عودة طائفة جبل هوا - الفصل 1542
📏 حجم الخط
✍️ نوع الخط
🎨 الخلفية
🖥️ عرض النص
[email protected]
-بيبال تخصم عمولة 1-2دولار لهذا زادت اسعار الدعم-
يداه كانتا متجمدتين.
“هاا…”
حتى عندما نفخ عليهما، لم يحصل إلا على دفء مؤقت — كانت أطراف أصابعه لا تزال حمراء زاهية وباردة كالثلج.
“هاا.”
لم يتوقف الفتى عن النفخ في يديه، بينما كان وجهه البائس يتجعد دون أن يشعر. لو لم يكن يحمل ذلك الحمل على ظهره، لكان استطاع أن يدفئ يديه بأنفاسه معًا…
لكن تدفئة يديه لن تحل شيئًا. فبمجرد أن يهدأ الألم الطاعن، سيعود الجوع لينخر أحشاءه.
“هاا…”
بينما كان ينفخ على يديه الخدرتين، أزاح حصير القصب الذي يغطي مدخل الكوخ ودخل إلى الداخل.
في الداخل، جلس رجل وعدة فتيان — كل واحد أقصر منه برأس تقريبًا — ملتفين حول نار تتأجج في المنتصف. كانوا جميعًا نحيلين كأغصان الأشجار، خاصة الرجل الجالس في الوسط، الذي بدا أكثر هزالًا وحدة، ربما بسبب كبر سنه.
فقاقيع.
وعاء يغلي فوق النار، مملوء بعصيدة رقيقة جدًا. ابتلع الفتى ريقه دون وعي عند رؤيتها.
“عدت؟”
“…نعم.”
“هل وجدت شيئًا؟”
“حسنًا…”
توتر جسده كله من القلق.
“في الحقيقة… لم يكن هناك ما يمكن أخذه…”
“ماذا؟! مع كل هؤلاء الموتى، لم تجد شيئًا؟”
“…نعم. يبدو أن أحدهم سبقنا. لم يبق طعام، حتى الثياب سُلبت.”
“اللعنة…”
تشنج وجه الرجل غضبًا. أكثر من مئة قُتلوا في القتال، ولم يتبق درهم واحد ولا حبة قمح.
لم يكن لدى المقاتلين وقت لنهب الجثث، مما يعني أن آخرين سبقوهم كالنسور ليلتقطوا كل شيء.
“ما الذي على ظهرك؟”
“هـ-هذا…”
تراجع الفتى خطوة، وأنزل ما كان يحمله على ظهره.
تكشّف عن شيء ملفوف بخرقة متسخة.
“أنت…”
سارع الفتى لتبرير نفسه بخوف.
“لـ-لا، رأيت أنه كان يمسك شيئًا بيده… حاولت فتحها لكنه كان يقبض عليها بقوة.”
احمرّ وجه الرجل غضبًا.
“لـ-لكن بدا أنه حيّ، إنه مجرد طفل… كان لا يزال يتنفس، فلم أستطع أن أتركه…”
صفعة!
قبل أن يكمل كلماته، اندفع الرجل وصفعه بقوة جعلته يطير كغصن يابس ويصطدم بجدار الكوخ.
“أيها الحقير عديم الفائدة!”
ولم يكتفِ بالصفعة، بل بدأ يركله بقسوة.
“أحمق لا يستطيع أن يجلب حتى لقمة مثل البقية! ماذا؟ أحضرت شخصًا؟ ماذا؟ لا يزال حيًّا؟!”
“أ-أنا آسف…”
“اخرس!”
انهالت الركلات على وجهه.
لم يكن هذا تأديبًا، بل عنفًا أعمى، تنفيسًا عن غضبٍ دون اكتراث إن مات الفتى أم لا.
“أآه!”
سال الدم من فمه، ربما من خده الممزق من الداخل. وبعد فترة توقف الرجل، يلهث بعنف.
“تتظاهر بأنك طيب؟ لا تستطيع إطعام نفسك، وتقلق على الآخرين؟ أحمق! ألا تفهم؟ نحن نموت جوعًا، وأنت تزيد فمًا آخر؟ هل تدرك ما يعنيه هذا؟!”
لم يجب الفتى. لم يكن قادرًا على ذلك.
رمقه الرجل بنظرة باردة، ثم نظر إلى الطفل الملفوف بالخرقة. بدا أنه دون العاشرة، وربما أكبر قليلًا — فالفقر يجعل الصغار يبدون أصغر سنًا مما هم عليه.
من لون بشرته، بدا أنه على وشك الموت.
في هذا العالم، كان الفتى الضعيف أدنى قيمة من كلب أو خنزير. فحتى الحيوانات يمكن أن تُطعم ثم تُذبح لتُؤكل لاحقًا.
“م-ماذا نفعل به؟”
سأل أحد الفتيان بخوف.
“ماذا نفعل؟”
“هـ-هل نرميه خارجًا؟”
نظر الرجل إلى مدخل الكوخ، والريح ترفع حصير القصب، فيدخل هواء قارص. حتى داخل الكوخ، كان البرد يعضّ العظام. لو رُمِي الطفل خارجًا، لتجمد خلال ساعة.
