حكايات زراعة العائد - الفصل 38

الفصل 38: مُزارِع (2)

“بيوكرا” هي أمة تقع إلى الجنوب الشرقي من “يانغو”، على حدود “يانغو” وتقع على طريق الحرير الذي يمتد عبر صحراء (دوس السماء). نظرًا لموقعها الاستراتيجي على طريق الحرير الذي يربط البلدان البعيدة وراء الصحراء، كانت ثروة “بيوكرا” هائلة بشكل لا يمكن تصوره. كان الحرير والأواني الزجاجية أمرًا شائعًا في جميع أنحاء المنطقة. كان التجار الذين يركبون الجمال والخيول يبيعون التبغ الذي جُلب من بلدان عبر الصحراء. جابت الأسواق أعشاب وفواكه لم أرها من قبل.

‘لا يزال مكانًا صاخبًا.’

فكرت في نفسي، وأنا أنظر إلى المحيط الذي لم يتغير على الإطلاق منذ زيارتي الأخيرة. هذا هو المكان الذي أتيت إليه مع “يونغ-هون هيونغ-نيم”، و الذي سقط في حالة من الخمول قبل تأسيس “قصر أقصى الفنون القتالية”، خلال عودتي الثانية. كنت قد تعلمت بعض لغة “بيوكرا” في ذلك الوقت، ولكن بما أن وقتًا طويلاً قد مر، لم تكن الكلمات مألوفة.

‘يجب أن أتعلم لغة “بيوكرا” من جديد لبضعة أشهر أولاً.’

سواء ذهبت إلى عشيرة “تشيونغ مون” أم لا، أحتاج إلى أن أكون قادرًا على التحدث باللغة للاستفسار. لحسن الحظ، كان هناك العديد من التجار بالقرب من حدود “بيوكرا” الذين يتحدثون لغة “يانغو”.

بعد سبعة أشهر.

قضيت سبعة أشهر أعمل في صيدلية تتعامل بشكل أساسي مع الأدوية، وحسّنت طلاقتي في اللغة. تركت صاحب الصيدلية، الذي كان يتوسل إليّ لمواصلة العمل، وتوغلت أعمق في “بيوكرا”. على الرغم من أنني لم أزرها كثيرًا، إلا أنه كانت هناك أماكن مألوفة لي منذ فترة ما بعد تشكيل “قصر أقصى الفنون القتالية”. على غرار “يانغو” حيث لم يظهر المُزارعون علنًا، كان العثور على عشيرة “تشيونغ مون” في “بيوكرا” صعبًا. ومع ذلك، سافرت في جميع أنحاء البلاد، باحثًا عن مناظر طبيعية غريبة ومناطق ذات شائعات غريبة. بعد هذا البحث، وجدت أخيرًا منطقة تبدو وكأنها تابعة لعشيرة مُزارعين.

ففف-

“هل هذا هو المكان؟”

بعيني، بعد أن وصلت إلى عالم “تقارب الطاقات الخمس نحو الأصل” ورأيت طاقة السماء والأرض، رأيت حاجزًا مصنوعًا من الطاقة الروحية يحيط بوادٍ بأكمله.

‘لقد وجدتها، منطقة عشيرة مُزارعين!’

لكنني لم أستطع بعد معرفة ما إذا كانت هذه المنطقة تابعة لعشيرة “تشيونغ مون”. حتى في “يانغو”، كانت لعشيرتي “جين” و”ماكلي” جذور منتشرة في كل مكان. من المحتمل أن يكون لدى “بيوكرا” أكثر من عشيرتي مُزارعين، لذلك كان عليّ أن أضع ذلك في اعتباري.

قضيت عدة أيام وليالٍ أمام الحاجز، أنتظر خروج شخص ما من الداخل. كان ذلك في اليوم العاشر من الانتظار تقريبًا.

‘أخيرًا، شخص ما يخرج.’

خرج رجل يرتدي رداءً أزرق من الحاجز.

‘رداء أزرق…’

عادة ما كان مُزارعو عشيرة “ماكلي” يرتدون أردية طويلة زرقاء. كنت حذرًا بعض الشيء من الرجل بسبب تلك الذاكرة، لكنني اقتربت منه دون إظهار ذلك.

