عودة طائفة جبل هوا - الفصل 1533
📏 حجم الخط
✍️ نوع الخط
🎨 الخلفية
🖥️ عرض النص
[email protected]
-بيبال تخصم عمولة 1-2دولار لهذا زادت اسعار الدعم-
“هل قلت إنهم جلبوا عددًا كبيرًا من بنات العائلة؟”
“لم يجلبوا، بل تلقّوا دعمًا منهن.”
“…يبدو لي الأمر واحدًا.”
“إنه مخـتـلـف.”
“حقًا؟”
ضحك تانغ غوناك ضحكة فارغة. لقد فكّر بالفعل في إعادة تنظيم محاربي عشيرة تانغ لاستخدامهم كأطباء ميدانيين، لكنه لم يتخيّل أبدًا أنهم سيشركون نساء العائلة أيضًا.
تدفّقت الأفكار في ذهنه دفعةً واحدة: تقييم الفكرة، وتأثيرها المستقبلي، والاعتراضات التي ستنفجر من كل حدب وصوب.
لكن في النهاية، كانت الكلمات التي خرجت من فمه مختلفة تمامًا عن تلك الأفكار.
“يبدو أنكِ تؤدين عملكِ جيدًا.”
للحظة، لم تعرف تانغ سوسو ما تقول، ونظرت إليه بدهشة. كان يبتسم بخفة، فالتفتت بسرعة وهي تشعر بالحرج.
“كنتُ دائمًا أقوم بعملي جيدًا، أنت فقط لم تكن تعلم، أبي.”
“هل هذا ما يبدو عليه الأمر؟”
“لا توافق بهذه السهولة!”
“إذًا لن أفعل.”
“…هل أكلتَ شيئًا غريبًا؟”
نظرت إليه تانغ سوسو بارتباك. كان ذلك مفهومًا، فوالدها كان دائمًا رجلاً لطيفًا مع ابنته، لكنه حين يتعلّق الأمر بشؤون العائلة يصبح صارمًا، كأن شخصًا آخر يحلّ مكانه.
لكن الآن، لم يكن هناك أي أثر لتلك الصرامة الخانقة في ملامحه.
“أخي لابد أنه يمرّ بوقتٍ صعب.”
“هل تتحدثين عن تانغ باي؟”
“نعم. على الأقل يمكنني الاعتماد على طائفة هوا، أما هو، فلا أحد يأخذ كلامه على محمل الجد. رغم أنه الوريث، يبدو أن اليوم الذي يصبح فيه رب العائلة لا يزال بعيدًا. ماذا يمكنه أن يفعل؟”
“لا داعي للقلق.”
“ماذا؟”
“تانغ باي سيبلي بلاءا حسنا أيضًا.”
بهذه الكلمات الهادئة، لم تستطع تانغ سوسو إخفاء دهشتها. لكنها، مهما حاولت، لم تجد أي معنى خفي في وجه والدها.
“…أنت حقًا غريب اليوم.”
“ليس في الأمر غرابة.”
قال تانغ غوناك بهدوء.
بالطبع، كان يدرك كل شيء. بطبيعة الحال، ستكون هناك مشاكل كثيرة: اعتراضات من أفراد العشيرة الذين يريدون أن يكونوا محاربين لا أطباء، مقاومة الشيوخ الذين لا يريدون تسليم زمام الأمور لمن هم أصغر سنًا، وتذمّر الطوائف الأخرى التي وجدت نفسها فجأة مسؤولة عن حماية عشيرة كانت تقاتل إلى جانبها سابقًا…
لو بدأ يفكر في كل هذا، فلن يكون هناك نهاية للقلق.
لكن…
“أوه، بالمناسبة!”
“هم؟”
“لا تتدخل!”
قبل أن يتمكن تانغ غوناك من فتح فمه، رفعت تانغ سوسو يدها وأشارت بحركة قاطعة كأنها تفصل شيئًا.
ابتسم تانغ غوناك بمرارة.
“لا أعرف عما تتحدثين.”
“لا تتظاهر بعدم الفهم. أنت على الأرجح تفكر في البقاء خلف الكواليس، وإن حدث خطأ ستتدخل بهدوء، أليس كذلك؟ لتسحق المعارضين من العائلة أو لتضغط على الطوائف الأخرى.”
“أنا؟”
“أليس هذا صحيحًا؟”
بدل أن ينكر مباشرة، تهرّب تانغ غوناك بابتسامة. نقرت تانغ سوسو بلسانها كأنها تقول “ألم أقل لك ذلك؟”، ثم تابعت بثقة.
“يمكنني التعامل مع الأمر بنفسي.”
“ليس قصدي أن أُخفف عنك، لكن لا داعي لسلوك الطريق الصعب إن وُجد طريق أسهل.”
“أعلم ذلك. لكن إن بدأتَ تتدخل لأجلي، فسأظل دائمًا أعتمد على قوتك.”
“همم.”
