عودة طائفة جبل هوا - الفصل 1537
📏 حجم الخط
✍️ نوع الخط
🎨 الخلفية
🖥️ عرض النص
[email protected]
-بيبال تخصم عمولة 1-2دولار لهذا زادت اسعار الدعم-
الفجر الباكر — امتلأت الحانة التي كانت تُستخدم كقاعة طعام بالكامل بتلاميذ طائفة هوا.
القاعة، التي كان يُفترض أن تكون صاخبة في هذا الوقت من اليوم، غمرها صمت ثقيل خانق.
طَقّ… طَقّ…
رغم صعوبة بقاء عشرات الأشخاص في مكان واحد دون صوت، لم يُسمع سوى صوت ارتطام خفيف للملاعق بالأواني. وحتى ذلك بدا مزعجًا للغاية، إذ جعل الجميع يرتجفون مع كل نغمة.
وسط هذا الصمت المطبق، بدت وجوه تلاميذ الجيل الثاني أكثر شحوبًا مع مرور اللحظات.
‘هذا جنون…’
الطعام سيعلق في الحلق قبل أن يصل إلى المعدة، لا شك في ذلك.
ومهما كانوا من تلاميذ طائفة هوا القادرين على مضغ الصخور وهضم الحديد، فلا يمكنهم هضم الطعام في أجواء كهذه.
“ساهييونغ.”
“ماذا؟”
“تلك القصة…”
“هل جُننت؟ كيف يمكن أن تتحدث في جو كهذا؟”
لم يحرّك أحدهم شفتيه أكثر من اللازم، وكل التبادل كان بنظرات يائسة عبر المائدة.
كانوا قد خططوا في الأصل لاغتنام هذه الفرصة الصباحية للحديث عن التدريب المفرط.
لم تكن شكوى فارغة — فمع اقتراب الحرب، أصبحت التدريبات قاسية إلى حد أن بعضهم شعر أنهم سيسقطون قبل أن تبدأ المعركة أصلًا.
عادةً ما كان جو غول هو الوسيط في مثل هذه الأمور، إذ يمتلك أذنًا صاغية ولسانًا دبلوماسيًا، لكن في الآونة الأخيرة أصبح الاقتراب منه أصعب — أليس هو الآن “نصل البرق” المشهور؟
لذلك قرروا اليوم أن يتجاوزوه ويتحدثوا مباشرة إلى يون جونغ، المعروف بطبعه الهادئ…
طَقّ… طَقّ…
لكن الجو عند مائدة يون جونغ كان أبعد ما يكون عن الهدوء.
حيث جلس يون جونغ و السيوف الخمسة – أو بالأحرى، تلاميذ تشونغ ميونغ – لم يُسمع أي حديث، بل فقط صوت الملاعق وهي تحتك بجوانب أوعية العصيدة.
من ينظر من بعيد قد لا يجد في الأمر غرابة.
فالتلاميذ يتشاجرون دائمًا، ومن الطبيعي أن تقع بينهم خلافات — بل إن عدم وجودها سيكون هو الغريب.
حتى جين تاي، الذي كان يراقب الموقف بحذر، تشاجر مرات لا تُحصى مع إخوته الكبار.
كانت هناك لحظات تبادلوا فيها اللكمات، وأخرى كادوا فيها أن يشهروا السيوف فعلًا.
لكن أن يتحول الخلاف إلى هذا الصمت المتجمد بين السيوف الخمسة وتشونغ ميونغ — فذلك غير مسبوق.
“هل حدث شيء كهذا من قبل؟”
مهما بحث جين تاي في ذاكرته، لم يجد جوابًا.
نعم، كانت السيوف الخمسة يتشاجرون كثيرًا، بل قيل ساخرًا إن “تاريخ تطور طائفة هوا” هو في الحقيقة “تاريخ معارك الخمسة”.
لكن تلك الخلافات كانت تنتهي دائمًا بلا ضغائن. يتشاجرون، يصرخون، ثم يعودون كما كانوا.
أما الآن، فالصمت وحده يملأ المكان — صمت يُشبه الحافة الحادة لسيف مسلول.
“هذا خانق… بحقك.”