“يا أخي، كيف حالك؟”

“إيه، كيف حالك؟”

لقد رد على تحيتي دون إبداء أي رد فعل عند رؤيتي.

“إنه لأمر مفاجئ جدًا أن أرى أخًا زميلاً يظهر من العدم. ها-ها-ها، لو كنت فانيًا، لكنت قضيت عليك فورًا لاكتشافك منطقة عشيرة مُزارعين، لكن لحسن الحظ، أنت أيضًا مُزارع.”

“ها-ها…”

ربما بسبب الوعي الذي حصلت عليه بعد الصعود إلى طور الطاقات الخمس، أو ربما بسبب جذور العناصر الخمسة الروحية التي اكتسبتها، اقترب مني الرجل ذو الرداء الأزرق دون تردد وضحك بحرارة.

“بالمناسبة، هل أنت متجه أيضًا في اتجاه الحدود يا أخي؟ أخطط لحضور مؤتمر المسار الروحي الذي سيعقد هذا الشهر. يبدو أنك ذاهب في نفس الطريق أيضًا، أليس كذلك؟”

“مؤتمر المسار الروحي… إيه، يا أخي. أنا آسف، لكنني لست مطلعًا جيدًا؛ هل يمكنك إخباري ما هو؟”

“همم؟ أنت لا تعرف عن مؤتمر المسار الروحي؟”

نظر إليّ الرجل ذو الرداء الأزرق كما لو كنت قرويًا جاهلاً.

“لقد أتيت من مكان ناءٍ للتدريب، أيها الزميل الداوي. ألا تعرف عن أعظم ملتقى تبادل يُعقد على الحدود بين “يانغو” و”بيوكرا”، ويحدث كل عامين؟ إنه ملتقى حيث يتبادل مُزارعو طور تنقية التشي مثلنا العديد من عناصر الزراعة، والأدوية الروحية، والأدوات السحرية، والتقنيات، والتعويذات…”

“آه، لقد كنت أركز بشدة على التدريب في الجبال لدرجة أنني جاهل بأمور الدنيا. سأكون ممتنًا لو تفضلت يا أخي، وأنت المطلع جيدًا على مثل هذه الأمور، بتنويري قليلاً.”

“همم همم. أنت حقًا لا تعرف حتى المعرفة الأساسية، أيها الزميل الداوي. إذا كان لديك أي أسئلة، فلا تتردد في السؤال.”

رفعت معنوياته واستخرجت منه المعلومات تدريجيًا. كان اسم الرجل “بيوك مون”. قال إنه من عشيرة “بيوك” في “بيوكرا”، إحدى العشائر الخالدة الثلاث الكبرى: عشيرة تشيونغ مون، وعشيرة بيوك، وعشيرة غونغميو.

“حسنًا، أنا من سلالة عشيرة “بيوك”، لكنني أشبه بقريب بعيد. لهذا السبب بالكاد أتلقى أي دعم للزراعة، ولم أحصل على تعاليم مناسبة. لقد بقيت في بداية النجم الرابع فقط من طور تنقية التشي. لقد فهمت صيغة “بينغ” الحقيقية، ولكن للتقدم أكثر…”

“هاهاها، لكنك لا تزال أفضل حالًا من المُزارعين مثلي الذين ليس لديهم عشيرة مناسبة.”

“قد أكون أفضل حالًا من المُزارعين الطلقاء الذين ليس لديهم عشيرة مثلك. لكن لا تزال لدي مشاكلي. بعض الشيوخ يعاملونني كآفة تستهلك موارد التدريب فقط…”

جاريت “بيوك مون” في محادثته، وعندما بدأ يتحدث عن الصيغ الحقيقية ومعرفة الزراعة التفصيلية، غيرت الموضوع بسرعة لاستخراج معلومات مختلفة. على ما يبدو، يُطلق على المُزارعين مثلي الذين يتدربون بمفردهم دون أن يكونوا جزءًا من عشيرة اسم “المُزارعين الطلقاء”. يختبئ هؤلاء المُزارعون الطلقاء وراء العشائر النبيلة أو العائلات القوية من الفانين، ويتلقون الدعم منهم ويحصلون على إمدادات من الأعشاب والإكسيرات الروحية اللازمة لزراعتهم. أو يتعاقدون من الباطن على أعمال من عشائر المُزارعين ويساعدونهم مقابل تعويض.