“ضعوه في ذلك الركن.”
“لكن إن فعلنا…”
“افعل ما أقول! هل تعلم كم يصبح الجسد ثقيلًا حين يتجمد؟ من سينقله بعد أن يتحجر؟!”
“أوه…”
أومأ الفتية بسرعة. كانوا يعرفون تمامًا ما يعنيه، فقد فعلوا ذلك من قبل.
“سيموت على أي حال إن تركناه. ثم…”
رمقهم بنظرة باردة جعلتهم يتراجعون.
“ماذا تنتظرون؟”
“هاه؟”
“ألم تفهموا؟”
وأشار بذقنه نحو المدخل، حيث كانت العاصفة الثلجية تزمجر. كانت الثلوج نادرة في منطقتهم، لكن هذا الشتاء بدا مختلفًا تمامًا.
“هذه ليست ثلوج يوم أو يومين، أليس كذلك؟”
أومأوا جميعًا. كانت أول عاصفة في حياتهم، ولم يعرفوا متى ستتوقف، لكنهم علموا أن معارضته الآن انتحار.
“وماذا ستأكلون حتى تنتهي؟”
“الخارج…”
“أوه، تريدون الجلوس هنا ثلاثة أو أربعة أيام، تنتظرون وأنتم تموتون جوعًا؟”
لم يجيبوا. كانوا يريدون أن يقولوا إن العصيدة تكفي، لكنهم يعرفون أنها ليست لهم.
“اخرجوا. تسلقوا جدار أحدهم، اقتلوا كلبًا، اكسروا الجليد واصطادوا سمكة! افعلوا أي شيء لتحضروا طعامًا! وإن عدتم خاليي الأيدي، لا تفكروا في العودة أصلًا! فهمتم؟”
“لكن الثلج…”
صفعة!
دار رأس أحدهم مع الصفعة.
“ماذا قلت؟”
“سأجد شيئًا! بالتأكيد!”
“انطلقوا الآن!”
ركض الفتية مذعورين إلى الخارج، تاركين وراءهم الفتى المغمى عليه والرجل الغاضب.
“أوغاد عديمو الفائدة…” تمتم الرجل بغضب.
لم يكن غضبه كله من طبيعته العنيفة. لقد نجا بالكاد طوال عشرين عامًا، ويعلم جيدًا ما ينتظرهم هذا الشتاء.
الحروب بين طوائف الشر ازدادت شراسة، والفلاحون فرّوا إلى الجبال، ثم سُلبوا من قِبل قطاع الطرق. استمر ذلك لأكثر من عقد.
الجثث ملأت الطرق — بعضهم مات بالسيف، وآخرون جوعًا — والآن حلّ شتاء قاسٍ بشكل غير مسبوق.
أبعد الوعاء عن النار. كان مليئًا بعصيدة شبه مائية، حفنة صغيرة من الدخن غُمِرت بماء كثير.
‘سيهلك كثيرون قبل أن ينقضي الشتاء.’
لم يكترث إن مات أحد أولئك الفتية. فالأيتام في كل مكان، والناس يتخلصون من أطفالهم ليقلّ الطعام.
المشكلة الوحيدة هي أن هو قد يموت.
نظر إلى معصمه النحيل الذي بدا كأنه سيتكسر في أي لحظة.
اللعنة… هل يمكنه أن ينجو بهذا القدر من الطعام؟ هل يمكنه حتى أن يجد المزيد لاحقًا؟
إلى البعض، كان متسولًا، وللبعض الآخر، لصًا، بل قاتلًا عند الحاجة. فعل كل ما تطلبه البقاء، لكن هذا الشتاء بثّ فيه خوفًا لم يعرفه من قبل.
ثم خطر بباله شيء، فالتفت ببطء نحو الركن.
الطفل الذي أُلقي هناك.
كان يحتضر، لكنه لم يكن نحيلًا مثل الباقين.
ابتلع الرجل ريقه لا إراديًا، وترددت في عينيه ومضة صراع قصيرة… ثم هدأ.
“تسففف.”
أخرج سكين مطبخ حادًا ببطء من غمده الرخيص.
رغم عزمه، شعر بتوتر وهو يلعق شفتيه الجافتين، واقترب من الطفل بعينين تضجان بنية شريرة.
عندما ألقى ظله على الطفل، تحركت أصابعه قليلًا داخل كمه.
********
“…هل أنت بخير؟”
همس أحد الفتية. أومأ الفتى الذي ضُرب بصعوبة.
كان واضحًا أنه بحالة سيئة، لكن بمجرد أن أومأ، فقد الآخرون اهتمامهم.
في هذا العالم، كان الموت مألوفًا جدًا، لا يُرثى له.
“اللعنة، أين سنجد شيئًا نأكله في هذا الجو؟”
تذمر أحدهم.
“إن استمر هذا الوضع، سنـ…”
“لا تكمل.”
قاطعه الآخرون بسرعة. كانوا يعلمون ما يدور في باله، لكنهم خافوا قوله.