هزّت تانغ سوسو رأسها بإصرار وهي تتابع:
“ليس هذا مجرد رغبة طفولية في أن يُعترف بي أو أن أقف بمفردي. إن لم يثق الناس بي، بل بالقوة التي تقف خلفي، فستظهر مشاكل خطيرة في اللحظات الحاسمة. لذلك يجب أن يؤمنوا بتانغ سوسو تلميذة طائفة هوا، لا تانغ سوسو ابنة تانغ غوناك.”
“أن تجعلهم يثقون…”
حدّق تانغ غوناك بها مطولًا قبل أن يتكلم:
“هل تظنين أنكِ قادرة على ذلك؟”
“عليّ أن أكون قادرة.”
اتسعت ابتسامة تانغ غوناك.
“إذن، في الوقت الحالي…”
“…نعم؟”
“أنا أثق بك.”
تلاقت عينا تانغ سوسو المليئتان بالدهشة بعيني تانغ غوناك اللطيفتين، واحمرّ وجهها قليلًا.
“أنت غريب فعلًا اليوم.”
أدارت رأسها بسرعة ونهضت من مكانها فجأة.
“سأرحل الآن، لديّ عمل كثير.”
“أظن ذلك.”
“حقًا!”
وبينما كانت ابنته تندفع خارجة من الغرفة، وقد غلبها الحرج، ابتسم تانغ غوناك ابتسامة واسعة.
❀ ❀ ❀
“سأموت…”
تنهيدة مرهقة خرجت من فم جو غول، الذي سقط على سريره فور دخوله غرفته، بعد تدريبٍ شاق.
تدريبات تشونغ ميونغ تدفع الناس إلى أقصى حدودهم كانت غالبًا أكثر مما يحتمله البشر، وقد عاش جو غول ذلك مرارًا.
لكن بدل أن يتذمّر كعادته، ركّز نظره على ظهر الشخص الذي دخل الغرفة معه.
يد بطيئة ورشيقة تمسح الأوساخ عن السيف، ثم ترتّب الزيّ بعناية. الحركات المألوفة ترافقها ترنيمة خافتة تبعث الطمأنينة في القلب.
“حقًا…”
هزّ جو غول رأسه.
يون جونغ خضع للتدريب نفسه، فلا بد أنه مرهق مثله. ومع ذلك، كان هادئًا، لا يهمل واجباته مهما بلغ التعب.
تلك كانت “قوة” مختلفة، ليست قوة السيف، بل قوة النفس. شيئٌ لم يستطع جو غول أن يقلّدَه في حياته.
“لماذا تحدّق بي هكذا؟”
سأل يون جونغ دون أن يلتفت.
“آه، لا شيء…”
أجاب جو غول بخجل.
“غبي.”
لم يُضف يون جونغ شيئًا، بل حرّك يده أسرع قليلًا لينهي عمله حتى يتمكن جو غول من الراحة.
تمتم جو غول بكلمة دون وعيه.
“ساهيونغ.”
“همم؟”
“أنا…”
بدأ بالكلام، ثم هز رأسه.
“لا شيء.”
“تتصرف بغرابة الليلة.”
“هيا لنطفئ المصباح وننام. لماذا تتعب نفسك؟ سيتّسخ من جديد غدًا على أي حال.”
“قلتُ لك دائمًا، صقل النفس يعني—”
“آآه! كفى موعظة! لا أسمعك! لا أسمعك!”
“…”
نظر يون جونغ إليه بعينين ضيّقتين، لكن جو غول استدار إلى الجدار بسرعة وكأنه يخشى أن يلتقي نظره.
“سأنام الآن، لذا نم أنت أيضًا يا ساهيونغ.”
“…حسنًا.”
تنهد يون جونغ بخفة وهو ينظر إلى جو غول المستدير نحو الحائط.
في الحقيقة، كان يعلم. كان يعلم ما أراد جو غول أن يسأله.
‘لابد أنه قلق.’
كيف لا يعرف؟ فكل يوم يقتربون أكثر من الحرب، وكل منهم سيواجه مصاعب لا تحصى.
لكن ما يخافه جو غول على الأرجح ليس الألم الذي سيواجهونه في الحرب…
صرير خفيف.
أنهى يون جونغ تلميع سيفه، وأعاده إلى غمده، وعلّقه في خصره قبل أن ينهض.
أصدر الباب صوتا خافتا وهو يغادر، فالتفت جو غول قليلًا إلى الباب الذي خرج منه.
“…هوو.”
تنهد بعمق، في صمت الليل الثقيل.
خطوات يون جونغ أخذته عبر مساكن هوايوم متجهًا نحو جبل طائفة هوا. لم يكن هناك داعٍ للصعود، فالجميع بمن فيهم زعيم الطائفة يقيمون مؤقتًا في هوايوم، لكنه صعد رغم ذلك.
في السكون، لم يُسمع سوى وقع خطواته. عيناه غائرتان، وصعد المسار الوعر الذي حفظه عن ظهر قلب.
كم مضى من الوقت؟
انحرف عن الطريق المعروف إلى منطقة أكثر وعورة، موضعٍ ناءٍ حتى إن الوحوش لا تقترب منه. وادٍ عميق في قلب طائفة هوا.