‘يبدو أن مُزارعي النجم الأول من طور تنقية التشي الذين رأيتهم يعملون سرًا في “يانغو” ينتمون إلى هذه الفئة.’

تعلمت أيضًا عن الهيكل الأساسي لعشائر المُزارعين.

• • السلالة المباشرة للعشيرة، العائلة الرئيسية.

• • ثم الفروع التي امتدت من العائلة الرئيسية.

• • والأعضاء الخارجيون الذين يعملون مع هذه الفروع. حتى هنا، يتم التعامل معهم أساسًا على أنهم “عشائر مُزارعين”.

• • أدنى من هذا هم المُزارعون الطلقاء المتعاقدون من الباطن، الذين يأخذون أعمالًا من الباطن من الفروع أو الأعضاء الخارجيين ويقودون الفانين.

• • ثم هناك الأسلاف الإمبراطوريون لدولة ما، الذين يديرون الدولة جنبًا إلى جنب مع هؤلاء المُزارعين الطلقاء المتعاقدين من الباطن. يتم التعامل معهم تقريبًا مثل الفانين. تتلقى العائلة المالكة الكثير من موارد الزراعة ولديها بشكل عام مهارات متفوقة، ولكن يتم التعامل معها على هذا النحو لأنها متورطة بشدة مع الفانين.

• • ثم هناك المُزارعون الطلقاء الذين ليس لديهم علاقة بعشائر المُزارعين. لا يتم الاعتراف بهم بشكل كبير من قبل عشائر المُزارعين ويتم التعامل معهم عمليًا مثل الفانين. إنهم لا يتلقون تعاليم منهجية وغالبًا لا يتجاوزون النجم الأول من طور تنقية التشي، لذا فإن معظم عشائر المُزارعين تتجاهلهم عادةً.

“بالطبع، داوي مثلك، بالحكم على حجم وعيك، يبدو أنه حوالي النجم الثالث أو الرابع من طور تنقية التشي. المُزارعون الطلقاء مثلك هم استثناء. بمستواك، يمكنك الانضمام بسهولة إلى أي عشيرة مُزارعين كمساعد من الباطن.”

“هاها، شكرًا لك على الإطراء.”

“همم، همم. يجب أن أتحدث أيضًا عن طوائف الزراعة. في الواقع، حتى بضعة عقود مضت، كان هناك مفهوم يسمى ‘طوائف الزراعة’ في العالم. اجتمعت عدة عشائر مُزارعين لتشكيل طوائف زراعة، وجمعت تلاميذ يتمتعون بصفات جيدة من القارة بأكملها وتمتعت بمكانتها البارزة. ولكن لسبب ما، توقفوا يومًا ما عن قبول التلاميذ واختفوا كالريح. يبدو أن شيوخ العشيرة يعرفون السبب، لكنهم لا يخبرون الأقارب البعيدين مثلي. هاها…”

“……”

يبدو أن طوائف الزراعة، وهي فصيل أكبر من عشائر المُزارعين، اختفت فجأة لأن أكثر من 99% منهم صعدوا عبر مسار الصعود إلى بوابة الصعود.

لم يتوقف “بيوك مون” عن الحديث، وكادت أذناي تؤلمانني. ولكن بما أن كل معلومة تفوه بها كانت ضرورية بالنسبة لي، فقد استمعت فقط دون أن أقول كلمة. لعدم قدرته على التحدث بحرية داخل العشيرة بسبب الجو الذي يفرض على المرء أن يزرع، فإن “بيوك مون”، بعد أن وجد شخصًا مثلي يستمع جيدًا، ثرثر بلا نهاية كالسمكة في الماء.

‘سأضطر إلى الانفصال عنه بمجرد وصولنا إلى مؤتمر المسار الروحي.’

بقدر ما كنت ممتنًا لثرثرة “بيوك مون” المتواصلة، كان الأمر أيضًا يسبب بعض الصداع.

“بالمناسبة، بخصوص عالم المُزارعين. هل يقتصر عالم المُزارعين على مرحلة بناء التشي؟ يُعرف أن معظم رؤساء عشائر المُزارعين هم في مرحلة بناء التشي…”

بالطبع، كنت أعرف أن هناك عوالم أعلى. ولكن متظاهرًا بأنني مُزارع طليق جاهل، استدرجته، و”بيوك مون”، مغتنمًا الفرصة للتباهي بمعرفته، بدأ يتحدث بعينين لامعتين.

