انتفاضة الحمر - الفصل 35
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
دعم رواية انتفاضة الحمر لزيادة تنزيل الفصول
الفصل 35: ناكثو العهد
أصدقائي معي. ما الذي يقصدونه بذلك؟ أي أصدقاء؟ أبناء أريس؟ أم أن الصديق الغامض أكثر عمومية، ملمحًا إلى أولئك الذين يدعمون فرَصي في المعهد؟ هل يعرفون أهمية البيغاسوس بالنسبة لي؟ أم كانوا ببساطة يجمعون شملي بشيء ظنوا أنني قد أفتقده؟ يالها من أسئلة كثيرة؛ لكن لا يهم أي منها. إنهم خارج اللعبة. اللعبة. ماذا هناك غير اللعبة؟ كل الأشياء الحقيقية في العالم، كل علاقاتي، كل تطلعاتي واحتياجاتي، كلها مرهونة بهذه اللعبة، مرهونة بفوزي.
لكي أفوز، سأحتاج إلى جيش، لكن لا يمكن له أن يكون مؤلفا من عبيد. ليس مجددًا. أحتاج الآن، كما سأحتاج على رأس التمرد، إلى أتباع، لا عبيد. لا يمكن تحرير الإنسان بنفس الظلم الذي استعبده.
بعد أسبوع من حقني لموستانج وزوال حُمّاها، انطلقنا شمالًا. تزداد قوتها كلما تحركنا. زال سعالها وعادت ابتسامتها العابرة. أحيانًا تحتاج إلى قسط من الراحة، لكنها سرعان ما تقترب من التفوق عليّ في سباق السرعة. وهي لا تخفي ذلك أيضًا. نصدر أكبر قدر ممكن من الضجيج عندما نتحرك لنجذب فريستنا إلينا. في الليلة السادسة من إشعال نيران كبيرة بشكل مزعج، نحصل على أول طُعم.
يأتي ناكثو العهد بمحاذاة جدول ماء، مستخدمين أصواته لإخفاء اقترابهم. لقد أعجبوني على الفور. لو لم تكن نارنا فخًا، لكانوا قد أمسكوا بنا على حين غرة. لكنه فخ، وعندما يخطو اثنان إلى النور، كدنا نُطبق الفخ. ولكن إذا كانوا أذكياء بما يكفي ليأتوا بمحاذاة الجدول، فهم أذكياء بما يكفي ليتركوا شخصًا ليتربص في الظلام. أسمع سهمًا يُثبّت على وتر القوس. ثم هناك صرخة. موستانج تتكفل بذلك الذي في الظلام. أنا أتكفل بالآخرين. أنهض من كومة الثلج، وعباءة الذئب ينفض الثلج عنها، وأطرحهما أرضًا من الخلف بسطح قوسي.
بعد ذلك، يعالج الشخص الذي ضربته موستانج عينه المتورمة بجوار نارنا بينما أتحدث مع قائدهم. اسمها ميليا. هي طويلة كشجرة الصفصاف بوجه كوجه الحصان وحدبة طفيفة في كتفيها. تغطي ثياب بالية وفراء مسروق جسدها النحيل. الشخص الآخر السليم هو داكس. انه قصير، وسيم، بثلاثة أصابع قضمها الصقيع. نعطيهم فراءً إضافيًا وأعتقد أن ذلك يُحدث كل الفرق في المحادثة.
“تعلمون أنه يمكننا أن نجعلكم عبيدًا، أليس كذلك؟” تسأل موستانج، ملوحةً برايتها. “لذا ستكونون ناكثي عهد مرتين ومنبوذين مرتين بمجرد انتهاء هذه اللعبة”. لا يبدو أن ميليا تهتم. لكن داكس يهتم. الآخر يتبع ميليا فحسب.
“لا أهتم قيد أنملة. لا فرق بين مرة ومرتين”، تقول ميليا. يحملون جميعًا علامة عبودية منزل مارس. لا أتعرف عليهم لكن خواتمهم تقول أنهم من جونو. “أفضل تحمل العار على أن أجثو على ركبتي. هل تعرف أبي؟”.
“لا أهتم بأبيك”.
