Re:Zero − Starting Life in Another World - الفصل 2
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
الفصل الثاني
كفاح متأخر
1
-“ما بك يا رجل؟ أنت تحدق في السماء منذ مده”…. كان المتحدث رجل ذو ندبة بيضاء على وجهه
لكن كل ما تمكن سوبارو قوله هو: “…هاه؟“
الرجل ذو الندبة لوى وجهه قائلاً: “انظر، أنا أسألك مرة واحدة اخيرة هل ستشتري التفاحة أم لا ؟!”
“…هاه؟“
-“التفاحة! تريد أن تأكل واحدة، أليس كذلك؟ بدأت تتحدث معي ومن ثم توقفت فجأة وحدقت في السماء! كدت أفزع! … لذا، ماذا قررت؟”
وضع الرجل العضلي ذو الندبة البيضاء، تفاحة حمراء مستديرة وجميلة المظهر في كف سوبارو.
بعد أن نظر سوبارو إلى التفاحة نظر إلى وجه الرجل فقال: “لا—أقصد… ألم أخبرك بالفعل، أنا مفلس. “
-“لقد سئمت من إضاعة وقتي معك، خذها واخرج من هنا! لدي عمل لأقوم به ولا وقت لدي للتعامل مع هرائك. “
دفع الرجل سوبارو بانزعاج وتوجه إلى جزء آخر من المحل.
واصل سوبارو النظر حوله، في حيرة “هاه؟ ماذا؟ ما الذي يحصل لي؟“
لقد كان مرتبكًا للغاية، كون سوبارو قادراً على اخراج جملة مفهومة كانت معجزة بحد ذاتها.
2
كان الطريق الرئيسي مليئًا بالناس كما هو الحال دائمًا، وبغض النظر عن عربات السحالي المارة، كان الشارع الكامل ممتلئًا بالمارة.
كانت الشمس لاتزال مشرقة ولم يكن الجو حاراً في الخارج، لكنه سيكون كافيًا لجعل انصاف الذئاب يتعرقون في معاطف الفرو الخاصة بهم.
-“هذا ليس الوقت المناسب للتفكير في حالة المكان!”
وضع سوبارو يديه على رأسه وبدأ بتحريكه للأمام والخلف وكان يقوم بعدة حركات غريبة، حيث كانت كافية لجمع نظرات فضولية من كل المارة. ومع ذلك، لم يكن لدى سوبارو حقًا الوقت للقلق بشأن ذلك.
-“بعد كل شيء… كان الظلام حالكًا قبل دقيقة، أليس كذلك؟“
كانت الشمس عالية في السماء. ولكن على حسب ما يقوله سوبارو كان من المفترض أن يكون الظلام منتشر.
تغيرت السماء على الفور من الليل إلى الظهيرة ولقد كان هذا التغيير مفاجئ لدرجة انه جعل سوبارو يتذكر الوقت الذي تم استدعاؤه فيه الى هذا العالم. ومع ذلك، كان هذا وذاك مختلفين تمامًا
-“معدتي… ليست مفتوحة، أليس كذلك؟“ رفع سوبارو بدلته الرياضية ونظر إلى بطنه… في وقت سابق، تم قطعه بشفرة كبيرة، ولقد نزف بشدة لدرجة أنه كان على يقين من أنه سيموت ومع ذلك، لم يكن الجرح غير موجود فحسب، بل لم يكن هناك أي اثار دماء. في الواقع، لم تكن البدلة الرياضية المحبوبة من سوبارو متسخة حتى.
كيس المشتريات الذي كان يحمله في يده بدا كما لو انه لم يُلمس حتى، وكان هاتفه الخلوي ومحفظته في مكانهما.
باختصار، كان سوبارو قد عاد إلى نقطة الصفر حرفيًا.
-كان ذلك كافيًا لجعله يشعر وكأنه على حافة الجنون.
أدرك سوبارو وجود فجوات في ذاكرته، وحاول التفكير فيما حدث قبل أن يفقد وعيه مباشرة.
حيث تم قطع بطنه وكان على بعد لحظات من الموت كما ظن أنه سمع صوت امرأة ولقد وجد جثة في قبو المسروقات، والشخص الذي قتل ذلك العجوز هاجم سوبارو.
بينما كان على شفير الموت…
“…هذا صحيح! ساتيلا!”
ساتيلا، التي كانت قلقة بشأن سوبارو، ودخلت إلى المبنى، تم قُتلت أيضًا بنفس السلاح الذي قتله.
بمجرد أن أدرك سوبارو ذلك، شعر أن أحشائه تتأرجح من الألم، كان شعور الذنب أقوى من شعور الألم الذي شعر به عندما تم الهجوم عليه
-“ألم يُطلب مني الاعتناء بساتيلا ؟!” فكر سوبارو مرة أخرى فيما قاله باك قبل أن يختفي.
الوعد الذي قطعه سوبارو مع ذلك القط لم يكن مزحة بالتأكيد. لم يستطع سوبارو انكار حقيقة أنه كانت هناك ثلاثة فرص على الأقل كان يجب أن يتراجع فيهم، فلو انه فعل ذلك، ساتيلا ستكون حية الان، كما أخبرته ساتيلا أيضًا. إذا حدث أي شيء كان عليه أن يناديها لكنه لم يفعل ذلك حتى.
“هل أنا أحمق؟ حسنًا، بالطبع أنا كذلك، لكنه ليس الوقت المناسب لأصبح مكتئب هكذا. يجب أن أذهب للعثور على ساتيلا وباك“
كلاهما قد يكون ميتا. عندما خطرت هذه الفكرة في عقله، هز سوبارو رأسه لأبعاد هذه الفكرة بعيداً.
لم يكن لدى سوبارو أي خصائص مميزة، ولم يستطع أن يقوم بشيء مفيد على الإطلاق، ومع ذلك كان لا يزال على قيد الحياة.
إذا كان هذا هو الحال، كان من المستحيل ان تكون ساتيلا، التي بإمكانها أن تستخدم السحر، أو قطها غريب الأطوار موتى… او هذا ما كان يتمناه.
-“على أي حال، يجب أن أعود إلى قبو المسروقات… “
بما أن هذا هو آخر مكان كان فيه قبل أن يفقد وعيه كان لابد من وجود اي دليل هناك، بمجرد أن فكر في ذلك، تحرك سوبارو.
ومع ذلك، بمجرد أن اتخذ سوبارو قراره وكان مستعدًا للذهاب…
-“مرحبًا يا فتى. ما رأيك ان نحظى ببعض المرح. “
سوبارو لسوء الحظ قُطع طريقه عند دخوله الزقاق من قبل ثلاثة رجال.
عندما نظر سوبارو إلى من قال هذا الكلام، لم يستطع القيام بأي شيء إلا أن ينصدم.
“هاه، ما خطب هذا المظهر الغبي على وجهك؟“
“أراهن أنه لا يدرك المشكلة التي أوقع نفسه فيها. ما رأيك ان نجعله يدرك ذلك” قال رجل آخر في المجموعة… حيث كان يسخر من سوبارو، وابتسم الاخرين معه ابتسامات شريرة.
بعد التحديق في الرجال لفترة أطول، شعر سوبارو كما لو انه كان مجبراً على مشاهدة هذه المهزلة.
مع كل هذا، كان سوبارو يشعر بإحساس لا يصدق بأنه قد عاش كل هذا من قبل.
“هل اصطدمت رؤوسكم جميعًا بشيء ما… عندما كنت غير موجود؟“
كان هؤلاء هم نفس الأشخاص الذين تسببوا في لقاء ساتيلا بسوبارو قبل ساعات فقط.
