انتفاضة الحمر - الفصل 36
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
دعم رواية انتفاضة الحمر لزيادة تنزيل الفصول
الفصل 36: اختبار ثانٍ
لكي أمتلك جيشًا، يجب أن أكون قادرًا على إطعامه. لذا، سأستولي على أفران “سيريس” التي يطمع بها كل من “جوبيتر” و”مارس”. يرى الأعضاء الجدد في فرقتنا القادمون من منزل مينيرفا أنه من المنطقي تمامًا قبول سلطتي. أنا لا أخدع نفسي؛ أجل، لقد أُعجبوا بي حين أخفيت العوّائين داخل بطون الأحصنة الميتة منذ شهور، وهم يتذكرون هزيمتي لـ”باكس”. لكنهم لا يطيعونني إلا لأن “موستانج” تثق بي.
نترك أولئك القادمين من منزل “ديانا” كعبيد في الوقت الحالي. عليّ أن أكسب ثقتهم. أما “تاكتوس”، فمن الغريب أنه الوحيد الذي يبدو واثقًا بي. مجددًا، نام الفتى قليل الكلام بجواري بابتسامة عندما أخبرته أنني سأخيطه داخل حصان ميت منذ أكثر من شهر. هناك اثنان آخران من “ديانا” جعلتهما يختبئان بداخل أحصنة ميتة. يسميهم الآخرون “الأحصنة الميتة”، وكل منهم يرتدي جدائل من شعر الخيل الأبيض. أعتقد أنهم مختلّون بعض الشيء.
إذا كان هناك شيء متوفر بكثرة في الغابات والمرتفعات، فهو الذئاب. نصطادها لندرب مجندينا الجدد على طريقتي في القتال. لا هجمات فرسان بهلوانية. لا رماح لعينة. وبالتأكيد لا قواعد اشتباك غبية. الجميع يحصل على عباءات، وهي أشياء كريهة الرائحة بينما تجف ونحن نزيل عنها العفن. الجميع يرتدون عباءة الآن ما عدا “باكس”. لم يصنعوا بعد ذئبًا بحجمه.
تقول “موستانج”: “الحصار ليس جديدا عن منزل سيريس”. وهي محقة. في الليل، يبدو أن لديهم جنودًا مستيقظين أكثر من النهار. يراقبون أي هجمات متسللة. حزم من الحطب المشتعل تضيء قاعدة أسوارهم ليلًا. بطريقة ما، أصبح لديهم كلاب الآن. تتجول تلك الكلاب على طول الأسوار. والطريق عبر الماء محروس منذ أن حاولت إرسال “سيفرو” عبر المراحيض منذ زمن بعيد خلال هجوم متسلل خططت له عندما كنا في حرب مع مينيرفا. كاد لا يغفر لي ذلك الأمر.
لم يعد طلاب “سيريس” يخرجون. لقد تعلموا مخاطر قتال منازل أقوى على أرض مفتوحة. سيعتصمون طوال الشتاء، وعندما يُضعف البرد والجوع المنازل الأخرى، سيخرجون من حصنهم في الربيع، أقوياء، مستعدين، ومنظمين. لكنهم لن يشهدوا الربيع أبدًا.
تسأل “موستانج”: “إذًا، نهاجم خلال النهار؟”
أقول: “بالطبع”. أحيانًا أتساءل لماذا نتكبد عناء الكلام. هي تعرف أفكاري، حتى المجنونة منها.
وهذه الفكرة مجنونة بشكل خاص. تدربنا عليها في منطقة خالية في الغابات الشمالية ليوم كامل بعد أن سوينا الخشب بالفؤوس. “باكس” يجعل الخطة ممكنة. نقيم مسابقات لنرى من لديه أفضل توازن على الخشب. تفوز “موستانج”. “ميليا” ذات الوجه الحصاني تأتي في المرتبة الثانية، وهي غاضبة لأنها لم تهزم “موستانج”. أنا في المرتبة الثالثة.
كما فعلنا عند نصبنا الفخ لمنزل مارس، نتسلل بالقرب قدر ما نجرؤ في الليلة السابقة وندفن أنفسنا في الثلج العميق. مرة أخرى، نشكل أنا و”موستانج” ثنائيا، ونتجمع متلاصقين تحت الثلج. يحاول “تاكتوس” الاقتران بـ”ميليا”، لكنها تأمره بأن يغرب عن وجهها. يتمتم “تاكتوس” وهو يجثم تحت إبط “باكس” ذي الرائحة الكريهة: “إذا نظرت للأمر بشكل صحيح، كنت أحاول أن أقدم لكِ معروفًا”. “أنتِ قبيحة كبثرة غارغول. فمتى ستحصلين على فرصة أخرى للعناق مع شخص مثلي؟ ناكرة للجميل.” تشخر “موستانج” والفتيات الأخريات بازدراء. ثم يحل هدوء الليل وبرد السهل الجليدي علينا ونصمت.