قتل الرجل يعني التحرر من ضربه، لكنهم عندها سيهلكون جميعًا دون حماية.
فقال الفتى المضروب بهدوء:
“انتظروا قليلًا.”
“لماذا؟”
“فقط… انتظروا قليلًا ثم عودوا.”
“ماذا تقصد؟”
“تعرفون ما أعني. على الأقل، الليلة… سيكون لدينا ما نأكله.”
تجمدت وجوههم، ثم اتسعت أعينهم فهمًا.
“لا يمكن…”
“هل تفاجأتم؟ لسنا الوحيدين هكذا. ألم تسمعوا عن وانغ هوبي من قبل؟”
القصص عن وانغ هوبي… جعلت بطونهم تنقبض خوفًا.
“إذن سيحدث فعلًا…”
“لن يفيد أن نعود الآن. انتظروا قليلًا.”
مرت مشاعر شتى على وجوههم — الخوف، اليأس، الاستسلام.
لكن لم يجرؤ أحد على الاعتراض. عندما يتعلق الأمر بالبقاء… لا مكان للرحمة.
“…كم ننتظر؟”
“ليس طويلًا. كم سيستغرق إنهاء طفل يحتضر؟”
“قد يتردد.”
“هو؟ يتردد؟”
ساد الصمت.
انتظروا نحو ربع ساعة، تحت الريح القارسة، ثم عادوا بخطوات متثاقلة.
كلما اقتربوا من الكوخ، ازداد ذلك الريح المعدنية في الهواء — رائحة الدم.
رفع أحدهم حصير القصب بحذر… وتجمد مكانه.
“أوه…”
كانت الدماء تلطخ الأرض والجدران.
لم يكن هذا مفاجئًا، لكن المفاجأة كانت لمن الدم.
“الـ… الزعيم…”
الرجل الذي طردهم كان ممددًا، عيناه مفتوحتان لا تنغلقان، صدره مشقوق، وجهه ممزق، وعنقه مثقوب بخنجر صغير.
خنجر ذو مقبض مكسور — صغير جدًا، كأنه خُصص ليد طفل.
“أوه…”
ارتجفوا جميعًا.
ثم سمعوا صوت طقطقة خفيفة.
التفتوا فرأوا الطفل الصغير — بالكاد يصل إلى صدورهم — جالسًا بجانب الجثة.
الصوت كان صوت الملعقة القديمة وهي تضرب الوعاء.
في الوعاء العصيدة التي كان الرجل سيأكلها…
والذي يأكلها الآن هو الطفل الذي ألقوه هناك.
تجمد الفتية.
لم يهتموا كيف استيقظ، ولا كيف قتله.
ما رأوه كان كافيًا ليصيبهم بالهلع.
القتيل يبرد… والحيّ يأكل.
واقع أقسى من الشتاء ذاته.
ثم —
طَقّ.
وضع الطفل الملعقة ببطء، وأدار رأسه نحوهم.
من بين خصلات شعره المتناثرة، ظهرت شفتاه.
لم تعودا شاحبتين كما كانتا، بل صارتا حمراء قانية… كلون دم الرجل الميت.
توقف أنفاس الفتية.
قبل أن يختنقوا من الصمت الثقيل، ارتسمت على شفتي الطفل ابتسامة صغيرة.
ابتسامة بريئة في ظاهرها، لكنها أبرد من الثلج، وأشد رعبًا من الموت.
❀ ❀ ❀
فتح جانغ إل-سو عينيه ببطء ونهض من فراشه.
نظر حوله — الفراش الفاخر، البطانيات الحريرية، الشموع العطرة التي تلقي وهجًا دافئًا.
عندما لاحظ الخدم يقظته، دخلوا سريعًا.
“هل تحتاج شيئًا، يا قائد التحالف؟”
لم يجب فورًا اكتفى بالتحديق فيهم، ثم أدار نظره نحو النافذة.
“هل تتساقط الثلوج؟”
تبادل الخدم نظرات حائرة. في هذا الطقس؟ بدا السؤال بلا معنى.
وبينما هم يترددون، ابتسم جانغ إل-سو وأشار بيده.
“لا، لا بأس.”
أخذ الكأس من يدهم، وشرب الماء دفعة واحدة.
ثم قال بابتسامة هادئة رسمت برودة في الهواء:
“أريد عصيدة على الفطور.”
******
انتهت امتحاناتي ، و أخدت استراحة محارب ، نعود للتنزيل اليومي (人 •͈ᴗ•͈)
✨ عضوية مميزة في فضاء الروايات ✨
🚫📢 تخلّص من الإعلانات المزعجة
💖 استمتع بتجربة قراءة سلسة ومميزات حصرية مقابل مبلغ رمزي
📌 ملاحظة: أرسل اسمك في الموقع عند الدفع ليتم تفعيل العضوية ✅
جميع ما يتم ترجمته في الفصول منسوب إلى المؤلفين، ونحن بريئون من أي معانٍ تخالف العقيدة أو معانٍ كفرية وشركية.
هذا مجرد محتوى ترفيهي فلا تدعه يؤثر عليك أو يلهيك عن دينك.
استغفر اللـه وأتوب إليه.