رواية تناسخ الشرير - الفصل 44

الفصل 44: ربما قابلت نسخة مزيفة من الشاب الأكبر لعائلة سونغ

انتهت الضجة، وتفرق الجميع.

استدار سونغ شي تشنغ لينظر إلى شن يي شيان، التي لا تزال واقفة هناك. بينما كان يخطط في ذهنه كيف يُظهر نفسه بمظهر رائع قبل أن يغادر، قطعت شن يي شيان حبل أفكاره بالإشارة إلى ملعب الغولف قائلة:

”لما لا نلعب بعض الجولات؟“

أجاب سونغ شي تشنغ بلطف ”ربما في يومٍ آخر، ليس لدي معدات اللعب الآن.“

رفض سونغ شي تشنغ بهدوء، إذ لم يكن لديه أدنى فكرة عن كيفية لعب هذه الرياضة الخاصة بالأثرياء، ولم يرد أن يفضح نفسه.

ابتسمت شن يي شيان قليلاً وقالت: ”أعلِم الخدم في منزلك بأن يحضروا المعدات. ألم تكن تشتكي لي دائمًا حول كونك سيئ في اللعبة وطلبت أن أعلمك؟ لدينا متسع من الوقت بعد الظهر، لأخصصن لك تدريبًا جادًا.“

ثم رفعت شن يي شيان رأسها قليلاً، وعلى محياها ابتسامة ماكرة وقالت: ”وأيضًا، أعتقد أنه بعد تعديل اتفاق خطوبتك لأختي، من الأفضل أن نتحدث بشكل جاد بيننا من الآن.“

على الرغم من أنها هدأت بعد هذا الحدث، إلا أن قلب شن يي شان ما زال مليئًا بالشكوك، وكان لديها شعور بأن هذا الشاب النكرة أصبح أكثر غموضًا.

علاوة على ذلك، إنها متأكدة أن سونغ شي تشنغ اكتشف سر تواصلها السري مع يي تيان، وبالتالي لم يعد هناك ما يمكن إخفاؤه، لكن في قرارة نفسها كانت تشعر بشيء من الاستياء.

طبيعتها المتعالية لن تسمح لها بأن يُهزأ بها من قِبل شاب تافه كانت تستخف به دائمًا!

كان سونغ شي تشنغ يعلم أن هذه المرأة الخبيثة التي تلعب دور العدوة كانت تحاول استغلال الفرصة لاختباره ومعرفة نقاط ضعفه وأسراره. لكن عندما فكر في الأمر، طالما أن سر تناسخه في هذا الجسد لم يُفضح، بدا له أنه لا يوجد ما سيستحق اهتمامها ويقلقه كشفه.

علاوة على ذلك، بعض الأمور كان يخطط لها فعلاً أن تصل إلى أذن شن غو تاو عبر فم شن يي شيان.

(ملاحظة ترجمة: ’شن غو تاو‘ هو والد شن يي شيان المترجم السابق كان يكتب اسمه ’تشين قوه تاو‘)

وعندما عَلِم أن سونغ شي تشنغ الأصلي لم يكن يعرف كيفية لعب الغولف تنهد الصعداء، وقرر أن يقضي بعض الوقت مع خطيبته السابقة.

عندما وصلت المعدات اللازمة للغولف، باشروا بالتوجه إلى غرفة تبديل الملابس لتجهيز أنفسهم، ثم اختاروا ملعبًا هادئًا للتدريب، وشرعا في التظاهر بالتدريب معًا.

على عكس مستوى سونغ شي تشنغ المتدني في الغولف كانت شن يي شيان تبدو محترفة للغاية. من طريقة إمساكها للعصا، وحركة رفع العصا، إلى حركة الهبوط، جميع الحركات كانت مثالية ولا تشوبها شائبة، تنفذها بسلاسة تامة. بالإضافة إلى جسدها الرشيق بعد فقدان الوزن، كانت خطوط جسمها تبدو مثالية، وملابس الغولف الضيقة التي كانت ترتديها تبرز ثناياها بشكل أنيق. تحت أشعة الشمس الساطعة، وبينما كانت تضرب العصا، كانت تظهر بأناقة لا تفقد رونقها وقوتها.

”عندما تمسك بالعصا، اجعل يديك والعصا وحدة واحدة، واضبط تنفسك، حافظ على وضع طبيعي ومريح لجسدك، واسترخي قليلاً، لأنكَ متصلب للغاية… وأيضًا، قم بثني الوركين والركبتين قليلاً، وركز نظرك على الاتجاه الذي ستُضرب ناحيته الكرة، دع ذراعيك وأكتافك تتدلى بشكل طبيعي، والميول بين الكتفين تكون حوالي 15 درجة، ويجب أن يكون الكتف الأيسر أعلى قليلاً من الكتف الأيمن. عند ضرب الكرة، يجب أن تكون قدمك اليسرى بالقرب من مكان الكرة….“