مع حلول الصباح، أرتعش أنا و”موستانج” متلاصقين، ويهدد تساقط جديد للثلج بإفساد خطتنا، فيدفننا أعمق في السهل. لكن الرياح يمكن التحكم بها والرقاقات لا تدفننا بعمق كبير وهي تتطاير في الهواء. أنا أول من ينهض، رغم أنني لا أتحرك. وبعد مدة قصيرة من تخلصي من آخر بقايا النوم، يستيقظ جيشي بشكل طبيعي، فكل طالب يتقلب ويتذمر في وجه آخر حتى تتشكل أفعى من طلاب يستنشقون ويسعلون مدفونين معًا في نفق ضحل تحت سطح الثلج. لا أستطيع رؤيتهم، لكني أسمع استيقاظهم رغم صوت رياح العاصفة الثلجية.
تشكل الجليد حولي أثناء الليل خارج عباءاتي السميكة. يدا “موستانج” داخل فرائي، دافئتان على جانبي. أنفاسها تدفئ رقبتي. عندما أتحرك، تتثاءب وتستقيم، مبتعدة قليلًا وهي تتمطط كالقطة تحت الثلج. ينهار الثلج بيننا.
يتمتم “داكس”، رفيق “ميليا”: “تبًا، هذا بائس”. لا أستطيع رؤيته في نفقنا الثلجي.
تدفعني “موستانج”. بالكاد نرى “تاكتوس” ملتفًا في تجويف إبط “باكس”. يتلاصق الرجلان معًا ويستيقظان كحبيبين، فقط لينفر كل منهما من الآخر عندما ترفرف جفونهما المغطاة بالجليد.
تهمس “موستانج” وحلقها أجش: “أتساءل أيهما روميو”. أضحك وأصنع ثقبًا في سقف نفقنا لأرى أن فرقتي المكونة من أربعة وعشرين فردًا وحيدة في السهول باستثناء كشافة خيالة في الصباح الباكر على مسافة بعيدة. لن يشكلوا مشكلة. تهب الرياح من النهر الشمالي، قارصة وجهي بعمق.
تسألني “موستانج” بابتسامة وأنا أعيد رأسي إلى ملجئنا: “هل أنت مستعد لهذا؟”. “أم أنك تشعر بالبرد الشديد؟”
أبتسم وأقول: “كان الجو أبرد في البحيرة عندما خدعتكِ للمرة الأولى. آه، الأيام الخوالي.”
تغمز بمكر: “كل ذلك كان جزءًا من خطتي الرئيسية لكسب ثقتك، يا رجلي الصغير”. ترى القلق في عيني، فتمسك بفخذي وتقترب حتى لا يسمعها الآخرون. “هل تظن أنني سأجلس هنا معك في الثلج لو كانت هذه الخطة قد تفشل؟ مستحيل. لكنني أتجمّد من البرد والرياح تهدأ، لذا هيا بنا لننطلق أيها الحاصد.”
أبدأ العد التنازلي وننهض، ينهار الثلج حولنا، والرياح تقرص وجوهنا، ونركض مئة متر عبر السهول باتجاه الأسوار. جميعنا الأربعة والعشرين. صامتون مجددًا. تأتي الرياح بشكل متقطع. نحمل الشجرة الطويلة بيننا، متجمعين حولها بإحكام كما فعلنا في الليل عندما شاركتنا نفقنا. إنها ثقيلة، لكننا أربعة وعشرون، ووالدا “باكس” منحاه الجينات اللازمة لقلب الأحصنة اللعينة.
نلهث. تحترق سيقاننا. نكز على أسناننا بينما يثقل الخشب كواهلنا في الثلج العميق. إنها مسيرة شاقة. تأتي صيحة من السور. نداء وحيد، أجوف، يتردد صداه في هدوء صباح الشتاء. المزيد من الصيحات. ما زالت قليلة. نباح. ارتباك. يصفر سهم ويمر. ثم آخر. من المدهش كم هو هادئ العالم بينما تبحر السهام حاملة الموت. لقد هدأت الرياح مرة أخرى. تطل الشمس من خلف طبقة من الغيوم ونستحم بدفء الصباح.
نحن عند السور. تنتشر الصيحات خلف التحصين الحجري، من أبراجهم. بوق إشارة يعلو. و نباح كلاب. يتساقط الثلج من الأسوار بينما ينحني الرماة فوق التحصينات الحجرية. يرتجف سهم في الخشب بجانب يدي. يسقط أحدهم مضرّجًا بالدماء، “داكس”.
