عبد الظل - الفصل 2311
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
الفصل 2311 : ثلجٌ ورماد
‘هذا… جديد.’
تأمل صني المنظر الغريب والمذهل. المنحدرات المظلمة للبركان الثائر غارقة في الرماد المتساقط، والقمم الثلجية ترتفع من بحر السحب في الأفق… حيث تشابك الظلام ونور القمر كلوحة حبرية أنيقة.
فأرتسم على وجهه تعبيرٌ قلق.
‘ثلجٌ ورماد، هاه؟’
يبدو أن الجانب الأبيض من لعبة الموت هذه هو الثلج، بينما يمثل الجانب الأسود الرماد.
وبما أن صني كان واقفًا على البركان الأوسط من بين البراكين الثلاثة، فهذا يعني أنه أصبح محاربًا للرماد.
وليس مجرد محارب عادي، بل أكثر من ذلك — ففي اللعبة التي تركها آرييل وملكة اليشم غير مكتملة، كانت الشخصية السوداء على المربع الأسود الأوسط ترتدي تاجًا. وهذا يعني أن صني قد تولى دور طاغية الرماد.
تأوه بصمت.
‘اللعنة على كل شيء!’
لم يتبقَ سوى ثلاثة مربعات سوداء على اللوحة، بينما كانت المربعات البيضاء الأخرى – وعددها ستة وأربعون – منتشرة في كل مكان. كان هناك أيضًا ثلاث شخصيات سوداء فقط – الطاغية ووحشان – في حين أن الجانب الأبيض كان يضم اثنتي عشرة قطعة. لسبب ما، لم يستطع صني أن يتخيل أن آرييل قد خسر بهذه الطريقة المزرية. لذلك، لا بد أن ملكة اليشم كانت هي من لعبت بالرماد…
‘فقط لأي درجةٍ كنتِ سيئة في الشطرنج، اللعنة؟’
زفر صني بغضب، وقلبه يغلي بالاستياء. لم يكن متأكدًا مما يحمله المستقبل، لكن هناك احتمالًا كبيرًا أنه سيتعين عليه إنهاء اللعبة إذا أراد الهروب من لوحة اليشم المقلقة.
وهذا يعني قتل طاغية الثلج من وضع شديد السوء. ألم تكن ملكة اليشم مشهورةً بحكمتها؟ ألم يكن بإمكانها أن تترك له المزيد من القطع ليقاتل بها، على الأقل؟.
تنهد ببطء.
‘اهدأ.’
لم يكن يعرف شيئًا بعد. حتى لو كانت شكوكه صحيحة، فلا أحد يعلم كيف تعمل لعبة الموت هذه. من الواضح أن القوانين التي تحكم هذا العالم الاصطناعي لا بد أن تكون مختلفة عن قواعد اللعبة الفعلية، حتى لو بدت وكأنها مبنية عليها.
على سبيل المثال، كانت المعارك بين القطع تحدث وفقًا للقواعد — فإذا كانت القواعد تملي أن تخسر قطعة ما، فإنها ستخسر. لكن صني لم يكن مجرد قطعة… بل كان شخصًا. شخصًا معروفًا بصعوبة قتله وقدرته الفتاكة على القتل، لا أقل.
لذلك، قد يتمكن من قتل الخصم بسهولة رغم أن القواعد تملي عليه الهزيمة.
‘انتظر، الخصم؟’
أصبح تعبير صني الكئيب أكثر قتامة. من هو خصمه بالضبط؟ بدت الإجابة واضحة – لا بد أنه طاغية الثلج وبقية القطع البيضاء.
لكن ما هي تلك القطع؟ بما أن صني لم يكن مجرد قطعة، بل كائنًا حيًا حبسته لوحة اللعبة…
فمن الممكن أن تكون بقية الشخصيات أيضًا كائنات حية. تذكر صني الأعماق المفزعة للفساد التي كانت محتواة داخل لوحة اليشم الجميلة، فعبس.
إذا كانت شخصيات الثلج بالفعل كائنات حية، فلا بد أنهن مخلوقات كابوسية قوية. لقد دُهش عندما رأى بئرًا من الظلمة المروعة أعمق وأعظم من روح الإدانة، ولكن إذا كان مصدرها ليس كائنًا واحدًا بل اثني عشر رجسًا سحيقًا…
‘إنهم من الرتبة العظيمة، أقلُها. أم الرتبة الملعونة؟’
تنهد صني بعمق. وماذا عن شخصيات الرماد إذن؟.