“بعبارة أخرى، الآن بعد أن وجدتني وحدي، فأنت تريد الانتقام… هل هذا صحيح؟ أفهم أنك تريد أن تركلني عندما أسقط، لكن هذا ليس الوقت المناسب لأتعامل معكم يا رفاق…”
“ما الذي تهذي به بحق؟ هل فقدت عقلك أو شيئا ما؟“
أراد سوبارو أن يجد طريقه للخروج من هذا الموقف بسلام، لكن بسبب الطريقة التي كان يتصرف بها هؤلاء الرجال، سوبارو بدأ في الانزعاج.
السبب الوحيد وراء رغبته في حل المشكلة سلميا في المقام الأول، كان لأنه في عجلة من أمره… كان سوبارو سريع الغضب في العادة خاصة عندما يتم استفزازه.
“استمع لي هنا، يا فتى. إذا قمت بتسليم كل شيء لديك وابتعدت، سنسمح لك بالرحيل. “
-“آه، كل شيء عندي؟؟ فهمتك. أنا في عجلة من أمري لذلك لا اهتم حقاً يمكنكم اخذها جميعاً. “
-“اوه.. اوه.. عليك أن تنزل على أطرافك الأربعة وتتصرف مثل الكلب! وتقول،
“أنقذني، أنقذني، من فضلك… هههههههههههه”
“حسنًا، لقد اكتفيت منكم أيها الحمقى!”… لقد فقد سوبارو صبره بالفعل.
لم يكن الرجال مستعدين للتغيير المفاجئ في موقف سوبارو، وبينما كانوا مذهولين، اختار سوبارو ان يبدأ بضرب أنحفهم أولاً، كان هو نفس الشخص الذي يحمل السكين المرة السابقة ولقد كان السبب في هزيمة سوبارو من قبل.
-“سأبدأ بك أولاً، الحثالة مثلك الذين لا يعرفون قيمة الحياة يمكنهم الذهاب إلى الجحيم!”
هبطت قبضة سوبارو على فك الرجل بكل قوته، ومن ثم ألقى لكمة اقوى في معدته، الرجل كان مذهولاً بتسارع الاحداث ومن دون ان ينتبه وجد قبضة سوبارو مُمسكة برأسه وبدأ في ضرب رأسه ضد الجدار حتى اغمى عليه.
انتقل سوبارو وعلى الفور الى الرجل التالي بجانبه، حيث كان غير قادر على استيعاب الموقف تماماً كرفيقه، حيث تلقى ركلة وسقط على الأرض…. وبينما كان الرجل طريح الارض، تعامل سوبارو مع الرجل المتبقي، وبما انه كان قصير القامة اخفض سوبارو مستواه ليصل إليه، وبقوته كان قادرًا على حمل الرجل وضربه ضد الحائط….. بعد أن فقد الرجل أنفاسه من ارتطام ظهره بالحائط، سوبارو ركله ركلة أخرى لإنهائه. ثم استدار سوبارو إلى الرجل الذي كان يتعثر بينما حاول الوقوف… وأشار بيده قائلاً:”…. الآن أصبحت رجل ضد رجل تعال إليّ بكل ما لديك!”
-“من أنت لتتصرف بشكل عادل ومنصف بهذا الهجوم المفاجئ؟! أيها الفاسق!”
ركض الرجل نحو سوبارو وأمسك ياقته، محاولًا دفعه إلى حائط.
-“ليس جيدا بما فيه الكفاية!” صرخ سوبارو، وتمسك بمعصمي الرجل ودفعهم بعيدًا. عندها نظر إلى وجه الرجل المذهول، تحولت تعابير سوبارو إلى ابتسامة شيطانية قائلاً: “لا تقلل من شأني… قضيت الكثير من الوقت في حمل السيوف وتلويحها في الإرجاء (م.م: يقصد السيوف التي تباع في مهرجانات كالـ comic con فهنالك سيوف رغم كونها غير حادة فأنه لها وزن ثقيل) لأنه لم يكن لدي شيء أفضل لفعله بحيث تتجاوز قوة قبضتي السبعين كيلوغراماً!”
صرخ الرجل بينما سحق سوبارو معصميه، وبمجرد أن فعل لم يستطع القيام بشيء الا ان يجثي على ركبتيه، عندها فقط ضربه سوبارو بمرفقه، وصرخ في ألم.
ثم قام سوبارو بالدوران خلفه ووضع ذراعيه حول خصره وقال: “إذا قتلتك عن طريق الخطأ، فلا تكرهني كثيرًا من أجل هذا، لكني لطالما رغبت في محاولة القيام بحركة سوبليكس (م.م: حركة في المصارعة حيث يحمل أحدهم الشخص من خصره ويهبط بالشخص المحمول على رأسه عكسياً بقوة) على شخص بدون سجادات حماية!”
رفع سوبارو الرجل لأعلى بكل ما يحمله من قوى ثم رماه إلى الخلف، غير قادر على الرد، اصطدم رأس اللص بالجدار خلفهم وسقط على الأرض، بدون حركة.
بعد التأكد من أن الرجلين الآخرين كانا فاقدين للوعي، سار سوبارو إلى الرجل الأول الذي يمتلك السكين وعلى الرغم من أن الرجل قد تعرض لأضرار كبيرة نسبيًا، يمكنك أن ترى أنه كان يتصبب عرقا. عندما اقترب سوبارو حاول إخراج سكينه، ولكن عندما حاول فعل ذلك، ركله سوبارو بلا هوادة في وجهه..
-“همف! حسنًا، كان ذلك سهلاً! في هذا العالم، لا ينتصر الشر أبدًا” قالها سوبارو وهو يتخذ وضعية غريبة للاحتفال بفوزه.
بعد التأكد من عدم موت أي من الرجال، سوبارو غادر الزقاق على الفور.
-“حتى مع هذا، لم يتحسن الوضع بعد… عليّ أن أسرع إلى قبو المسروقات. “
لاحظ سوبارو أثناء مغادرته وجود متفرجين منبهرين لأنه غادر الزقاق سليماً.
-“إذا أدركتم أنني كنت هناك في مأزق، كان يجب عليكم أن تذهبوا إلى الحراس!”.. اعتقد سوبارو أن الوقت غير مناسب لألقاء محاضرة عليهم. الآن لا يمكنه ان يترك أي دقيقة تذهب سدى.
3
بعد أن قام بتنفيذ انتقامه في الزقاق، اتجه سوبارو نحو أعمق جزء من الحي، وعندما وصل إلى مدخل القبو، كانت الشمس قد تحركت بعيدًا عبر السماء.
-“أخيرًا… أخيرًا وجدته…. لقد استغرق الأمر مني وقتًا طويلاً”
مسح سوبارو العرق من جبينه، وتراجع للراحة قليلاً، حيث أمضى ما يقارب ساعتين في البحث قبل أن يصل إلى وجهته في النهاية.
-“لقد كنت هنا منذ فترة قليلة (م.م: يقصد قبل ان يموت)، لذلك اعتقدت أنني سأتمكن من العثور عليه مرة أخرى بدون ان اضيع”
– ربما كانت المشكلة هي أن سوبارو لم يستطع قراءة أي من اللافتات الخاصة بالطرق… بالإضافة إلى ذلك، لم يكن الأمر كما لو كان بإمكانه ذكر اسم “قبو المسروقات” خارج الأحياء الفقيرة، لذلك كان عليه الاعتماد بشكل كامل على ذاكرته.