بدأت شين يي شان توجيه سونغ شي تشنغ بدقة، لكن عندما رأته يضرب الكرة بشكل سيء للغاية، فكرت أن مستواه من الهواة الأكثر تدنيًا، لم تتمالك نفسها من التعجب وهزت رأسها مبتسمة قائلة بسخرية: ”كيف أصبح مستواك أسوأ في اللعب عن آخر مرة؟! المدربة الخصوصية التي دفعت لها عشرات الآلاف، ماذا علمتك بالضبط؟ بالمناسبة، يقولون أن المدربة كانت جميلة جدًا، على ما يبدو أنك كنت مشغولًا كعادتك في التفكير كيف توقعها في سريرك بدلاً من تعلم الغولف.“

قال سونغ شي تشنغ: ”ربما قابلتُ مدربة مزيفة.“

وقال بابتسامة يملؤها اليأس ظاهرة على محياه: ”وأيضًا، قال لي الطبيب أن الارتجاج في المخ يؤثر على الذاكرة.“

”ارتجاج في المخ، هل حقًا جعلك تصبح شخصًا آخر؟“

أعادت شن يي شيان ضرب كرة أخرى بكل حماس، ثم رفعت يدها وعدّلت قبعة الغولف على رأسها، وهي تراقب مسار الكرة بعينين شبه مغلقتين، وقالت بلا اكتراث:

”في الواقع، بعد إصابتك، ظهرت عليك فعلاً تغيرات كبيرة، ليس فقط في طريقة حديثك وتصرفاتك، حتى عقلك أصبح أكثر نشاطًا. هل ارتأيتَ أن تتبع نمط قصص التوبة التي تُعرض في معظم المسلسلات الرخيصة، حيث يتحول شخص فاسد وشرير إلى شخص خَير!“

رد سونغ شي تشنغ بحذر دون أن يظهر أي انفعال، مستغلًا لحظة تعديل تنفسه أثناء الإمساك بالمضرب ليسترخي، ثم قال بطريقة هادئة متظاهرًا باللامبالاة:

”في هذا العالم، ليس هناك شيء اسمه الخير والشر، ببساطة، كل شيء يعتمد على المقارنة. على سبيل المثال، يي تيان ذلك، دائمًا ما يتفاخر بالفضيلة والأخلاق، لكنه لم يتوقف عن القيام بأعمال أنانية. ماذا يسمى هذا الخير؟ في أحسن الأحوال هو مجرد وهم!“

قالت شن يي شيان فجأة بلهجة ساخرة:

”هذا مثير للاهتمام.“

ثم تابعت وهي تستهزئ:

”إذا اتبعنا هذا المنطق، فنحن نعتبر نصف طيبين، على الأقل قدمنا الكثير من المساهمات في بناء الإقتصاد الوطني، وقدمنا للسكان خدمات الإسكان والرعاية الصحية.“

ضرب سونغ شي تشنغ كرة سيئة أخرى، لكنه كان يبتسم بابتسامة استخفاف، وقال ساخرًا:

”عائلتي وعائلتك لا تزال هناك اختلافات جوهرية بينهما، على الرغم من أننا جميعًا نكسب الأموال الطائلة، لكن على الأقل عائلتي تعمل في مجالات قانونية، والأموال التي نكسبها تأتي من مصادر شرعية ونظيفة، أما عائلتكم، فكل بنس تكسبونه يحمل جينات الجريمة والنجاسة!“

صمتت شن يي شيان للحظة ثم أخذت تعبيرًا جادًا، وقالت:

”ماذا تعني بذلك؟“

رد سونغ شي تشنغ وهو يبتسم بخبث:

”الجميع يعلم هذه الأمور جيداً، لم تعد أسراراً لكنكم تستمرون في محاولة إخفاء الحقيقة؟“

قرر سونغ شي تشنغ أن يأخذ زمام المبادرة في الحوار، ولم يتردد في كشف تاريخ صعود عائلة شن قائلاً:

”من في أوساط الأعمال لا يعرف أن والدك بدأ مشواره من إدارة عيادة صغيرة؟ ولأكون أكثر دقة، فقد جمع ثروته الأولى من علاج أمراض خاصة بين الرجال والنساء (بمعني أمراض جنسية أو تنتقل عبر الجنس). سمعت أن والدك، عندما كان شابًا، كان يلصق إعلانات صغيرة في الشوارع. وعندما بدأ يعاني من نقص في المرضى، أتى بعددٍ من النساء المصابات بهذه الأمراض للعمل في مناطق الضوء الأحمر (مناطق الدعارة أو الملهى الليلية تدعى ’مناطق الضوء الأحمر‘ بسبب انها عادة ما تضاء بإضاءة حمراء)، ومن هناك انتشرت هذه الأمراض بين الرجال والنساء في المنطقة كما ينمو الفطر بعد المطر. وبهذا، بدأت عيادته الصغيرة تحقق أرباحًا كبيرة يوميًا، دون اهتمام فعلي بعلاج المرضى، بل ببيع أغلى الأدوية فقط. وأولئك المرضى، رغم إدراكهم أنهم وقعوا ضحية استغلال، التزموا الصمت خوفًا على سمعتهم.“