“ يا الهـي ، يا الهـي . يبدو أن هناك الكثير من الأشياء التي يجهلها الزميل الداوي. يمارس المُزارعون أساسًا للصعود إلى السماوات ويصبحوا خالدين ويحققوا الحياة الأبدية. ينقسم هؤلاء المُزارعون بشكل أساسي إلى ثلاثة عوالم رئيسية. تُعرف باسم حدود الزراعة الثلاثة، الحد الأكبر هو حيث يصل المرء إلى حالة الخالد. الحد الأوسط قريب من أن يصبح خالدًا. والحد الأصغر هو بداية تجاوز المسار الفاني.

المراحل الست للحد الأصغر:

• • تجميع التشي

• • تنقية التشي

• • بناء التشي

• • تشكيل النواة

• • الروح الوليدة

• • والكائن السماوي.

المراحل الخمس للحد الأوسط:

• • المحاور الأربعة

• • التكامل

• • تحطيم النجوم

• • الوعاء المقدس

• • ودخول النيرفانا.

الحد الأكبر هو مرحلة الخالدين الحقيقيين. لا أعرف الكثير عنها بنفسي. على أي حال، هذه هي مراحل الزراعة العليا.”

‘تجميع التشي؟’

أليس تنقية التشي هو أدنى عالم؟ لكن السؤال عن هذا قد يكشف هويتي، لذا أومأت بالموافقة.

“أيضًا، يقال إنه عندما يصل مُزارع من الحد الأصغر إلى الحد الأوسط، فإنه يصعد إلى عالم أعلى، مختلف عن العالم الذي نعيش فيه. سواء كان ذلك صحيحًا أم لا، لا أعرف. إنها مجرد أسطورة. بالنسبة لي، كل شيء من الحد الأوسط يبدو كأسطورة أو خرافة، وأعتقد أن حالة الكائن السماوي في الحد الأصغر هي نهاية الزراعة. إنها فقط أن الخرافات تتشوه بمرور الوقت، مما يؤدي إلى عوالم مبالغ فيها مثل الحد الأوسط وما شابه.”

“هاهاها…”

عالم مبالغ فيه، بالفعل. ولكن، لم يكن لدي خيار سوى تصديق أن الحدود التي تتجاوز مرحلة الكائن السماوي موجودة بالفعل.

‘المُزارعون الذين أخذوا زملائي لا بد أنهم كانوا على مستوى الكائن السماوي أو أعلى.’

يجب أن يكون يأسهم للصعود إلى العالم الأعلى بسبب وجود مراحل تتجاوز الكائن السماوي.

“همم، بالمناسبة، نحن على وشك الوصول إلى جبل لينغشو، حيث يُعقد مؤتمر المسار الروحي. ماذا تخطط لشرائه في المؤتمر؟”

“آه، للشراء…”

“لقد أحضرت حوالي مائة وعشرين حجرًا روحيًا لشراء إكسيرات جيدة في المؤتمر. هيه، بالنسبة لمُزارع في طور تنقية التشي مثلي، إنها نفقات ضخمة.”

“أحجار روحية…”

أردت أن أسأل عن الأحجار الروحية. لكنني سمعت أن الأحجار الروحية تُعامل كعملة بين المُزارعين، وعدم معرفة هذا قد يجعلني مشبوهًا، لذا التزمت الصمت.

في اليوم التالي، وصلنا إلى سفح جبل لينغشو، الواقع على الحدود بين “يانغو” و”بيوكرا” .

‘هذا…’

شعرت بهالة غريبة تغلف الجبل بأكمله. على عكس الحواجز التي رأيتها حول أراضي عشائر المُزارعين، كانت الهالة التي تغلف هذا الجبل غير مرئية حتى لرؤيتي المحسنة. عندما سألت عن ذلك، ضحك “بيوك مون” بحرارة.

“أنت حقًا ناسك جبلي ريفي. عادة، التبادلات الكبيرة مثل هذه، أو المنزل الرئيسي لعشائر المُزارعين، مغطاة بتشكيلات أعمق بكثير من تلك التي تحمي الأراضي الصغيرة للعائلات الفرعية أو الغرباء. إنهم يستخدمون وريد التنين نفسه كمصدر للطاقة، لذا فهو متكامل تمامًا مع الهالة المحيطة، مما يجعل العثور عليه صعبًا حتى بالنسبة للمُزارعين ذوي الوعي الحاد.”