“أبي”، تصر، “هو غايوس أو تراخوس، قاضي نصف الكرة المريخي الجنوبي”.
“ما زلت لا أهتم”.
“و أبوه هو—”.
“لا أهتم”.
“إذًا أنت أحمق”، تقول بتمهل. “وأحمق مرتين إذا ظننت أنك ستجعلني عبدتك. سأقتلك في الليل”.
أومئ إلى موستانج. تقف فجأة حاملة الراية وتضعها على رأس ميليا. علامة منزل مارس تصبح علامة مينيرفا. ثم تمحو علامة مينيرفا. تتسع عينا داكس. “حتى لو حررتكِ؟” أسأل ميليا. “هل ستظلين تريدين قتلي؟”.
لا تعرف ما الذي تقوله.
“ميلي”، يقول داكس بهدوء. “بماذا تفكرين؟”.
“لا عبودية”، أوضح. “لا ضرب. إذا حفرتِ حفرة قذارة، سأحفر أنا حفرتين للمخيم. إذا جرحكِ أحدهم، سأمزقه إربًا. إذًا، هل ستنضمين إلى جيشنا؟”.
“جيشه”، تصحح موستانج. أنظر إليها بعبوس.
“ومن هو؟” تسأل ميليا، وعيناها لا تفارقان وجهي.
“إنه الحاصد”.
يستغرق الأمر أسبوعًا لجمع عشرة من ناكثي العهود. من وجهة نظري، هؤلاء العشرة قد أوضحوا بالفعل أنهم لا يريدون أن يكونوا عبيدًا. لذا قد يعجبهم أول شخص يمنحهم هدفًا، وطعامًا، وفراءً، ولا يطالبهم بلعق كعب حذائه. معظمهم قد سمعوا بي، لكنهم جميعًا يشعرون بخيبة أمل لأنني لا أملك النصل المنجلي الشهير الذي استخدمته لهزيمة باكس. يبدو أنه أصبح أسطورة. يقولون إنه رفع حصانًا وفارسه وألقى بهما في أرغوس بينما كان عبيد منزل مارس يقاتلون عبيد جوبيتر.
كلما كبرنا، نختبئ من الجيوش الأكبر. قد يكون منزل مارس منزلي، ولكن مع موت روكي و كون كاسيوس عدوًا لي، لم يتبق لي كأصدقاء سوى كوين وسيفرو. بولوكس ربما، لكنه سيذهب حيثما تهب الريح. انه وغد حقير. لا يمكنني أن أكون مع منزلي. لا مكان لي هناك. ربما كنت قائدهم، لكني أتذكر كيف نظروا إلي. والآن من الضروري أن يعرفوا أنني على قيد الحياة.
بالرغم من الحرب الدائرة بين منزلي مارس وجوبيتر، لا يزال منزل سيريس الشامخ صامدًا على ضفة النهر دون أن يُقهر. لا يزال دخان الخبز يتصاعد من خلف أسوارهم العالية. تجوب فرق الفرسان الحربية من كلا الجيشين السهول المحيطة بسيريس، عابرين نهر أرغوس المتجمد كما يشاؤون. يحملون الآن سيوفًا أيونية منخفضة الشحن، حتى يتمكنوا من صعق و تشويه بعضهم البعض بلمسة من المعدن. تطن الروبوتات الطبية فوق ساحة المعركة عندما تتحول المناوشات إلى معارك ضارية، فتداوي الطلاب الجرحى وهم ينزفون أو يئنون من كسور العظام.
يرتدي أبطال كل جيش دروعًا أيونية لحماية أنفسهم من الأسلحة الجديدة. تتصادم الخيول. وتتطاير السهام الأيونية. يتجول العبيد بينما يضربون بعضهم البعض بأسلحة قديمة وبسيطة عبر السهل الواسع الذي يفصل المرتفعات عن نهر أرغوس العظيم. إنه مشهد مذهل—لكنه أحمق، أحمق للغاية.