ثم أضاف:

”ومع الوقت، استحوذ على عيادة أمراض نساء وركز على عمليات الإجهاض. لكن والدك لم يتوقف عند ما فعل سابقا، بل أرسل أشخاصًا يرتدون زي المتطوعين لتوزيع وسائل منع الحمل على طلاب الجامعات القريبة. ولكن تلك الوسائل كانت رديئة ومليئة بالعيوب (أي أنها لا تعمل أساسا)، مما أدى إلى حالات حمل غير متوقعة كالفطر بعد المطر. وهكذا، زادت أرباح والدك بشكل هائل.“

عندما لاحظ سونغ شي تشنغ تغير ملامح شن يي شيان إلى الغضب، استمر بلا مبالاة:

”كما أن والدك لم يترك مجالًا مربحًا إلا ودخل فيه ولا ينفك عن أساليبه الدنيئة، سواء كان علاج العقم أو الجراحة التجميلية. وبفضل هذه الأرباح، تمكن من السيطرة على مستشفيات حكومية، ثم بناء مستشفيات خاصة وسلاسل طبية. في غضون عقود قليلة، أصبح والدك قائدًا في القطاع الطبي الخاص. أما الفضائح المرتبطة بافتتاح المستشفيات، من الاحتيال إلى استغلال المرضى، فلا أعتقد أنني بحاجة لذكرها بالتفصيل.“

واختتم بحدة:

”أما مشروع دور رعاية المسنين الذي يعمل عليه الآن، فأراهن أن والدك يتمنى زيادة أعداد المسنين الوحيدين في هذا العالم. بهذا الشكل، يمكنه توسيع مصادر دخله. وإن أردنا الحديث عن استغلال الآخرين بطريقة بشعة، فلا أحد يتفوق على والدك في ذلك!“

صرخت شن يي شيان بغضب:

”ما—ما الذي تقوله بالضبط؟!“

رغم أنها كانت تعرف هذه التفاصيل المخزية عن تاريخ عائلتها، إلا أنها كوالدها اعتبرت هذه الأمور من المحرمات التي لا يُسمح لأحد بذكرها.

لكن الآن، سونغ شي تشنغ كشف كل شيء أمامها بشكل صارخ، وهو ما أثار دهشتها وغضبها الشديد!

أما سونغ شي تشنغ، فقد حقق ما كان يريده. لم يكن يهتم بغضب شن يي شيان، بل كان يهدف إلى ممارسة الضغط النفسي عليها وعلى عائلتها.

لذلك، بينما كان يواصل أرجحة مضرب الجولف بطريقة سيئة للغاية، بدا وكأنه يعبر عن أفكار عميقة ومبهمة قائلاً:

”أنا فقط أريد توضيح فكرة واحدة، رغم أن الكثيرين يقولون إن الفقر مع الفضيلة يؤدي إلى عمر أقصر، بينما البذخ مع الرذيلة يطيل الحياة، بالنسبة لي، كل الحديث عن الخير والشر ليس سوى شعارات جوفاء. إذا أردنا أن نكون دقيقين، فقد ارتكبت الكثير من الشرور مقارنة بالعامة، ولكن بالمقارنة مع الشرور التي ارتكبها والدك، فإن ما فعلته لا يُذكر على الإطلاق.“

”الآن، عائلتك في ازدهار بينما عائلتي على وشك الانهيار. ولضمان استمرار استمتاعي بحياة الطبقة العليا، وإثر اللعب مع فتاة غنية مثلك في لعبة الغولف وتبادل القليل من المغازلة، قررت أن أشرع ببعض التغييرات. بالطبع، ليس لارتكاب شرور كبرى، بل فقط للقيام بأمور تفيدني في حدود ما يسمح به القانون. وربما، عندما يكون لدي فائض من المال، سأقوم ببعض الأعمال الخيرية لكسب السمعة. على أي حال، أليس هذا هو النهج الذي اتبعته عائلتك بعد أن أصبحت نظيفة؟“

عند سماع هذا، تحولت ملامح الغضب على وجه شن يي شيان إلى دهشة وذهول، وهي تحدق في هذا الشاب الثري الذي يبدو وكأنه شخص جديد تمامًا. بعد فترة طويلة، قالت باندهاش مستخدمة عبارة مستوحاة من حديث سونغ شي تشنغ:

”يبدو أنني ربما قابلت نسخة مزيفة من الشاب الأكبر لعائلة سونغ.“

(مستوحاة من جملة شي تشنغ حينما قال : ”ربما قابلت مدربة مزيفة.“)

———————

السلام عليكم، أنا سأكمل ترجمة الرواية من اليوم فصاعدًا من الراو الصيني مباشرة ولا تقلقوا أنا متعلم للصينية والترجمة بشرية بشكل شبه كامل.

أخبروني برأيكم حول الترجمة في التعليقات أو إذا كان هناك خطأ ما.

ترجمة وتدقيق: الطاوي المتجول