-“آخر مرة جئنا إلى هنا كنت أتحدث مع ساتيلا، وكانت عيناي عليها في معظم الوقت، لذلك أعتقد أنه ليس من المفاجئ ألا أتذكر الطريق. “.. قال سوبارو وهو يتصبب عرقًا….. ومع ذلك، فإن أعظم العراقيل التي كان على سوبارو مواجهتها اصبحت الآن أمامه مباشرةً، بينما كان يبذل قصارى جهده ليهدأ بالتحدث إلى نفسه، قلبه لم ينخدع، حيث بدأ يدق بصوت أعلى وأعلى، وشعر سوبارو أن يديه يزداداً ثقلًا وشعر بجفاف في فمه وكانت اذنته ترنان مرارًا وتكرارًا داخل رأسه كما لو انه تعرض للضرب.
كانت الإجابات التي يريدها سوبارو موجودة في داخل هذا القبو…. للحظة بدأ شريط من الذكريات بالعبور من امام سوبارو وهو يغلق في عينيه: جثة الرجل العجوز، معدته المفتوحة، شكل ساتيلا التي قام بجرها الى هذا المكان.
“لا تخف. لا تخف. لا تخف. هل أنت أبله؟ … حسنًا، بالطبع أنا كذلك، لكن هل تعتقد أنني سأصل إلى هنا حقًا ثم اعود خالي الوفاض؟”
بالطبع، لم يكن الأمر كما لو كان لدى سوبارو أي مكان للعودة إليه، كان هذا المكان هو امله الوحيد.
أدرك سوبارو ان ركبتيه ترتجفان بينما كان يحاول المشي. صفع ساقيه لتهدئة نفسه وبعد أن تنفس بعمق تقدم أخيرًا إلى الأمام. كان الضوء البرتقالي يغطي المساء، عندما حاول سوبارو فتح باب قبو المسروقات ولكن بدا الامر وكأن الباب يرفض سوبارو دون ان يتحدث.
-“هل يوجد أحد هنا؟“
بعد التخلص من هذه المشاعر السلبية، طرق سوبارو الباب بقوة ورفع صوته.
دوى صوت سوبارو، لكن لم يكن هناك إجابة، مع عدم الارتياح للصمت الطويل، أصبح سوبارو خائفًا من ذلك الصمت نفسه وطرق الباب اقوى من قبل.
-“… أعرف أن هناك شخصًا ما هناك! تعال، أجبني!… ارجوك”
كان سوبارو يضرب الباب الان بقوة متخلياً عن فكرة الطرق وعندما بدأ اليأس من التمكن من سوبارو، بدأ الباب بالصرير وبدأت مفصلاته في الانحناء، ثم…
-“توقف يا فتى! ماذا تفعل، هل تحاول ان تكسر الباب فقط لأنك لا تعرف كلمة المرور ؟!”
تم فتح الباب فجأة بقوة كبيرة، وسوبارو الذي يتكئ عليه من اليأس، سقط للخلف.
أُلقي سوبارو على بعد خمسة أمتار من مدخل القبو، حيث تدحرج عدة مرات ثم نظر لأعلى، مرعوبًا تمامًا. كان في نهاية نظرة سوبارو رجلًا عجوزًا عملاقًا أحمر الوجه (م. م يقُصد انه يحمل نفس سُمرة الهنود الحمر) وأصلع.
كان الرجل يرتدي ملابس ممزقة تغطي جسده العضلي والأحمر…. أشرق ضوء غروب الشمس على رأسه الأصلع المصقول. بعبارة أخرى، كان رجل عجوز عملاق ويبدو انه قوي ونشيط للغاية.
-“من أنت يا فتى؟! لم أرك هنا من قبل! كيف لك ان تعرف هذا المكان؟ وكيف وصلت إلى هنا؟ ومن اخبرك انه هنا؟!”
بسرعة مذهلة، أقترب الرجل العجوز من سوبارو ورفع سوبارو عن طريق الياقة.
شعر سوبارو بقدميه تترك الأرض، وسرعان ما أدرك الموقف الذي كان به.
اعتقد سوبارو أنه في معظم الظروف يمكنه الفوز في قتال، لكن لم تكن هذه ظروف عادية. حيث تم تعليقه من قبل هذا الرجل الذي يبلغ طوله من ستة الى سبعة أقدام، فقد سوبارو كل الرغبة في المقاومة.
-“اسمي ناتسكي سوبارو، المتجول والمتشرد… في الوقت الحالي على الأقل، هل يمكنك أن تكون طيب القلب وتنزلني؟ ودعنا نتحدث بكلتا أقدامنا على الأرض. “…
4
رغم ان أول لقاء لسوبارو في هذا المكان لم يعطي أي نوع من الانطباع الجيد، لكن في النهاية، تم السماح لسوبارو بالدخول إلى قبو المسروقات… وصف سوبارو الرجل الذي حصل منه على المعلومات لأول مرة عن قبو المسروقات، وأخبر العجوز العملاق أنه هو الذي اعلمه عن المكان.
أمام المنضدة التي كانت تواجه الباب الأمامي، جلس سوبارو على كرسي مخصص للزوار حيث لم يكون شعور الجلوس عليه مريحًا، حيث كانت هناك شظايا غريبة الشكل برزت من المقعد، واستمرت بوخزه في مؤخرته، لو كان لديه أي عذر للذهاب إلى الحمام، كانت ستكون تلك الشظايا هي الدافع وراء ذلك.
“لماذا تستمر في التحرك هكذا؟ هل انت قلق بشأن خصيتيك؟”
-“بالطبع لا. انهما بخير. لكن حقا؟ هذا أول شيء تقوله بدون أي نبرة تهديد؟”
كانت كلمة “عملاق” أفضل طريقة لوصف الرجل العجوز، لأنه لم يكن طويل القامة فقط، حيث اضطر الى الانحناء في اغلب الوقت الذي كان فيه خلف منضدة تقديم المشروبات عندها فقط بدأ بالبحث في الرف العلوي واخرج يده حاملاً زجاجة من الخمور، وبعد أن صب لنفسه كأساً بدأ في الشرب وقال: “حسنًا، لقد قطعت وقت الشرب الخاص بي. أتمنى أن يكون لديك سبب جيد للمجيء إلى هنا. إذا لم يكن الأمر كذلك، فوضعك سيزداد سوءً. “
-“الشمس بدأت لتوها في الغروب وأنت تشرب بالفعل؟ ستموت مبكرا إذا واصلت ذلك. ”
ممسكًا بذقنه ومرفقه على المنضدة، ألقى سوبارو نظرة سريعة داخل قبو المسروقات…. حيث لم يكن هناك أي أثر للمأساة التي شهدها سوبارو في الليلة السابقة . كما نظر إلى جميع المسروقات المختلفة متناثرة في جميع أنحاء الغرفة، لم يستطع معرفة ما إذا كانت منظمة بطريقة ما أم لا.
لاحظ الرجل العجوز سوبارو وهو ينظر حوله، وضاقت عيناه بنظرة شك.
-“إذن يا فتى، هل أنت مهتم ببعض هذه السلع؟“
دخل العجوز العملاق الذي عُرف باسم “روم” الفور في قلب الموضوع، حيث ابتسم وهو يصب لنفسه جرعة أخرى من الخمور قائلاً: “هناك سببان فقط يدفعان الناس إلى القدوم إلى هذا المكان… إما أنهم يجلبون شيئًا ما سرقوه، أو انهم مهتمين بشراء الأشياء المسروقة نفسها. “
-“. . حسنًا، أحد هذه الأسباب هو سبب وجودي هنا. “
“أحد الأسباب… هاه. هذا يعني أن لديك سبب اخر للقدوم الى هنا؟“
أومأ سوبارو برأسه، وبعد ذلك… مدركًا تمامًا أنه ربما لن يؤخذ على محمل الجد قال: “قد يبدو هذا غريباً بعض الشيء، لكن… ايها العجوز، هل… آه، مُت مؤخرًا؟”
قرر سوبارو عدم إضافة تفاصيل حول الذراع المقطوع أو الحلق المنحور.
