انتفاضة الحمر - الفصل 45
📏 حجم الخط
✍️ نوع الخط
🎨 الخلفية
🖥️ عرض النص
دعم رواية انتفاضة الحمر لزيادة تنزيل الفصول
الشخصيات الرئيسية
بيت أغسطس وحلفاؤه
نيرو أُو أغسطس: الحاكم الأعلى للمريخ، وزعيم بيت أغسطس، ووالد فيرجينيا وأدريوس.
فيرجينيا أُو أغسطس/موستانج: ابنة نيرو، والأخت التوأم لأدريوس.
أدريوس أُو أغسطس/جاكال: ابن الحاكم الأعلى، وريث بيت أغسطس، والأخ التوأم لفيرجينيا.
بليني أُو فيلوسيتور: كبير السياسيين في بيت أغسطس.
دارو أُو أندروميدوس/الحاصد: الزعيم الأعلى لمعهد المريخ، وفارس في بيت أغسطس.
تاكتوس أُو راث: فارس في بيت أغسطس.
روكي أُو فابي: فارس في بيت أغسطس.
فيكترا أُو جولي: فارسة في بيت أغسطس، أخت أنطونيا غير الشقيقة، وابنة أجريبينا.
كافاكس أُو تيليمانوس: زعيم بيت تيليمانوس، حليف لبيت أغسطس، ووالد داكسو وباكس.
داكسو أُو تيليمانوس: وريث وابن كافاكس، وأخو باكس.
بيت بيلونا
تيبريوس أُو بيلونا: زعيم بيت بيلونا.
كاسيوس أُو بيلونا: وريث بيت بيلونا، وابن تيبريوس، وفارس في بيت بيلونا.
كارنوس أُو بيلونا: ابن تيبريوس، والأخ الأكبر لكاسيوس، وفارس في بيت بيلونا.
كيلان أُو بيلونا: بريتور، وابن عم كاسيوس، وابن أخ تيبريوس.
شخصيات ذهبية بارزة
أوكتافيا أُو لون: الحاكمة الفعلية للمجتمع.
ليساندر أُو لون: حفيد أوكتافيا، وريث بيت لون.
آجا أُو غريموس: كبيرة حراس الحاكمة.
مويرا أُو غريموس: كبيرة السياسيين لدى الحاكمة.
لورن أُو آركوس: فارس الغضب السابق، وزعيم بيت آركوس.
فيتشنير أُو باركا: المشرف السابق على مارس، ووالد سيفرو.
سيفرو أُو باركا/العفريت: قائد العوائين، وابن فيتشنير.
أجريبينا أُو جولي: زعيمة بيت جولي، ووالدة فيكترا وأنطونيا.
أنطونيا أُو سيفيروس-جولي: من منزل مارس سابقًا، أخت فيكترا غير الشقيقة، وابنة أجريبينا.
أبناء آريس
آريس: قائد إرهابي، لونه غير معروف.
الراقص: مساعد آريس، من الحُمر.
هارموني: مساعدة الراقص، من الحُمر.
ميكي: نحات، من البنفسجيين.
إيفي: عبدة سابقة لميكي، من الورديين.
ذات مرة، جاء رجل من السماء وقتل زوجتي.
الآن، أسير بجانبه على جبل يطفو فوق عالمنا. الثلج يتساقط. أسوار من الحجر الأبيض والزجاج المتلألئ تنبثق من الصخر.
حولنا تدور فوضى من الجشع. كل عظماء الذهبيين من المريخ يهبطون إلى المعهد ليطالبوا بأفضل وألمع خريجي عامنا. تزدحم سفنهم في سماء الصباح، وتشق طريقها عبر عالم من الثلج والقلاع المدخنة في طريقها إلى أوليمبوس، التي اقتحمتها قبل ساعات فقط.
“ألقِ نظرة أخيرة”، يقول لي ونحن نقترب من مكوكه. “كل ما سبق لم يكن سوى همس من عالمنا. عندما تغادر هذا الجبل، ستُكسر كل الروابط، وستصبح كل العهود غبارًا. أنت لست مستعدًا. لا أحد يكون مستعدًا أبدًا”.
عبر الحشد، أرى كاسيوس مع والده وإخوته وهم يشقون طريقهم نحو مركبتهم. عيونهم تحرقنا بنظراتها من فوق البياض، وأتذكر صوت قلب أخيه وهو يدق للمرة الأخيرة. يد خشنة بأصابع عظمية تستولي على كتفي، متشبثة بملكية.