أشاهد مع موستانج وميليا فرقتين حربيتين مدرعتين من منزل مارس ومنزل جوبيتر تندفعان نحو بعضهما البعض عبر السهول أمام برج فوبوس. ترفرف الرايات. تدوس الخيول الثلج الكثيف. إنه صدام من المجد المدرع عندما ينهار المدّان المعدنيان على بعضهما البعض. تتطاير شرارات الرماح بالكهرباء عندما تصطدم بالدروع والصفائح المعدنية. تصطدم السيوف البراقة بشفرات أخرى مثلها. المختارون الأوائل يقاتلون المختارين الأوائل. يركض العبيد بالعشرات ليصطدموا ببعضهم البعض، انهم مجرد بيادق في مباراة الشطرنج العملاقة هذه.
أرى باكس في كتلة صدئة من درع قرمزي قديم جدًا لدرجة أنه يبدو مثل البدلة الحارقة. أضحك وهو يعرقل حصانًا وفارسه. لكن لو كانت هناك صورة لفارس مثالي، فلن يكون باكس. لا، بل سيكون كاسيوس. أراه الآن. يتوهج درعه وهو يصعق خصمًا تلو الآخر، راكضًا بين الأعداء، وسيفه يطن يمينًا ويسارًا، ويومض كألسنة النار.
يمكنه القتال، لكنني مصدوم من الطريقة الحمقاء التي يختارها لذلك—الغطس بنبل وسط قلب العدو بقوة من حاملي الرماح، وأسر الأعداء. ثم تعيد القوات الناجية تجميع صفوفها وتفعل الشيء نفسه به. مرارًا وتكرارًا، دون أن يحقق أي من الجانبين ميزة كبيرة.
“يا لهم من حمقى”، أقول لموستانج. “كل تلك الدروع والسيوف الجميلة تعميهم. أعرف. ربما إذا اصطدموا ببعضهم البعض ثلاث أو أربع مرات أخرى، قد ينجح الأمر”.
“لديهم تكتيكات”، تقول. “انظر، تشكيل إسفيني هناك. ومناورة هناك ستتحول إلى التفاف على الجناح”.
“لكنني على حق”.
“لكنك لست مخطئًا.” تشاهد للحظة. “انها مثل حربنا الصغيرة تعاد مرة أخرى، إلا أنك لا تركض وأنت تعوي على الناس مثل ذئب ممسوس”. تتنهد موستانج وتضع يدها على كتفي. “آه، الأيام الخوالي”.
تراقبنا ميليا بأنف مجعد.
“التكتيكات تكسب المعارك. الاستراتيجية تكسب الحروب”، أقول.
“أوووه. أنا الحاصد. سَّامِيّ الذئاب. ملك الاستراتيجية.” تقرص موستانج خدي. “أنت لطيف جدًا”.
أبعد يدها بضربة خفيفة. تدير ميليا عينيها.
“إذًا، ما هي استراتيجيتنا يا سيدي؟” تسألني موستانج.
كلما أطلت أي صراع مع عدو، زادت فرص المشرفين في تدميري. يجب أن يكون صعودي نيزكيًا. لا أخبرها بهذا.
“السرعة هي جوهر استراتيجيتنا”، أقول. “السرعة والتحامل الشديد”.
في صباح اليوم التالي، تجد فرقة منزل مارس الحربية جسرهم عبر نهر ميتاس مسدودًا بأشجار مقطوعة في الليل. كما هو متوقع، تستدير الفرقة وتعود إلى القلعة، خوفًا من وجود فخ. لا يستطيع حراسهم في فوبوس وديموس رؤيتنا؛ ينظرون للأسفل ويرسلون إشارات دخانية تفيد بعدم وجود عدو في الغابة الجرداء حول الجسر.
لا يروننا لأننا كنا منبطحين على بطوننا في نفس الموضع في الغابة على بعد خمسين ياردة من الجسر منذ فجر الليل. كل واحد من ناكثي العهود لدي يرتدي الآن عباءة ذئب بيضاء أو رمادية. استغرق الأمر أسبوعًا للعثور على الذئاب، ولكن ربما كان ذلك للأفضل. لقد خلق الصيد رابطة بينهم.