فتح العجوز روم عينيه الرماديتين على اتساعهما لبضع لحظات؛ ثم انفجر من الضحك.
“جا-ها-ها-ها! كنت أتساءل ماذا كنت ستقول!… انا اعلم انني رجل عجوز ولم يبق لي الكثير من الوقت لأعيش، لكنني لم أمت بعد! لكن عندما تصل إلى هذا العمر، لا أتخيل أنه بعيد.”(م.م: يقصد الموت)
على ما يبدو، ان روم اخذ سؤال سوبارو كنوع من المزاح، وأخرج كأس لسوبارو قائلاً: “لم اضحك هكذا منذ مدة طويلة جداً… هي يا فتى شاركني الشرب”
رفض سوبارو الكحول، واتبعها بعبارة “آسف، ليس الآن.”
نجح سوبارو في الحصول على اجابة لسؤاله الأول، لكن باقي الاسئلة بداخله كادت انه تصيبه بالجنون، الجثة التي شاهدها سوبارو في قبو المسروقات… حيث لم يكن هناك أي شك حول الموضوع كانت بالتأكيد جثة الرجل العجوز الذي كان يجلس امامه الآن.
لكن كان على سوبارو أن يطرح هذا السؤال الذي طرحه للتو على نفسه. هو أيضا كان مصاب بجروح مميتة.
بدأ سوبارو بالاعتقاد أنه كان حلما بطريقة ما…. “هل كل ما حدث هنا حلمًا حقًا؟ إذا كان حلماً، لماذا أنا هنا في المقام الأول؟”
الألم الحارق الذي شعر به سوبارو، والدفء الذي شعر به من ملمس يد تلك الفتاة
، وآلام الذنب … إذا كانت كلها مجرد بقايا آثار الحلم فلماذا هو هنا الآن؟
-“روم، هل رأيت فتاة ذات شعر فضي هنا مؤخرًا؟“
-“شعر الفضي…؟ لا…. فالشعر الفضي هو أحد تلك الأشياء التي تبرز بطريقة سيئة أيضًا، لذا حتى لو بدأت ذاكرتي تخذلني، لا أعتقد أنني كنت سأنسى إذا رأيت شخصًا كهذا.”
لكن هذا لم يجعل سوبارو يشعر بتحسن… لاحظ روم الجدية في تعبير سوبارو، لأنه مسح ابتسامته بعيدًا وقال: “اشرب”، ووضع كأساً أمام سوبارو مرة أخرى…. قام روم بإمالة الزجاج وملأه بالكامل بسائل بلون العنبر، برؤية أن سوبارو لم يفعل شيئًا سوى التحديق بصمت في الكأس ، مرة أخرى قال ،”اشرب. “
-“أنا آسف، لكنني لا أشعر بالقدرة على القيام بذلك الآن. بالإضافة إلى ذلك، أنا لست من النوع الذي يريد أن يشرب ليبدو وكأنه رائع. “
“ماذا الذي تتحدث عنه؟ الشرب والتصرف بروعة هذا بالضبط ما يفعله الأشخاص في عمرك… يفترض أن تفعل ذلك ايضاً…. لذا خذ جرعة كبيرة واحرق همومك، عندما تفعل ذلك، ستكون قادرًا على التحدث عن الأشياء التي علقت بداخلك لأنهم لن يكونوا قادرين على تحمل الحرارة. وبالتالي اشرب!”… قال روم للمرة الثالثة، ودفع الكأس باتجاه سوبارو.
رغم رفضه في البداية…. أخذ سوبارو الكأس في يده وأحضر السائل ذو لون العنبر إلى أنفه، ضربت رائحة كحول قوية أنفه ووجه سوبارو كاد يبدأ بالسعال.
كان هناك جزء من سوبارو أراد أن يفعل كما قال روم. لكنه اعتقد نسيان الشخص لآلمه بالكحول كانت علامة من علامات البالغين الفاشلين، ولكن…
-“حسنًا…!”
قام سوبارو بإمالة الكأس وشربه كلها في جرعة واحدة، حينها بدأ بالصراخ كما لو كان حلقه يحترق.
-“أرغ! جاه! هذا مريع! إنه حار! انها سيئة للغاية! قرف! مقزز!”
-“لا يجب ان تقول ذلك! سوف تخسر نصف المتعة في الحياة إذا كنت لا تستطيع فهم مدى جودة مذاق الخمور!”… صرخ روم هذا الكلام في وجهه حينها فقط بدأ سوبارو بالشرب مرة أخرى. هذه المرة أخذ الزجاجة بالكامل.
بعد أن شرب حوالي ثلاثة أضعاف ما شربه سوبارو للتو، قام روم بالابتسام مرة أخرى.
-“يجب أن تكون فخوراً بنفسك! كان هذا أداء جيد لأول مرة… هل ترغب في اخراج أي من المشاعر التي بداخلك الان؟”
“…نعم.. لكن قليلا فقط! أيها الرجل العجوز، حان الوقت لأعتني بالسبب آخر لوجودي هنا!”
سوبارو مسح فمه بكمه وأشار إلى مؤخرة القبو حيث يبدو أن معظم العناصر المسروقة القيمة كانت موجودة… أخذ وجه روم نظرة جدية، عندها فقط أخبره سوبارو مباشرة: “أنا أبحث عن شارة تحتوي على جوهرة بداخلها، وأريدك ان تعطيها لي.”
كان هذا هو هدف سوبارو الأصلي. بجانب التأكد من سلامة ساتيلا، هذا هو السبب الرئيسي لوجوده هنا: لاستعادة الشيء المهم للغاية لساتيلا والتي كانت ستواجه مخاطرًا عديدة لمجرد استعادتها.
كان سوبارو يشعر بالقلق على ساتيلا… ولكنه اعتقد أنه إذا كان بإمكانه على الأقل الحصول على الشارة، سيكون لديه دليل نحو العثور عليها.
بعد أن أعلن سوبارو هدفه بكل عواطفه التي خرجت مع كلماته، قال روم مع تعبير صارم على وجهه: “شارة مع جوهرة… أنا آسف، لكن لم يأتي أحد بأي شيء من هذا القبيل. “
“…حقا؟ فكر مليًا في الأمر – هل أنت متأكد من أنك لا تهذي من الشيخوخة؟”
-“مع وجود الخمور في دمي أكون في أفضل حالاتي، ودعني أقول لك: لم يقابلني أي شيء من هذا القبيل… ولكن…”
فقط عندما بدا الخيط الأخير لأمل سوبارو على وشك الانقطاع، قام روم برسم ابتسامة خبيثة وقال: “اتفقت مع شخص ليحضر لي شيء ما في وقت لاحق اليوم، إنه شيء ذو قيمة أيضًا، لذلك قد يكون الشيء الذي تبحث عنه. “
-“هل هذا الشخص… فتاة اسمها فيلت؟“
-“بالضبط، ولكن… ماذا؟ أنت تعرف بالفعل اسم اللص الذي أخذها؟”
لم يستطع سوبارو تصديق أنه حقق انتصارًا اخيراً، فعندما فقد كل امل لديه لقد ظهر اسم فيلت، فيلت كان اسم الفتاة التي من المفترض أنها أخذت شارة ساتيلا. إذا كان هذا هو الحال، فإن وجود فيلت سيثبت وجود ساتيلا. على الأقل، سيكون سوبارو قادراً على التأكد من أن ساتيلا لم تكن من نسج خياله.
-“كنت على وشك التفكير في أن حبي للبطلات ذوات الشعر الفضي قد جعلني اتوهم… “
“أنا آسف لمقاطعة إحساسك الغريب بالراحة، لكن هل لديك أي ضمان بأنك ستتمكن من إعادة شراء الشارة، حتى لو جلبته هنا. إذا كان يحتوي على جوهرة بداخله، فسوف يرتفع سعر. “
-“ها! يمكنك أن تنظر الي كما تريد، لكنني آسف! فأنا مفلس إلى الأبد!”
