‘أه… ماذا حدث للتو؟’
رفض عقله معالجة المعلومات.
وعندما لاحظت نيفيس تعبيره المذهول، لم تستطع منع نفسها من الضحك. كان ضحكها العذب، النادر والجميل، محمولًا بعيدًا مع الرياح، ثم نظرت إليه بابتسامة خبيثة قليلاً.
كان في نبرتها تلميح طفيف من السخرية.
“أشعر أنني تعرضت للخداع قليلاً.”
نظر إليها صني بصمت لبضعة لحظات، ثم تنهد بعمق وخفض رأسه.
ثم، تلاشت العباءة الغامضة إلى الظلال.
على الفور، بدا اليوم الصيفي أكثر برودة قليلاً. وأصبحت الظلال المتخفية تحت الأشجار أعمق وأكثر ظلمة. وبدورها، جعلت تلك الظلمة نور الشمس أكثر حدة.
بدون إضاعة الوقت، نزع صني ملابسه. كان يرتدي سروال سباحة بسيط باللون الأسود تحت سرواله… قد سبب البحث عن هذا السروال له الكثير من المتاعب في الواقع، بينما كان يستعد للموعد.
كان كل شيء على ما يرام، لكن شيئًا كهذا كان عادة ما يُستورد من عالم اليقظة. بالطبع، اضطر صني للركض في المدينة قليلاً لشراء زوج مناسب.
داعب النسيم جلده العاري، وفي نفس الوقت، نظرت إليه نيفيس بتركيز غريب في عينيها الرماديتين الهادئتين.
كان جسد صني بعيدًا تمامًا عما يتوقعه المرء من ساحر نبيل ومثقف. كان جسده نحيفًا، بلا جرام واحد من الدهون تغطي عضلاته المشدودة. كانت قامته تبدو كأنها منحوتة من الرخام بيد نحات مغرم.
جعلت بشرته الخزفية الخالية من العيوب شعره الأسود الغامق وعينيه الداكنتين يبدوان أكثر قتامة.
ولكن أكثر ما كان ملفتًا للنظر… كان وشمًا متقنًا لثعبان عظيم يلتف حول ذراعيه وجذعه. كان الحبر الأسود على بشرته الفاتحة وكأنه ظلام نقي.
كانت كل قشور العقيق للثعبان الملتف موشومة بحيوية لدرجة أنها بدت وكأنها حية.
استدعى صني الثعبان من قبر السَّامِيّ لغرض خاص. لم يكن قد خطط لكشفه بهذه الطريقة، ولكن…
حسنًا، كل خططه انحرفت عن مسارها منذ صباح هذا اليوم.
بدت نيفيس مستغربة قليلاً من المشهد.
“لديك… لديك وشم.”
نظر صني إلى ذراعيه، ثم ابتسم بلطف.
“نعم، لدي.”
بينما كانت تنظر إليه بعمق، أرسل كمية قليلة من الجوهر إلى عضلاته وقفز عاليًا في الهواء… ثم هبط في الماء مثل قذيفة مدفع، متأكدًا من أن نيفيس ستكون في منطقة الرش.
“أنت…”
في اللحظة التالية، كانت قد ابتلت بالماء من رأسها حتى أخمص قدميها.
اتسعت عينا نيف قليلاً.
ضاحكًا، ظهر صني على السطح ثم سبح بعيدًا عن الشاطئ.
“أنت، عُد إلى هنا!”
كان الماء باردًا وصافيًا، يغسل حرارة الصيف عن جسده.
‘الذهاب إلى الشاطئ… كانت حقًا فكرة رائعة…’
***
لعب الاثنان في الماء لفترة. مع خلخالها الفضي، كانت نيفيس مثل حورية البحر… قضى صني معظم الوقت يستمتع بمشاهدتها تتحرك برشاقة تحت الماء، لدرجة أنه بدأ يقلق من أن يتشتت انتباهه بشكل زائد ويغرق عن غير قصد.
كانت المياه باردة بشكل لطيف وصافية بشكل لا يصدق. كانت الشمس، التي في السماء العالية أثناء توجههم إلى الشاطئ، تتدحرج ببطء نحو الأفق.
في مرحلة ما، ترك صني نيفيس وحدها وسبح بعيدًا عن الشاطئ، ثم حبس أنفاسه وغاص في الأعماق.
عند وصوله إلى أعماق النهر، لاحظ ما كان يبحث عنه – مخلوق كابوس متخفي يشبه صخرة ضخمة. بمجرد أن اقترب منه، انقسمت الصخرة، كاشفة عن خط متعرج. كان هذا المخلوق مثل بلح بحر عملاق، وما بدا كأنه صخرة كان في الواقع صدفة له.
قبل أن يتمكن المخلوق من ابتلاعه، سحق صني الصدفة غير القابلة للاختراق بقبضته، ثم أمضى بعض الوقت في تمزيق وحش النهر تمامًا. وفي النهاية، استخرج شظية الروح من بقاياه واندفع نحو السطح.
وسرعان ما عاد صني ونفيس إلى الشاطئ، جائعين تمامًا.
وبكل سرور، مشيا إلى بطانية النزهة وجلسا. نظرت نيفيس إلى الطعام بعينين لامعتين.
ولكن قبل أن تتمكن نيفيس من تناول أي شيء، مد صني يده وفتح كفه.
كانت شظية الروح مستلقية عليها. كانت مختلفة قليلاً عن الكريستالات الخشنة المعتادة – هذه كانت مستديرة تمامًا ومصقولة، تلمع بلون اللؤلؤ الجميل.
نظرت إليها نيفيس بفضول.
“ما هذه؟”
ابتسم صني.
“فقط… شيء جميل. لكِ.”
ترددت للحظة، ثم أخذتها ودرست اللؤلؤة اللامعة لبضعة لحظات.
ثم، اشرق وجهها بابتسامة مشرقة.
مقربة اللؤلؤة إلى وجهها، نظرت نيفيس إلى صني بتقدير.
ثم تنهدت.
“لكنني لا أملك هدية لك.”
دافعًا طبق الشطائر نحوها، ضحك صني.
“أنتِ هنا، وهذه أفضل هدية.”
ترجمة أمون