ورغم ذلك، كان جين تاي ومن حوله أفضل حالًا من أولئك التعساء الذين جلسوا إلى مائدة السيوف الخمسة.
كان أولئك يجرّون الملاعق عبر أوعيتهم بوجوهٍ تكاد تفقد وعيها من التوتر.
وشكر جين تاي السماء أنه لم يجلس هناك، وإلا لكان سقط مغشيًا عليه من قبل أن يُنهي طبقه.
طَقّ.
في تلك اللحظة، وضع تشونغ ميونغ ملعقته جانبًا.
“لقد انتهيت من الطعام.”
نظر إليه يون جونغ وقال بهدوء:
“ينبغي أن تأكل أكثر قليلًا، فهناك تدريب ينتظرك.”
“لا بأس، لا أشعر بالجوع في الصباح.”
“حسنًا.”
نهض تشونغ ميونغ وغادر القاعة.
كان حوارًا عاديًا تمامًا في ظاهره — بل قد يراه الغريب حوارًا ودودًا بين أخ أكبر قلق على أخيه الأصغر.
لكن كل من في القاعة فهم الحقيقة.
طَقّ.
في اللحظة التالية، وضع يون جونغ هو الآخر ملعقته.
“سأخرج أولًا.”
وما إن أُغلق الباب خلفه، حتى تنفّس الجميع الصعداء دفعة واحدة.
كان واضحًا أن مصدر التوتر الذي خيّم على المكان لم يكن سوى تشونغ ميونغ ويون جونغ.
“وجهك أزرق تمامًا.”
“ووجهك أنت أسود يا ساهييونغ.”
“حقًا؟”
“لأنك نسيت أن تتنفس!”
تنهد الجميع كأنهم نجوا من كارثة.
وفي تلك اللحظة، دفعت تانغ سوسو جو غول بمرفقها، مشيرة بعينيها.
“ما بكِ؟”
“اذهب.”
“ماذا؟ إلى أين؟”
“اذهب بسرعة.”
تنهّد جو غول بعمق، وكأنه يُقاد إلى ساحة الإعدام، ثم نهض على مضض. لم يكن السبب فقط أنها طلبت ذلك، بل لأنه شعر فعلًا بأن الأمر يحتاج إلى تدخل.
“ساهيونغ، ما الذي يجري؟”
“ماذا تقصد؟”
“لا تتظاهر بالغباء. إذا تشاجرتما، تصالحا فحسب. ليس هذا أول موقف يتصرف فيه تشونغ ميونغ بجنون.”
توقفت خطوات يون جونغ فجأة عند سماع تلك الكلمات.
“تشاجرنا، هاه…”
“أعني، لم تتقاتلا فعليًا، صحيح؟ ربما فقط انفجر غضبه كعادته…”
“ليت الأمر كان بتلك البساطة.”
“ماذا؟”
“لا تقلق. لا كراهية بيننا.”
ازداد وجه جو غول عبوسًا — أن يبتعدا هكذا بلا حتى قتال؟
“ما الذي…”
قاطعه يون جونغ بنبرة باردة:
“فقط أدركنا أننا نفكر بطريقة مختلفة. لا أحد مخطئ.”
“ساهيونغ…”
“أنا ذاهب.”
بقي جو غول واقفًا في مكانه، مذهولًا، يراقب يون جونغ يبتعد بخطوات ثابتة. كان وجهه متماسكًا، لكن الجمود فيه حمل ثِقلًا لا يمكن وصفه.
“هذا ليس خلافًا عابرًا… هذا خطير.”
أن يتصادم يون جونغ وتشونغ ميونغ في مثل هذا الوقت بالذات — قبل الحرب — كارثة حقيقية.
“ يا الهـي …”
مرّر يده في شعره بعصبية.
“ماذا أفعل الآن؟”
لم يكن جو غول معتادًا على لعب دور الوسيط، فذلك كان دائمًا دور يون جونغ. أما الآن، فالوسيط نفسه هو من انكسر الخط بينه وبين تشونغ ميونغ.
والأسوأ من ذلك، أنه يعرف جيدًا عناد الاثنين.