“إذن لم يحالفك الحظ!” صاح روم مرة أخرى، متفاجئًا.
ولكن عندما فعل ذلك، رفع سوبارو إصبعًا أمام وجهه ولوحها ذهابًا وإيابًا قائلاً: “تسك-تسك-تسك. صحيح، انني لا أملك أي أموال، ومع ذلك! في هذا العالم، لا تحتاج بالضرورة إلى المال للحصول على الأشياء هناك نظام رائع يسمى “المقايضة”- ألم تسمع به؟”
ادخل سوبارو يده في جيب بنطاله وعندما أخرجها….
-“…ما هذا؟ إنها المرة الأولى التي رأيت فيها شيئًا كهذا. “
-“هذا الشيء الذي هو عنصر السحري الرائع يمكن استخدامه لتجميد أي شيء في الوقت المناسب! يطلق عليه “الهاتف الخلوي”!”
كان هاتفًا خلويًا صغير الحجم، أبيض اللون، رفيع الطراز. كان روم مندهشا من هذا العنصر الغامض الذي لم يسبق له رؤيته من قبل، سوبارو حرك أصابعه بسرعة وبعد لحظة ومض ضوء أبيض في ظلام المبنى.
مع سماع صوت التقاط الصورة والفلاش، تراجع روم للخلف… لقد كان رد فعل مبالغًا فيه لدرجة أن سوبارو لم يستطع مقاومة الضحك، ولكن من الواضح أن روم كان غاضبًا.
-“ماذا تفعل؟! هل تحاول قتلي؟! لا تعتقد للحظة أنك تستطيع ان تخدعني بحركاتك الغريبة”
-“انتظر، انتظر، اهدأ وخذ نفسًا عميقًا واسترخي وتعال إلى هنا وألقِ نظرة. “
كان روم محمر الوجه، ولم يكن ذلك لأنه كان يشرب، لكن مع ذلك، وضع سوبارو هاتفه الخلوي أمامه، وبعد نظرة شك إلى سوبارو، فتح عيناه على اخرهم وهو ينظر إلى الشيء الموجود أمامه.
-“هذا… هذا هو وجهي. كيف فعلت ذلك؟“
-“قلت لك، أليس كذلك؟ هذا عنصر رائع يقتطع جزءًا من الوقت ويجمده، لقد قطعت قليلاً من وقتك، وختمته داخل هذا الجهاز. “
ثم غير سوبارو اتجاه الكاميرا ووجهها نحو نفسه، والتقط صورة أخرى. عندما أظهر الشاشة لروم مرة أخرى، كانت صورة لسوبارو وهو يصنع علامة السلام بأصبعيه.
-“إنها تقطع أجزاء صغيرة من الوقت، هكذا تمامًا، ما رأيك؟ نادر جدا، هاه؟“
-“لا يمكنني أن أتحمس بشكل رهيب بشأن هذه الوضعية الغريبة لك (م.م: يقصد صورته بالهاتف)، لكن هذا حقًا هو… همم… “
بعد إهانة صورة سوبارو، نظر روم إلى الهاتف، صانعاً قبضة وضغطها، مما شجع حقيقة أن روم بدا مهتمًا أكثر مما توقع.
“هذه هي المرة الأولى التي أرى فيها واحدًا من هذه الاشياء، ولكن… في الأساس، هذا “ميتيا” أليس كذلك؟”
“ميتيا؟“ كان سوبارو على وشك أن يقول: “إنه مجرد هاتف قابل للطي”، لكن كتم على نفسه……. أومأ روم مرة أخرى.
“إنه أحد تلك الأشياء التي يمكنك استخدامها للقيام بالسحر دون فتح بوابة، كما يفعل المستخدمون السحريون. ومع ذلك، يتم استخدامها في الغالب كهدايا.”
أومأ سوبارو برأسه وهو يعتقد أن الكلمة كانت مناسبة جداً…. روم، الذي واصل النظر عن كثب إلى الهاتف المحمول، أخيرًا وضعه على المنضدة.
-“لست متأكدًا من أنه يمكنني تحديد سعر محدد لهذا. لقد عملت هنا في القبو لفترة طويلة جدًا، ولكن هذه هي المرة الأولى التي أتعامل فيها مع أي ميتيا….. يمكنني القول، إنها ستجلب بالتأكيد سعر مرتفع. “
“لأكون صادقًا، حتى لو كانت تحتوي الشارة على جوهرة فكرة استبدالك لشيء من هذا القبيل لعنصر زخرفي سيكون خسارة كبيرة من ناحيتك. سيكون من الأفضل مقايضته بشيء أغلى…، لا يمكنك مقارنتها بأي من هذه القمامة المسروقة لدي هنا. “
بالنسبة لشخص متورط في أنشطة غير قانونية، كان من الغريب أن يعطيه روم مثل هذا التحذير اللطيف، واستجاب سوبارو بابتسامة ضعيفة: “لا، انا موافق باستبدال هذه الميتيا مقابل الشارة التي ستجلبها فيلت. ”
-“لماذا؟ هل قيمة هذه الشارة أكثر من هذا الميتيا؟ أم أنك تقول إنها تساوي أكثر مما يمكن أن يشتريه المال؟”
“حسنًا… في الواقع، لم أر الشارة بنفسي بعد، لكنني لا أعتقد أنها ستكون أكثر قيمة من هذا الهاتف الخلوي، وأنا متأكد من أنني سوف اتكبد خسارة. “
“إذا كنت تعلم كل ذلك، فلماذا تريد الاستمرار في ذلك؟“
“أليس هذا واضحًا؟ أريد أن أتحمل الخسارة. “
رمش روم عدة مرات في تعجب، ولكن في نفس الوقت شعر سوبارو بشعور بالبهجة، لأن هذا… كان جوابه.
“أريد أن أرد لشخص ما المعروف، أنا واحد من هؤلاء الأشخاص الذين لا يستطيعون التعامل مع الشعور بالدين لشخص ما. لن أكون قادرًا على النوم في الليل. وبالتالي، حتى لو كان عليّ أن أتحمل خسارة كبيرة، فسأستعيد تلك الشارة“
“حسنًا… يبدو أن هذه الشارة ليست لك في الواقع… هل هذا صحيح؟“
“إنه تنتمي إلى فتاة جميلة ذات شعر فضي أنقذت حياتي. انا لا فهم السبب، لكنها ثمينة للغاية بالنسبة لها. “
“ولكن لماذا لم تأتي الى هنا؟”
“أنا أبحث عنها حاليًا! لست متأكدًا حتى الآن إنها ليست نسجًا من خيالي!”
كان سوبارو سيستعيد هذه الشارة، ثم يقابل ساتيلا مرة أخرى حيث أراد أن يرى ابتسامتها مرة اخرى
“أنت غبي تمامًا، أليس كذلك؟” ضحك روم وهو ينظر إلى سوبارو وتصميمه.
5
بعد اجتياز الجولة الأولى من المفاوضات، سوبارو بعد ذلك بدأ في الدردشة مع العجوز روم… بالنظر إلى مدى اهتمام روم في الميتيا، فكر سوبارو في نفسه أن الأدوات هي شيء مُغرم به كل الرجال، بغض النظر عن العالم الذي كنت فيه.
“سواء كانت ملابسك أو هذا الميتيا، لديك حقًا الكثير من الأشياء الغريبة أليس كذلك أعني، هذه الأشياء هنا لذيذة!”
“أنا أوافقك…. مهلا انتظر! اعتقدت أنك قلت القليل فقط…. رقائق الذرة هذه هي اخر ذكرى من بلدي!”