جنودي العشرة هم مجموعة مشاكسة. كاذبون، غشاشون أشرار يفضلون تدمير مستقبلهم على أن يكونوا عبيدًا في هذه اللعبة. لذا، هي مجموعة فخورة وعملية ولكنها ليست شريفة جدًا. تمامًا من النوع الذي أحتاجه. وجوههم مطلية باللون الأبيض بروث الطيور والطين الرمادي، لذلك نبدو كوحوش شتوية شبحية بينما يتصاعد البخار من أفواهنا المبتسمة.
“إنهم يحبون أن يقدّرهم شخص مخيف”، قالت لي ميليا الليلة الماضية، وصوتها بارد وهش مثل رقاقات الجليد المتدلية من أشجار الحور. “و كذلك أنا”.
“منزل مارس سيبتلع الطعم”، تهمس لي موستانج الآن. “لم يتبق الكثير من أصحاب العقول في المنزل”. ليس مع رحيل روكي. اختارت مكانًا قريبًا مني في الثلج. قريبًا جدًا لدرجة أن ساقيها تمتدان بمحاذاة ساقي، ووجهها، الملتوي جانبًا وهي مستلقية على بطنها، على بعد بوصات فقط من وجهي تحت عباءاتنا البيضاء. عندما أستنشق، يكون الهواء دافئًا بالفعل من أنفاسها. أعتقد أن هذه هي المرة الأولى التي أفكر فيها في تقبيلها. أطرد الفكرة بعيدًا، وأستحضر مشهد شفتي إيو المتشققتين.
في منتصف النهار يرسل كاسيوس قوات—معظمهم من العبيد، خوفًا من كمين—لإزالة الأشجار المقطوعة من على الجسر. في الواقع، يلعب كاسيوس لعبة ذكية جدًا. بما أنه يعتقد أنه يقاتل جوبيتر، فإن افتراضه هو أن الكمين سيكون هجومًا مفاجئًا للفرسان بمجرد إخلاء الجسر. لذلك، يأمر خيوله بالالتفاف حول النهر، جنوبًا عبر المرتفعات، والالتفاف على الجانب الآخر من الجسر بالقرب من فوبوس لنصب كمين للفرسان الذين يفترض أنهم سيأتون من الغابة العظيمة أو السهول. ميليا، الفتاة المراوغة، تخبرني بحركة الخيول هذه على شكل عواء من موقعها على بعد ميل تقريبًا، حيث تعمل كحارسة على أشجار الصنوبر العالية. حان وقت التحرك.
لا نعوي أو نصرخ ونحن العشرة نركض عبر الغابة الخالية من الأوراق نحو العبيد الكادحين. يجلس أربعة من المختارين الأوائل على ظهور الخيل يراقبون العمل. أحدهم سيبيو. نركض أسرع. أسرع عبر الأشجار الجرداء، قادمين من جناحهم. لا يروننا. نتفرق. نتسابق مع بعضنا البعض لتوجيه الضربة الأولى.
أنا أفوز.
قافزا خمسة أمتار إلى الأمام في الجاذبية المنخفضة، أطير خارج الغابة كشيطان ممسوس وأضرب سيبيو في كتفه بسيف غير حاد. يسقط من السرج. تصهل الخيول. تسقط موستانج واحدا آخر من المختارين الأوائل برايتها. تنقض قواتي إلى الأمام، وهي صامتة ومظللة باللونين الأبيض والرمادي. يقفز اثنان آخران من ناكثي العهود على خيول المختارين الأوائل ويضربون الفرسان بالهراوات والفؤوس غير الحادة. أمرتهم بعدم القتل؛ انتهى الأمر خلال أربع ثوانٍ. لا تعرف الخيول حتى أين ذهب فرسانها.
تنساب قواتي متجاوزة الخيول إلى العبيد وهم يزيلون جذوع الأشجار المقطوعة من الجسر. نصفهم لا يسمعوننا حتى تحول موستانج ستة منهم إلى عبيد لمنزل مينيرفا وتأمرهم بمساعدتنا في إخضاع البقية. ثم هناك صراخ ويوجه عبيد منزل مارس فؤوسهم ضد قواتي.