يحدق أغسطس في أعدائه.
“آل بيلونا لا يغفرون ولا ينسون. إنهم كثيرون. لكنهم لا يستطيعون إيذاءك”. عيناه الباردتان تحدقان بي، جائزته الجديدة. “لأنك ملكي يا دارو، وأنا أحمي ما أملك”. وكذلك أفعل أنا.
لسبعمائة عام، استُعبد شعبي بلا صوت، وبلا أمل. الآن أنا سيفهم. وأنا لا أسامح. أنا لا أنسى. فليقدني إلى مركبته. فليظن أنه يملكني. فليرحب بي في منزله، حتى أتمكن من إحراقه عن بكرة أبيه.
ولكن بعد ذلك تأخذ ابنته بيدي، وأشعر بكل الأكاذيب تثقل كاهلي. يقولون أن المملكة المنقسمة على نفسها لا يمكنها أن تصمد. لكنهم لم يذكروا شيئًا عن القلب.
المجلد الأول : الخضوع
“هُنا تَكْمُنُ الأُسُودُ”. — نيرو أُو أغسطس.
الفصل 1: أمراء الحرب
صمتي يُدَوِّي. أقف في مركز قيادة سفينتي الفضائية، ذراعي مكسورة ومثبتة في جبيرة هلامية، والحروق الأيونية لا تزال غير ملتئمة على عنقي. لقد سئمت من كل هذا. يلتف نصلي المنجلي حول ذراعي اليمنى السليمة كأفعى معدنية باردة. أمامي، ينفتح الفضاء، بشكل شاسع ورهيب. شظايا ضئيلة من الضوء تخترق الظلام، وتتحرك ظلال بدائية لتحجب تلك النجوم على أطراف رؤيتي. إنها كويكبات. وهي تطفو ببطء حول سفينتي الحربية، “كوايتوس”، بينما أبحث في الظلام عن فريستي.
“انتصر”، هكذا قال لي سيدي. “انتصر كما لم يستطع أبنائي، وستجلب الشرف لاسم أغسطس. انتصر في الأكاديمية وستكسب لنفسك أسطولًا”. انه مولع بالتكرار الدرامي. فهو يلائم معظم رجال الدولة.
لقد أرادني أن أنتصر من أجله، لكنني سأنتصر من أجل الفتاة الحمراء التي تحمل حلمًا أكبر منها. سأنتصر كي يموت هو، وتحترق رسالتها عبر العصور. لكنها مهمة ليست بالهينة.
أبلغ من العمر عشرين عامًا. أنا طويل وعريض المنكبين. بزتي الرسمية، المصنوعة من فرو السمور، أصبحت الآن مجعدة. شعري طويل وعيناي ذهبيتان، و محتقنتان بالدم. قالت موستانج ذات مرة أن لدي وجهًا حادًا، بخدين وأنف يبدوان وكأنهما منحوتان من رخام غاضب. أتجنب المرايا بنفسي. فمن الأفضل أن أنسى القناع الذي أرتديه، القناع الذي يحمل الندبة المائلة للذهبيين الذين يحكمون العوالم من عطارد إلى بلوتو. أنا من الفريدين ذوي الندبة. الأقسى والألمع بين بني البشر. لكنني أفتقد أطيبهم. تلك التي طلبت مني البقاء بينما كنت أودعها وأودع المريخ من شرفتها قبل عام تقريبًا. موستانج. أعطيتها خاتمًا ذهبيًا عليه نقش حصان كهدية وداع، وأعطتني نصلًا منجليًا. يا لها من هدية مناسبة.
طعم دموعها أصبح باهتًا في ذاكرتي. لم أسمع عنها منذ أن غادرت المريخ. والأسوأ من ذلك، لم أتلق أي خبر من أبناء أريس منذ أن فزت في معهد المريخ قبل أكثر من عامين. قال الراقص إنه سيتصل بي بمجرد تخرجي، لكنني تُركت هائمًا وسط بحر من الوجوه الذهبية.
هذا بعيد كل البعد عن المستقبل الذي تخيلته لنفسي عندما كنت صبيًا. بعيد كل البعد عن المستقبل الذي أردت أن أصنعه لشعبي عندما سمحت للأبناء بنحتي. اعتقدت أنني سأغير العوالم. أي أحمق شاب لا يعتقد ذلك؟ بدلًا من ذلك، ابتلعتني آلية هذه الإمبراطورية الشاسعة وهي تمضي قدما بلا رحمة.