“أوه لا تكن بخيل جدا. إذا كنت تحتفظ بشيء لذيذ مثل هذا كله لنفسك، سوف تسقط مباشرة إلى الجحيم”
اعتقد سوبارو أنه كان من اللطيف مشاركة بعض وجباته الخفيفة، لكن بعد رؤيته لطريقة اكل روم، من المؤكد أنه كان نادم على ذلك.
بينما كان يعيد أكياس الوجبات الخفيفة الفارغة في كيس المتجر، كان سوبارو على وشك البكاء.
بحلول الوقت الذي سمع فيه كلاهما طرقًا على الباب، كانت الشمس على وشك الغروب، كان سوبارو على وشك ان ينام لولا سماعه هذا الطرق، عندما نظر إلى الأعلى، واجداً روم يحرك جسده العملاق برفق نحو الباب، بعد أن وضع أذنًا واحدة عليه بهدوء، همس روم قائلاً: “إلى الجرذان العملاقة…؟“
-“نعطي السم. “
“إلى الحوت الأبيض العظيم…؟“
“نرمي صنارة الصيد. “
“إلى تنيننا العظيم…؟“
“نقول “احترق في الجحيم!” “
جاءت إجابة قصيرة على كل سؤال من أسئلة روم القصيرة إضافة الى طرقة خاصة مع كل اجابة، يجب أن تكون تلك كلمات مرور…. راضيًا عن تلك الإجابات فتح روم الباب.
“آسفة لأني أخذت وقتًا طويلاً، أيها العجوز روم. كان لدي شخص مثابر حقًا في ذيلي، واستغرق الأمر وقتًا طويلاً حتى اضعتهم” أمام روم مشت فتاة صغيرة متفاخرة بنفسها.
كان شعر الفتاة الأشقر شبه طويل…. وكانت عيناها حمراء مثل الأرنب، من جانب فمها بانت أحد انيابها التي كانت حادة كأسنان الكلب، كانت الحركة في الملابس التي ترتديها سهلة جداً، لكنها كانت في حالة يرثى لها.
وقف سوبارو دون تفكير، مما تسبب في حدوث قعقعة. الفتاة على الفور نظرت في طريقه ومسحت الابتسامة عن وجهها.
-“من هذا؟ يا روم. أخبرتك أنني سأحضر شيئًا كبيرًا، لذا لم أكن أريد أن يكون أحد هنا، أليس كذلك؟”
“أنا أفهم ما تشعرين به، ولكن هذا آه… الفتى هناك يريد ان يتقايض معك يا فيلت، وهذه المقايضة متعلقة بهذا “الشيء الكبير” الذي قلتِ إنك أحضرته.”
إجابة روم جعلت فيلت أكثر قلقاً، وبدون وعي اقتربت يدها من صدرها، يبدو أنها كانت تحمل الشارة هناك.. حيث استمرت فيلت في توخي الحذر من سوبارو.
“ما خطب هذا الرجل؟ أنت لن تبيعني، أليس كذلك يا روم؟”
“منذ متى ونحن نعمل معاً؟ لن أفعل ابداً أي شيء من هذا القبيل. السبب الوحيد لوجوده هنا هو أنني أعتقد أنه يمتلك عرضًا رائع لك. “. . غمز روم لسوبارو “أليس كذلك؟“
لا تتوتري هكذا، لم لا تجلسين وتأخذين كوبَا من الحليب أولا؟”
“توقف عن ذلك….. لا أعرف ما الذي تخطط له، لكنني لست مهتمة بأي شيء تريد قوله، إلا إذا كنت متأكدة من أنه يعني المزيد من المال لي. لذا اذهب للموضوع مباشرة. ”
“لقد توسلت إلى هذا الرجل العجوز هنا لإعطائي بعض الوقت للتحدث لكي، لكن… في الواقع انا هنا لتلك الشارة المرصعة بالجواهر التي أخفيتها بعيدًا في صدرك هناك. “
رفعت الفتاة حاجبيها مع مستوى حذرها. سوبارو لم يكن يعلم فقط ماذا سرقت، بل كان يعرف بالضبط ما سرقت. لكن سوبارو رفع كلتا يديه أمامها محاولاً تهدئتها “أنا لا أخطط على فعل أي شيء. لقد جئت إلى هنا فقط للتفاوض”
ثم أشار سوبارو، ويداه ما زالتا في الهواء، نحو أحد الطاولات قائلاً:
“دعونا نتوصل إلى حل يرضي الجميع، بمعنى اخر الربح سيكون للجانبين. “
بعد وقفة قصيرة، أومأ فيلت برأسها، وجلس كلاهما على طاولة صغيرة.
ثم سكب روم كوبين من الحليب ووضعهما أمامهما
-“سأترككم لوحدكم مع هذا الحليب، لكنك ستتفاوض بنفسك”
قال سوبارو “لا تقلق، لقد أتيت إلى هنا مستعدًا” وهو يضرب بقبضته في قبضته الأخرى كما لو كان يتفاخر او انه على وشك الدخول في قتال.
نظر روم بتقزز، لكن فيلت التي كانت قد بدأت بالفعل في شرب حليبها، لوت وجهها.
-“يا روم منذ متى وانت تخزن هذا الحليب، مذاقه كريه!”
“لماذا يجب عليك أن تشتمي مشروباتي دائماً؟ أهذا جزاء كرمي اتجاهك…” قالها روم وهو يربت بيده العملاقة على شعر فيلت. اعتقد سوبارو ان روم سيقطع رأس فيلت، لكن كان من الواضح من وجه روم أنه لا يقصد أي ضرر وأنه كان يربت فقط رأسها مثل أي رجل عجوز مع حفيده، بالإضافة إلى ذلك، بدت فيلت معتادة على ذلك.
“يبدو انه بينكما رابطة قوية… اقوى حتى مما كنت اتصور. أنا بدأت اشعر بالوحدة”
“لا تقل شيئًا عاطفياً كهذا… خاصة عندما يكون لديك وجه فظيع مثل هذا الرجل العجوز. “
بينما لم يكن لدى سوبارو اي من مميزات الوسامة وفي كثير من الأحيان كان يعتقد الناس بأنه مجرم، لكن كلهم لم يكونوا بسوء مقارنته بهذا العملاق العجوز الذي يبلغ طوله ستة أقدام.
“…أنت على حق، آسفة لذلك، لقد تماديت في الوصف”
لتعويضي عن تلك الاهانة، أريدك أن تناديني بـ “الأخ الأكبر” بصوت لطيف لبقية المناقشة. عليك أن تكوني حذرة حتى لا تقولي أي شيء يجرح مشاعري، أو… ها روم، ما خطبك؟”
“لقد بدأت حقًا في الاعتقاد بأنكما تعاونتا معًا فقط من اجل جعلي غاضبًا. “. . كان روم يبتسم، لكن الوريد في جبهته كان على وشك الانفجار… نظر سوبارو وفيلت إلى بعضهما البعض وهزا أكتافهم.
ترك روم تنهيدة عميقة قائلاً: “فقط عندما اعتقدت أن فيلت قد تصنع صديقاً جديدًا
من نفس عمرها، يتبين أنك تمامًا مثل الآخرين. “
-“. . روم، من فضل، أعلم أنك تعتقد أنك تساعد، لكنني سأطلب منك أن تتوقف عن قول مثل هذه الأشياء المحرجة، بالإضافة إلى ذلك نفس عمرها. “. . ؟ على الرغم من أنني أفترض انه من وجهة نظرك كل الاشخاص آخر يبدون في نفس الفئة العمرية. “
ألقى سوبارو نظرة أخرى على فيلت، ولكن حتى مع الأخذ في الاعتبار حقيقة انها
ربما كانت أنحف مما ينبغي أن تكون عليه، حيث تراوح عمرها من الثانية عشرة
الى ثلاثة عشر وربما كانت أربعة عشر عامًا كحد اقصى.