“هاه…”

‘إذن لهذا السبب لم أر أبدًا المنازل الرئيسية لعشيرتي “جين” و”ماكلي”، على الرغم من بحثي المكثف.’

تقنيات المُزارعين السحرية رائعة بالفعل.

“لنذهب إلى مؤتمر المسار الروحي معًا. أوه، انتظر. بما أنك لم تكن تعرف عن المؤتمر، أفترض أنك لا تملك دعوة؟”

“دعوة، دعوة؟”

“نعم. يصدر مؤتمر المسار الروحي دعوات للمُزارعين فقط، لمنع اختلاط الفانين في اجتماعات تبادل المُزارعين. لكنه ليس حدثًا مغلقًا، لذا إذا دفعت 10 أحجار روحية، يمكنك الحصول على تذكرة دخول. لديك الأحجار الروحية التي أحضرتها، أليس كذلك؟”

“أحجار روحية…”

فكرت بسرعة، ابتسمت قليلاً، ثم تحدثت.

“يا أخ بيوك. في الواقع، خططت لمقابلة صديق خارج مؤتمر المسار الروحي. إنه يعيش بالقرب من جبل لينغشو. سأقابله أولاً ثم يمكننا دخول المؤتمر معًا.”

“هاها، هل هذا صحيح؟ أراك لاحقًا إذن.”

“بيوك مون”، الذي كان يتطلع إلى دخول المؤتمر، سار نحو اتجاه عند قاعدة الجبل. بعد فترة وجيزة، تردد صدى صوت من الفراغ.

[أظهر دعوتك أو اشترِ تذكرة.].

“ها هي!”

أخرج “بيوك مون” تميمة صغيرة بنقش من جيبه. طافت التميمة في الهواء، واحترقت، وتركت فقط النقش الذي استقر على ظهر يد “بيوك مون”.

[مرحبًا بك في مؤتمر المسار الروحي.].

فلاش!

بعد فترة وجيزة، بدا أن المشهد المحيط يتشوه، ثم اختفى شكل “بيوك مون”.

“تشه، ظننت أنني أستطيع اللحاق به للدخول.”

نقرت بلساني، متخليًا عن خطة اللحاق به إلى الداخل. بدا أن صاحب الصوت لديه وعي مشابه لوعي مُزارع في أواخر طور بناء التشي، على غرار “ماكلي وانغشين”. لحسن الحظ، بالسفر مع “بيوك مون” على مدى الشهر الماضي، بنيت أساسًا لائقًا من المعرفة حول عالم الزراعة، لذلك لم تكن خسارة كاملة.

‘بعد كل شيء، سينتهي اجتماع التبادل في النهاية. يمكنني العثور على مُزارع من عشيرة “تشيونغ مون” يخرج من التشكيل في الداخل وأريه رسالة التوصية.’

إذا كان اجتماع تبادل مشهورًا، فمن المؤكد أن مُزارعي عشيرة “تشيونغ مون” سيكونون هناك بأعداد كبيرة، لذلك قررت الانتظار في مكان قريب.

حدث ذلك في تلك اللحظة.

وميض!

تشوه الفراغ، وظهرت مجموعة من المزارعين يرتدون أردية زرقاء من بقعة عند قاعدة الجبل.

كانوا سبعة تقريبًا.

“هاهاها، هيونغ. لقد حصلنا على الكثير من الأحجار الروحية في مؤتمر مسار الروح هذا.”

“أجل، أجل. بالتأكيد حاول أفراد العشائر الأخرى التنكر وشراء إكسيراتنا.”

“لابد أنهم يعترفون في قرارة أنفسهم. تقنية صنع الإكسير لعشيرة ماكلي هي الأفضل.”

كانت هناك رائحة دماء.

كانت شارة العشيرة المألوفة محفورة على ملابسهم.

عشيرة ماكلي.

العائلة الإمبراطورية في يانغو وأسوأ عشيرة شيطانية.