أولئك من منزل مينيرفا يتعرفون على موستانج ويتم تحريرهم عندما تزيل علامة منزل مارس. إنه مثل مد متغير. ستة عبيد أصبحوا لنا. إنهم يعرقلون عبيد منزل مارس الآخرين ويثبتونهم أرضًا بينما تركض موستانج وتحولهم. ثمانية، بنفس الطريقة. عشرة. أحد عشر، حتى يبقى واحد فقط يسبب المتاعب. انه الجائزة. باكس. ليس لديه درع، الحمد لله. إنه هنا للعمل، لكن لا يزال الأمر يتطلب سبعة منا لإسقاطه على الأرض. إنه يزمجر ويصرخ باسمه. ألقي بنفسي عليه وأتلقى لكمة في وجهي. أنا أبصق وأضحك ونحن نتكدس فوقه حتى يصبح هناك اثنا عشر منا يمسكون بالوحش المعدل جينيا. تحرره موستانج من علامة منزل مارس ويتحول زئيره إلى ضحكة عالية النبرة لدرجة أنها تبدو كضحكة فتاة.
“الحرية!” يزمجر. يقفز، باحثًا عن شخص ليشوهه. “دارو أو أندروميدوس!” يصرخ في وجهي، مستعدًا لتحطيم وجهي حتى تصرخ عليه موستانج بالتوقف.
“إنه في صفنا”، تقول موستانج.
“حقا؟” يسأل باكس. ترتسم على وجهه العملاق ابتسامة. “يا لها من أخبار!”. ويحتضنني بقوة. “الحرية، أيها الإخوة… والأخوات! الحرية الحلوة!”. نترك سيبيو والمختارين الأوائل الآخرين يئنون على الأرض.
تتصاعد أعمدة الدخان من فوبوس وديموس بينما نركض عبر غابات الوادي إلى الجبال الشمالية قبل أن يتمكن فرسان منزل مارس من الالتفاف حول الجسر المسدود لمهاجمتنا. رأى الحراس كل شيء. ولا بد أنهم مرعوبون. لقد حدث ذلك في أقل من دقيقة. باكس لا يتوقف عن الضحك مثل فتاة.
سيصاب منزل مارس بالارتباك بسبب هذا النقص المفاجئ في صفوفهم. لكنني بحاجة إلى أكثر من ذلك. أحتاجهم أن يستبدلوا الرؤية التي لديهم عني، رؤية قائد معيب، بشيء خارق للطبيعة، شيء يفوق فهمهم. أحتاج أن أكون مثل جاكال—مجهول الهوية وخارق للحدود البشرية.
في تلك الليلة، أتسلل عبر الثلج شمال قلعة مارس. يقوم الفرسان بدوريات في الوادي. حوافرهم ناعمة على العشب في الليل. أسمع جلجلة لجمهم في الظلام. لا أراهم. عباءة ذئبي بيضاء كالثلج المتساقط. لقد سحبت قلنسوتها، لذلك أبدو كمخلوق حارس من أدنى مستويات الجحيم. وجه الصخرة أكثر انحدارًا مما أتذكر. كدت أسقط وأنا أسحب نفسي على طول الجرف الثلجي العمودي. أصل إلى جدار القلعة. تومض المشاعل على الأسوار. تهب الرياح على اللهب. يجب أن تكون موستانج على وشك إشعال النار.
أخلع عباءتي وأكورها. بشرتي مغطاة بالفحم. أدفع الكماشة المعدنية في الفراغات بين الحجارة. يبدو الأمر وكأنني أتسلق حفاري مرة أخرى إلا أنني أقوى ولا أرتدي بدلة حارقة. الأمر سهل. يرتطم البيغاسوس بصدري وأنا أسحب نفسي لأعلى. لم أكن ألهث حتى عندما وصلت إلى القمة بعد ست دقائق.
تتشبث أصابعي بالحجر أسفل الأسوار مباشرة. أتدلى، مستمعًا إلى الحارس المار. بالطبع إنها عبدة. وهي ليست غبية. تراني وأنا أسحب نفسي فوق السور وتدفع رمحًا نحو حنجرتي. ألوح بخاتم مارس الخاص بي وأضع إصبعي على شفتي.
“لما لا أصرخ؟” تسأل. كانت يومًا من منزل مينيرفا.