ثم يزمجر “باكس” بالكلمة، هو و”تاكتوس” وخمسة آخرون من أقويائنا يأخذون جذع الشجرة الطويل الذي قطعناه ويدفعون طرفه بأقصى قوتهم في السور. يثبتونه هناك بزاوية. يزمجرون من العبء. ما زال أقصر بخمسة أمتار من قمة السور، لكنني أركض بالفعل صاعدًا المنحدر النحيل. يئن “باكس” كالخنزير البري وهو يرفع كل هذا الثقل المائل. يصرخ، يزمجر.
“موستانج” خلفي مباشرة، ثم “ميليا”. كدت أن أنزلق. توازني ويدا غطاس الجحيم تبقياني أتسلق الخشب المليء بالعقد. في فرائنا، نبدو كالسناجب، لا الذئاب. يصفر سهم عبر عباءتي. أنا عند السور في قمة الجذع المتأرجح. “باكس” وفتيانه يزمجرون بصوت خشن من المجهود المبذول. موستانج قادمة. أشبك يدي. ترفع قدمها وهي تركض وأقذفها للأعلى مسافة الخمسة أمتار الأخيرة لتتجاوز الأسوار. سيفها يضرب وهي تصرخ كالشبح. ثم تقفز “ميليا” بنفس الطريقة من على يدي، والحبل المربوط بخصرها يتدلى خلفها.
تثبته في الأعلى بينما أستخدمه لسحب نفسي مسافة الخمسة أمتار الأخيرة. ينهار الجذع الخشبي على الأرض خلفي. سيفي مسلول. تعم الفوضى. لقد فوجئ منزل سيريس. لم يكن لديهم عدو على أسوارهم من قبل. وها نحن الثلاثة، نصرخ ونضرب. يملأني الغضب والحماس وأبدأ رقصتي.
ليس لديهم سوى الأقواس. لقد مرت أشهر منذ أن استخدموا السيوف. سيوفنا ليست حادة أو مشحونة بالكهرباء، لكن الفولاذ المقوى البارد كريه في أي شكل من الأشكال. الكلاب هي الأصعب في التعامل معها. أركل أحدها في رأسه. ألقي بآخر من فوق الأسوار. “ميليا” تسقط أرضا. تعض كلبًا في رقبته وتلكمه في خصيتيه حتى يبتعد وهو يئن. “موستانج” تسقط شخصًا من الأسوار. أنزلق وأسقط أحد الرماة وهو يوجه قوسه نحوها.
في الخارج، يصرخ “باكس” طالبًا مني فتح البوابات. إنه يبكي شوقًا للقتال. أتبع “موستانج” نزولًا إلى فنائهم، قافزًا من الأسوار إلى حيث تقاتل طالبًا ضخمًا من “سيريس”. أنهي الفتى بمرفقي وألقي أول نظرة لي على حصن الخبز. تصميم القلعة غير مألوف، فناء يؤدي إلى عدة مبانٍ وحصن ضخم حيث يخبز الخبز، مما يجعل معدتي تقرقر؛ لكن كل ما يهمني هو البوابة. نندفع نحوها. تتعالى صيحات من خلفنا. إنهم أكثر من أن نتمكن من قتالهم. نصل إلى البوابة تمامًا عندما يركض نحونا ثلاثون طالبًا من منزل سيريس عبر الفناء من حصنهم. تصيح “موستانج”: “أسرع! أسرع!”. تطلق “ميليا” السهام على العدو من الأسوار. ثم أفتح البوابة.
“باكس أو تيليمانوس! باكس أو تيليمانوس!”
يدفعني جانبًا. إنه عار الصدر، ضخم، مفتول العضلات، يصرخ. شعره مصبوغ بالأبيض ومصفف بالصمغ ليشكل قرنين. قطعة خشب بطولي تستخدم كهراوة. يتراجع طلاب منزل “سيريس”. يسقط البعض. يتعثر البعض. يصرخ فتى بينما يقترب “باكس” كالصاعقة.
“باكس أو تيليمانوس! باكس أو تيليمانوس!”
لا يريد أي لقب وهو يندفع إلى الأمام كالمينوتور المهووس. عندما يصطدم بجموع طلاب منزل “سيريس”، تكون النتيجة دمارًا. يتطاير الفتيان والفتيات في الهواء كالقش في يوم الحصاد. يندفع بقية جيشي خلف الوغد المجنون. يبدأون بالعواء، ليس لأنني أمرتهم، وليس لأنهم يظنون أنفسهم العوائين التابعين لـ”سيفرو”، بل لأنه كان الصوت الذي سمعوه عندما شق جنودي طريقهم من بطون الخيول، الصوت الذي جعل قلوبهم تسقط وهم يُقهرون. والآن حان دورهم للعواء وهم يحولون المعركة إلى فوضى عارمة.
يصرخ “باكس” باسمه، ثم يصرخ باسمي وهو يغزو القلعة بمفرده تقريبًا. يمسك بفتى من ساقه ويستخدمه كهراوة. تنجرف “موستانج” في ساحة المعركة كفالكيري، مستعبدة أولئك الذين يرقدون مذهولين على الأرض. في غضون خمس دقائق، تصبح الأفران والقلعة لنا. نغلق بواباتهم، نعوي، ونأكل بعض الخبز اللعين.