كان فارق السن كافياً بالنسبة لسوبارو حتى يشعر بالأحراج إذا تمت الإشارة إليه على أنه أحد معارفها أو أصدقائها.
“باعتقادك ما الذي سيحدث لك إذا واصلت العيش كالذئب الوحيد؟ عاجلاً أم آجلاً سأصبح كبيراً جداً لدرجة أنني لن أكون قادر على الاعتناء بك بعد الآن. هل تعتقدين حقًا أنه يمكنك النجاة في هذا العالم لوحدك؟“
“كم مرة أخبرتني بهذا بالفعل؟ أليس قول نفس الشيء مرارا وتكرارا علامة على الشيخوخة؟ بالإضافة الى هذا ستكون فترة طويلة قبل ان تصبح عجوز على فعل أي شيء ولا تقلق قبل حدوث ذلك سأ…”
. “. . ماذا ستفعلين؟“ قالها سوبارو، مقاطعاً محادثتهم، شعرت فيلت بالغضب ونظرت إلى سوبارو بانزعاج… بالنظر إلى أنه طرح سؤالًا لم يكن عليه طرحه وكان كذلك في خطر افساد مزاجها قال: “على أي حال، دعونا نمضي قدما ونبدأ مفاوضاتنا. لذا، آه… فيلت، لديك الشارة، أليس كذلك؟”
“…نعم. “
ذهب سوبارو مباشرة إلى صُلب الموضوع، وردا على ذلك، أجابت فيلت بصدق. حيث مدت يدها الى صدرها، وأخرجت فيلت شيئًا ووضعته في صمت على الطاولة، كانت تلك هي الشارة التي كان سوبارو يبحث عنها، كانت الشارة نفسها بحجم راحة اليد، في حين لم يستطع سوبارو تحديد المواد التي صُنعت منها او تصميمها المعقد الذي كان على هيئة تنين مجنح، وفي فم التنين المفتوح كانت هنالك جوهرة حمراء جعلتها تبدو فريدة من نوعها.
لا شعوريًا، انجذب سوبارو إلى بريق الجوهرة في مركز الشارة.
“والان؟؟…“
جذب صوت فيلت انتباه سوبارو وأعاده من ارض الاحلام إلى ارض الواقع، ثم جذبت فيلت الشارة إلى حافة الطاولة باتجاهها، كما لو كانت تذكره أنه لم يمتلكها بعد.
“الآن حان دورك لتظهر لي ما لديك. كما ترى، هذه ليست شارة عادية، وقد مررت بالكثير من المتاعب للحصول عليها. إذا كنت تستطيع أن تُرني شيئًا يتناسب مع سعر الشارة وجهودي، يمكننا عندها ان نتبادل“
“أرى أنك تحاولين اختباري بابتسامتك الشريرة، أنا آسف. ليس لدي سوى بطاقة واحدة لألعبها. “.
مضى سوبارو قدمًا ولعب بطاقته الوحيدة حيث اخرج هاتفه الخلوي على المنضدة، وتماماً كما اعتقد، شعرت فيلت بالارتباك، ومع ذلك، كان هذا رد الفعل الذي كان يبحث عنه سوبارو.
بدأ سوبارو تشغيل كاميرا الهاتف الخلوي و…
“خدي هذا! تصوير بمعدل تسع إطارات في الثانية!”
“واه! ماذا -؟! ماذا تفعل-؟! مهلا، ما م. هذا الضجيج، ولماذا هو ساطع جدا ؟!”
. بدت فيلت وكأن لديها ما تقوله عن خرق سوبارو الفظيع للأخلاق ولكن قبل أن تتمكن من فتح فمها أمسك سوبارو شاشة الهاتف الخلوي أمام وجهها، عندما رأت نفسها على الشاشة، فتحت عينيها على مصراعيها وقالت: “هذا… “
“هذا صحيح! لقد صنعت نسخة منك…. فهذا الميتيا يقطع شريحة من وقت الشخص ويخزنه بعيدًا! أريد أن أقايضك بهذه الاداة مقابل تلك الشارة التي حصلت عليها”
بعد أن لعب أفضل أوراقه على الفور، تمكن سوبارو من قلب المفاوضات لصالحه.
لقد كان تكتيك تفاوضيً قوي، واعتمادًا على الموقف، لم يكن لدى فيلت اي بطاقات أقوى لتلعبها، تماماً كم خطط سوبارو في المقام الأول.
“هذا رائع جدا… روم بكم يمكنك بيع هذا الميتيا؟”
الشيء الذي دهش سوبارو حقاً انها لم تأخذ الهاتف الخلوي منه للنظر عن كثب حيث لم تكن مهتمة باستخدامات الهاتف الخلوي أو ندرته، ولكن فقط مقدار المال الذي يمكن الحصول عليه مقابله….
“اذاً الانبهار بأشياء عالية التقنية يقتصر فقط على الرجال في هذا العالم ايضا بطريقة ما جعلتني أشعر بالحزن والوحدة حقًا!”
“ما الذي تهذي به؟ إذا كان لهذا الشيء الذي يسمى ميتيا قيمة أكثر من هذه الشارة، لن أكون أكثر سعادة. لذلك أنا ثق بروم ليعطيني تقييمًا مناسبًا. “
-“حسنًا، لا يمكنني تحديد المبلغ بالضبط، ولا أعتقد أنه يمكن المقارنة بينهما فأنا أعتقد أن هذه الشارة يمكن أن تباع بالكثير من المال… ولكن ليس بقدر الأموال التي ستأتي من هذا الميتيا، لذا أعتقد أنك ستكسبين الكثير من خلال إجراء هذه المبادلة يا فيلت. “
“فهمت، فهمت. إذا كان الأمر كذلك، فلما لا؟”
بدت فيلت سعيدة جداً عندما سمعت مدح روم لهذه المبادلة، بينما كان رد فعل سوبارو مختلف من المتوقع، حيث بدا كما لو انه كان واثقاً ان هذه المبادلة ستحدث ومع ذلك، بمجرد أن حاول ان يأخذ الشارة من الطاولة، فيلت قاطعته.
“انتظر. تم لعب أوراقنا، لكن هذا لا يعني أنني لن احاول تحسين الصفقة لمصلحتي”
-“. . لست متأكدًا من شعوري حيال قولك ذلك بكل بساطة ووضوح، لكن بغض النظر عما تقولينه أو تفعلينه، ليس لدي أي شيء آخر. كما قلت من قبل، أنا مفلس بلا حدود. “
“أنا لست بهذه القسوة، وبعد كل شيء، قال روم بنفسه ان الميتيا الخاص بك أكثر ثمناً من هذه الشارة. ومع ذلك، أشك في أنه ليس لديك المزيد من البطاقات في جعبتك. “
وقفت فيلت ونظرت إلى سوبارو حيث أضاءت عيناها الحمراوان…. حيث بدأ عرق بارد في السيلان على ظهر سوبارو.
لعب سوبارو بالفعل أقوى ورقة في مفاوضاته ومع ذلك، لا يزال لدى سوبارو بعض الأشياء الأخرى التي كان يعتقد انها قد تكون ذات قيمة في هذا العالم. في أسوأ الأحوال، كان يعتقد أنه قد يكون قادر على لعب بضع أوراق أخرى، ولكن…
“قلت لا داعي للقلق، أليس كذلك؟ لا أخطط لمحاولة أخذ المزيد منك، سأكون سعيدة بما يكفي إذا علمت أنه يمكنني تحويل هذا الشيء هنا إلى الكثير من المال. “
صفقت فيلت يديها بخفة وابتسمت، حيث بدت مسرورة من نظرة القلق على وجه سوبارو.