في المعهد، دربونا على البقاء والغزو. هنا في الأكاديمية علمونا الحرب. والآن يختبرون إتقاننا. أقود أسطولًا من السفن الحربية ضد ذهبيين آخرين. نقاتل بذخائر وهمية ونشن غارات من سفينة إلى أخرى على طريقة القتال الفضائي للذهبيين. لا داعي لتدمير سفينة تكلف الناتج السنوي الإجمالي لعشرين مدينة عندما يمكنك إرسال سُفُن التصاق مليئة بالأوبسديان والذهبيين والرماديين للاستيلاء على أجهزتها الحيوية وجعلها غنيمتك.
وسط دروس القتال الفضائي، غرس فينا معلمونا مبادئ عرقهم. القوي وحده من ينجو. واللامع وحده من يحكم. ثم تركونا لندبر أمورنا بأنفسنا، نقفز من كويكب إلى آخر، نبحث عن الإمدادات والقواعد، ونطارد زملائنا الطلاب حتى لا يتبقى سوى أسطولين.
ما زلت ألعب الألعاب. وهذه هي الأكثر فتكًا حتى الآن.
“إنه فخ”، يقول روكي من جواري. شعره طويل، مثلي، ووجهه ناعم كوجه امرأة وهادئ كفيلسوف. القتل في الفضاء يختلف عن القتل على الأرض. وروكي عبقري في ذلك. يقول أن في الأمر شاعرية. شاعرية في حركة الأفلاك والسفن التي تبحر بينها.
يناسب وجهه الزُرق الذين يُشغّلون هذه السفن— انهم رجال ونساء ينجرفون كأرواح تائهة عبر القاعات المعدنية، وكلهم منطق ونظام صارم.
“لكنه ليس فخًا أنيقًا كما قد يظن كارنوس”، يتابع.
“إنه يعلم أننا نتوق لإنهاء اللعبة، لذلك سينتظر على الجانب الآخر. سيجبرنا على الدخول في نقطة اختناق ثم يطلق صواريخه. انها طريقة مجربة وموثوقة منذ فجر التاريخ”. يشير روكي بعناية إلى الفضاء بين كويكبين ضخمين، وهو ممر ضيق يجب أن نسلكه إذا أردنا الاستمرار في تتبع سفينة كارنوس الجريحة.
“كل شيء عبارة عن فخ لعين”. يفتح تاكتوس أو راث، النحيل والمتهور، فمه متثائبًا. يسند جسده المهيب على نافذة العرض ويستنشق منشطًا في أنفه من الخاتم الذي في إصبعه. يلقي بالخرطوشة الفارغة على الأرض. “كارنوس يعلم أنه قد خسر. إنه فقط يعذبنا. و يقودنا في مطاردة صغيرة مرحة حتى لا نتمكن من النوم. يا له من وغد أناني”.
“يا لك من قزم صغير، دائمًا ما تنبح وتتذمر”، تسخر فيكترا أو جولي من مكانها بجانب نافذة العرض. شعرها الخشن يتدلى بالكاد متجاوزًا أذنيها المثقوبتين بأقراط من اليشم. انها متهورة وقاسية، ولكن ليس إلى حد مفرط، فهي تحتقر مساحيق التجميل وتفضل الندوب التي اكتسبتها خلال سبعة وعشرين عامًا من عمرها. وهي كثيرة.
عيناها مثقلتان بالنعاس، وغائرتان. فمها الحسي واسع، بشفتين صُممتا لتهمسا بالإهانات. تبدو أشبه بأمها الشهيرة أكثر من أختها غير الشقيقة الصغرى، أنطونيا؛ لكن في قدرتها على إحداث الفوضى العامة تفوق كلتيهما بكثير.
“الفخاخ لا تعني شيئًا”، تعلن. “لقد تحطم أسطوله. لم يتبق لديه سوى سفينة واحدة. ولدينا سبع. ما رأيكم بأن نسحقه فحسب؟”.
“لدى دارو سبع سفن”، يذكرها روكي.
“عفوًا؟” تسأل، منزعجة من التصحيح.
“سبع من سفن دارو لا تزال باقية. لقد وصفتِها بأنها لنا. هي ليست كذلك. إنه الزعيم “.
“الشاعر المتحذلق يضرب من جديد. إنها نفس الفكرة، أيها الفاضل”.
“أن نكون متهورين بدلًا من حكيمين؟” يسأل روكي.