“خاصة هذه المرة، أحضرنا حبوب البركة. لا بد أنها ستحظى بشعبية. هاهاها، إنه الإكسير العظيم الذي يطيل عمر مزارعي تنقية التشي بـ 8 سنوات…”

“هوهوهو، عندما نعود إلى منطقتنا، نحتاج إلى إنتاج المزيد من الإكسيرات. علينا أن نضغط على أولئك الذين يأسرون البشر الأحياء لجلب المزيد من المكونات.”

“لقد أصبح الآسرون انتقائيين في الآونة الأخيرة. قُتل أحد أفراد فرع من عشيرة ماكلي على يد وحش غريب، وتحاول عشيرة جين بقوة اغتصاب العرش الإمبراطوري في يانغو، مما يجعل الأسر صعبًا.”

“تش تش، لا أعرف من هو ولكن…”

محوت وجودي باستخدام ‘سجل تجاوز الزراعة واستنفاد الفنون القتالية’ وأدخلت وعيي خلسة لأتبعهم باستخدام تقنيات التخفي.

عندما ابتعد مزارعو عشيرة ماكلي مسافة معينة عن جبل لينغشو، أوقفت التخفي واقتربت من أحد المزارعين.

“هاها، كان يجب أن ترى كم قاومت المكونات التي كُلفت بها في المرة الماضية. لقد أصبح من الصعب الحصول على دماء طازجة. لذا، اضطررت إلى…”

وززز-

“ما…”

قطع سيفي رأس مزارع عشيرة ماكلي الذي كان ينطق بكلمات مقززة.

“…ماذا؟”

نظر إليّ مزارعو عشيرة ماكلي في حالة من الذعر، غير قادرين على استيعاب الموقف.

“لا أعرف ما يوجد حول جبل لينغشو لذا كنت أتمالك نفسي.”

صررت على أسناني، محدقًا في هؤلاء الشياطين الأقذار.

“من الصعب الاستماع إلى هذا الهراء المقزز بعد الآن. أنتم أسوأ من الوحوش.”

بالتفكير في الأمر، بدا حتى استخدام السيف على هذه الكائنات المثيرة للاشمئزاز مضيعة للوقت.

أعدت سيفي إلى غمده وتحدثت.

“موتوا، جميعكم.”

بووم!

حطمت طاقة جوهر التشي المتجمعة في الهواء جسد مزارع آخر من عشيرة ماكلي كان يلقي تعويذة على عجل.

تناثرت العظام والدماء في كل مكان.

“ماذا، ماذا! كيف تجرؤ على فعل هذا بأفراد من عشيرة ماكلي العظيمة..”

أسلوب نصل قطع الوريد، رياح الجبل!

سوووش!

انطلقت طاقة الجوهر تشي نحو رأس مزارع كان يتحدث بسرعة، أسرع من الريح.

بووم!

بدا أن المزارع قد ألقى تعويذة دفاعية، لكن طاقة الجوهر الخاصة بي حطمتها بالكامل، وسحقت رأس المزارع مثل بطيخة.

في لحظة، مات ثلاثة من السبعة.

“سحقا! مزارع لا يبدو أنه تجاوز نجمة تنقية التشي الرابعة يهاجمنا بمفرده! فلنرِه قوة عشيرة ماكلي!”

شكّل مزارع في مستوى النجمة الخامسة لتنقية التشي تعويذة.

انبعثت طاقة ‘ين’ قوية من الشخص الذي بدا كقائد لهذه المجموعة من المزارعين، مُشكّلةً حلقة من طاقة الـ’ين’ التي انطلقت نحوي.

“هاهاها، أي شخص تصيبه تعويذة حلقة الـ’ين’ لعشيرة ماكلي سيتعفن لحمه ويتحول في النهاية إلى بركة من الدماء…”

أسلوب نصل قطع الوريد، هيبة الجبل.

بينما لوحت بيدي للأعلى في حركة قاطعة، انشطرت حلقة الـ’ين’ إلى نصفين، وتطايرت إلى كلا الجانبين.

بووم، بووم!

أصابت حلقتا الـ’ين’ اللتان تطايرتا خلفي عدة أشجار، فتعفنت على الفور.

“أوه، أوه…”

فن سيف قطع الجبل، لوحة المناظر الطبيعة!

فتحت يديّ، وضخخت طاقة الجوهر في أطراف أصابعي.

ثم، رقصت بعنف في كل الاتجاهات.

بووم، بووم، بووم!