“هل طلبوا منك حراسة الجدار من الأعداء؟ أنا متأكد من أنهم فعلوا. لكنني من منزل مارس. الخاتم يقول ذلك. لا يمكن أن أكون عدوًا إذن، أليس كذلك؟”.
تعبس. “لقد أمرني الزعيم بمراقبة الجدران بحثًا عن المتسللين وقتلهم أو الصراخ…”.
“هذا منزلي. أنا الزعيم الشرعي لمنزل مارس. أنا سيدك وأطالبك بمواصلة مراقبة الجدار بحثًا عن المتسللين. هذا أمر حتمي.” أغمز. “أقسم أن فيرجينيا ستكون سعيدة إذا اتبعت أوامرك حرفيًا”.
تميل رأسها عند سماع اسم موستانج الحقيقي وتتفحصني.
“زعيمتي على قيد الحياة؟”.
“منزل مينيرفا لم يسقط بعد”، أقول.
يكاد وجه الفتاة يتشقق من شدة ابتسامتها. “حسنًا… إذن… أفترض أن هذا منزلك. لا أستطيع منعك من دخوله. أنا ملزمة بالقسم على الطاعة. انتظر… أنا أعرفك. قالوا إنك ميت”.
“الفضل يعود لزعيمتك لأنني ما زلت أتنفس”.
أعلم منها أن أعضاء المنزل ينامون بينما يحرس العبيد القلعة ليلًا. هذه هي مشكلة العبيد. إنهم على استعداد تام لإيجاد طريقة للتهرب من واجباتهم، ومتحمسون جدًا لمشاركة الأسرار. أتركها خلفي وأتسلل إلى الحصن باستخدام مفتاح أسقطته بالصدفة في يدي.
أتسلل عبر منزلي، وأشعر بإغراء زيارة كاسيوس. لكنني لست هنا لقتله. العنف هو مخرج الحمقى. أحيانًا أكون الأحمق، لكن الليلة أشعر بالذكاء. أنا لست هناك أيضًا لسرقة الراية. سيكون هناك حراس يحرسونها. لا. أنا هنا لأذكرهم بأنهم كانوا يخافون مني ذات يوم. بأنني أفضلهم جميعًا. يمكنني الذهاب حيث أشاء. و فعل ما أشاء.
أبقى في الظل على الرغم من أنني أستطيع استخدام نفس الحجة على كل حارس عبد لديهم. بدلاً من ذلك، أنحت نصلًا منجليًا على كل باب في الحصن. أتسلل إلى غرفة الحرب وأنحت نصلًا منجليًا في الطاولة الضخمة هناك لأخلق الأسطورة. ثم أنحت جمجمة في كرسي كاسيوس وأغرز سكينًا في عمق ظهر الكرسي الخشبي لأخلق الشائعة.
بينما أغادر بالطريقة التي أتيت بها، أرى سفح التل شمال القلعة يشتعل. تحترق الشجيرات المكدسة على شكل النصل المنجلي للحاصد في جوف الليل.
سيفرو، إذا كان لا يزال مع منزل مارس، سيجدني. ويمكنني الاستفادة من مساعدة ذلك الوغد الصغير.
……
إن وجدتم أيّ أخطاء لغوية أو إملائية أو نحوية أو صرفية أو غيرها، فلا تترددوا في الإشارة إليها في قسم التعليقات. ملاحظاتكم محل تقدير كبير، وتساعدني على تقديم عمل أدق وأفضل جودة. شكرًا لقراءتكم واهتمامكم!
ترجمة [Great Reader]
✨ عضوية مميزة في فضاء الروايات ✨
🚫📢 تخلّص من الإعلانات المزعجة
💖 استمتع بتجربة قراءة سلسة ومميزات حصرية مقابل مبلغ رمزي
📌 ملاحظة: أرسل اسمك في الموقع عند الدفع ليتم تفعيل العضوية ✅
جميع ما يتم ترجمته في الفصول منسوب إلى المؤلفين، ونحن بريئون من أي معانٍ تخالف العقيدة أو معانٍ كفرية وشركية.
هذا مجرد محتوى ترفيهي فلا تدعه يؤثر عليك أو يلهيك عن دينك.
استغفر اللـه وأتوب إليه.