“أنها سبعة ضد واحد. سيكون من المحرج ترك هذا الأمر يطول أكثر من ذلك. لذا، دعونا نسحق وغد بيلونا كصرصور بحذائنا الضخم، نعود إلى القاعدة، ونأخذ مكافآتنا المستحقة من أغسطس العجوز، ومن ثم نذهب لنمرح”. تدير كعبها للتأكيد.
“صحيح، صحيح”، يوافق تاكتوس. “مملكتي مقابل غرام من الغبار الشيطاني”.
“هل هذه جرعتك المنشطة الخامسة اليوم يا تاكتوس؟” يسأل روكي.
“نعم! شكرًا لملاحظتك يا أمي العزيزة! لكنني سئمت من هذا المخدر العسكري. أعتقد أنني أرغب في نوادي المتعة الفاخرة وكميات وفيرة من المخدرات المحترمة”.
“سوف تحترق”.
يصفع تاكتوس فخذه. “عش بسرعة. ومت شابًا. بينما تكون أنت عجوزا هرما مملا، سأكون أنا عبارة عن ذكرى مجيدة لأوقات أفضل وأيام مترفة”.
يهز روكي رأسه. “يومًا ما، يا صديقي الضال، ستجد شخصًا تحبه سيجعلك تضحك على الشخص السخيف الذي كنت عليه يومًا ما. سيكون لديك أطفال. وسيكون لديك عقار. وبطريقة ما ستتعلم أن هناك أشياء أهم من المخدرات والورديات”.
“ يا الهـي ”. يحدق به تاكتوس في رعب تام. “هذا يبدو بائسًا بحق”.
أحدق في شاشة العرض التكتيكية، متجاهلًا مزاحهم.
الفريسة التي نطاردها هي كارنوس أو بيلونا، الأخ الأكبر لصديقي السابق، كاسيوس أو بيلونا، والفتى الذي قتلته في الممر، جوليان أو بيلونا. من تلك العائلة ذات الشعر المجعد، كاسيوس هو الابن المفضل. جوليان كان الأطيب. أما كارنوس؟ ذراعي المكسورة تشهد على ذلك—إنه الوحش الذي يطلقونه من قبوهم لقتل الأشياء.
منذ المعهد، ازدادت شهرتي. لذلك عندما وصلت الأخبار إلى دائرة الثرثرة البنفسجية أن الحاكم الأعلى سيرسلني أخيرًا لمواصلة دراستي، تم إرسال كارنوس أو بيلونا وعدد قليل من أبناء عمومته المختارين بعناية من قبل والدة كاسيوس “للدراسة” أيضًا. تريد العائلة قلبي على طبق. حرفيًا. فقط شارة أغسطس هي التي تمنعهم. مهاجمتي تعني مهاجمته.
في النهاية، لا أهتم كثيرًا بثأرهم أو بعداوة سيدي مع منزلهم. أريد الأسطول حتى أتمكن من استخدامه لأبناء أريس. يا لها من فوضى يمكن أن أسببها. لقد درست خطوط الإمداد، ومحطات الاستشعار، والمجموعات القتالية، ومراكز البيانات—كل نقاط الضغط التي قد تتسبب في ترنح المجتمع.
“دارو…” يقترب روكي. “احذر من غطرستك. تذكر باكس. الكبرياء يمكن أن يقتل”.
“أريده أن يكون فخًا”، أقول لروكي. “دع كارنوس يلتفت ويواجهنا”.
يميل رأسه. “لقد نصبت فخك الخاص له”.
“والآن، ما الذي يجعلك تقول ذلك؟”.
“كان بإمكانك إخبارنا. كان بإمكاني أن—”.
“كارنوس سيسقط اليوم يا أخي. هذه هي الحقيقة البسيطة في الأمر”.
“بالطبع. أريد فقط المساعدة. أنت تعلم ذلك”.
“أعلم”. أكتم تثاؤبًا وأدع عيني تجولان نحو أسفل مركز القيادة من خلفي وأسفلي. يعمل هناك زُرق من درجات عديدة، يشغلون الأنظمة التي تدير سفينتي. يتحدثون ببطء أكثر من أي لون آخر باستثناء الأوبسديان، مفضلين الاتصال الرقمي. هم أكبر مني سنًا، جميعهم خريجو مدرسة منتصف الليل. خلفهم، بالقرب من مؤخرة مركز القيادة، يقف مشاة البحرية الرماديون والعديد من الأوبسديان كحراس. أربت على كتف روكي. “لقد حان الوقت”.