نُقشت علامات السيوف في كل مكان، وتمزقت أجساد المزارعين الثلاثة، بمن فيهم ذلك الذي ألقى حلقة الـ’ين’ عليّ.

مشيت ببطء نحو آخر مزارع متبقٍ من عشيرة ماكلي.

“أر-أرجوك، أبقِ على حياتي! سأعطيك كل ما أملك.”

“هل لدى جثث رفاقك أي إكسيرات متبقية؟”

“نعم! نعم! لديهم! لابد أنك تعرف مدى شهرة عشيرة ماكلي بإكسيراتها. تفضل، خذها، كلها.”

بوجه شاحب ويدين ترتجفان، أخرج بضعة إكسيرات من الجثث ومن جيبه الخاص.

“همم، ما هي مكونات هذه الإكسيرات؟”

“هذا، هذا هو التشينغاهوان، إكسير لجمال البشرة مصنوع من ذراع امرأة… ويحتوي أيضًا على عشب سانيو ومستخلص جينسنغ. وأيضًا… هذا هو…”

بعد الاستماع إلى مكونات الإكسيرات، سألت الشخص الأخير المتبقي.

“اشرح لي مرحلة تجميع التشي.”

“تجميع التشي، تقول؟ مزارع لا يعرف… أوه، يا لخطئي. سأشرح.”

شرح مزارع عشيرة ماكلي بسرعة مرحلة تجميع التشي.

“يجب على أولئك الذين لديهم طبيعة روحية تشكيل ‘دانتيان تحويل القانون’ لاستقبال الطاقة الروحية من السماء والأرض قبل أن يتمكنوا من الدخول رسميًا في مرحلة تنقية التشي. تُسمى فترة تشكيل ‘دانتيان تحويل القانون’ هذه بمرحلة تجميع التشي.

في الواقع، هذه المرحلة تافهة لدرجة أنها لم تكن تسمى مرحلة من الأساس. قبل بضعة عقود، لم يكن تنقية التشي 14 نجمة بل كان يشمل ما يصل إلى النجمة الخامسة عشرة مع مرحلة تجميع التشي. لم يتم فصلهما إلا مؤخرًا.”

‘همم، يبدو الأمر وكأنه أسلوب قلب السماء والأرض في عوالم الفنون القتالية.’

تمامًا كما أن للفنون القتالية أيضًا مرحلة لتنشيط الدانتيان بأسلوب قلب السماء والأرض قبل تجميع الطاقة الداخلية، يبدو أن للمزارعين أيضًا مرحلة لإنشاء دانتيان تدريب قبل تعلم أساليب التدريب الرسمية.

“إنها تافهة لدرجة أنها بالكاد ترقى لتكون مرحلة…”

“نعم، نعم. هذا صحيح. يمكن للشخص ذي الجذور الروحية السماوية أن يشكل ‘دانتيان تحويل القانون’ بالكامل في يوم أو يومين، وأولئك الذين لديهم الجذور الروحية الحقيقية يستغرقون شهرًا، وأما أصحاب الجذور الروحية المختلطة الذين يفهمون أساليب التدريب جيدًا فيمكنهم فعل ذلك في عام.

لكن أولئك الذين لديهم موهبة ضعيفة للغاية قد يستغرقون من ثلاث إلى خمس سنوات. وبما أن هؤلاء الأغبياء يشكلون أكثر من 80٪ من تعداد المزارعين، فهي مرحلة تميزت لمثل هؤلاء الناس.”

“فهمت. إذن…”

سألت مزارع عشيرة ماكلي عدة أسئلة لم أستطع أن أسألها لـ ‘بيوك مون’ لأكمل معرفتي الأساسية بعالم الزراعة.

بعد الاستجواب، أشرت إلى صناديق الإكسير التي وضعها على الأرض.

“هل لديك أي إكسيرات قمت بصنعها بنفسك؟”

“نعم! لدي! على الرغم من مظهري، أنا صيدلي ماهر، وأعرف أكثر من 80٪ من الصيغ وطرق صنع الإكسير. إذا أبقيت على حياتي…”

“أي أنواع من هذه الإكسيرات استهلكتها شخصيًا؟”

“أنا، لقد جربتها جميعًا. إذا أبقيت على حياتي، يمكنني أن أخبرك أي إكسير مناسب لك…”

حدقت في مزارع عشيرة ماكلي وسألت سؤالًا أخيرًا.