أحرر عبيد منزل “ديانا” الذين ساعدوني في الاستيلاء على الحصن وآخذ لحظة مع كل منهم لنتشارك الضحك. يجلس “تاكتوس” على ظهر فتى مسكين، يجدل شعر الأسير في ضفائر أنثوية، حتى أنكز عليه ليقوم. يصفع يدي. و يصيح: “لا تلمسني”. أزمجر: “ماذا قلت؟”. يقف بثبات، وأنفه لا يصل إلا إلى ذقني، ويتحدث بهدوء شديد حتى لا يسمعنا أحد.
“اسمع أيها الرجل الكبير. أنا من عشيرة ‘فالي’. دمي النقي يعود إلى زمن ‘الغزو’. أستطيع شراءك وبيعك بمصروفي الأسبوعي. لذا لا تقم باهانتي في هذه اللعبة الصغيرة مثل الآخرين، يا ملك ساحة المدرسة.” ثم بصوت أعلى حتى يسمعه الآخرون: “أفعل ما يحلو لي، لأنني استوليت على هذه القلعة من أجلك ونمت في حصان ميت حتى نتمكن من الاستيلاء على ‘مينيرفا’! أستحق بعض المرح.”
أقترب منه. “ثلاثة بينتات.”
يقلب عينيه. “عن ماذا تتحدث؟”.
“هذا هو مقدار الدم الذي سأجعلك تبتلعه.”
يضحك قائلًا: “حسنًا، الأقوى دائما على حق”، ويدير ظهره لي. ثم، مسيطرًا على غضبي، أقول لأعضاء جيشي إنهم لن يكونوا عبيدًا في هذه اللعبة مرة أخرى، طالما يرتدون جلود الذئاب. إذا لم تعجبهم الفكرة، يمكنهم المغادرة. لا أحد يفعل، لكن هذا متوقع. يريدون الفوز، لكن لكي يتبعوا أوامري، ليفهموا أنني لا أرى نفسي إمبراطورًا متعاليًا، يجب أن تشعر قلوبهم الفخورة بالتقدير. لذا أتأكد من أنهم يعرفون قيمتهم. أقدم لكل طالب ثناءً محددًا، ثناءً سيتذكرونه إلى الأبد. حتى عندما أدمر مجتمعهم على رأس مليار من الحمر الصارخين، سيخبرون أطفالهم أن دارو من مارس قد ربّت على أكتافهم ذات مرة وأثنى عليهم.
الطلاب المهزومون من منزل “سيريس” يشاهدونني وأنا أحرر عبيد جيشي ويحدقون فاغري الأفواه. لا يفهمون. يتعرفون عليّ، لكنهم لا يستوعبون لماذا لا يوجد طالب آخر من مارس، أو لماذا أنا في السلطة، أو لماذا أعتقد أنه مسموح بتحرير العبيد.
بينما هم لا يزالون يحدقون، تستعبدهم “موستانج” برمز منزل مينيرفا، فيزداد ارتباكهم. أقول لهم: “اربحوا لي حصنًا، وستحصلون على حريتكم أيضًا”. أجسادهم مختلفة عن أجسادنا. إنها أكثر طراوة من كثرة الخبز وقلة اللحم. “لكن لا بد أنكم تتوقون لبعض لحم الغزال واللحم البري. بعض البروتين مفقود في وجباتكم، على ما أعتقد.” لقد جلبنا الكثير لمشاركته.
نحرر عدة عبيد أسرهم منزل “سيريس” قبل أشهر. هم قلة، لكن معظمهم من منزل مارس أو “جونو”. يجدون هذا التحالف الجديد غريبًا، لكنه حبة دواء سهلة البلع بعد أشهر من الكدح في الأفران. لا تنتهي الليلة بسلام فقد تم ايقاظي بعد ساعة من النوم. تجلس “موستانج” على حافة سريري بينما ترمش عيناي المفتوحتان.
عندما أراها، أشعر بوخزة من الرعب، مفترضًا أنها جاءت لسبب مختلف، أفترض أن يدها على ساقي تعني شيئًا بسيطًا، شيئًا إنسانيًا. بدلًا من ذلك، تحمل لي أخبارًا لم أكن أتمنى سماعها مرة أخرى. “تاكتوس” انتهك سلطتي وحاول اغتصاب عبدة من “سيريس” أثناء الليل. أمسكت به “ميليا”، وبالكاد منعتها “موستانج” من تقطيع “تاكتوس” بألف طريقة مختلفة. الجميع في حالة هياج.
تقول “موستانج”: “الوضع سيء”. “طلاب ‘ديانا’ يرتدون عتادهم الحربي وعلى وشك محاولة استعادته من ميليا وباكس.”