ابتسم سوبارو عند رؤية رد فعل فيلت، وأخذ بضعة أنفاسٍ عميقة، ونظر بعيدًا على أمل أن يتمكن من إخفاء مدى شعوره بالخوف.
“إذن، إذا كان الأمر كذلك، فماذا تقصدين عندما قلت إنك ما زلت تريدين تحسين الصفقة”؟
“همم؟ أوه، هذا؟ انه سهل. هذا يعني فقط أنك لست الشخص الوحيد الذي أتفاوض معه. “
بدا سوبارو مرتبكاً لحداً ما.
“السبب في أنني سرقت الشارة في المقام الأول هو أن أحدهم طلب ذلك مني… مقابل عشر عملات ذهبية مباركة”
“إذن لقد حصلت بالفعل على سعر تسوية مع الشخص الذي سرقتها من أجله؟! عشر عملات ذهبية، هاه… لا أفهم حقًا مقدار ذلك، ولكن… “
نظر سوبارو إلى روم، الذي فهم وأومأ برأسه.
“لو كنت أنا، فقد أتمكن من بيع هذه الشارة لأربعة، في أفضل الأحوال خمس عملات ذهبية. هناك أيضًا احتمال أن يتم التفاوض معي إلى ثلاثة. “
“إذن هذا يعني أنهم يدفعون بالفعل ضعف قيمتها؟“
“ألم تسمعها وهي تقول مباركة. إنهم مصنوعون من الذهب المبارك، وهو أكثر ندرة، لذلك عشر عملات ذهبية مباركة تعادل عشرون قطعة نقدية ذهبية. “
“إذن هم يدفعون أربعة أضعاف هذا المبلغ ؟!”
“لماذا انت مندهش جدا؟ مع الميتيا الخاص بك، حتى في أسوأ الأحوال يمكنك بسهولة الحصول على عشرين عملة ذهبية مباركة، الى جانب ذلك، هناك جامعي القطع النادرة سيدفعون أكثر. لا يمكنك حتى ان تقارن بين الاثنين. “
لم يفهم سوبارو حقًا التكلفة العامة للبضائع في هذا العالم، لكنه كان يعتقد أن العملات الذهبية هي العملة الأكثر قيمة وكان يعلم أن قيمة هاتفه الخلوي تقاس بعملة أكبر منها حتى ولم تكن قطعة أو اثنتين بل عشرين قطعة منها.
إذا كانت هذه الميتيا ستجلب فعلاً سعرًا أعلى، فلن أقوم بتكريم الاتفاق المسبق مع الشخص الآخر وليس لدي مشكلة في قول ذلك لهم. “
“اذاً لماذا تقولين إنك ستحسنين الصفقة ؟!”
تحولت ابتسامة فيلت المؤذية إلى ابتسامة أكثر شراسة وقالت: “إذا أخبرتهم أنك قدمت مثل هذا العرض المضاد، وكانوا لا يزالون يريدون الشارة، ألا تعتقد أنهم سيحاولون تقديم المزيد لي؟ …. . بعبارة أخرى… إذا قام الجانب الآخر بتقديم أكثر من عشرين قطعة نقدية ذهبية مباركة… عليك ان تريني كل ما تبقى من بطاقاتك ، و الا فلن تتاح لك فرصة الحصول على الشارة”
مع هذا التحول المشؤوم للأحداث، تعبير سوبارو بدأ يتغير حيث تملكه القلق “….. إذن متى تخططين للقاء هذا الشخص الذي كلفك بسرقة الشارة؟ أفترض أنك ستسمحين لي بالجلوس على المفاوضات، أليس كذلك؟”
“بالطبع، إذا لم اضعك على طاولة النقاش، فقد ينتهي بي الأمر بخسارة بعض الأموال التي يجب جنيها، لكن لا تقلق طالما أن الرجل العجوز روم موجود في الجوار، سينسى معظم الناس استخدام العنف كخيار. مجرد التفكير في محاربة هذا الرجل العجوز المخيف يرسل قشعريرة أسفل عمودك الفقري، ألا تعتقد ذلك”
من ناحية أخرى، لم يبدو روم منزعجاً بشأن امتلاكهم ذلك النوع من الرأي به.
“لا يمكنك فعل أي شيء بدوني، اليس كذلك يا فيلت؟ هل تريدين كأساً آخر من الحليب؟ لدي أيضًا بعض الأشياء حلوة الطعم ايضاً. “
بدأ روم في التصرف مثل الجد الذي أفرط في تدليل حفيدته، حيث كان مبتهجًا وهو يسكب كوبًا آخر من حليب لفيلت. نظر سوبارو إلى الاثنين، وأطلق تنهد.
-“إذا انت اتفقت بالفعل مع هذا الشخص للقاء هنا في المقام الأول، هل كنت تخططين التفاوض على السعر معهم حتى لو لم أعرض هذا الهاتف؟“
-“بالطبع…. لقد عانيت حقاً لسرقة هذا الشيء، كان لابد ان يتم الحديث عن زيادة المكافأة“
بالعودة إلى الوقت الذي هربت فيه فيلت بعيدًا بعد أن سرقت الشارة وتركت سوبارو للموت حيث كان يتعرض للاعتداء من قبل اللصوص، تذكر ذلك الموقف جعل سوبارو غاضباً بعض الشيء، لذلك لم يسعه الا والتحدث عن الموضوع…
-“بالحديث عن ذلك، ألا تتذكرني على الإطلاق؟“
-“هاه؟ هل التقينا في مكان ما من قبل؟ أعني، لو لم تكن المواجهة بيننا صادمة، لا أعتقد أنني سأتذكرك. أنا مشغولة جدا، ولكي أكون صادقة، تبدو مملاً وعادياً جدًا، فقط شعرك وملابسك مميزة. “
من الطريقة التي تحدثت بها، سوبارو لم يعتقد ان فيلت كانت تكذب…. للحظة كان الامر يبدو وكأنه لم يكن هناك أي نوع من العاطفة البشرية في هذا العالم، حيث كان بإمكان أي شخص المرور بسهولة بجانب محاولة قتل وسرقة كأنه يتنزه في الحديقة، ولكن كان هناك أشخاص مثل ساتيلا، الذي أنقذت سوبارو حتى على الرغم من عدم وجود أي مكسب لها، وهذا الرجل العجوز الذي، على الرغم من كونه شرير قليلاً… لا يمكنك أن تكرهه…. حتى في هذا العالم من المستحيل ان يكون الجميع متشابهين ولا يجب على ان يحكم على الجميع بناءً على تصرفات عدد قليل من البيض الفاسد. (م. م يقصد الناس الذي شاهدته صامته في الزقاق بدلاً من مساعدته وفيلت)
“على أي حال… يكفي حديثاً حول ذاكرتك، متى سيأتي ذلك الشخص؟”
“لست متأكدة من أنني أحب أسلوبك… لكني قلت إنني سأنتهي من المهمة بحلول غروب الشمس، لذلك اتفقنا على الاجتماع هنا بعد غروب الشمس… فيجب أن يكونوا هنا في أي دقيقة الآن – على ما أعتقد؟”
قد تكون هذه المحادثة السبب في بدأ حدث إلزامي في العالم، لأنه في تلك اللحظة جاءت طرقة حادة على الباب جعلت الأشخاص الثلاثة الجالسين على الطاولة ينظرون إلى بعضهم في وقت واحد.
حسابات الفريق على تويتر:
المترجم: za_haven
المدقق: ReTurkii
المراجع: RemKnight0
حساب فريق ترجمة رواية ري زيرو: ReZeroAR
اسم الفريق SinsReZero