كان هو طاغية الرماد، ولكن كان هناك أيضًا وحشان رماديان على اللوحة. فهل كانا مخلوقات كابوسية أيضًا، أم أن أحدًا آخر قد جُرّ إلى لعبة الموت معه؟ عادةً، كانت كاسي قادرة على أن تكون رسولًا بينه وبين حلفائه، لكن اتصاله العقلي بها بدا وكأنه قد انقطع.
تردد صني للحظة.
‘الأهم أولًا…’
قبل التفكير في كيفية الفوز بلعبة الموت، عليه أن يتأكد من أنه لا توجد طريقة للهروب منها ببساطة.
إذا وُجدت طريقة، فلن يكون لديه أي سبب لمحاربة رجسات الثلج. أو بالأحرى، محاربتهم دون استعداد. فلا يزال صني مصممًا على استعادة جزء من نسب ويفر، وكان ذلك الجزء مرتبطًا بطاغية الثلج. مما يعني أن لقاءه بطاغية الثلج كان حتميًا في النهاية.
بدأ صني بتقييم الوضع ببطء. كانت حالته الحالية غير طبيعية للغاية، وحان الوقت لمعالجة هذه المسألة.
‘يا للغرابة…’
كانت أولى الشذوذات غريبة بحق. فهو لم يكن قادرًا على الشعور بما كانت تشعر تجسيداته الأخرى به. كان لصني سبعة أجساد، لكنه يملك عقلًا واحدًا — لذا، كان من المفترض ألا يحدث ذلك. ومع ذلك، حدث.
لم يكن يستطيع الشعور بالظلال المحيطة بظلاله الشبحية أو بأعضاء عشيرة الظل أيضًا. للمرة الأولى منذ وقت طويل، أصبح عقله هادئًا ومهجورًا، مأهولًا فقط بحواس تجسد واحد. كان الأمر سلميًا إلى حد ما. حتى حاسة ظله قد كُبتت، لتشمل فقط الجزء من البركان الذي كان أعلى من السحب.
‘اللعنة على آرييل… أنا أكره هذا الرجل حقًا. كل واحدة من ابتكاراته أسوأ من سابقتها.’
حك صني مؤخرة رأسه، ثم تنهد بصوت عالٍ.
“حسنًا، أنا متأكد أن تجسيداتي الأخرى بخير.”
الأهم من ذلك، أنه لم يكن يشعر بارتباط مع نطاقه.
في الواقع، لم يكن يشعر حتى بارتباط مع عنصره المصدر — فالظلال ما زالت ترحب به، لكنه لم يكن يتلقى أي جوهر روح منها… ولا من جيشه من الظلال الشبحية أيضًا.
رغم ذلك، كان صني متصلاً بنطاقٍ ما ويتغذى من عنصره مصدر، فقط لم يكن نطاقه وعنصره المعتادين. بل كان…
‘رمادًا؟’
حسنًا، هذا منطقي. فقد كان طاغية الرماد، في النهاية. سيكون من المعقول افتراض أن قوته ستنمو كلما استولى على قمم أكثر.
حاليًا، كان يسيطر فقط على ثلاث قمم، بينما كان طاغية الثلج يسيطر على ستٍ وأربعين. ولم تعجبه هذه الأرقام إطلاقًا.
‘دعنا من هذا.’
كان صني فضوليًا جدًا لمعرفة ما إذا كان يستطيع استدعاء ظلاله الشبحية. لو تمكن من ذلك، لأصبح تدمير قطع الثلج أسهل بكثير…
لكن، للأسف، لم يستطع. في الواقع، لم يكن قادرًا حتى على دخول بحر روحه، أو استدعاء الذكريات.
ولم يستطع استدعاء ظلاله أيضًا.
‘أوه، هيا الآن!’
صرّ صني على أسنانه.
بعد تقييم الوضع، توصّل إلى أن الموقف ببساطة… سخيف.
“خلاصة القول…”
كان عالقًا في لعبة من صنع شيطان الرعب، وقد جُرّد من قواه، ومعداته، وأتباعه.
لم يتبقَ له سوى جسده هذا، والقميص على ظهره… أو بالأحرى، القميص المجازي، إذ إن ملابسه كانت قد تشكلت أصلًا من الظلال. كانت هذه موارده الوحيدة للتعامل مع اثني عشر رجسًا سحيقًا، بما في ذلك طاغية الثلج المشؤوم.
توقف صني قليلًا، ثم ابتسم ابتسامةً ملتوية.
‘هذا غير عادل حقًا، أليس كذلك؟’
…لطاغية الثلج، بطبيعة الحال.
فمن الذكيُ الذي خطر بباله أن يدعو وريث الموت للعب لعبة الموت؟.
هز صني رأسه. هؤلاء الحمقى لا يعلمون ما الذي ينتظرهم.
ترجمة آمون