“هل هم مجانين بما يكفي لقتال ‘باكس’؟”
“نعم.”
“سأرتدي ملابسي.”
“أرجوك.”
أقابلها في غرفة حرب “سيريس” بعد دقيقتين. الطاولة منحوت عليها بالفعل نصل منجلي. لم أفعل ذلك، وهو عمل أفضل بكثير مما كنت سأستطيع إدارته.
“أي أفكار؟” أسقط في المقعد المقابل لـ”موستانج”. اننا مجلس مكون من اثنين. في أوقات كهذه أفتقد “كاسيوس”، “روكي”، “كوين”، جميعهم. خاصة “سيفرو”.
“عندما فعل تيتوس هذا، قلت إننا نضع قانوننا الخاص، إذا كنت أتذكر جيدًا. حكمت عليه بالإعدام. فهل ما زلنا سنفعل ذلك؟ أم أننا سنفعل شيئًا أكثر ملاءمة؟” تسألني كما لو أنها تعتقد بالفعل أنني سأترك “تاكتوس” يفلت من العقاب. أومئ برأسي، مفاجئًا إياها. “سيدفع الثمن”، أقول.
“هذا… يغضبني حقًا.” ترفع قدميها عن الطاولة وتنحني إلى الأمام لتهز رأسها. “من المفترض أن نكون أفضل من هذا. هذا كل ما يُفترض أن يكونه الفريدون – متسامين عن الدوافع التي…” – ترفع علامات اقتباس ساخرة في الهواء – “تجعلهم يستعبدون الألوان الأضعف.”
أنقر على الطاولة بضيق. “الأمر لا يتعلق بالدوافع. إنه يتعلق بالسلطة.”
تصيح موستانج: “تاكتوس من منزل فالي! عائلته عريقة. كم من السلطة يريد ذلك الأحمق؟”.
“أقصد سلطة عليّ. قلت له إنه لا يستطيع فعل شيء. والآن يحاول أن يثبت أنه يستطيع فعل ما يشاء.”
“إذًا هو ليس همجيا آخر مثل تيتوس.”
“لقد قابلته. بالطبع هو همجي. لكن لا. هذا كان تكتيكيًا.”
“حسنًا، لقد وضعك الوغد الذكي في مأزق.”
أصفع الطاولة. “لا يعجبني هذا – أن يختار شخص آخر المعارك أو ساحة المعركة. هكذا سنخسر.”
“إنها وضعية لا فوز فيها، حقًا. لا يمكننا الخروج منتصرين. شخص ما سيكرهك في كلتا الحالتين. لذا علينا فقط أن نكتشف أي طريق هو الأقل ضررًا. هل هذا صحيح؟”
“وماذا عن العدالة؟” أسأل.
ترتفع حاجباها. “وماذا عن الفوز؟ أليس هذا هو المهم؟”
“هل تحاولين الإيقاع بي؟”
تغمز. “مجرد اختبار لك.”
أعبس. “تاكتوس قتل تمارا، زعيمته. قطع سرجها ثم دهسها. إنه شرير. يستحق أي عقوبة نفرضها عليه.”
ترفع “موستانج” حاجبيها كما لو أن كل هذا متوقع. “إنه يرى ما يريد، ويأخذه.”
أتمتم: “كم هو مثير للإعجاب”.
تميل رأسها نحوي، وعيناها المفعمتان بالحياة تتفحصان وجهي. “نادر.”
“ما الذي يعنيه هذا؟”.
“كنت مخطئة، بشأنك. وهذا نادر.”
“هل أنا مخطئ بشأن تاكتوس؟” أسأل. “هل هو شرير حقًا؟ أم أنه فقط متقدم علينا؟ هل يفهم اللعبة بشكل أفضل؟”
“لا أحد يفهم اللعبة.”
تضع “موستانج” حذائها الموحل على الطاولة مجددًا وتتكئ إلى الخلف. شعرها الذهبي ينسدل خلف كتفيها في جديلة طويلة. تتراقص النار في المدفأة، وعيناها تنتقلان على وجهي. لا أفتقد أصدقائي القدامى عندما تبتسم هكذا. أطلب منها أن تشرح.
“لا أحد يفهم اللعبة، لأنه لا أحد يعرف القواعد. لا أحد يتبع نفس مجموعة القواعد. إنها مثل الحياة. البعض يعتقد أن الشرف عالمي. البعض يعتقد أن القوانين ملزمة. آخرون يعرفون أفضل. لكن في النهاية، أليس أولئك الذين ينهضون بالسم يموتون بالسم؟”
أهز كتفي. “ذلك يحدث في القصص الخيالية. أما في الحياة، غالبًا ما لا يتبقى أحد ليسممهم.”