شق طريقه بين الأشجار الكثيفة حين دوّى في الهواء صوتٌ حاد.
هوووش!
رفع يون جونغ بصره، يتبع زهور البرقوق المتفتحة فوق الأشجار.
تفتّحت أزهار البرقوق الحمراء الزاهية وسط ظلمة الجبل، مشهدٌ يخطف الأنفاس حتى لتلميذ من طائفة هوا مثله.
اقترب من حيث تتفتح الزهور.
وسرعان ما رأى رجلاً يرسم تلك الزهور البديعة بطرف سيفه.
هوووش!
زيّ أبيض ناصع.
عصابة رأس مربوطة بإحكام.
وشعرٌ أسود طويل يتطاير مع كل قفزةٍ وضربة.
في أعمق موضعٍ من طائفة هوا، حيث لا يجرؤ أحد على الوصول، كان بايك تشون يلوّح بسيفه. قطرات العرق تتطاير من فكه الحاد، وشفته السفلى مشدودة بإحكام. يكفي هذا ليدل على مدى الجهد الذي يبذله.
وفي تلك اللحظة—
هوووش!
من طرف السيف المندفع بقوة، تفتحت أزهار البرقوق الكثيفة المبهرة، حتى بدا الغابة الخضراء الداكنة وكأنها انفجرت بلونٍ أحمرٍ زاهٍ.
كيف يمكن وصف هذا المنظر بالكلمات؟ كان مشهدًا يخطف الأنفاس، كما لو كان حلمًا.
ثم، كما الزهور التي تتفتح موسمًا واحدًا لتتساقط سريعًا، تلاشى المشهد كله، وكأنه لم يكن سوى وهم.
ظل يون جونغ يراقب بصمت.
لطالما كان بايك تشون شخصًا يتقدّم بموهبته الفطرية، لدرجة أن فكرة اللحاق به كانت تبدو مستحيلة.
لكن يون جونغ كان يعرف الحقيقة. لم يصل بايك تشون إلى هنا بالموهبة وحدها، بل بجهدٍ هائل. لولا ذلك، لما أصبح ما هو عليه الآن.
“هوو، هاا…”
خفض بايك تشون سيفه ببطء، منحنيًا قليلًا، يتنفس بثقل. بدا مرهقًا، وجهٌ لا يُظهره أبدًا أمام رفاقه الخمسة.
بعد أن التقط أنفاسه طويلًا، مسح العرق عن وجهه، واستدار.
“أأنت هنا؟”
أجاب يون جونغ بابتسامة محرجة:
“…لم أكن أحاول التجسس، ساسوك.”
ضحك بايك تشون بخفة.
وأي تجسسٍ يمكن أن يكون بين تلاميذ الطائفة الواحدة الذين يتعلمون الفن نفسه؟ كانت كلمات يون جونغ مجرد تبريرٍ لوجوده.
“ما رأيك؟”
“كان رائعًا.”
اعتدل بايك تشون ونظر إليه مباشرة.
بريق السيف تلمع عليه قطرات العرق.
“هل هذا كل ما لديك؟”
رد يون جونغ بهدوء:
“سريع، قوي… ودقيق أيضًا.”
طريق الاستقامة [جونغدو (정도 – الطريق القويم)].
لا يمكن الحديث عن سيف بايك تشون دون ذكر هذا المفهوم.
وفي الوقت نفسه، كان جريئًا وقويًا، يصعب تقليده حتى لو فُهم.
السيف نفسه، حين يمسكه شخصان مختلفان، يصير شيئًا آخر تمامًا.
“هل هذا كل شيء؟”
على غير عادته، بدا بايك تشون كأنه يطلب مزيدًا من الثناء.
تأمله يون جونغ بجدية نادرة، وعيناه الرزينتان تحدّقان فيه بثقلٍ باردٍ تقريبًا.
في الصمت المربك، تكلّم بايك تشون أولاً.
“أعلم… لا يزال أمامي طريق طويل. ولهذا أتدرب سرًّا كهذا…”
“ساسوك.”
قاطعه صوت يون جونغ.
وبعد لحظةٍ قصيرة من الصمت، خرجت الكلمات من فمه ببطء، ثقيلة كحدّ السيف.
“ستموت.”
في مكانٍ ما، دوّى صوت حشرةٍ ليلية.
وساد بينهما صمتٌ كثيف، حزين بعض الشيء، يشبه برودة الفجر.
✨ عضوية مميزة في فضاء الروايات ✨
🚫📢 تخلّص من الإعلانات المزعجة
💖 استمتع بتجربة قراءة سلسة ومميزات حصرية مقابل مبلغ رمزي
📌 ملاحظة: أرسل اسمك في الموقع عند الدفع ليتم تفعيل العضوية ✅
جميع ما يتم ترجمته في الفصول منسوب إلى المؤلفين، ونحن بريئون من أي معانٍ تخالف العقيدة أو معانٍ كفرية وشركية.
هذا مجرد محتوى ترفيهي فلا تدعه يؤثر عليك أو يلهيك عن دينك.
استغفر اللـه وأتوب إليه.