“هل فكرت يومًا في أي شيء أثناء صنع الإكسيرات؟”

“نعم، بالطبع. كنت أشعر بالفخر في كل مرة تتحسن فيها مهاراتي أثناء صنع الإكسيرات…”

فهمت.

نظرت إلى المزارع بنظرة اشمئزاز ورفعت يدي.

“ماذا، لماذا… لقد أجبت على كل أسئلـ…”

فرقعة!

لم أحتمل لمس هذا الشيء الوقح والقذر بيدي.

أطلقت طاقة الجوهر وفجرت رأس المزارع.

“حتى أنهم لا يدركون ما فعلوه. هل تفكيرهم مشوه بالكامل…؟”

حتى لو نشأ المرء كعضو في عشيرة مزارعين، يعيش في عالم مختلف عن عالم البشر.

كيف يمكن للمرء أن يتصرف هكذا تجاه إخوانه البشر بينما هو نفسه يمتلك جسدًا بشريًا؟

بعد أن تركت جثث عشيرة ماكلي على الطريق، جمعت الإكسيرات التي كانوا يمتلكونها.

ثم، وجدت مكانًا مشمسًا، وحفرت في الأرض، ودفنت الإكسيرات واحدًا تلو الآخر.

بعد فترة وجيزة، ظهرت عدة تلال صغيرة في المكان المشمس.

“…دفنتكم هكذا لأنني لم أجد جثثكم. أتمنى أن تجدوا السلام أينما ذهبتم.”

تلوت طقسًا موجزًا لاراحة أرواحهم، ثم عدت إلى حيث كانت جثث مزارعي عشيرة ماكلي.

“سآخذ أحجاركم الروحية هذه. تحدثوا إن كان لديكم أي اعتراض.”

بينما كنت أفتش في ممتلكات المزارعين، وجدت كومة من الأحجار الروحية.

بعد أن سمعت تقديرًا تقريبيًا لقيمة الأحجار الروحية من آخر مزارع من عشيرة ماكلي، قمت بتخزين الأحجار الروحية التي بحوزتي بعناية.

دخل حوالي 1600 حجر روحي في حوزتي دفعة واحدة.

‘يبدو أنهم كسبوا بعض المال من الإكسيرات المصنوعة من طحن الناس.’

كانت موردًا ثمينًا يساعد في التدريب على أساليب الزراعة وفي استعادة القوة الروحية.

“إذن، هل أذهب إلى مؤتمر مسار الروح؟”

توجهت عائدًا نحو جبل لينغشو.

في الأصل، كنت أخطط لانتظار مزارعي عشيرة تشيونغمون، لكن الآن يمكنني فقط الدخول والعثور عليهم.

تبعت الاتجاه الذي سلكه ‘بيوك مون’، وشعرت بالفضاء من حولي يتشوه.

في خضم فقداني للإحساس بالاتجاه، تردد صدى صوت من كل مكان.

[أظهر دعوتك أو اشترِ تذكرة.]

قدمت 10 أحجار روحية، ثم انطلق وميض من الضوء عبر المشهد المشوه وهبط على ظهر يدي.

[تذكرة لمدة 10 أيام. يجب أن تغادر بعد عشرة أيام.]

“كم يومًا يستمر مؤتمر مسار الروح؟”

[يستمر لمدة 40 يومًا إجمالاً، وقد مر 20 يومًا منذ بدايته.]

“من فضلك أعطني تذكرة أخرى لمدة 10 أيام.”

[10 أحجار روحية.]

دفعت 10 أحجار روحية أخرى وحصلت على تذكرة تسمح لي بالبقاء لمدة 20 يومًا إجمالاً.

[مرحبًا بك في مؤتمر مسار الروح.]

وميض!

أصبح المشهد أكثر تشوهًا، ووجدت نفسي داخل التشكيل.

“هل هذا… مؤتمر مسار الروح؟”

خطوت إلى الداخل.

ملاحظات المترجم: أخيرًا نحصل على بعض المعلومات بخصوص عالم التدريب. بالحكم من خلال العوالم الثلاثة للتدريب، يبدو أن هذه القصة ستستمر لفترة طويلة جدًا، كما هو متوقع من رواية ‘شيانشيا’.