“عبيد منزل سيريس يتوقعون العين بالعين. عاقب تاكتوس، و ستغضب فتيان منزل ديانا. لقد جلبوا لك حصنًا وأنت تبصق عليهم من أجله. تذكر، بقدر ما يعنيهم الأمر، تاكتوس اختبأ في بطن حصان نصف يوم من أجلك عندما استوليت على قلعتي. سيتضخم الاستياء مثل بيروقراطية النحاسيين. لكن إذا لم تعاقبه، ستخسر كل سيريس.”
أهز رأسي وأتنهد. “لا يمكنني فعل ذلك. لقد فشلت في هذا الاختبار من قبل. أعدمت تيتوس وظننت أنني أقيم العدالة. كنت مخطئًا.”
“تاكتوس هو ذهبي حديدي. دمه قديم قدم المجتمع. انهم ينظرون إلى الرحمة، إلى الإصلاح، كمرض. انه مثل عائلته. لن يتغير. لن يتعلم. و يؤمن بالقوة. الألوان الأخرى ليست بشرًا بالنسبة له. الذهبيون الأدنى ليسوا بشرًا بالنسبة له. هو مرتبط بمصيره.”
لكنني أحمر أتصرف كذهبي. لا أحد مرتبط بمصيره. أستطيع تغييره. أعرف أنني أستطيع. لكن كيف؟
“ما الذي تظنين بأنه يجب عليّ فعله؟” أسأل.
“ها! الحاصد العظيم.” تصفع فخذها. “متى اهتممت بما يفكر به أي شخص؟”
“أنتِ لستِ أي شخص.”
تومئ برأسها، وبعد لحظة، تتحدث. “ذات مرة، حكى لي بليني، معلمي – وهو رجل بغيض حقًا، وسياسي الآن، لذا خذ كل هذا بتحفظ. على أي حال: على الأرض، كان هناك رجل وجمله.” أضحك. تواصل كلامها. “كانا يسافران عبر هذه الصحراء الشاسعة المليئة بكل أنواع الأشياء السيئة. ذات يوم، بينما كان الرجل يعد المخيم، ركله الجمل دون سبب. فضرب الرجل الجمل بالسوط. التهبت جراح الجمل. ومات وترك الرجل عالقًا.”
“الأيادي. الجمال. أنتِ والاستعارات…”
تهز كتفيها. “بدون جيشك، أنت رجل عالق في صحراء. لذا كن حذرًا، أيها الحاصد.”
أتحدث مع “نايلا”، فتاة “سيريس”، على انفراد. إنها فتاة هادئة. ذكية جدًا، ولكنها ليست قوية بأي شكل من الأشكال. انها مثل طائر مغرد يرتجف، مثل “ليا”. لديها شفة منتفخة دامية. هذا يجعلني أرغب في إخصاء “تاكتوس”. لم تأتِ شريرة مثل البقية. ولكن مرة أخرى، لقد تجاوزت العبور.
“قال لي إنه يريدني أن أدلك كتفيه. قال لي أن أفعل ما يقوله لأنه سيدي لأنه بذل دمه للاستيلاء على القلعة. ثم حاول… حسنًا… أنت تعرف.”
مئة جيل من الرجال استخدموا هذا المنطق اللاإنساني. الحزن الذي تخلقه كلماتها في داخلي يجعلني أشتاق إلى الوطن. لكن هذا حدث هناك أيضًا. أتذكر الصرخات التي جعلت مغرفة الحساء ترتجف في يد أمي. أتذكر كيف حصلت ابنة عمي على المضادات الحيوية من فرد جاما ذاك.
ترمش “نايلا” وتحدق في الأرض للحظة. “قلت له إنني عبدة موستانج. من منزل مينيرفا. هذه رايتها. لم يكن عليّ أن أطيعه. استمر في دفعي للأسفل. صرخت. لكمني، ثم أمسك بحلقي حتى بدأت رؤيتي تتلاشى وبالكاد شممت رائحة عباءته الذئبية. ثم دفعتني تلك الفتاة الطويلة، ميليا، بعيدا عنه، على ما أعتقد.”
لم تذكر أنه كان هناك جنود آخرون من “ديانا” في الغرفة. آخرون شاهدوا. جيشي. لقد منحتهم السلطة وهذه هي الطريقة التي يستخدمونها بها. هذا خطئي. هم ملكي ولكنهم أشرار. لن يتم إصلاح ذلك بمعاقبة أحدهم. يجب أن يرغبوا في أن يكونوا صالحين.
“ماذا تريدين مني أن أفعل به؟” أسألها. لا أمد يدي لأواسيها. هي لا تحتاج إلى ذلك، على الرغم من أنني أعتقد أنني من أحتاج ذلك. انها تذكرني بـ”إيفي” أيضًا.
تلمس “نايلا” تجعيدات شعرها المتسخة وتهز كتفيها. “لا شيء.” “لا شيء مما ستفعله سيكون كافيًا.”