“أيها البحارة”، أنادي على الزُرق في الأسفل. “اشحذوا أذهانكم. هذا هو المسمار الأخير في نعش بيلونا. سنرسل هذا الوغد إلى الفراغ وأعدكم بأعظم هدية بوسعي أن أمنحها—أسبوع من النوم المتواصل. مفهوم؟”.
يضحك عدد قليل من الرماديين بالقرب من مؤخرة مركز القيادة. أما الزُرق فيكتفون بالنقر بمفاصلهم على أدواتهم. سأعطي نصف حسابي المصرفي الضخم، بفضل الحاكم الأعلى، لرؤية أحد هؤلاء الشاحبين يبتسم.
“كفى تأخيرًا”، أعلن. “المدفعيون إلى مواقعهم. روكي، اجمع المدمرات. فيكترا، اهتمي بالتصويب. تاكتوس، انشر الدفاع. سننهي هذا الآن”. أنظر إلى قائد الدفة الشاحب. الذي يقف في وسط الحفرة تحت منصة قيادتي وسط خمسين آخرين. الوشوم الرقمية المتعرجة التي تميز رؤوس الزُرق الصلعاء وأيديهم العنكبوتية تتوهج بظلال خفية من اللون اللازوردي والفضي بينما يتزامنون مع أجهزة الكمبيوتر في السفينة. تصبح عيونهم بدون تركيز حيث تعود الأعصاب البصرية إلى العالم الرقمي. يتحدثون فقط من باب المجاملة لنا. “يا قائد الدفة، شغل المحركات بنسبة ستين بالمائة”.
“أمرك، سيدي “. يلقي نظرة على شاشة العرض التكتيكية، وهي صورة مجسمة كروية تطفو فوق رأسه، صوته كصوت آلة.
“انتبه، تركيز المعادن في الكويكبات يمثل صعوبة في تقييم قراءات الطيف. نحن شبه عاجزين عن الرؤية. يمكن لأسطول أن يختبئ على الجانب الآخر من الكويكبات”.
“ليس لديه أسطول. تقدموا نحو الثغرة”، أقول. تهدر محركات السفينة. أومئ برأسي لروكي وأقول، “هُنا تَكْمُنُ الأُسُودُ“. انها كلمات سيدنا، نيرو أو أغسطس، الحاكم الأعلى للمريخ، الثالث عشر ممن حمل هذا الاسم. يردد أمراء حربي العبارة.
هُنا تَكْمُنُ الأُسُودُ.
……
وبهذا نفتتح معًا الكتاب الثاني من السلسلة. وأعترف لكم أنّ ترجمته لم تكن سهلة، بل شاقّة ومرهقة في كثير من المواضع، لذلك — مبدئيًا — ستكون وتيرة النشر فصلًا واحدًا كل يومين.
وبحكم أنّي قرأت العمل كاملًا، أنصح القرّاء الجدد أن يقوموا بتجميع فصول المجلد الأول وقراءته دفعة واحدة؛ فصحيح أنّ هناك من يرى إيقاعه أبطأ قليلًا في بداياته، لكنه حجر الأساس لبناء العالم والأحداث القادمة. أمّا الحماس الحقيقي، فيبدأ بوضوح من الفصل الثالث عشر، ثم لا يكاد يتوقف بل يتصاعد حتى يصل إلى ذروته في نهاية الكتاب الثاني.
إلى أن نلتقي في الفصل القادم، أستودعكم الله.
إن وجدتم أيّ أخطاء لغوية أو إملائية أو نحوية أو صرفية أو غيرها، فلا تترددوا في الإشارة إليها في قسم التعليقات. ملاحظاتكم محل تقدير كبير، وتساعدني على تقديم عمل أدق وأفضل جودة. شكرًا لقراءتكم واهتمامكم!
ترجمة [Great Reader]
✨ عضوية مميزة في فضاء الروايات ✨
🚫📢 تخلّص من الإعلانات المزعجة
💖 استمتع بتجربة قراءة سلسة ومميزات حصرية مقابل مبلغ رمزي
📌 ملاحظة: أرسل اسمك في الموقع عند الدفع ليتم تفعيل العضوية ✅
جميع ما يتم ترجمته في الفصول منسوب إلى المؤلفين، ونحن بريئون من أي معانٍ تخالف العقيدة أو معانٍ كفرية وشركية.
هذا مجرد محتوى ترفيهي فلا تدعه يؤثر عليك أو يلهيك عن دينك.
استغفر اللـه وأتوب إليه.