لو سُئل عن أكثر شخصين عنادًا في طائفة هوا، لقال فورًا: تشونغ ميونغ ويون جونغ.
والآن، هذان الاثنان لا يتحدثان. وكأن أحدهما اختفى من عالم الآخر.
زفر بعمق مرة أخرى.
“لا بد أن أرى ساسوك”
ذهب ليقابل بايك تشون. كان يعتقد أنه الوحيد القادر على حل الأمر.
لكن…
“إذًا تريدني أن ألاحق الاثنين وأحلّ خلافهما؟”
رفع بايك تشون حاجبه وهو ينظر إلى جو غول ببرود.
ارتبك جو غول:
“لا، لم أقصد ذلك بالضبط…”
وبينما يفكر، أدرك كم يبدو طلبه سخيفًا.
خلاف بين تلميذين من الجيل الثاني، ويطلب من نائب زعيم الطائفة التدخل؟
حكّ شعره بتوتر:
“أعلم أن الأمر غريب، خصوصًا في وقت كهذا.”
ظل بايك تشون ينظر إليه بصمت حتى أكمل:
“لكن، ساسوك… لا يبدو الأمر مجرد شجار بسيط. يون جونغ ليس من النوع الذي يتصرف هكذا لمجرد غضب عابر، أليس كذلك؟”
ظل وجه بايك تشون جامدًا، لكنه سأله فجأة:
“لماذا تفترض أن الخطأ من تشونغ ميونغ؟”
“هاه؟ لم أقل ذلك!”
“قلت بنفسك إن يون جونغ لا يتصرف بدافع عاطفة تافهة. إذًا هل تعني أن تشونغ ميونغ هو من يتصرف كذلك؟”
تجمّد جو غول، عاجزًا عن الرد.
“لا، لم أقصد… لقد أخطأت التفكير فقط.”
“كلاهما ليس من هذا النوع”
قال بايك تشون بجدية.
“إذا وصل الأمر بينهما إلى هذا الحد، فالمسألة أعمق مما تظن، ولا يمكن حلها بالوساطة.”
أخفض جو غول رأسه بخيبة. كان يعلم ذلك، لكنه لم يُرِد تصديق الحقيقة.
تابع بايك تشون:
“وسؤالي الثاني — هل هذه مسؤوليتي؟”
تسمر جو غول مكانه.
“ساسوك؟”
“هذا خلاف بين تلميذين من الجيل الثاني. هل عليّ شخصيًا أن أصلح بينهما؟”
“ليس الأمر كذلك، لكن… المسألة تمس تشونغ ميونغ أيضًا، ولهذا…”
توقف فجأة. أدرك أن ما كاد يقوله يعني ضمنيًا أن “السيوف الخمسة” أهم من البقية.
وهذا شيء لا يمكن لتلميذ من طائفة هوا أن ينطق به — حتى لو كان صحيحًا.
ظل صامتًا، وبايك تشون يراقبه بعينين ثقيلتين.
ثم قال بهدوء:
“وماذا لو لم أكن هنا؟”
“…ماذا؟”
تغلغل الصمت بينهما كغيمة سواء.
“ماذا ستفعل يا جو غول إذا لم أكن موجودًا؟”
كانت الكلمات بسيطة، لكنها سقطت عليه كحجر يسحق صدره.
وشعر جو غول أن شيئًا داخله بدأ يتشقق ببطء — كأنه يسمع في تلك اللحظة صوت انكسار شيء أعمق من مجرد علاقة بين إخوة.
✨ عضوية مميزة في فضاء الروايات ✨
🚫📢 تخلّص من الإعلانات المزعجة
💖 استمتع بتجربة قراءة سلسة ومميزات حصرية مقابل مبلغ رمزي
📌 ملاحظة: أرسل اسمك في الموقع عند الدفع ليتم تفعيل العضوية ✅
جميع ما يتم ترجمته في الفصول منسوب إلى المؤلفين، ونحن بريئون من أي معانٍ تخالف العقيدة أو معانٍ كفرية وشركية.
هذا مجرد محتوى ترفيهي فلا تدعه يؤثر عليك أو يلهيك عن دينك.
استغفر اللـه وأتوب إليه.