“لإصلاح ما حاول فعله بي؟ لجعله صحيحًا؟” تهز رأسها وتمسك بجانبيها. “لا شيء كافٍ.”
في صباح اليوم التالي، أجمع جيشي في ساحة “سيريس”. يعرج العشرات؛ قلة من عظام الذهبيين يمكن كسرها حقًا بسبب قوتها، لذا كانت معظم الإصابات التي لحقت بهم أثناء الهجوم سطحية. أشم رائحة الاستياء من طلاب “سيريس”، من طلاب “ديانا”. إنه سرطان سينهش جسد هذا الجيش، بغض النظر عمن يستهدفه.
يخرج باكس تاكتوس ويدفعه على ركبتيه. أسأله إذا كان قد حاول اغتصاب “نايلا”. يقول “تاكتوس” متمتمًا: “القوانين تصمت في أوقات الحرب”.
“لا تقتبس من شيشرون أمامي”، أقول. “أنت تخضع لمعايير أعلى من قائد مئة غازي”.
“في هذا، أنت تصيب الهدف على الأقل. أنا مخلوق متفوق من سلالة فخورة وتراث مجيد. الأقوى محق دوما، يا دارو. إذا استطعت أن آخذ، يجوز لي أن آخذ. إذا أخذت، أستحق أن أمتلك. هذا ما يؤمن به الفريدون.”
“يقاس الرجل بما يفعله عندما يمتلك السلطة”، أقول بصوت عالٍ.
“فلتكف عن هذا، أيها الحاصد“، يرد تاكتوس، واثقًا من نفسه ككل أقرانه. “انها غنيمة حرب. قوتي استولت عليها. وأمام القوي، ينحني الضعيف.”
“أنا أقوى منك، يا تاكتوس”، أقول. “لذا أستطيع أن أفعل بك ما أشاء. أليس كذلك؟”
يلتزم الصمت، مدركًا أنه وقع في فخ.
“أنت من عائلة متفوقة على عائلتي، تاكتوس. والداي ميتان. أنا العضو الوحيد في عائلتي. لكنني مخلوق متفوق عليك.”
يبتسم بسخرية لذلك.
“هل تختلف معي؟” ألقي بسكين عند قدميه وأستل سكيني. “أتوسل إليك أن تعبر عن مخاوفك.” لم يلتقط نصله.
“إذًا، بحق القوة التي لدي، أستطيع أن أفعل بك ما يحلو لي.”
أعلن أن الاغتصاب لن يُسمح به أبدًا، ثم أسأل نايلا عن العقوبة التي ستفرضها. كما أخبرتني من قبل، تقول أنها لا تريد أي عقوبة. أتأكد من أنهم يعرفون ذلك، حتى لا تكون هناك اتهامات مضادة ضدها. يحدق تاكتوس ومؤيدوه المسلحون بها في دهشة. لا يفهمون لماذا لا تأخذ بالثأر، لكن ذلك لا يمنعهم من الابتسام بابتسامة خبيثة لبعضهم البعض، معتقدين أن زعيمهم قد أفلت من العقاب. ثم أتكلم.
“لكنني أحكم عليك بعشرين جلدة بسوط من الجلد، يا تاكتوس. لقد حاولت أن تأخذ شيئًا خارج حدود اللعبة. لقد استسلمت لغرائزك الحيوانية المثيرة للشفقة. هنا، هذا أقل غفرانًا من القتل؛ أتمنى أن تشعر بالخزي عندما تنظر إلى هذه اللحظة بعد خمسين عامًا من الآن وتدرك ضعفك. أتمنى أن تخاف من معرفة أبنائك وبناتك بما فعلته لزميل ذهبي. حتى ذلك الحين، ستكفي عشرون جلدة.”
يتقدم بعض جنود ‘ديانا’ غاضبين، لكن ‘باكس’ يرفع فأسه على كتفه فيتراجعون، وهم يحدقون بي. لقد أعطوني حصنًا وأنا سأجلد محاربهم المفضل. أرى جيشي يموت بينما تسحب ‘موستانج’ قميص ‘تاكتوس’. يحدق بي كالأفعى. أعرف ما هي الأفكار الشريرة التي يفكر بها. لقد فكرت بها تجاه جلادي أيضًا.
“خطأ”، يهمس لي. “يا له من خطأ.”
ثم أفاجئه. أضع السوط في يده وأقربه مني بوضع يدي حول مؤخرة رأسه. أهمس له: “أنت تستحق أن تُقطع خصيتاك، أيها الوغد الأناني”. ثم أقول بصوت أعلى: “هذا جيشي”. “هذا جيشي. شروره لي بقدر ما هي لكم، بقدر ما هي لـتاكتوس. في كل مرة يرتكب أي منكم جريمة كهذه، كشيء فاحش ومنحرف، ستحملون وزرها وسأحمله معكم، لأنه عندما تفعلون شيئًا شريرًا، فإنه يؤذينا جميعًا.”
يقف “تاكتوس” هناك كالأبله. إنه مرتبك. أدفعه بقوة في صدره. يتعثر إلى الوراء. أتبعه، وأدفعه. “ما الذي كنت ستفعله؟” أدفع يده التي تمسك بسوط الجلد مرة أخرى نحو صدره.
يتمتم وأنا أدفعه: “لا أعرف ما الذي تعنيه…”.
“هيا يا رجل! كنت ستضع قضيبك داخل شخص في جيشي. لماذا لا تجلدني وأنت في طريقك؟ لماذا لا تؤذيني أيضًا؟ سيكون الأمر أسهل. ‘ميليا’ لن تحاول حتى طعنك. أعدك.”
أدفعه مرة أخرى. ينظر حوله. لا أحد يتكلم. أخلع قميصي وأركع على ركبتي. الهواء بارد. ركبتاي على الحجر والثلج. عيناي تلتقيان بعيني موستانج. تغمز لي وأشعر أنني أستطيع فعل أي شيء. أطلب من تاكتوس أن يجلدني خمسًا وعشرين جلدة. لقد تحملت ما هو أسوأ. ذراعاه ضعيفتان وكذلك إرادته لفعل ذلك.
لا يزال الأمر مؤلما، لكنني أقف بعد خمس جلدات وأعطي السوط لـباكس. يبدأون العد من ستة. أصرخ: “ابدأوا من جديد!”. “وغد مغتصب صغير لا يستطيع أن يضرب بقوة كافية ليؤذيني.” لكن باكس يستطيع بالتأكيد.
جيشي يصرخ احتجاجًا. إنهم لا يفهمون. الذهبيون لا يفعلون هذا. الذهبيون لا يضحون من أجل بعضهم البعض. القادة يأخذون؛ لا يعطون. جيشي يصرخ مرة أخرى. أسألهم، كيف يكون هذا أسوأ من الاغتصاب الذي كنتم جميعًا مرتاحين له؟ أليست “نايلا” الآن واحدة منا؟ أليست جزءًا من الجسد؟ مثل الحمر. مثل الأوبسديان. مثل كل الألوان.
يحاول باكس أن يخفف من قوته. لكنه باكس، لذا عندما ينتهي، يبدو ظهري كلحم ماعز ممضوغ. أقف. أفعل كل ما بوسعي لأمنع نفسي من الترنح. أرى نجومًا. أريد أن أنتحب. أريد أن أبكي. بدلًا من ذلك، أقول لهم إن أي شخص يفعل أي شيء دنيء – وهم يعرفون ما أعنيه – سيتعين عليه أن يجلدني هكذا أمام الجيش بأكمله.
أرى كيف ينظرون إلى “تاكتوس” الآن، كيف ينظرون إلى “باكس”، كيف ينظرون إلى ظهري. “أنتم لا تتبعونني لأنني الأقوى. باكس هو الأقوى. أنتم لا تتبعونني لأنني الأذكى. موستانج هي الأذكى. أنتم تتبعونني لأنكم لا تعرفون إلى أين أنتم ذاهبون. أما أنا فأعرف.”
أشير لـ”تاكتوس” ليقترب مني. يتردد، شاحبًا، مرتبكًا كحمل حديث الولادة. الخوف يرتسم على وجهه. خوف من المجهول. خوف من الألم الذي تحملته طواعية. خوف عندما يدرك كم هو مختلف عني. “لا تخف”، أقول له. أسحبه إلى الأمام في عناق.
“نحن إخوة بالدم، أيها الوغد الصغير. إخوة بالدم.”
أنا أتعلم.
……
مقولات دارو سيخلدها التاريخ.
إن وجدتم أيّ أخطاء لغوية أو إملائية أو نحوية أو صرفية أو غيرها، فلا تترددوا في الإشارة إليها في قسم التعليقات. ملاحظاتكم محل تقدير كبير، وتساعدني على تقديم عمل أدق وأفضل جودة. شكرًا لقراءتكم واهتمامكم!
ترجمة [Great Reader]
✨ عضوية مميزة في فضاء الروايات ✨
🚫📢 تخلّص من الإعلانات المزعجة
💖 استمتع بتجربة قراءة سلسة ومميزات حصرية مقابل مبلغ رمزي
📌 ملاحظة: أرسل اسمك في الموقع عند الدفع ليتم تفعيل العضوية ✅
جميع ما يتم ترجمته في الفصول منسوب إلى المؤلفين، ونحن بريئون من أي معانٍ تخالف العقيدة أو معانٍ كفرية وشركية.
هذا مجرد محتوى ترفيهي فلا تدعه يؤثر عليك أو يلهيك عن دينك.
استغفر اللـه وأتوب إليه.